بسم الله الرحمن الرحيم , والصلاة والسلام على تاج المرسلين , وقائد الغر المحجلين , سيدنا محمد وعلى آله أجمعين , بدءا بأبى الحسن والحسين , وختما بصاحب علم الكتاب المبين , و محيى أصول الدين , وحجة الله على الآخرين , الامام ناصر محمد اليمانى . السلام على اخوتى الأنصار وعلى كافة الزوار . أوصانا رسول الله صلى الله عليه وسلم , بأن نعرف لأهل الفضل أقدارهم , وأن نقيم لهم مقاماتهم . فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم , يجل السابقين الأولين من المسلمين , ويحفظ لهم قدرهم , ويضعهم فى المقام الذى يليق بهم , بسبب سبقهم للناس فى نصرة دين الله . وسار خلفاؤه الراشدين على نهجه فى ذلك . كذلك بين رسول الله صلى الله عليه وسلم , فضل المنفقين فى سبيل الله . فلما أشتكى فقراء المسلمين , بأنه ليس لهم أموال لينفقوها فى سبيل الله , بين لهم أنه بكل تسبيحة صدقة , وبكل تحميدة صدقة , وأمر بالمعروف صدقة , ونهى عن المنكر صدقة , الى آخر صنوف البر , وأنواع الذكر . ففرح الفقراء . ولكن الأغنياء سمعوا بذلك , فنافسوا الفقراء فى أبواب الخير تلك . فرجع الفقراء الى رسول الله مرة أخرى , واشتكوا اليه تفوق الأغنياء العابدين المتصدقين عليهم , فلم يجد رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم , الا أن يقول : ( ذلك الفضل لله يؤتيه من يشاء ) . ومثل هذا الفضل , وهذا الفخار , حازه ذو النورين , سيدنا عثمان ابن عفان , لما له من أياد حسان , وأفضال كالجمان , فى دعم الاسلام بما أعطاه الله من المال الكثير . وبلغ من فضله , أن رسول الله كان جالسا مع أصحابه , وكان ثوبه قد انحسر عن جزء من فخذه , فلما جاء عثمان بن عفان , غطى رسول الله صلى الله عليه وسلم فخذه , فسألته السيدة عائشة عن هذا الأمر , فقال لها : (( ألا أستحى من رجل تستحى منه الملائكة )) . ولما تصدق عثمان فى مرة من المرات بحمل سبعمائة بعير من الأموال والأطعمة , وكانت السنة صعبة على المسلمين , قال رسول الله : ( ماضر عثمان ما فعل بعدها ) , أوكما قال صلى الله عليه وسلم . وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم , فضل العالم على الجاهل فى أحاديث كثيرة . فيتحتم على الناس أن يعرفوا له هذا الفضل , ويعاملوه بما هو أهل له من الاحترام والتقدير . ولكن , هل فى زماننا هذا عالم تنطبق عليه صفات العالم الربانى , حتى نوقره كما ينبغى لمثله أن يوقر , ونحن نعلم مدى التردى الذى وصل اليه العلم والعلماء فى هذا الزمن ؟ . نعم , هناك مثل هذا العالم الذى يستحق أن نوقره , ولكنهم قلة , وربما هى قلة نادرة , والنادر لا حكم له . وخير العلماء فى زماننا هذا , والذى ندين له بالفضل كونه أنقذنا الله به من الضلال , وفتح لنا مغاليق القلوب , وأنار به البصائر , فاهتدى من كان حائر , هو امامنا المفدى , وذخرنا المرجى , الامام ناصر محمد اليمانى , المهدى المنتظر , والامام الثانى عشر , من آل البيت المطهر , عليهم صلوات ربى وسلامه . ولا أعرف لى عالما غيره , يهدى الى الهدى , ويجير من الردى , الا اخوانى وأخواتى من أنصار امامى , و منقذ الأنام , من عرب ومن أعجام .فأقول لمن يتدبرون فى بيانات الامام , لكم منى كل التجلة والاحترام . وما لى لا أحترمهم , وأعرف لهم فضلهم , وهم يتدارسون القرآن , ويتفكرون فى البيان , وكلاهما فضل من الرحمن . ومن كان مثلى مقصرا فى التدبر , فى كتاب الله الموقر , أوكان حظه معسر , وفهمه غيرميسر , اذا ما جاء ونظر , فى بيان الامام المنضر , فليعرف للعلماء فضلهم , لأن ذلك الفضل من الله . وكيف لا أعرف للعالم فضله , وأنا أحوم وأنوم , وأقوم لآكل وأرجع لأنوم , بينما هو يتدبر ويتفكر ثم ينوم , ثم يصحو فيقعد ويقوم , ليتدبر فى العلوم . فلن أسمح لنفس السوء هذه التى بين جنبى , بأن تحلم أن أساوى بينها وبين أخوانى الذين اصطفاهم المولى عز وجل بحفظ كتابه مثل شيخنا الحبيب ابن مسعود , وأختنا الحبيبة بلقران نحيا , أو اخوتى وأحبائى الذين يتعاهدون القرآن وبيان الامام , بالرعاية والتفكر والتدبر , مثل العزيزة نور65 وحبيبة الرحمن , والأواب التواب وعبدالنعيم الأعظم 2 ومحب المهدى وأبو ناصر وأبو محمد وامير النور وابراهيم و .... و غيرهم وغيرهم , لا أحصيهم , هم الساس والراس , ونحن لهم تبع . ومن كان مثلى فى الكسل , وقلة العمل , يحتاج الى أن يتدرج فى هذه الدعوة , رويدا رويدا , ويغسل قلبه الخفاق , من آثار النفاق , حتى يأتى الوقت الذى يستطيع فيه أن يقرأ الآيات الكثيرة , ويتدبر فى بيانات الامام الخطيرة , بدون أن يصيبه الملل .ومن هنا تجيء أهمية مختصر عبد النعيم الأعظم2 , لمن هم أمثالى , من سريعى الملل , كثيرى الخلل . قال الامام الشافعى رحمه الله : أأبيت الليل سهران الدجى وتبيته نوما وتبغى بعد ذاك لحاقى ؟ . لا والله لن نلحق بكم , الا أن نفعل مثلكم , أو أن يدخل الجمل فى سم الخياط .