بسم الله الرحمن الرحيم


اقتباس المشاركة 5997 من موضوع بارك الله على المهديّ المنتظَر وكافة الأنصار وجميع المسلمين شهر ليلة القدر ..


- 1 -
الإمام ناصر محمد اليماني
29 - 08 - 1430 هـ
21 - 08 - 2009 مـ
10:51 مساءً
ــــــــــــــــــــ



بارك الله على المهديّ المنتظَر وكافة الأنصار وجميع المسلمين شهر ليلة القدر ..

فهل قط أبدر القمر بعد مرور اثني عشر يوماً؟

بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ ﴿١٨٠﴾ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ ﴿١٨١﴾ وَالْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿١٨٢﴾} صدق الله العظيم [الصافات].

وقال الله تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّـهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّـهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴿١٨٥﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

من المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني إلى كافة المسلمين من العالمين، بارك الله عليكم شهر رمضان الذي أنزل الله فيه القرآن وتقبل الله صيامكم وقيامكم وغفر الله ذنوبكم ووضع عنكم وزركم وأنار بصيرتكم. واتَّبِعوا كتاب الله الذكر المحفوظ من التحريف وذروا ما خالفه خيراً لكم يا معشر المسلمين حُجّة الله عليكم بالحقّ، وقال الله تعالى: {وَهَـٰذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴿١٥٥﴾ أَن تَقُولُوا إِنَّمَا أُنزِلَ الْكِتَابُ عَلَىٰ طَائِفَتَيْنِ مِن قَبْلِنَا وَإِن كُنَّا عَن دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ ﴿١٥٦﴾ أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَىٰ مِنْهُمْ ۚ فَقَدْ جَاءَكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ ۚ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ اللَّـهِ وَصَدَفَ عَنْهَا ۗ سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ ﴿١٥٧﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

وكذلك ذِكركم يا معشر البشر جميعاً إلى يوم الدين تصديقاً لقول الله تعالى: {لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ ۖ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴿١٠﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].

أي ذِكرٌ للبشر تصديقاً لقول الله تعالى: {فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ ﴿٢٦﴾ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ ﴿٢٧﴾ لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ ﴿٢٨﴾} صدق الله العظيم [التكوير].

وإن يكفر بآيات الله في محكم كتابه ولم يتّبعها الكفار الأولين فقد وكّل الله بآيات كتابه قوماً آخرين ليسوا بها بكافرين تصديقاً لقول الله تعالى: {فَإِن يَكْفُرْ بِهَا هَـٰؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَّيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ ﴿٨٩﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّـهُ ۖ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ۗ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا ۖ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْعَالَمِينَ ﴿٩٠﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

وإنّما هو ذكرٌ للمؤمنين به ويعرض عنه الكافرين تصديقاً لقول الله تعالى: {كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴿٢﴾ اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ ۗ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ ﴿٣﴾ وَكَم مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَائِلُونَ ﴿٤﴾ فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْ إِذْ جَاءَهُم بَأْسُنَا إِلَّا أَن قَالُوا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ﴿٥﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

ذلكم القرآن العظيم المحفوظ من التحريف تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا كَانَ هَـٰذَا الْقُرْآنُ أَن يُفْتَرَىٰ مِن دُونِ اللَّـهِ وَلَـٰكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ ﴿٣٧﴾ أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ ۖ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللَّـهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣٨﴾ بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ ۚ كَذَٰلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۖ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ ﴿٣٩﴾} صدق الله العظيم [يونس].

ذلكم القرآن حُجّة الله على الناس تصديقاً لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ﴿٥٧﴾ قُلْ بِفَضْلِ اللَّـهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ ﴿٥٨﴾} صدق الله العظيم [يونس].

ذلك القرآن العظيم حبل الله من اعتصم به أخرجهُ الله به من الظلمات إلى النور وهُديَ إلى صراطٍ مستقيم تصديقاً لقول الله تعالى: {الر ۚ كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَىٰ صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ﴿١﴾ اللَّـهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ وَوَيْلٌ لِّلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ ﴿٢﴾} صدق الله العظيم [إبراهيم].

