الموضوع: دعوة

صفحة 3 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرةالأخيرة
النتائج 21 إلى 30 من 39
  1. افتراضي

    اقتباس المشاركة : محبة النبي
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته للأمام ناصر اليماني بعد التحية:

    - سبق وأنا قرأت في أحد بياناتك إمام قولك بأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يعبد النعيم الأعظم، فالله يصف النبي صلى الله عليه وسلم بأنه على الحق المبين، وأنه على صراط مستقيم في النصوص القرآنية. وأمة الإسلام تورد مما يرد إليه رسول محمد ... تم اختصار الاقتباس
    رابط الاقتباس :
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=392833
    انتهى الاقتباس من محبة النبي
    السلام عليكم مجرد تعليق اختي محبة النبي الإمام لم يقل ان النبي لم يعبد النعيم الاعظم وهو الله الاعظم من كل نعيم في رضوانه ولكن الامام بين ان الله لم يحيط باسم الله الاعظم احد من رسله وخلفائه واثر الله به خاتم خلفائه في الارض برهان له في دعوته واني وجدت ان كل نبي كان يزيده الله على من سبقه بالعلم بحسب زمانه وليكن له حجة بالغة ويكون اعلم من الذي قبله فسنة الله تقتضي ان يزيد خاتم الخلفاء بالعلم الكامل ليهيمن على كافة علماء الارض وهذا من شأن الله نطيع امره ولا نقول لماذا لم يعلم به النبي فقد احاط الله النبي بكل القران علما ولكن لم يفصل القران كله وستجدين برهان هذا الكلام في قول الله عن اصحاب الكهف مثلا يقول الله لنبيه لا تماري فيهم الا مراء ظاهرا لقصتهم ولا تستفتي فيهم منهم احدا أي لا تتحرى علم تفصيل القصة ويخبره الله ان ربهم اعلم بعدتهم كونه لم ياتي اجل بعثهم الا من اشراط الساعة فحين ياتي المهدي يبين قصتهم من القران ليكون برهان له علمه الكامل واما بشان الاسم الاعظم فقد ورد في سنن النبي ان الاسم الاعظم يبينه المهدي وهذا هو سبب الحديث النبوي الاخر حين قال عباد من امتي ليسوا انبياء ولا شهداء يغبطهم الانبياء والشهداء قال احد الجالسين ليسوا انبياء ولا شهدا ويغبطهم الانبياء والشهداء يا رسول الله ماعملهم صفهم لنا فقال النبي هم قوم من شتى القبائل تحابو في روح الله من غير انساب ولا اموال يتعاطونها . انتها الحديث بما معناه انهم تحابوا في روح الرضوان النعيم الاعظم وليس انهم فقط محبتهم في ما بينهم هي سبب غبط الانبياء لهم لمكانهم الرفيع بل بسبب علمهم بصفة عظيمة واسم الله الاعظم الذي بينه في زمانهم المهدي فاصبح قدرهم عند الله عالي فيغبطهم الانبياء على هذا القدر وهذا بشهادة النبي لهم اخر الزمان فهل علمتي يا اختي انه فضل الله يؤتيه من يشاء ولا احد يسال الله لماذا لم يعطيه للنبي واعطاه للمهدي اخر الخلفاء فيدخل في المحذور فيغضب الله عليه بسواله وكانه لم يعجبه ان الله جعل المهدي وانصاره ارفع درجات عنده من الانبياء فنقول لهم الستم متبعين للنبي فيقولون بلا فنقول النبي قال انهم ليسوا انبياء ولا شهداء ويغبطهم الانبياء والشهداء لقربهم ومكانهم من الله ،فلماذا لا يعجبكم قول النبي ام عندكم اعتراض على الله ورسوله ؟فيجب عدم التدخل في شان الله يختص برحمته من يشاء وفوق كل ذي علم عليم وسلام على المرسلين والحمد لله ربي العالمي محب الرحمن الرحيم ومحب رسول الله صلى الله عليه وسللم سيدي وقدوته ادا الامانة وبللغ الرسالة والحمد لله رب العالمين .
    سيجعل الله بعد العسر يسر

  2. افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    بعد تحية الإسلام والسلام ، وإني مسالمة ولست ضد أحد ، ولكني فقط أدعو إلى الاعتصام بسنة النبي صلى الله عليه وسلم، فالخشية أن نرد حديثا لرسول الله صلى الله عليه وسلم دون أن نعلم، لأنه وحي لذا علينا أن نرد حيث كان يرد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    ذكر أحدكم أن الخضر كان أعلم من موسى لكن في القرآن الكريم جاء التعبير " على أن تعلمني مما علمت رشدا" لكن لم يرد القول أن الخضر أعلم من موسى ، فإطلاق صيغة الفعل على وزن "أفضل" كالفعل "أعلم" هو مخالف ومجانب لما ورد في قصة موسى والخضر حتى وإن فهم أن الخضر كان أكثر علما من موسى في جزئية ما، لأن القرآن العظيم لم يستخدم الفعل أعلم الذي هو على وزن أفضل، لذلك القول بأن الإمام أعلم من رسول الله وجبريل في قصة أصحاب الكهف مجانب لما ورد في القرآن، و لا يتناسب مع الصيغة القرآنية، فاستخدام أي فعل على وزن الفعل " أفضل" هو مجانب لما ورد، ثم كيف يمكن أن يكون من نزل عليه القرآن العظيم وهو محمد بن عبدالله رسول الله الكريم هناك من يفوقه علما بما ورد في القرآن العظيم المنزل عليه!!!.
    ثانيا: فيما ورد عن وصف الجنة التي هي دار الرحمن المتمثل فيها عطائه لعباده المخلصين، كيف نقول لها " أف" والتقليل من منزلتها وهي دار الرحمن، مهما تعاظم حب العبد لربه فلا ينبغي أن يقال لها " أف" فهذه الدار التي حوت بين جنباتها أنبياء الله ورسله وعباده الصالحين المخلصين وكونها دار الرحمن ، ونقول أننا لنحقق هدفنا وإن اضطرنا ذلك لنلقي بأنفسنا في النار ، والله عزوجل يقول في وصف عباده أي عباد الرحمن ووصف النار " والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم ، إن عذابها كان غراما، إنها ساءت مستقرا ومقاما" .
    فالقول للجنة أف، في مقابل إلقاء أنفسنا في النار لتحقيق الهدف يورد في النفس مورد التقليل من دار الرحمن ، واستسهال النار التي هي بئس الرفد المرفود.
    لذا فإني أدعو إلى الاعتصام بالسنة النبوية ففيها الشرح الوافي والعلم الكامل كما أدعو إلى عدم الإقرار بأن هناك من هو أعلم من النبي صلى الله عليه وسلم في شؤون القرآن ، وأن نكون تابعين متبعين له صلى الله عليه وسلم.
    وأن مشاعر حبنا لله عزوجل نقيدها بالاتباع له. وعليه فلا ينبغي أن نقول أن هناك من هو أعلم من رسول الله صلى الله عليه وسلم في شؤون القرآن باعتبار أن القرآن العظيم نزل عليه.
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأكرر أني فقط أدعو للاعتصام بسنة النبي صلى الله عليه وسلم ، ففيها النور المنبثق من كتاب الله العظيم ، وما يقوله النبي صلى الله عليه وسلم هو وحي من الله.

  3. افتراضي

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 8328 من موضوع إلى أحباب الرحمن في العالمين من الذين لو علموا بالحق من ربهم لأتبعوه ولا يخافون في الله لومة لائم




    إلى أحباب الرحمن في العالمين من الذين لو علموا الحقّ من ربّهم لاتّبعوه ولا يخافون في الله لومة لائم ..




    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على النبيّ الخاتم جدّي محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم تسليماً، السلام علينا وعلى أحبتي في الله جميع المُسلمين في العالمين ورحمهم الله وأمواتهم أجمعين، إن ربّي غفور رحيم ..

