======== اقتباس =========
اقتباس المشاركة 51389 من موضوع ردود الإمام على نسيم وطريد وعلم الجهاد: دحض الشُبهات بحُجةٍ وإثباتٍ..
- 16 -
الإمام ناصر محمد اليماني
06 - 02 - 1430 هـ
02 - 02 - 2009 مـ
11:49 مساءً
ــــــــــــــــــــ
أشهدُ لله أنّي من أولياء الله ورسولِه أُعادي من عاداه ووليٌّ لمن والاه..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمُرسلين والتابعين للحقّ إلى يوم الدين، وبعد..
قال الله تعالى: {الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُمْ مِنَ الأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى (32)} صدق الله العظيم [النجم].
وقال الله تعالى: {فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً} صدق الله العظيم [النور:61].
وغرّك يا نسيم الكلمة المُتشابهة في قول الله تعالى: {فَلا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى} صدق الله العظيم [النجم:32]، وتقول إنّ المقصود الشخص نفسه أنْ لا يقول إنّي أخاف الله ولا يقول أنّه من أولياء الله ولا يقول أنّه من حزب الله ولا يقول أنّه مع الحقّ ولا يقول أنّه نبيٌّ ولا رسولٌ في زمن الأنبياء إذا كان حقاً نبياً ورسولاً ولا يقول أنه المهديّ المنتظر إذا كان الحقّ المبعوث من ربِّه! بحسب فتواك سارية المفعول وها أنت تُخالف فتواك فتزكي نفسك وتقول: "إني أخاف الله" وزكيت نفسك وخالفت فتواك الباطلة! والجميل منك أنّك خالفت فتواك الباطلة إلى الحقّ وقلت: "إني أخاف الله" وزكيّت نفسك بأنّك تخاف الله، ولا أنكر عليك شهادتك لنفسك ولكن الله أمرني أن لا أُزكّيك فأتّبعك بغير علمٍ ولا هدًى ولا كتابٍ منيرٍ. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَلا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى} صدق الله العظيم [النجم:32].
أي أنّ الله أعلم بك من عبده، أم إنّك لا تعلم ما هي التزكيّة؟ إنّها الشهادة يا نسيم أنّ نسيم هذا رجل صالح وما دام يدعو إلى الاتّباع فلنتّبعه ولن أزكيك وأقول إنّك لا يمكن أن تفتري على الله كذباً فالله أعلم بك، ولم يأمرني الله أن أصدِّقك فأتّبعك لأني أراك من المُتقين؛ بل أقول لك ما أمرني الله به: {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ} صدق الله العظيم [البقرة:111].
وكذلك قول الله تعالى: {قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إنْ تَتَّبِعُونَ إلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إلَّا تَخْرُصُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:148].
وغرك المُتشابه: {فَلا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى} صدق الله العظيم [النجم:32]، وغرّك قوله {أَنفُسَكُمْ}، أفلا تعلم أنه يقصد بعضكم بعضاً ولا يقصد ذاتكم؟ وذلك لأنّ من الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا وهو ألدّ الخصام، فلا تتبعه ما لم يأتيك بعلمٍ وسلطانٍ من الرحمن.
وأما قول الله تعالى: {فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً} صدق الله العظيم [النور:61]، أي فإذا دخلتم بيوتاً فسلِّموا على أنفسِكم؛ أي أهلِها من أنفسِكم. وقال الله تعالى: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنْفُسِكُمْ} صدق الله العظيم [التوبة:128].
إذاً معنى أنفسكم أي منكم، من بني جنسكم. وقال الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا (64) فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا (65) وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُواْ مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلاَّ قَلِيلٌ مِّنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُواْ مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا (66) وَإِذاً لَّآتَيْنَاهُم مِّن لَّدُنَّـا أَجْراً عَظِيمًا (67) وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا (68)} صدق الله العظيم [النساء].
وإذا سألتك عن البيان لقوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ} صدق الله العظيم [النساء:66].
فهل ترى أنّ الله أمرهم بقتل أنفسهم أم بقتل بعضهم بعضاً؟ أي اليهودي المؤمن إذا كان حقاً مؤمناً وخرج مع رسول الله وقاتل اليهود وهو صادق قلباً وقالباً فسوف يؤتيه الله أجراً عظيماً ويهديه صراطاً مُستقيماً. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُواْ مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلاَّ قَلِيلٌ مِّنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُواْ مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا (66) وَإِذاً لَّآتَيْنَاهُم مِّن لَّدُنَّـا أَجْراً عَظِيمًا (67) وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا (68)} صدق الله العظيم [النساء].
ولا يأمر الله ولا رسوله أحداً بقتل نفسه. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (29) وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً (30)}صدق الله العظيم [النساء].