تذكرة لمن يخشى الله الواحد القهار من البشر تصديقاً لقول الله تعالى: {مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَىٰ ﴿٢﴾ إِلَّا تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَىٰ ﴿٣﴾ تَنزِيلًا مِّمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى ﴿٤﴾ الرَّحْمَـٰنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَىٰ ﴿٥﴾} صدق الله العظيم [طه].

فما لكم عن داعي التذكرة معرضون؛ كأمثال الكفار به من قبل؟ تصديقاً لقول الله تعالى: {فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ ﴿٤٩﴾ كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُّسْتَنفِرَةٌ ﴿٥٠﴾ فَرَّتْ مِن قَسْوَرَةٍ ﴿٥١﴾} صدق الله العظيم [المدثر].

ألم تفهموا آيات الكتاب المحكمات؟ وقال الله تعالى: {وَكَذَٰلِكَ أَنزَلْنَاهُ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَأَنَّ اللَّـهَ يَهْدِي مَن يُرِيدُ ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم [الحج].

وهو كتاب الله لهداية الناس أجمعين تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ ۖ فَمَنِ اهْتَدَىٰ فَلِنَفْسِهِ ۖ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا ۖ وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ ﴿٤١﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

فلمَ أنتم معرضون عنه وتأبون أن تحاجّوني به؟ أم إنّكم به لكافرون يا معشر المعرضين عن الداعي إلى القرآن العظيم؟ وقال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ ۖ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ ﴿٤١﴾ لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ۖ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ﴿٤٢﴾ مَّا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِن قَبْلِكَ ۚ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ ﴿٤٣﴾ وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَّقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ ۖ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ ۗ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ ۖ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى ۚ أُولَـٰئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ ﴿٤٤﴾} صدق الله العظيم [فصلت].

ومن أعرض عن الذكر فحتماً يتّبع شيطاناً مريداً يضلّه عن ذكر القرآن العظيم ويهديه إلى عذاب السعير ثم يتمنى أنه لو اتّبع الذكر الذي بعث اللهُ به خاتمَ الأنبياء النبيّ الأميّ محمد رسول الله - صلَّى الله عليه وآله وسلّم - إلى ذكر للناس كافة، وقال الله تعالى: {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا ﴿٢٧﴾ يَا وَيْلَتَىٰ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا ﴿٢٨﴾ لَّقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي ۗ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا ﴿٢٩﴾} صدق الله العظيم [الفرقان].

ويا معشر البشر؛ إنّي المهديّ المنتظَر قَدَرُ بعثي مع أحد أشراط الساعة الكُبر حين دخول البشر في عصر الحوار من قبل الظهور من قبل مرور كوكب سقر وأدركت الشمس القمر نذيراً للبشر من قبل أن يسبق الليل النهار بسبب مرور ما تسمّونه بالكوكب العاشر وهو نار الله الكبرى سقر اللواحة للبشر، وكانت غُرَّة شهر رمضان الأولى في الكتاب هي الخميس وغرّة صيامه هي الجمعة ولكنّكم أعرضتم عن اتّباع الذّكر ورفضت المحكمة العليا شهود رؤية هلال المستحيل وصاموا السبت وكان من المفروض أن يقدِّروا لشهر رمضان تقديراً من خلال مراقبة منازل شعبان المُنصرم فيعلموا أنّ الإثنين من شعبان هو حقاً كان الخميس فيتحرّوا شهر شعبان بعد غروب شمس الأربعاء ليلة الخميس، وإن غمَّ عليهم فيتمّوا شعبان ثلاثين يوماً بالخميس، فيصوموا الجمعة، وبما أنّ غُرَّة رمضان التي اجتمع فيها القمر بالشمس وهو هلال هي الخميس وعليه فإنّ أوّل ليالي الإبدار سوف يشهدها البشر بعد مرور ليس إلا اثني عشر يوماً من صيامهم ومن بعد غروب شمس الأربعاء أوّل ليالي الإبدار تجدونها ليلة الخميس بعد غروب شمس الأربعاء ليلة الخميس وكذلك الجمعة والإبدار الأخير ليلة السبت؛ بمعنى أنّ ليالي الإبدار للناظر بالبصر من كافة البشر لشهر رمضان 1430 هي ليلة الخميس وليلة الجمعة وليلة السبت؛ بمعنى إنّ غُرَّة صيام رمضان الحقّ حسب الرؤيّة الشرعيّة هي الجمعة برغم أنّ هلال رمضان ولد يوم الأربعاء وغرب قبل غروب شمس الأربعاء وهو في حالة إدراك ثم اجتمع بالشمس وقد هو هلال في ظهيرة يوم الخميس فأصبحت غُرَّة رمضان هي الجمعة بإتمام الخميس ثلاثون يوماً، ولكنّ أكثركم يجهلون ولهذا السبب حتماً لا شكّ ولا ريب تجدون بدْء الاكتمال للبدر يحدث بعد مرور اثني عشر يوماً فقط! فهل قط أبدر القمر بعد مرور اثني عشر يوماً، فهل يحدث لكم ذكراً؟ بمعنى أنّكم سترون وجه القمر قد استدار مُبكراً بعد مرور اثني عشر يوم من صيامكم فتكون أوّل ليالي شبه البدر المُكتمل هي ليلة الخميس، ومعنى قولي شبه البدر لأنّها لا تنقصه إلا بضع ساعات ولن تؤثر على استدارة وجه القمر والإبدار الكامل تجدونه ليلة الجمعة ويبدأ بالتناقص قليلاً ليلة السبت فهل يحدث لكم ذلك ذكراً؟ وأخشى عليكم ما أخشى من الله في أحد ليالي رمضان ولا نعلن بتحديده وتأكيده علَّه لا يحدث محاولة لإنقاذكم بآية الإدراك، ويتبيّن لكم الحقّ من خلال انتفاخ أهلّة رمضان 1430.