    السلام عليكم يا أمّة الإسلام ورحمة الله وبركاته، إنّي أنا الإمام المهدي المنتظر الذي له تنتظرون ليهديكم إلى الصراط المستقيم من بعد الزيغ عن الحقّ، وما جئناكم بوحي جديد بل لكي نعيدكم إلى منهاج النّبوّة الأولى على كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ، ولن تجدونني آمركم بالكفر بسنّة محمد رسول الله الحقّ - صلّى الله عليه وآله وسلم - وأعوذُ بالله أن أكون من الجاهلين بل نأمركم بالكفر لما خالف لمحكم كتاب الله القرآن العظيم في أحاديث السنّة النبويّة لكون أحاديث السنّة لم يعدكم الله بحفظها من التحريف والتزييف، ولذلك أدعوكم إلى الاحتكام إلى كتاب الله فما وجدناه جاء مخالفاً لآيةٍ محكمةٍ في كتاب الله فاعلموا أن ذلك الحديث ليس من عند الله بل من عند الشيطان الرجيم ليصدّكم عن الصراط المُستقيم، ولذلك علّمكم الله كيفية كشف الأحاديث المدسوسة إذ أنّه ليس بالتحري عن الرواة والثقات في قوم لا تعرفونهم بل بأن تعرضوا الحديث الوارد في السنّة على آيات الكتاب المحكمات فإذا كان الحديث مُفترًى كذباً عن النبيّ - صلّى الله عليه وآله وسلم - فحتماً ستجدون بينه وبين محكم القرآن العظيم اختلافاً كثيراً لكون القرآن وأحاديث سنّة البيان جميعاً من عند الرحمن. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {فَإِذَا قَرَ‌أْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْ‌آنَهُ ﴿١٨﴾ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ﴿١٩﴾}
    صدق الله العظيم [القيامة]

    ألا وإنّما أحاديث البيان في السنّة تأتي لتزيد القرآن بياناً وتوضيحاً للمُسلمين، وأمّا إذا جاء الحديث في سنّة البيان مخالفاً لآيةٍ محكمةٍ في القرآن العظيم فاعلموا أن ذلك الحديث في سنّة البيان ليس من عند الرحمن بحسب فتوى الله في محكم كتابه في قول الله تعالى:

    {مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أرسلنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا(80) وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَ‌زُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ‌ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِ‌ضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿
    ٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُ‌ونَ الْقُرْ‌آنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ‌ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرً‌ا ﴿٨٢﴾ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ‌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَ‌دُّوهُ إِلَى الرَّ‌سُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ‌ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَ‌حْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٣﴾}

    صدق الله العظيم [النساء]

    وعلى هذا الناموس الحقّ لكشف الأحاديث المدسوسة نبني عليه عقيدة المُبايعين الأنصار السابقين الأخيار، فكذلك يقول لهم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني: يا معشر الأنصار لئن وجدتم أحد علماء الأمّة حضر لطاولة الحوار وهيمن على الإمام ناصر محمد اليماني بعلمٍ أهدى سبيلاً من علم الإمام ناصر محمد وأصدقُ قيلاً فلا ينبغي لكم أن تأخذكم العزة بالإثم فتهلكوا لو تبيّن لكم أنّ الإمام ناصر محمد اليماني على ضلالٍ، فكونوا مع الحقّ أينما يكون واعلموا أن الله مع الحقّ، ولكنّ هيهات هيهات، ثمّ هيهات هيهات أن يأتي أحدُ عُلماء البشر في الدّين بعلمٍ أهدى سبيلاً من علم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني وأصدقُ قيلاً، وهل تدرون لماذا ؟ والجواب تجدوه في محكم الكتاب في قول الله تعالى:

    { وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلاً }

    صدق الله العظيم [النساء:122]

    وإنّما المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني يحاجّ البشر بقول الله في محكم الذكر فتجدونني أُحرّم على المُسلمين أن يفرّقوا دينهم شيعاً وكُلّ حزبٍ بما لديهم فرحون فلم أُحرّم التعدديّة الحزبيّة في الدّين من ذات نفسي بل بقول الله مُباشرة وقال الله تعالى:
    {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إنّما أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ ثمّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ}
    صدق الله العظيم [الأنعام:159]

    {وَلاَ تَكونوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبيّنات وَأُوْلَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٍ}

    صدق الله العظيم [آل عمران:105]

    فاتقوا الله يا إخواني المُسلمين واستجيبوا إلى داعي الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم واتّباع كتاب الله القرآن العظيم والاعتصام به لأنّه حبل الله لو كنتم تعلمون. تصديقاً لقول الله تعالى:
    { وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا }
    صدق الله العظيم [آل عمران:103]

    وإنّما الاعتصام بكتاب الله القرآن العظيم فيكون حين تجدون ما يخالف محكمه في التوراة والإنجيل والسنّة النبويّة فعليكم الاعتصام بمحكم كتاب الله القرآن العظيم والكفر بما خالفه في كافة الكتب السماوية لكونه الكتاب الوحيد المحفوظ من التحريف والتزييف إلى يوم الدّين، فاعتصموا بنور الله القرآن العظيم الذي تنزل على خاتم الأنبياء والمُرسلين تهتدوا إلى الصراط المستقيم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {يَا أيّها النّاس قَدْ جَاءكُم بُرْهَانٌ مِّن ربّكم وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُوراً مُّبِيناً(174) فَأمّا الَّذِينَ آمَنُواْ بِاللّهِ وَاعْتَصَمُواْ بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً(175)}
    صدق الله العظيم [النساء]

    ولكن الذين لا يعلمون يظنون أن الاعتصام بكتاب الله القرآن يكون بترك السنّة النبويّة الحقّ! أفلا يتقون؟ بل الاعتصام بكتاب الله القرآن العظيم هو أنّكم حين تجدون ما يخالفه في السنّة النبويّة أو في التوراة أو في الإنجيل فعليكم بالاعتصام بكتاب الله القرآن العظيم، فلا تتفرّقوا، فطائفةٌ تتمسك بالسنّة النبويّة دون أن تعرض الأحاديث على آيات الكتاب المحكمات، وأخرى تتمسك بالقرآن وحده وتذر السنّة النبويّة الحقّ، فذلك تفريق بين الله ورسوله وأولئك لهم عذاب عظيم، فاتقوا الله واعتصموا بحبل الله القرآن العظيم حين تجدوا ما يخالفه إن كنتم به مؤمنون.

    ويا أمّة الإسلام، ما ينبغي للإمام المهدي الحقّ من ربّكم أن يأتي مُتبعاً لأهوائكم فيقول: وأنا من أهل السنّة. فيعتمد السنّة وحدها فيتبع كتاب البُخاري ومُسلم ويذر القرآن العظيم بحجّة أنّه لا يعلمُ تأويل المُتشابه منه إلا الله، وأعوذُ بالله أن أكون من الجاهلين. ولا ينبغي للإمام المهدي أن يأتي متبعاً لأهوائكم ويقول: وأنا من الشيعة. فيتبع كتاب بحار الأنوار ويذر القرآن وراء ظهره. ولا ينبغي للإمام المهدي الحقّ من ربّكم أن يأتي متبعاً لأهوائكم فيتبع أحد طوائفكم أبداً، بل الإمام المهدي الحقّ من ربّكم يبعثه الله لتوحيد صفّكم وجمع شملكم، فيدعو إلى الله على بصيرةٍ محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلم - القرآن العظيم، ولا يقول: وأنا من الشيعة. ولا يقول: وأنا من السنّة. بل حنيفاً مُسلماً وما أنا من المُشركين.

    فإلى متى يا قوم سيستمر إعراضكم عن داعي الحقّ من ربّكم؟

    ويا أمّة الإسلام، والله الذي لا آله غيره إنّي لا أفتري شخصيّة المهدي المنتظر بغير أمرٍ من الله، ولعنة الله على من افترى على الله كذباً.
    ويا قوم إنّي أخشى عليكم عذاب يومٍ عقيمٍ فاتّبعوني أهدكم صراطاً مستقيماً.

    ويا أمّة الإسلام، ليس من العقل والمنطق أن تختاروا خليفة الله أنتم وما ينبغي لكم فلستم من تقسّمون رحمة الله والأمر لله وحده ولا يشرك في حكمه أحداً فهو من يختار خليفته الإمام المهدي في قدره المقدور في الكتاب المسطور وما كان لكم الخيرة في اختيار خليفة الله من دونه أفلا تتقون. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَرَ‌بُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ‌ ۗ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَ‌ةُ ۚ سُبْحَانَ اللَّـهِ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِ‌كُونَ ﴿٦٨﴾ وَرَ‌بُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُ‌هُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ ﴿٦٩﴾}
    صدق الله العظيم [القصص]

    ويا أمّة الإسلام، ويا معشر البشر جميعاً والله الذي لا آله غيره إنّ الشّمس أدركت الْقمر وأنتم في غفلةٍ معرضون ففروا إلى الله الواحدُ القهّار، واستجيبوا لداعي الاحتكام إلى الذكر واتّباعه قبل أن يسبق الليل النّهار بسبب مرور ما يسمونه بالكوكب العاشِر كوكب نيبيرو، فوالله الذي لا آله غيره أنّ ذلك الكوكب حقّ على الواقع الحقيقي لا شك ولا ريب كما لا أشك في ربّي الله سُبحانه لكوني تلقيت الفتوى عن كوكب العذاب من الله وبيّناه لكم من محكم الكتاب ذكرى لأولي الألباب، ولم تأتي الساعة بل دخل البشر في عصر أشراط الساعة الكُبرى ومنها بعث المهدي المنتظر وأن تدرك الشّمس الْقمر ويسبق الليل النّهار ليلة مرور كوكب سقر بما تسمونه الكوكب العاشِر أسفل الأراضين السبع أسفل سافلين. أفلا تتقون؟

    فياعجبي منكم يا معشر الأميين يا من يزعمون أنّهم بالقرآن العظيم مؤمنون ويعتقدون أن أصدق الحديث كتاب الله ثمّ يدعوهم إلى الاحتكام إليه المهدي المنتظر الحقّ من ربّهم فيقولون: "إنّما أنت كذاب أَشِر تريد أن تشتهر" . وأعوذُ بالله أن أشتهر بلعنة الله وغضبه، وذلك لأنّ من افترى على الله كذباً فقد لعنه الله وأعدَّ له عذاباً مهيناً.