إذاً البيان الحقّ لقول الله تعالى: {فَلا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى} صدق الله العظيم [النجم:32]؛ من المُتشابه ويظنّ الذين لا يعلمون أنه يقصد الشخص نفسه ولكنه يقصد بعضكم بعضاً فتقول بل الاتّباع بالعلم وليس لأنك تزكي إِمامَك وترى أنه تقي، كلا، بل بالعلم تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَـٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا (36)} صدق الله العظيم [الإسراء].
وأما بالنسبة للمُباهلة فقد أعرض عنها نصارى نجران لأنهم يخشون أنّ مُحمداً رسول الله هو الحقّ من ربهم، وجميل منك أن تخاف الله، بمعنى أنّ فيه أملاً أن يهديك الله الصراط المُستقيم، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين.
وأما بالنسبة للتواطؤ فهو التوافق، بمعنى أنّ اسم محمد يوافق في اسم (ناصر محمد) وجعل الله موضع التوافق في اِسمي في اِسم أبي لكي يحمل الاسم الخبر وراية الأمر، ولم يجعل الله الحجّة في الاسم حتى ولو أنزل الله اِسمي في نَصّ القرآن ناصر محمد لما حاجَجْتكم به وذلك لأنكم سوف تحاجّونني من ذات القرآن وتقولون: "قال الله تعالى: {وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسمه أَحْمَدُ} صدق الله العظيم [الصف:6]، ومن ثم جاء اسمه محمد، إذا يا ناصر محمد اليماني حتى ولو كان اِسمك مذكوراً في القرآن فليست الحجّة لك علينا في الاسم، بل في العلم"، ومن ثم أقول: صدقتم برغم أنّ محمداً رسول الله هو ذاته أحمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وله اِسمان في الكتاب، وإنّما لكي يعلم النصارى والمُسلمون واليهود أنّ الله لم يجعل الحجّة في الاسم بل في العلم.
وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
الإمام المهديّ المنتظر ناصر محمد اليماني.
ــــــــــــــــــ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد ﷺ، وعلى آله وصحابته الطيبين الطاهرين و على خليفة الناصر لدين محمد ﷺ، اللهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين أجمعين و الضالين من عباده، أما بعد:
كان رسول الله ﷺ يقول: اللهم، إني أعوذ بك من العجز والكَسَل والهرم، والجُبن والبخل، اللهم، آت نفسي تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها، اللهم إني أعوذ بك من قَلْب لا يخشع، ومن نَفْس لا تشبع، وعِلْم لا ينفع، ودعوة لا يستجاب لها،
و تأملت جهاد النفس، فرأيته أعظم الجهاد ; تأملت حرص النفس على ما منعت منه، فرأيت حرصها يزيد على قدر قوة المنع.ورأيت في السرب١ الأول: أن آدم عليه السلام لما نهي عن الشجرة، حرص عليها مع كثرة الأشجار المغنية عنها.وفي الأمثال: المرء حريص على ما منع، وتوافق إلى ما لم ينل، ويقال: لو أمر الناس بالجوع، لصبروا، ولو نهوا عن تفتيت البعر؛ لرغبوا فيه،
وقالوا: ما نهينا عنه إلا لشيء. وقد قيل:......................أَحَبُّ شَيْءٍ إِلَى الإِنْسَانِ مَا مُنِعَا.
قول ابن الجوزي، في كتابه الماتع الذائع الرائع (صيد الخاطر) يقول رحمه الله ـ وهو يحكي مشاعر إنسان يعيش هذه الحال مع النصوص الشرعية ـ:
"قدرتُ مرة على لذة ظاهرها التحريم، وتحتمل الإباحة، إذ الأمر فيها متردد، فجاهدت النفس فقالت: أنت ما تقدر فلهذا تترك! فقارِبِ المقدورَ عليه، فإذا تمكنتَ فتركتَ، كنت تاركاً حقيقة! ففعلتُ وتركتُ، ثم عاودت مرة أخرى في تأويل أرتني فيه نفسي الجواز ـ و إن كان الأمر يحتمل ـ فلما وافقتها أثّر ذلك ظلمه في قلبي؛ لخوفي أن يكون الأمر محرماً، فرأيت أنها تارةً تقوى عليّ بالترخص والتأويل، وتارةً أقوى عليها بالمجاهدة والامتناع، فإذا ترخصتُ لم آمن أن يكون ذلك الأمر محظوراً، ثم أرى عاجلاً تأثير ذلك الفعل في القلب، فلما لم آمن عليها بالتأويل،... إلى أن قال رحمه الله: فأجود الأشياء قطع أسباب الفتن، وترك الترخص فيما يجوز إذا كان حاملاً ومؤدياً إلى ما لا يجوز "(2) انتهى كلامه رحمه الله.
و نزيد من بحر العلم من [ اقتباس من بيانات الإمام ناصر محمد اليماني صلواتي ربي عليه ]
======== اقتباس =========
======== اقتباس =========
اقتباس المشاركة 366078 من موضوع معنى النفس بمن زكاها ومن دساها من البيان
اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..