ويا معشر البشر، أقسمُ بالله الواحد القهار ما أعلنت لكم بآية الإدراك من ذات نفسي، أفلا تتّقون! وبارك الله على الأنصار السابقين الأخيار كافة ليالي رمضان وعلى جميع المسلمين.

وختام بياني هذا أختمه بالقول الحقّ لمن لا ينطق عن الهوى محمد رسول الله - صلَّى الله عليه وآله وسلّم - الذي علّم البشر المؤمنين بالذكر من قبل أن يبعث الله المهديّ المنتظَر أنّ من أشراط الساعة الكبر انتفاخ الأهلّة، وما أرجوه من المسلمين والناس أجمعين من الذين لا يوقنون أنّي المهديّ المنتظَر وأنّ الشمس أدركت القمر أن يقوموا بتطبيق حديث محمدٍ رسول الله - صلَّى الله عليه وآله وسلّم - فينظروا إلى هلال رمضان بعد أن يأكلوا التمرات المباركات بعد صيام أول يوم حسب إعلان المحكمة العليا السبت، فهل قط شاهدوا الهلال بذلك الحجم بعد غروب شمس صومهم الأول؟ ثم يحكموا بالحقّ بين المهديّ المنتظَر وعلماء الفلك وأتباعهم من المحكمة العليا غفر الله لهم فإنهم لا يعلمون وأرجو من الله أن لا يصيبهم بأذى، فليس هدفي هلاكهم ولا هلاك أحدٍ من المسلمين؛ بل المنقذ لهم رحمة لهم من الله وللناس أجمعين إلا من أعرض عن رحمة الله بعدما تبين له أنّ ناصر محمد اليماني ينطق بالحقّ ويهدي إلى صراطٍ مستقيم؛ أولئك هم شياطين البشر لا يزيدهم البيان الحقّ للذكر إلا رجساً إلى رجسهم؛ أولئك هم شياطين البشر ألدّ أعداء الله ورسوله والمهديّ المنتظَر إلا من تاب وأناب حتى لو كان إبليس لوجد رحمة الله وسعت كلّ شيء، حتى إبليس لو يتوب إلى الله متاباً فلا يتكبر كما فعل في عصر خليفة الله الأول من البشر سيدنا آدم عليه أفضل الصلاة و السلام.