    ألا والله ما كان سبب نشوء الفرق المارقة من الدّين الذين يقتلون المُسلمين والكافرين إلا الحكمة الخبيثة لدى عُلماء المُسلمين الذين يقولون: "لا تحاوروا فلان الذي يدَّعي كذا وكذا حتى لا تشهروه" . ومن ثمّ يصمتون عنه فيتبعه قوم آخرون، ثمّ يفسدون في الأرض ويقتلون المُسلمين، وذلك بسبب إعراض عُلماء المُسلمين عن محاورة الضالين المُضلين بحجّة عدم إشهارهم حتى مرقت طوائف من الدّين وأضرّوا الإسلام والمُسلمين وساعدوا أعداء الله بتصرفاتهم التي لا ترضي الله ولا رسوله، حتى تمّ استضعاف المُسلمين في كُل مكان في العالمين، ويخافون أن يتخطّفهم النّاس! ولا قوة إلا بالله هو مولانا نعم المولى ونعم النصير.

    ويا عُلماء أمّة الإسلام على مُختلف فرقهم وطوائفهم، هلّموا للحوار خير لكم، وإن قلتم: "لا نُريد أن نشهر ناصر محمد اليماني للنّاس" . ومن ثمّ يردّ عليكم ناصر محمد اليماني وأقول: وتالله إنّي مشهور شئتم أم أبيتم وسوف يتّبعني أولوا الألباب شئتم أم أبيتم، أفلا ترون أن المُبايعين يزدادون يوماً بعد يوم إذاً ليس الحلّ أن تعرضوا عن دعوة الإمام ناصر محمد اليماني للحوار بل الحلّ هو أن تحاوروه لتشهروا ضلاله للمُسلمين بعلمٍ وسلطانٍ مبينٍ إن كان حقاً على ضلالٍ مبينٍ، ومن ثمّ لا يتّبعه أحدٌ من المسلمين إن كان ناصر محمد اليماني من أعداء الدّين ثمّ يموت بغيظه، وأمّا إذا كان ناصر محمد اليماني هو حقاً المهدي المنتظر فوالله الذي لا آله غيره لا يستطيع أن يُهيمن عليه بسلطان العلم من كتاب الله كافة عبيد الله في السماوات والأرض، ولكنّ أكثركم يجهلون! وليس تحدّي الغرور بل تحدّياً بالحقّ من الله فما ظنّكم بعبدٍ مُعلّمه الله العليم الحكيم فهل سوف يغلبه أحدٌ من العالمين بعلمٍ أهدى من علم الإمام المهدي؟
    {قُلْ هَاتُوا برهانكم إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}
    صدق الله العظيم [البقرة:111]

    ألا والله الذي لا آله غيره لا يستطيع كافة عُلماء المُسلمين واليهود والنّصارى أن يأتوا بعلمٍ أهدى من الذي آتاه الله علم الكتاب ولو كان بعضهم لبعضٍ ظهيراً ونصيراً، وطاولة الحوار العالمية هي الحكم، فتفضلوا للحوار مشكورين يا معشر المُسلمين والكافرين وبيني وبينكم كتاب الله القرآن العظيم ذكر العالمين لمن شاء منهم أن يستقيم، ولم يأمرني الله أن أجبركم حتى تكونوا مؤمنين وما علينا إلا البلاغ المبين، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر والحكم لله ربّ العالمين.

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    خليفة الله وعبده الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  4. افتراضي

    اقتباس المشاركة : محبة النبي
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    بعد تحية الإسلام والسلام ، وإني مسالمة ولست ضد أحد ، ولكني فقط أدعو إلى الاعتصام بسنة النبي صلى الله عليه وسلم، فالخشية أن نرد حديثا لرسول الله صلى الله عليه وسلم دون أن نعلم، لأنه وحي لذا علينا أن نرد حيث كان يرد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    ذكر أحدكم أن الخضر كان ... تم اختصار الاقتباس
    رابط الاقتباس :
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=394344
    انتهى الاقتباس من محبة النبي
    يا اختي في الله ونحن لسنا ضدك بل نحبك في الله ونريد لك الخير القران العظيم محفوظ من التحريف أما السنة لا هل نعتصم بمن أمرنا الله عز وجل الاعتصام به ام نتركة ونعتصم في أحاديث لم يعهد لنا في حفظها تصديق لي قوله تعالى( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (103) صدق الله العظيم ولا يعني ذلك ترك السنة بل ناخذ ما لا يخالف الآيات المحكمات كون اي حديث مخالف لي ايات الله المحكمات ليس من عند الله كون سيدنا محمد لا ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى
    واذا انتي تريدين التمسك في احاديث مخالفة لي القران العظيم في آياته المحكمات مندسة من عند شياطين البشر فاءن الله غني ولا يحب لي عباده الكفر بل الشكر قال تعالى إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ ۖ وَلَا يَرْضَىٰ لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ ۖ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ ۗ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ۗ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ۚ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (7) صدق الله العظيم .

  5. افتراضي

    اقتباس المشاركة : محبة النبي
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    بعد تحية الإسلام والسلام ، وإني مسالمة ولست ضد أحد ، ولكني فقط أدعو إلى الاعتصام بسنة النبي صلى الله عليه وسلم، فالخشية أن نرد حديثا لرسول الله صلى الله عليه وسلم دون أن نعلم، لأنه وحي لذا علينا أن نرد حيث كان يرد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    ذكر أحدكم أن الخضر كان ... تم اختصار الاقتباس
    رابط الاقتباس :
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=394344
    انتهى الاقتباس من محبة النبي
    أما النقطة الثانية التي تطرقتي لها إذا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يشهد إن المهدي ناصر محمد اليماني عنده علم أكثر منه وهو صاحب علم الكتاب تصديق لي قوله تعالى( وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا ۚ قُلْ كَفَىٰ بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ (43)صدق الله العظيم


    لو تدبرتي كتاب الله جيدا تجدين أنه فعلا هناك علوم مثل علوم الفلك الفيزيائي في نشأة الكون وكوكب الرتق كيف انفتق منه الارضين السبع والسماوات السبع هذه العلوم لم يحيط بها الله عز وجل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بل المهدي هذا الاقتباس يوضح لك

    الإمام ناصر محمد اليماني
    07 - ذو القعدة - 1428 هـ
    17 - 11 - 2007 مـ
    12:12 صباحاً

    اقتباس المشاركة :
    {فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم.

    ولكنه لا يقصد منطق كفار قريشٍ بل منطق علماء التكوين للكون في القرن العشرين، فانظروا إلى ما ينطق به علماؤكم هل منطقهم العلميّ هو نفس ما ينطق به القرآن العظيم وإليكم قولهم.

    ما يقوله علماء الفلك والتكوين الكوني:
    ونحن نعلم الآن بأننا إذا رجعنا إلى الماضي البعيد جدًّا نرَى أن الكون كلّه بنجومه ومجراته كان متركزًا في نقطة واحدة حين ظهر إلى الوجود من العدم. وعندما نأتي إلى هذه المرحلة نرى أن علم الكونيات (Cosmology) يبحث عن قصة الكون في علم "الفيزياء النووية" وأنه يبحث عن قصة الكون في الحركات التي نستطيع مشاهدتها في هذه الجزيئات التي هي أصغر الموجودات في كرتنا الأرضية. فمن المثير للانتباه أن تكون القوانين التي تحكم الكون مخبوءة في نواة الذرة وفي الجزيئات دون الذرية.(1)
    من المستحيل طبعًا إعادة وتكرار الشروط والظروف التي أدّت إلى الخلق على سطح أرضنا، ولكننا نستطيع مشاهدة بعض الشروط والظروف التي كانت موجودة في المراحل الأولى من خلق الكون وذلك بتسريع هذه الجزيئات دون الذرية تسريعًا كبيرًا، ومشاهدةِ طبيعة تصرف هذه الجزيئات في تلك الظروف وفي تلك السرعات؛ أو نستطيع - في الأقل - بالمعادلات والحسابات التي نجريها للظروف والشروط التي نستطيع مشاهدتها، القيامَ بتخمين الحوادث التي لا نستطيع مشاهدتها. وهكذا فإن المعلومات التي نملكها حول "الانفجار الكبير" (Bing Bang) في الثواني الأولى من الانفجار، ثم في سنواتها الأولى، ثم في مئات السنوات التي أعقبتها إنما تستند إلى الحسابات المبنية على هذه المشاهدات العلميّة
    انتهى الاقتباس
    انتهى الاقتباس
    الرابط: https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=406


    الإمام ناصر محمد اليماني
    07 - ذو القعدة - 1428 هـ
    17 - 11 - 2007 مـ
    12:12 صباحاً

    اقتباس المشاركة :
    فتعالوا لننظر إلى كتاب علّام الغيوب الذي علم بأنهم سوف يرون ذلك بعين العلم والمنطق ومن ثم يحاجُّهم الله بذلك فقال لهم أفلا يؤمنون بأنّ هذا القرآن تلقَّاه محمدٌ رسول الله من لدُن حكيمٍ عليمٍ؟ وقال الله تبارك وتعالى: {أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا ۖ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ۖ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء]
    انتهى الاقتباس
    الرابط: https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=406

  6. افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ونعيم رضوان نفسه تعالى على عباده

    اقتباس المشاركة 136905 من موضوع اتّبعوا السابقين وتنافسوا معهم في حبّ الله وقربه وذلك هو الفوز العظيم..