======== اقتباس =========
- - - تم التحديث - - -
نبيٌّ يتشفع لولده من العذاب في محكم الكتاب ..
الإمام ناصر محمد اليماني
18 - 09 - 1431 هـ
28 - 08 - 2010 مـ
07:54 صباحاً
[ لمتابعة رابط المشاركة الأصليّة للبيان ]
https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=7277
ــــــــــــــــــــــــ
نبيٌّ يتشفّع لولده من العذاب في مُحكم الكتاب ..
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ {وَنَادَىٰ نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ ﴿٤٥﴾} صدق الله العظيم [هود].
فقد ارتكب خطأً في حقّ ربّه بغير قصدٍ من رسول الله نوحٍ عليه الصلاة والسلام، فقد ألهَتْهُ الرحمة بولده عن التفكّر في حال ربّه فيقول: إذا كان هذا هو حالي فكيف حال الله أرحم الراحمين؟
وبما أنّ نوح كان يجهل سرّ الشفاعة بين يدي الربّ لعباده من عذابه فقد سأل الله ما ليس له به علمٌ وهو سرّ الشفاعة ولكنّه لم يقل صواباً؛ بل كان يشكو إلى ربّه رحمة الوالد بولده، وقال: {وَنَادَىٰ نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ} صدق الله العظيم، فنسي حال من هو أرحم بعبده من الوالد بولده؛ الله أرحم الراحمين، فأخطأ في حقّ ربّه كونه تجرَّأ أن يشفع بين يدي ربّه لولده من عذاب الله! ولذلك كان في ردّ الله لنبيّه نوحٍ عليه الصلاة والسلام شيءٌ من الغِلظة فقال: {فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۖ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ﴿٤٦﴾} صدق الله العظيم [هود].
فأدرك رسول الله نوح أنّه تجرّأ على الشفاعة بين يدَي ربّه وهو لا يحقّ له، وعلِم أنّها ليس كما يعتقد بأنّ العبد يمكن أن يشفع لأهله بين يدَي ربّه، ولذلك أدرك نوحٌ خطأه عليه الصلاة والسلام، وقال الله تعالى: {فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۖ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ﴿٤٦﴾ قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ ۖ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِينَ ﴿٤٧﴾} صدق الله العظيم [هود].
فهل تعلمون يا أحبّتي الأنصار ما يقصد الله تعالى بوعظه لنبيّه نوحٍ بقوله تعالى: {إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ} صدق الله العظيم؟ ويقصد إنّي أعظك أن تكون من الجاهلين الذين يعتقدون الشفاعة للعبيد بين يدي الربّ المعبود، وليس له علم عن سرّ الشفاعة، ولذلك قال الله تعالى: {فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۖ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ﴿٤٦﴾ قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ ۖ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِينَ ﴿٤٧﴾} صدق الله العظيم، وقد علم الله أنّ نبيّه نوح سوف يسأل الشفاعة بين يدي ربّه من العذاب لولده، ولذلك قال الله لنبيّه من قبل: {وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا ۚ إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ ﴿٣٧﴾} صدق الله العظيم [هود].
ولكنّ نبيّ الله نوح تجرَّأ بين يدي ربّه وسأله الشفاعة لولده، ولكنّه ليس له علمٌ بسرّ الشفاعة، ولذلك لم يشفع إلا لمن ظنَّ أنّه ولده، ولو أنّه قال: "اللهم إنك أرحم بقومي مني وأرحم بولدي مني لأنك أرحم الراحمين، اللهم إن آمنوا فاكشف عنهم العذاب برحمتك يا أرحم الراحمين" إذاً لاستجاب الله وكشف عنهم العذاب ثم يؤمنوا برسول الله نوح عليه الصلاة والسلام أجمعين فيمتعهم الله إلى حينٍ كما فعل الإمام المهديّ فدعا ربّه إن آمن الناس بعد أن يغشاهم العذاب من الدخان المبين أن يكشف عنهم العذاب برحمته التي كتب على نفسه فهو أرحم بعباده من عبده ووعده الحقّ وهو أرحم الراحمين، ولذلك سوف يجيب الله دعوة عبده فيكشف عن الناس العذاب حين يؤمنون برغم أنّ الإيمان لا ينفع حين رؤية العذاب، سُنَّة الله في الكتاب، ولكن تقبل الله دعاء الإمام المهديّ وزمرته المُكرّمين.
فبوركتَ يا ابن عمر ومعشر الأنصار السابقين الأخيار وبورك آخرون لا تحيطون بهم علماً من الأنصار المُكرّمين.
وسلامٌ على المرسَلين، والحمد لله ربّ العالمين ..
أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
____________
- - - تم التحديث - - -
======== اقتباس =========