ولربّما يودُّ أحد أن يقاطعني فيقول: "وكيف تريد من الله أن يغفر لإبليس؛ بل لا يغفر الله له مهما تاب ومهما أناب، فكيف يغفر الله له وهو عدوّ لله آلاف السنين وتسبّب في ضلال كثير من البشر؟". ثم يردّ عليه المهديّ المنتظَر وأقول له: هل تؤمن أنّ الشيطان المُبلس من رحمة الله ليس إلا عبدٌ من عباد الله الذين أسرفوا على أنفسهم؟ بلى! وليس المهديّ المنتظَر هو من أنزل هذا الإعلان الشامل بالدعوة لكافة عباد الله إلى رحمة الله لكافة عباد الله من الجنّ والإنس أجمعين؛ بل الله من أعلن بهذا الإعلان العظيم فجعله في مُحكم القرآن العظيم، وأمرنا أن نقول لهم قول الله لهم بالحقّ: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّـهِ ۚ إِنَّ اللَّـهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴿٥٣﴾ وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ ﴿٥٤﴾ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ﴿٥٥﴾ أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ﴿٥٦﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

ويا معشر الجنّ والإنس؛ إنّي الإمام المهديّ إلى رحمة الله التي وسعت كلّ شيء فاستجيبوا لداعي رحمة الله فلن تجدوا أحداً هو أرحم بكم من الله أرحم الراحمين، ومن أعرض عن داعي رحمة الله فقد ظلم نفسه ظلماً عظيماً أعظم من ظلمه لنفسه بذنوبه مهما كانت، بل اليأس من رحمة الله والاستمرار فيما يغضب الله يأساً من رحمته لمن أعظم الذنوب عند الله لأن اليائسين لم يعرفوا ربّهم الله أرحم الراحمين، ومن كان في هذه أعمى عن ربّه فهو في الآخرة أعمى وأضلّ سبيلاً، فاتّقوا الله يا عباد الله فلن يغنوا عنكم أولياؤكم الذين تزعمون من دون الله شيئاً، واللِه لا أعلمُ لكم بحَلٍّ يُنقذكم من عذاب الله في الدنيا والآخرة غير رحمة الله في ذات نفسه ذلك لأنّ الله هو حقاً أرحم الراحمين على الإطلاق. فيا عجبي من الذين يرجون رحمة شفعائهم بين يدي الله ليشفعوا لهم بين يدي من هو أرحم بعباده منهم! كلا ثم كلا، وأقسمُ بالله العظيم من يحيي العظام وهي رميم لا يتجرّأ أحدٌ من خلق الله جميعاً أن يجادل الله في عباده فيسأله الشفاعة لهم يوم يقوم الناس لربّ العالمين تصديقاً لقول الله تعالى: {هَا أَنتُمْ هَـٰؤُلَاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَن يُجَادِلُ اللَّـهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَم مَّن يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا ﴿١٠٩﴾} صدق الله العظيم [النساء].

وهذه الآية نزلت إلى محمدٍ رسول الله - صلَّى الله عليه وآله وسلّم - حين كان يستغفر الله لطائفةٍ من المسلمين الذين لم يتوبوا إلى الله متاباً ولا خير فيهم لأنفسهم ولا لأمتهم من الذين يقلبون له الأمور والمرجفين في المدينة، وقال الله تعالى: {إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللَّـهُ لَهُمْ} صدق الله العظيم [التوبة:80].

ثم قال الله تعالى: {هَا أَنتُمْ هَـٰؤُلَاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَن يُجَادِلُ اللَّـهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَم مَّن يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا ﴿١٠٩﴾} صدق الله العظيم.

ويا أمّة الإسلام؛ لمَ تعرضون عن الدّاعي إلى الله؟ فما دَعَوتُكم إلى هُبل واللات والعزّى ولا إلى يغوث ويعوق ونسر؛ بل أدعو الناس إلى عبادة الله وحده لا شريك له ليؤمنوا أن ليس لهم غير رحمة الله وأنّهم لا ولن يجدوا لهم من دون الله وليّاً ولا شفيعاً، أفلا تتذكرون؟ وأنذركم بمحكم كلام الله في القرآن العظيم كما أمر الله تصديقاً لقول الله تعالى: {وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ ۙ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴿٥١﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

خليفة الله الذليل على المؤمنين الداعي إلى رحمة الله لعباد الله أجمعين في عصر أشراط الساعة الكبرى؛ الإمام المهديّ إلى رحمة الله وعظيم نعيم رضوان نفسه على عباده؛ عبد النعيم الأعظم؛ ناصر محمد اليماني.
____________________
اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..