    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=136897

    الإمامُ ناصِرُ مُحَمَّدٍ اليَمَانِيُّ
    24 - 05 - 1435 هـ
    25 - 03 - 2014 مـ
    05:12 صباحاً
    ــــــــــــــــــــ


    اتّبِعوا السابقين وتنافسوا معهم في حبّ الله وقُرْبِه وذلك هو الفوز العظيم ..

    اقتباس المشاركة : اريد الحق
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وعلى آل بيته ثم أما بعد..
    تحياتي للإمام ناصر محمد اليماني المحترم أتمنى منك تفسير هذه الآية: { وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } صدق الله العظيم. فإن بعض العلماء يقولون أنه يجب اتباع المهاجرين والأنصار في كل شيء وفي اتباع سبيلهم النجاة والسلامة و رضوان الله.. فهل هذا صحيح أم لا ؟
    انتهى الاقتباس من اريد الحق
    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة أنبياء الله ورسله وآلهم الطيّبين والتابعين ومن تبِعهم من الأمم من بعدهم باتّباع ما جاء به رسل ربّهم إلى يوم الدّين، أمّا بعد..

    ويا حبيبي في الله (أريد الحق)، فسؤالك هو البيان الحقّ لقول الله تعالى:
    {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ } [التوبة:100]، ونقطة سؤالك في هذه الآية هي بالضبط في قول الله تعالى: {وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ}. ويحتجّ بذلك السلفيّون فيقولون: "نحن نتّبع السلفَ الصالحَ السابقين الأولين". ومن ثم يردّ على السائلين الإمامُ المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: وهل لسلفكم كتبٌ تنزَّلت عليهم، أم أنّهم سبقوكم في اتّباع رسول ربّهم؟ ويا معشر السلفيّين المحترمين وكافةَ الذين فرّقوا دينهم شيعاً، إنّما اتّباع السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار هو أن تتّبعوا ما اتّبعوه. وبقي السؤال: فمَن اِتَّبعوا؟ والجواب تجدونه في محكم الكتاب في قول الله تعالى:{قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّه فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّه وَيَغْفِر لَكُمْ ذُنُوبكُمْ} صدق الله العظيم [آل عمران:31].

    إذاً اللهُ يقصدُ بقوله:
    { وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ } أي باتّباع محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - الذي أسلم وجهَه لله على ملّة جدِّه رسول الله إبراهيم عليهما الصلاة والسلام، وأعلن منافسةَ العبيد إلى الربِّ المعبود أيُّهم أحبّ وأقرب إلى الربِّ. فهكذا ملّة عباد الله المكرّمين في الكتاب يتنافسون إلى ربّهم أيُّهم أحبّ وأقرب ولا يتفضّلون بالله سبحانه على بعضهم بعضاً؛ بل كلٌّ منهم يريد أن يكون هو العبد الأحبّ والأقرب إلى الربِّ، تصديقاً لقول الله تعالى: {يَبْتَغُونَ إِلَىٰ ربّهم الْوَسِيلَةَ أيُّهم أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا} صدق الله العظيم [الإسراء:57].

    واتَّبَعهم محمدٌ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- منافساً جدّه إبراهيم ومنافساً كافةَ الرسل ومنافساً جميعَ المؤمنين في حبّ الله وقربه، ويرجو أن يكون هو العبد الأحبّ والأقرب لكون الله جعل أعلى درجةٍ طيرمانة الجنّة الأقرب إلى ذي العرش لا تنبغي إلا أن تكون لعبدٍ واحدٍ من عبيد الله، وجعل الله صاحبها مجهولاً كما بيَّن لكم محمدٌ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- فقال:
    [سلوا الله الوسيلة، فإنها منزلةٌ في الجنة لا تنبغي إلا لعبدٍ من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو] صدق محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    ولم يأمركم الله ورسولُه بالباطل بأن تسألوها لنبيّه؛ بل أمَركم أن تتنافسوا مع المتنافسين إليها أيُّهم أقرب إلى الربِّ كونها لا تنبغي أن تكون إلا لعبدٍ واحدٍ من عبيد الله ولا يزال صاحبها مجهولاً، ولذلك تجد الرسل ومن تبعهم يتنافسون إلى ربّهم أيُّهم الأقرب إلى الربِّ. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {يَبْتَغُونَ إِلَىٰ ربّهم الْوَسِيلَةَ أيُّهم أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا} صدق الله العظيم [الإسراء:57].

    كون لكافة عبيد الله الحقّ في ربّهم فلم يتّخذ الله من عبيده صاحبةً فتكون هي الأَوْلى بحبّ الله وقربه ولم يتخذ ولداً فيكون هو الأَوْلى بحبّ الله وقربه؛ بل كلّ من في السماوات والأرض عبيدٌ لله، ولذلك لهم الحقّ جميعاً في ربّهم، فيتنافسون إلى ربّهم أيُّهم الأحبّ والأقرب. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {يَبْتَغُونَ إِلَىٰ ربّهم الْوَسِيلَةَ أيُّهم أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا} صدق الله العظيم [الإسراء:57].

    وربّما يودُّ أحد السائلين أن يقول: "ولماذا تسمى هذه الدرجة بالوسيلة؟". ومن ثمّ نقول: لقد سبقت فتوانا للسائلين عن الحكمة من أن الدرجة العالية لا تزال تسمّى بالوسيلة لكون من فاز بها لن يرضى بها حتى يرضَى ربُّه حبيبَ قلبه، ويحقُّ لمن فاز بها أن يُنفقها طمعاً في تحقيق النّعيم الأعظم منها رضوان نفس ربّه كون الدرجة العالية الرفيعة هي درجة ماديّة وهي أعلى غرفةٍ في غرف جنات النّعيم لكون غرف الجنّة مبنيَّةٌ فوق بعضٍ. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا ربّهم لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ} صدق الله العظيم [الزمر:20].

    وصاحب الغرفة التي تعلو غرف الجنّة جميعاً هو صاحب أعلى درجةٍ في جنات النّعيم، وأعظم من نعيمها نعيمُ رضوان نفس الله على عباده. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (72)} صدق الله العظيم [التوبة].

    ويا عبيد الله، لا يضركم من ضلّ إذا اهتديتم فاتّبعوا السابقين المتنافسين في حبّ الله وقربه أولئك المقربون، أفلا تطمعون أن تكونوا منهم؟ فلَكُم الحقّ في ذات الله ما لهم فلا تتفضلوا بالله لهم، فإن فعلتم فقربةً إلى مَنْ تفضلتم بالله؟ فماذا بعد الحقّ إلا الضلال.
    تصديقاً لقول الله تعالى:
    {فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الحقّ فَمَاذَا بَعْدَ الحقّ إِلَّا الضَّلَالُ} صدق الله العظيم [يونس:32].

    ومن أراد أن يكون من المقتصدين فهم الذين تركوا التنافس في حبّ الله وقربه وليس تفضلاً منهم بربّهم على عباده المقرّبين ولكنهم يطمعون فقط أن يدخلوا الجنّة ويُزَحْزَحوا عن النار ولهم ذلك، ولكن الله لم يجعلهم من السابقين المقربين؛ بل من المقتصدين، وما بعد المقتصدين إلا أصحاب الجحيم.

    وربّما يودّ أحد السائلين أن يقول: "وهل كان محمدٌ رسول الله ومن معه يتنافسون إلى ربّهم أيُّهم أقرب؟ صلّى الله عليه وعليهم ونسلّم تسليماً". ومن ثمّ نردّ عليه بقول الله تعالى:
    {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ ربّهم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} صدق الله العظيم [الكهف:28].

    وهذه نصيحةٌ من الله لرسوله أن لا يظنّ أنّه ما دام أنّه خاتم الأنبياء والمرسلين فإنّ الله سوف يَهبُه إياها فيركن ولا ينافس أتباعه والسابقين، كون الله عدلاً وليس لديه مجاملاتٌ وليس للإنسان إلا ما سعى، ولذلك وعظ اللهُ رسولَه في قول الله تعالى:
    { وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ ربّهم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا } صدق الله العظيم.

    ويا أحبتي في الله كافة الباحثين عن الحقّ، لقد أمر الله رسوله أن يتّبع ملّة إبراهيم والذين من قبله في قول الله تعالى:
    {أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} صدق الله العظيم [الأنعام:90].

    والسؤال الذي يطرح نفسه، فما هو الإقتداء؟ والجواب: هو اتّباعهم ومنافستهم في حبّ الله وقربه كما يفعل كافة السابقين المتنافسين إلى ربّهم أيُّهم أقرب. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {يَبْتَغُونَ إِلَىٰ ربّهم الْوَسِيلَةَ أيُّهم أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا} صدق الله العظيم [الإسراء:57].

    ولذلك أمر الله كافة المؤمنين أن يبتغوا إلى ربّهم الوسيلة في الدنيا وفي الآخرة. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (35)} صدق الله العظيم [المائدة].

    ويا عبيد الله، هذه أمّتكم أمّةً واحدةً فلم يتّخذ الله منكم صاحبةً ولا ولداً، فلَكُم الحقّ في ذات الله سواءٌ بين الأنبياء والتّابعين فتنافسوا مع العبيد إلى الربِّ المعبود ولا تتفضلوا بالله لبعضكم بعضاً، فإن فعلتم فقربةً إلى مَن تتفضلون بالله سبحانه؟ ولم يأمرْكم الأنبياءُ والمرسلون والمهديّ المنتظَر أن تتفضلوا بالله عليهم؛ بل نقول لكم اعبدوا الله وحده لا شريك له كما يعبده الأنبياء والسابقون والمهديّ المنتظَر فجميعنا متنافسون في حبّ الله وقربه ومن يشرك بالله فقد ضلّ ضلالاً بعيداً.

    وأُشهد لله شهادة الحقّ اليقين شهادةً أُحاسبُ عليها بين يديْ الله لو كنت من الكاذبين أنّ في أنصار المهديّ المنتظَر في عصر الحوار من قبل الظهور قوماً لن يرضى كُلٌّ منهم بملكوت ربّه حتى يرضى وحتى لو آتاه الله الدرجة العالية الرفيعة في جنات النّعيم وجعله الله خليفته على ملكوت كل شيء وجعله العبد الأحبّ والأقرب إلى الربِّ ليرضى أنّه سوف يستغل وعد ربّه للمتقين فيقول: "يا رب، ألم تَعِدْ عبيدك الصالحين الذين اتّبعوا سبيل رضوانك أنّك كذلك سوف ترضيهم تصديقاً لوعدك الحقّ في محكم كتابك:
    {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}؟ فوعدك الحقّ في قولك الحقّ: {رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ} صدق الله العظيم، فأقسم بذات العظيم يا أرحم الراحمين لن أرضى حتى ترضى حتى ولو آتيت عبدك ملكوتك أجمعين".

    وربما تأخذ بعضَ الباحثين الجدد الدهشةُ فيقول: "ماذا ماذا!! وهل يوجد في أنصارك من لن يرضيه الله بذلك كله حتى يرضى؟". ثمّ نردّ عليه ونقول: اللهم نعم، فمنهم من أعرفهم ومنهم من لم تره أعيني قط في ماضي حياتي حتى الآن، فمنهم ذكورٌ ومنهم إناثٌ، والله الذي لا إله غيره ولا يُعبد سواه لا يرضيهم الله بملكوته حتى يرضى. وربّما يودّ أحد السائلين أن يقول: "فلا تزكيهم فربّهم أعلم بهم". ومن ثم يردّ على السائلين الإمام المهديّ وأقول: اللهم نعم فربّهم أعلم بهم، وذلك مما علّمني ربّي أنّهم موجودون في أنصار الإمام المهديّ في عصر الحوار من قبل الظهور، وأنّ منهم من لا أعرفهم وهم على ذلك من الشاهدين أنّنا لم ننطق إلا بالحقّ، أولئك من قومٍ يحبّهم الله ويحبونه لن يرضوا حتى يرضى ربّهم حبيب قلوبهم! وماذا يبغون بجنات النّعيم وربّهم متحسرٌ وحزينٌ في نفسه على عباده المُتحسِّرين على ما فرّطوا في جنب ربّهم؟ فكم تسألون بعضكم بعضاً عن أحوال بعضكم بعضاً حين تلقون بعضكم بعضاً أو حين تسمعون أصوات بعضكم بعضاً في هواتفكم؛
    فلمَ لا تتساءلون كيف حال الله ربّ العالمين؟ فهل هو سعيد في نفسه؟ ومن ثم تجدون الجواب في محكم الكتاب أنّ حاله في نفسه غاضبٌ على شياطين الجنّ والإنس وغير راضٍ عن الضالين ومتحسرٌ وحزينٌ على الذين أهلكهم فأصبحوا نادمين على ما فرطوا في جنب ربّهم بعد أن أهلكهم الله بعذابٍ عظيمٍ. تصديقاً لقول الله تعالى: {أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ﴿٥٦﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

    حتى إذا جاءت الحسرةُ في نفس عبادِه على ما فرطوا في جنب ربّهم فهنا تحلُّ الحسرة عليهم في نفس ربّهم، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ (29) يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (30) أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ (31) وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ (32)} صدق الله العظيم [يس].

    وربّما يودّ أحد السائلين أن يقول: "وهل الله يفرح ويحزن؟". ومن ثمّ نردّ على السائلين ونقول: اللهم نعم، ألستم تؤمنون أنّ الله يغضب ويرضى؟ فكذلك يفرح بهُدى عبيده ويحزن على من ظلم نفسه وأعرض عن دعوة الحقّ من ربّهم ممن أهلكهم الله تصديقاً لوعده لرسله وأوليائه ومن ثم يحزن عليه ربّه لكونه علم أنّ عبده لم يعد متعنتاً بكفره؛ بل صار نادماً على ما فرَّط في جنب ربّه، ولذلك يحلُّ الحزنُ في نفس الله عليه.
    وربّما يودُّ أحد السائلين أن يقول: "ولماذا لم يرحمه الله بدل الحزن المستمر عليه؟". ومن ثم نجيبه بالحقّ ونقول: كونهم لا يزالون ظالمي أنفسهم باليأس من رحمة الله برغم أنّ الله قد علّمهم في محكم كتابه أنّ من كان من المُعذّبين أن لا ييأس من رحمة الله لكون الله على كل شيءٍ قديرٍ. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الْإِنسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُم مِّنَ الْإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (128)} صدق الله العظيم [الأنعام].

    ودائما تجدون أنّ الله لم يجعل حكمه حكماً مطلقاً لا يمكن تبديله بقدرته؛ بل يُفتيهم ربّهم أن لا ييأسوا من رحمته لا في الدنيا ولا في الآخرة ويعلموا أنّ الله على كل شيءٍ قديرٍ. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ (106) خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتْ السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ (107)} صدق الله العظيم [هود].

    ولكنهم مُبلسون يائِسون من رحمة الله فظلموا أنفسهم من بعد موتهم إضافةً إلى ظلمهم من قبل مماتهم، وبرغم أنّهم من بعد موتهم نادمون على ما فرّطوا في جنب ربّهم ولكنّهم ظلموا أنفسهم من بعد موتهم بعقيدة اليأس من رحمة الله فهم مبلسون من رحمة الله. وقال الله تعالى:
    {فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّىٰ إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:44].

    وربما يودُّ أحدُ السائلين أن يقول: "وما يقصد الله تعالى بقول:
    {أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ}؟". ومن ثم نردّ عليه بالحقّ ونقول: مُبلِسون أي يائِسون في العذاب أن يرحمهم فيكشف عنهم العذاب، ولذلك قالوا: {سَوَاء عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِن مَّحِيصٍ} [إبراهيم:21]. ولذلك قال الله تعالى: {حَتَّىٰ إِذَا فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَابًا ذَا عَذَابٍ شَدِيدٍ إِذَا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ (77)} صدق الله العظيم، أي يائِسون من رحمة ربّهم، وفي ذلك سرّ بقائهم في عذاب الله برغم حزنه عليهم.

    وربّما يودّ أحد السائلين أن يقول: "لقد أفتيتَ أنّ الله يحزن على عباده الضالين إن أهلكهم وهم على ضلالهم؛ إذاً فمن المنطق لا بد أنّه يفرح سبحانه إذا اهتدوا من قبل موتهم؟". ومن ثم نترك الجواب من محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قال :
    [لَلَّهُ اَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ حِينَ يَتُوبُ اِلَيْهِ مِنْ اَحَدِكُمْ كَانَ عَلَى رَاحِلَتِهِ بِأرْضِ فَلاَةٍ فَانْفَلَتَتْ مِنْهُ وَعَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ فَاَيِسَ مِنْهَا فَاَتَى شَجَرَةً فَاضْطَجَعَ فِي ظِلِّهَا قَدْ اَيِسَ مِنْ رَاحِلَتِهِ فَبَيْنَا هُوَ كَذَلِكَ اِذَا هُوَ بِهَا قَائِمَةً عِنْدَهُ فَاَخَذَ بِخِطَامِهَا ثُمَّ قَالَ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ اللَّهُمَّ اَنْتَ عَبْدِي وَاَنَا رَبُّكَ.‏ اَخْطَأ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ] صدق عليه الصلاة والسلام.

    ويا عباد الله، فلنسعَ جميعاً لتحقيق الفرحة في نفس الله، وذلك بالحرص على هُدى الأمّة والصّبر على أذاهم حتى يهتدوا، فاصبروا من أجل شأن الله فيهديهم الله من أجل شأنكم، ووعده الحقّ وهو أرحم الراحمين.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    أخوكم المبعوث رحمةً للعالمين من بعد الأنبياء الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ________________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..


    اقتباس المشاركة 4054 من موضوع رد الإمام على العضو كاشف وبياناته إلى الشيعة الاثني عشر ..




    - 5 -

    الإمام ناصر محمد اليماني
    02 - 08 - 1429 هـ
    05 - 08 - 2008 مـ
    01:13 صباحاً
    ــــــــــــــــــــ



    أعظم كلامٍ يكتبه المهديّ المنتظَر في الكتاب ..
    " الله يكشف عنك غطاءك أيّها الكاشف فإنك لم ترَ الحقّ "


    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين، وبعد..
    كشف الله عنك غطاءك أيّها الكاشف، فلن ترى الحقّ ما لم يكشف الله عنك الحجاب المستور على قلبك وهو الذي حال بين رؤيتك للحقّ لدرجة انكارك لاسم الله الأعظم، وأقسم بالله العظيم لو كنت تعلم علم اليقين بأنّ رضوان الله هو نعيمٌ أعظم من جنّة النّعيم لما أنكرت الحقّ، وسبق وأن أفتيت في بياني من قبل هذا بأنه لن يُصدّقني بحقيقة اسم الله الأعظم إلا من يعلم علم اليقين بأنّ رضوان نفسه تعالى على عبده لهو النّعيم الأعظم من الجنّة، وبما أنّ الكاشف لم يَر بأنّ رضوان الله نعيمٌ أكبر من نعيم الجنّة ولذلك أنكر حقيقة اسم الله الأعظم الذي جعله الله الصفة لرضوان نفسه على عباده والله على ما أقول شهيدٌ ووكيلٌ. فهل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون؟

    ويا أيّها الكاشف، إني لا أقول مثلك على الله بالظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً؛ بل آتيكم بالبرهان للفتوى بالحقّ من محكم القرآن العظيم،
    فإنما أسماء الله صفاته فهو القادر، وترى أيّها الكاشف صفة قدرة ربّك على الواقع الحقّ، وكذلك الرحيم وترى صفة رحمته على العباد، وكذلك النّعيم وترى صفة النّعيم في رضوان نفس ربّك عليك، ولكن هذه الصفة لا تراها شيئاً ملموساً على حقيقة الواقع المرئيّ بل حقيقةً محسوسةً في قلب العبد الذي نال رضوان ربّه فيمدّه الله بروح منه، وتلك الرُّوح هي رضوان نفس الربّ على العبد.
    وأقسم بربّ العالمين بأنّ الذين لم يُمدّهم الله بروح رضوان نفسه في هذه الحياة الدُّنيا إنهم ليسوا من حزب الله ولم يعرفوا أبداً حقيقة رضوان الله ولا يحبّهم الله ولا يحبّونه.


    ويا أيّها الكاشف ، كلا ولا ولن تعرف حقيقة رضوان نفس ربّك ما لم يكُن الله هو أحبّ إليك من أمّك وأبيك ومن ولدك ومن ملكوت الدُّنيا والآخرة، وذلك لأنّ النّعيم الأعظم تجده في حبّ الله وقربه ورضوان نفسه، وإذا لم يمدك بحقيقة اسمه الأعظم الذي جعله الله صفةً لرضوان نفسه على عبده فإنك لن تُقدِّر الله حقّ قدره بمعنى إنك لم تعرف الله حقّ معرفته، ولذلك لن تُصدّق فتوى المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني في الفتوى بالحقّ عن اسم الله الأعظم، وذلك لأنّ روح رضوان الله فإنما يمدّ الله روحَ رضوانه لحزبه فقط، ومن ثمّ يعلمون علم اليقين بأنّ حبّ الله وقربه ورضوان نفسه لهو النّعيم الأعظم من أيّ نعيم، ويعلمون حقيقة الصفة لرضوان نفس الله وهم لا يزالون في الحياة الدُّنيا، وأولئك هم حزب الله من هذه الأمّة ولن يكذّبوا بالحقّ فهم على ذلك لمن الشاهدين بأنهم وجدوا حبّ الله لعباده ورضوان نفسه هو النّعيم الأعظم من أيّ نعيمٍ، لأنهم يعلمون بعظيم حبّهم لربّهم، وأولئك هم حزب الله الذين يُمدّهم الله بروح رضوان نفسه وهم لا يزالون في هذه الحياة الدُّنيا. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آباءهم أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالدّين فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ إلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (22)} صدق الله العظيم [المجادلة]، فتدبّر قول الله تعالى: {أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ} صدق الله العظيم، وذلك ما أقصده يا أيّها الكاشف:
    إنّ اسم الله الأعظم قد جعله الله صفةً لرضوان نفسه فيمدّهم بروح رضوان نفسه فيشعرون بنعيمٍ نفسيٍّ ليس كمثله نعيم وذلك هو الصفة لرضوان نفس الله على عباده؛ ذلك هو اسم الله الأعظم.


    وكيف تشعر بأنّ رضوان نفس الله هو حقاً نعيمٌ ليس كمثله نعيم ما لم يُمدّك الله بروح رضوان نفسه لتعلم علم اليقين بأنك فزت بحبّ الله وقربه ورضوان نفسه فلا بُدّ أن يُمدك بالبشرى في الحياة الدُّنيا برُوح رضوان نفسه عليك، وهذه الرُّوح إذا لم يمدك بها في الدُّنيا فلن يُمدّك الله بها في الآخرة، ورُوح رضوان نفس الله على عباده يُمدّهم الله بها وهم لا يزالون في الدُّنيا لأنهم أحبّوا الله أكثر من آبائهم وأولادهم وأزواجهم وأموالهم وعشيرتهم وأحبّ شيء إلى أنفسهم هو الله، فعلم الله بما في أنفسهم فأحبّهم وقرّبهم ورضي عنهم فأمدّهم برُوح رضوان نفسه عليهم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ} صدق الله العظيم [المجادلة:22].

    فذلك هو اسم الله الأعظم قد جعله الله صفةً لرضوان نفسه على عباده فأيّدهم برُوح منه، وتلك الرُّوح هي رُوح الرضوان تتنزل إلى القلب، وليس معنى ذلك بأنّ الله تنزل إلى قلب عبده سبحانه وتعالى علوَّاً كبيراً! بل أيّده الله برُوحِ رضوان نفسه فيرسلها إلى قلب عبده الفائز برضوانه ومن ثمّ يشعر بسكينةٍ وطمأنينةٍ، أيْ نعيمٌ روحانيٌّ نفسيٌّ يُصلح الله به بالَه ويطمئن به قلبه فتهدأ نفسه فيرتاح فيشعر بأنه في بحبوحةٍ من العيش النفسيّ فيشرح الله صدره بنور الرضوان فهو على نور من ربّه.

    وأمّا المعرضون عن رضوان ربّهم الذين ألهتهم عنه أموالهم وأزواجهم وأولادهم والتكاثر في الحياة الدُّنيا فسوف يجدون أنفسهم عكس ذلك. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {فَمَن يُردّ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُردّ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء} صدق الله العظيم [الأنعام:125].

    إذاً المعرضون عن الحقّ لن يصدقونني أبداً لأنهم لا يعلمون بحقيقة ما يقوله ناصر محمد اليماني، وذلك لأنهم لن يجدوا ما يقوله حقيقةً في ذات أنفسهم، وذلك لأنهم لم يعرفوا ربّهم كما عرفه داعي الإيمان بنعيم رضوان الرحمن ناصر محمد اليماني تصديقاً لحديث محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [الإيمان يمان والحكمة يمانية] صدق عليه الصلاة والسلام.

    وإنّما حزبي هم حزب الله الذين صدَّقوا بحقيقة اسم الله الأعظم بأنه حقاً قد جعله الله صفةً لرضوان نفسه على عباده، وأولئك سوف يتّبعون الإمام بالذِّكر المبين، وأمّا المعرضون عن ذكر ربّهم فسوف يجدون في أنفسهم عكس ما يقوله ناصر محمد اليماني الدّاعي إلى نعيم رضوان نفس الرحمن واُكرر القَسَم وأقول:
    أقُسم بالنّعيم الأعظم رضوان نفس ربّ العالمين بأنه لن ينكر آية التصديق للمهديّ المنتظَر التي جعلها الله في قلوبهم إلا العُميان عن ربّهم فلم يُقدِّروه حقّ قدره وأولئك هم المعرضون عن الحقّ. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتّبع هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ له مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124)} صدق الله العظيم [طه].

    أي أعمى البصيرة عن ربّه لأنه لم يعبد ربّه ولم يُقدّره حقّ قدره ولذلك لن يُمدّه الله برُوح رضوانه فهي النّور الذي يرى برهان الربّ يا أخي الكاشف، ذلك نور الهدى إذا تنزَّل في القلب فلا يُمكن أن يعصي العبد ربّه أبداً، ولكن هذه الرُّوح النّورانيّة تريد وقوداً فإذا لم تُمدها بالوقود تنطفئ فإذا قلبك في ظلامٍ دامسٍ لا يُبصر شيئاً، وماهو الوقود لهذه الرُّوح النّورانيّة إنها المحافظة على ذكر الله؛ ألا بذكر الله تطمئن القلوب، وأمّا الذين نسوا الله فينساهم الله عمداً كما نسوه.

    ويا أيّها النّاس، أُقسم بالنّعيم الأعظم رضوان نفس ربّي على عباده بأني أنا المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم أدعوكم إلى الله فاتّبعوني أهدِكم سبيل رضوانه فتفوزوا فوزاً عظيماً.

    ويا معشر علماء الأمّة، إنّما جعلني الله خليفته بالحقّ وقائد حزبه في الأرض ضدّ المسيح الدجال الشيطان الرجيم المُبلس من رحمة الله وأوليائه الذين يتّخذون سبيل ما يغضب الله وساءت سبيلاً.

    ويا معشر علماء الأمّة، إنّي أشهد الله وجميع الذين يعبدون نعيم رضوانه بأنّي أدعوكم للحوار في موقعي طاولة المهديّ المنتظَر للحوار، وأمّا حقيقة دعوتي فهي دعوة المهديّ المنتظَر للناس إلى نعيمٍ هو أعظم من نعيم الدُّنيا والآخرة، وأعِدكم به من لحظة فور التصديق والاتّباع وعداً غير مكذوب. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {قُلْ إِن كنتم تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ} صدق الله العظيم [آل عمران].

    ويا أحباب الله يا من تحبّون الله ويا من اتّخذتم إليه سبيل الرضوان، كونوا أنصاري إلى الله ولا تُكذبوا بنعيم رضوانه فتهلكوا..

    ويا أخي الكاشف، إن كنت تريد الحقّ فسوف تجد حقيقة دعوة المهديّ المنتظَر فتعلم بأنّي الحقّ من ربّك، وكيف تعلم ذلك علم اليقين؟ فتصوّر بأنّ الله ليس راضياً في نفسه عليك، وتصوّر ذلك وأنت في خلوةٍ بربك وناجِ ربّك وقل له:
    "يا إلهي لقد جئت إليك تائباً مُنيباً راجياً حُبّك وقربك ورضوان نفسك فأنت خلقتني لأكون عبداً لِرضوانك ربّي، وجئت إليك لتحقيق الهدف، وكيف أستطيع ما لم تُمدّني برُوح رضوانك؟".

    وامكُث بين يدي ربّك فلا تقُم من مكانك حتى يُجيبك ولن يطول عليك بل سوف تجده يُرحب بك ربّك، وكيف تعلم ذلك، وسوف أدلك على آية الرضوان فإذا غشّى نور رضوانه قلبك فسوف يخشع قلبك وتدمع عينك وتتمنى بأن لو تكون كذلك طول عمرك فذلك رُوح الرضوان حتى ولو كان قلبك أشدّ قسوة من الحجارة لجعلته يقطر بالماء فيسيل الدمع من عينيك مما عرفت من الحقّ، والحقّ هو ربّك وما دونه باطل. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الحقّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (83)} صدق الله العظيم [المائدة].

    ويا أخي الكاشف، أقسم بالله الذي رضوان نفسه هو النّعيم الأعظم من الجنّة بأنّي أنا المهديّ المنتظَر أدعوكم يا معشر المسلمين والنّاس أجمعين إلى نعيمٍ عظيمٍ تجدونه أعظم من نعيم الدُّنيا والآخرة، ذلك سبيل رضوان الله ربّ العالمين فاتخذوه معي سبيلاً، وقد أخبرتكم بأنه نعيمٌ أكبرُ من نعيم الدُّنيا والآخرة، فيا معشر المؤمنين بالقرآن العظيم صدّقوا الخبير بالرحمن، وصدّقوا خبر الله في القرآن بأنّ رضوان نفسه على عباده نعيمٌ أكبر من نعيم الجنّة. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالدّين فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (72)} صدق الله العظيم [التوبة].

    فكيف تكذّبني يا أخي الكاشف؟ فإنك لم تكذّبني بأنّ اسم الله الأعظم جعله حقيقةً لرضوان نفسه؛ بل كذبت كلام ربّك الذي أخبرك بذلك في محكم كتابه في قوله تعالى:
    {وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (72)} صدق الله العظيم، فانظر ماذا ذكر الله قبل هذا القول فتجده يتحدث عن نعيم الجنّة ومن ثمّ وصف بأن نعيم رضوان نفسه على عباده نعيم أعظم من نعيم الجنّة، وإن كنت ترى لهذه الآية المُحكمة بياناً آخر فاهدني إليه إن كنت من الصادقين! وأقسم بربّ العالمين لو اجتمع جميع علماء المسلمين الأولين منهم والآخرين لا يستطيعون أن يأتوا لهذه الآية ببيانٍ أحقّ من بيان ناصر محمد اليماني وذلك لأنّ ما بعد الحقّ إلا الضلال، فما بعد رضوان الله إلا غضبه ونعوذ بالله من غضبه بنعيم رضوانه وحبه وقربه إن ربّي غفور رحيم.

    ويا أيّها الكاشف، لماذا خلقك الله؟ وأعلم إجابتك فسوف تقول لي: "لأعبده". ومن ثمّ أردّ عليك: فهل تعبده لكي تنال رضوانه؟ وسوف تقول: "نعم". ومن ثمّ أقول لك: ولماذا تريد رضوان ربّك؟ فإذا قلت: "لكي يدخلني جنته" . ومن ثمّ يَردّ عليك المهديّ المنتظَر فأقول لك: وهل خلقك الله من أجل الجنّة أم إنّه خلقك من أجله؟ وسوف تقول: "خلقني الله من أجله" . ومن ثمّ أقول لك: فلماذا تعبد الجنّة والحور العين؟ وسوف تقول: "أعوذ بالله، بل أعبد رضوان نفس ربّي". ومن ثمّ أردّ عليك وأقول: إنك لم تعبد الله كما ينبغي أن يُعبد، وذلك لأنك اتّخذت رضوانه وسيلة لتحقيق الغاية والتي هي الجنّة والحور العين، فيا عجبي منكم ياعُبّاد الجنّة والحور العين فهل خلقكم الله من أجل الجنّة والحور العين؟ أم إنه خلق الجنّة والحور العين من أجلكم وخلقكم من أجله؟ أفلا تعبدون الله كما ينبغي أن يُعبد؟ إذاً قد جعلتم الحكمة من خلقكم لكي يدخلكم جنته ويقيكم ناره ، ولكن الله قال في محكم كتابه:
    {وَمَا خَلَقْتُ الجنّ وَالْإِنسَ إلا لِيَعْبُدونِ (56)} صدق الله العظيم [الذاريات].

    إذاً لقد أخطأتم الوسيلة يا معشر جميع المتقين، فاتَّخذتم رضوان نفس الله وسيلةً لتحقيق الغاية وهي الجنّة والحور العين، ولا تختلف دعوة المهديّ المنتظَر مع دعوة جميع الأنبياء والرسُل إلا في هذا، فهم يدعون النّاس ليعبدوا الله حتى يدخلهم جنّته وينقذهم من ناره ولكنهم أخطأوا الوسيلة جميعاً فاتّخذوا رضوان نفس الله وسيلةً لتحقيق الغاية وهي الجنّة والحور العين برغم أنّ الله لم يخلق الجنّة والحور العين إلا من أجلهم وخلقهم من أجله، إذاً لم تقدروا الله حقّاً قدره
    ، ولا تزالون مختلفين يا معشر المُتقين والنّاس أجمعين فلم تعبدوا الله كما ينبغي أن يُعبد فتحققوا الحكمة من خلقكم، ولن تحققوها ما دمتم تتخذوا رضوان نفس الله النّعيم الأعظم وسيلةً لتحقيق النّعيم الأصغر، فلا تنقضي الحكمة من خلقكم حتى تعبدوا الله كما ينبغي أن يُعبد فلا تتخذوا سبيل رضوانه وسيلةً لتحقيق النّعيم الأصغر بل لتحقيق حبّه وقربه ورضوان نفسه وأنتم موقنون بأنّ حبّه وقربه ورضوان نفسه هو نعيمٌ أكبر من نعيم الجنّة والحور العين، فاتّبعوا الخبير بالرحمن لأهديكم سبيل النّعيم الأعظم من جنّة النّعيم ؛ ذلك رضوان الله عليكم إن كنتم تحبّون الله فاتبعوني يحببكم الله. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {يَا أيّها الَّذِينَ آمنوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (54)} صدق الله العظيم [المائدة].

    ما لم فلا تزالون مختلفين؛ جميع المُتقين والنّاس أجمعين، ولم تحققوا الهدف الذي خلقكم الله من أجله، ولم يَعْبُدْ الله كما ينبغي أن يُعبد غير المهديّ المنتظَر من النّاس أجمعين. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَلَوْ شَاء ربّك لَجَعَلَ النّاس أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إلا مَن رَّحِمَ ربّك وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ ربّك لأَمْلأنَّ جهنّم مِنَ الجنّة وَالنّاس أَجْمَعِينَ(119)} صدق الله العظيم [هود].

    فتدبّروا هذه الآية الجليّة في شأن المهديّ المنتظَر الذي هو الوحيد الذي عبد الله كما ينبغي أن يعبد وذلك لأنّه لم يتخذ رضوان الله النّعيم الأعظم وسيلةً لتحقيق النّعيم الأصغر نعيم الجنّة والحور العين أو لتحقيق الدرجة العالية الرفيعة التي لا ينبغي إلا أن تكون لعبدٍ واحدٍ من عباد الله، وكلاً من جميع المقربين والأنبياء والمرسلين يرجو أن يكون هو، ولذلك يتنافسون على الرحمن أيّهم أقرب، وللأسف أكثر المؤمنين يدعونهم من دون الله فيرجون منهم الشفاعة بين يدي الله فأشركوا بالله، وكان من المفروض أن ينافسوهم على ربّهم وليس الله حصرياً للمقربين من الأنبياء والمرسلين فهم عبيد ونحن عبيد ولنا الحقّ في المعبود سوياً، فمن شاء ابتغى إلى ربّه الوسيلة، ولكن للأسف فإن أكثر النّاس لا يؤمنون بالله إلا وهم به مشركون يدعون من دونه عباده المقربين، وقال تعالى:
    {قُلِ ادْعُواْ الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلاَ يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلاَ تَحْوِيلاً (56) أُولَـئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى ربّهم الْوَسِيلَةَ أيّهم أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ ربّك كَانَ مَحْذُوراً (57)} صدق الله العظيم [الإسراء].

    إذاً يا معشر المؤمنين الصالحين وجميع الكافرين لم تعبدوا الله كما ينبغي أن يُعبد ولا تزالون مُختلفين، فمنكم من يعبد الدُّنيا وذلك مبلغهم من العلم فألهتهم عن الهدف الذي خلقهم الله من أجله، ومنكم من يعبد الجنّة والحور العين وإنما اتّخذ رضوان الله وسيلة لتحقيق الغاية، فإذاً لا تزالون مُختلفين ولم تعبدوا الله كما ينبغي أن يُعبد، وهنا يأتي حُكم الله الحقّ على الجنّ والنّاس أجمعين بنار جهنم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَلَوْ شَاء ربّك لَجَعَلَ النّاس أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إلا مَن رَّحِمَ ربّك وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ ربّك لأَمْلأنَّ جهنّم مِنَ الجنّة وَالنّاس أَجْمَعِينَ(119)} صدق الله العظيم [هود].

    وذلك يوم تُسألون عن النّعيم الذي خلقكم من أجله فجعله حقيقة في رضوان نفسه فلم تحققوا الهدف الذي خلقكم من أجله أنتم جميع المُختلفين المؤمنين والكافرين، فطائفةٌ أشركوا بربّهم وأخرى لم يعبدوا الله كما ينبغي أن يُعبد، ولذلك يأتي حكم الله على الجنّ والإنس وتسمعون حكم الله أجمعين. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إلا مَن رَّحِمَ ربّك وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ ربّك لأَمْلأنَّ جهنّم مِنَ الجنّة وَالنّاس أَجْمَعِينَ (119)} صدق الله العظيم [هود].

    وذلك يوم الفزع الأكبر للصالحين والكافرين إلا إنه لن يصيب الصالحين منه سوء برغم فزعهم فلن يحزنهم الفزع الأكبر الذي يشمل جميع من في السماوات والأرض. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الأرض إلا مَن شَاء اللَّهُ وَكلّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ (87)} صدق الله العظيم [النمل].

    وذلك هو المهديّ المنتظَر المُستثنى عليه فلن يناله الفزع الأكبر لأنه عَبَدَ الله كما ينبغي أن يُعبد فأتاه الله ملكوت الدُّنيا والآخرة، وأعلم أنّ هذا كلام كبير جداً ولكني على إلجامكم بمحكم القرآن العظيم لقدير بإذن الله الواحد القهّار وفي ذلك اليوم يوم إعلان النتيجة العامة؛ هل تحققت الحكمة من خلق الجنّ والإنس والملائكة؟ فأجيب عليكم بإذن الله بالحقّ فأقول: كلا لم يُحققها غير واحدٍ وهو المهديّ المنتظَر وهو الذي نال شرف الدرجة العالية الرفيعة لخلافة الله على ملكوت كلّ شيء وهو الوحيد الذي یؤذن له بالقول بين يدي الله، ومن ثمّ لا يشفع لهم شيئاً وإنما يُحاجِج الله في نعيمه الأعظم فيقول الله له: ألم أجعلك خليفتي الشامل على الملكوت كله؟ وإذا المهديّ المنتظر يقول: أعوذ بك ربّي أن أرضى بذلك النّعيم؛ بل أريد النّعيم الأعظم من ذلك. ومن أجله خلق الله الخلق وقد علمناكم بأن النّعيم الأعظم هو أن يكون الله راضياً في نفسه، وكيف يكون راضياً في نفسه ما لم يدخل كلّ شيء في رحمته؟ فأمّا الكافرين فلا يملكون من الرحمن يوم القيامة خطاباً فلا يؤذن لهم فيعتذرون، وكذلك جميع المتقين لا يملكون يوم القيامة من الرحمن خطاباً نظراً لأنهم أخطأوا الوسيلة فاتّخذوا النّعيم الأعظم رضوان نفس الله والذي خلقهم من أجله فاتّخذوه وسيلةً لتحقيق النّعيم الأصغر نعيم الجنّة والحور العين، ولم يخلقهم الله من أجل الجنّة والحور العين بل خلقهم من أجله وخلق الجنّة والحور العين من أجلهم، وكان ذلك خطأهم ولم يحققوا الهدف من خلقهم، وكذلك الملائكة المقربين كانت فتنتهم في الدرجة العالية الرفيعة في خلافة الملكوت على الملائكة والجنّ والإنس وهي نفس الدرجة التي أعطاها الله لآدم من قبل ليكون خليفة الله على الملائكة والجنّ والإنس من ذريّته، ولكن آدم لم يعرف الله حقّ معرفته وكانت الجنّة فتنته ولو كان يعلم بأنّ نعيم رضوان نفس ربّه أعظم من نعيم الجنّة التي هو فيها لما عصى أمر ربّه وإنما أخافه الشيطان على النّعيم الذي هو فيه:
    {فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدم هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَى (120)} صدق الله العظيم [طه].

    {وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَـذِهِ الشَّجَرَةِ إلا أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالدّين (20)}
    صدق الله العظيم [الأعراف].

    إذاً لو كان يعلم آدم بأنّ نعيم رضوان نفس ربّه هو نعيمٌ أعظم من النّعيم الذي هو فيه لما حرص على النّعيم الذي هو فيه ليكون فيه من الخالدّين، وإنما أكل من الشجرة حرصاً على البقاء في هذا النّعيم. إذاً لا يستحق درجة خلافة الملكوت، ولذلك نال بالفشل الذريع ولم يجد الله له عزماً، وكذلك الملائكة المقربين كانت الدرجة العالية الرفيعة فتنتهم:
    {وَإِذْ قَالَ ربّك لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأرض خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ(30) وَعَلَّمَ آدم الأسماء كُلَّهَا ثمّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأسماء هَـؤُلاء إِن كنتم صَادِقِينَ (31) قَالُواْ سبحانكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إلا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32) قَالَ يَا آدم أَنبِئْهُم بأسْمَائِهم فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأسْمَائِهم قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأرض وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كنتم تَكْتُمُونَ (33)} صدق الله العظيم [البقرة].

    والملائكة حاجّوا ربّهم لأنهم يرون بأنّ الخليفة للملكوت الأَولَى أن يحظى بهذا الشرف أحد الملائكة، ولذلك قالوا:
    {وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ (30)} صدق الله العظيم، ولذلك كان في نفس الله شيئاً من ملائكته المقربين حتى هم يسبحون بحمد ربّهم ويقدسون له فيتخذون حبّه وقربه ورضوان نفسه وسيلة لتحقيق الغاية وهي الدرجة العالية لخلافة الملكوت، ولكن ملائكة الرحمن أدركت بأن في نفس ربّهم منهم شيء ولم يدركوا ذلك إلا حين عرض عليهم خلفائه من ذريّة آدم فقال: {وَعَلَّمَ آدم الأسماء كُلَّهَا ثمّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأسماء هَـؤُلاء إِن كنتم صَادِقِينَ (31)} صدق الله العظيم [البقرة].

    وعلم الملائكة بأنهم قد زاغوا عن طريق الحقّ وعلموا ذلك من خلال قول ربّهم الموجّه لهم بالتكذيب من ربّهم بأنهم أولى بها وأنهم لم يعبدوا الله كما ينبغي أن يُعبد ولذلك قال الله لهم:
    {أَنبِئُونِي بِأسماء هَـؤُلاء إِن كنتم صَادِقِينَ (31)} صدق الله العظيم [البقرة].

    إذاً يا معشر علماء الأمّة، قد تبيّن لنا بأنه لن ينال من الرحمن خطاباً يوم القيامة جميع الكافرين لأنهم كفروا بربّهم، وكذلك جميع المُتقين الصالحين من الإنس والجنّ والملائكة لأنهم لم يعبدوا الله كما ينبغي أن يُعبد ولن يملك من الرحمن خطاباً غير المهديّ المنتظَر الذي عبد الله كما ينبغي أن يُعبد. وقال الله تعالى:
    {إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازاً (31) حَدَائِقَ وَأَعْنَاباً (32) وَكَوَاعِبَ أَتْرَاباً (33) وَكَأْساً دِهَاقاً (34) لَّا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلَا كِذَّاباً (35) جَزَاء مِّن ربّك عَطَاء حِسَاباً (36)ربّ السماوات وَالأرض وَمَا بَيْنَهُمَا الرحْمَنِ لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَاباً (37) يَوْمَ يَقُومُ الرُّوح وَالْمَلَائِكَةُ صَفّاً لَّا يَتَكَلَّمُونَ إلا مَنْ أَذِنَ له الرحْمَنُ وَقَالَ صَوَاباً (38) ذَلِكَ الْيَوْمُ الحقّ فَمَن شَاء اتَّخَذَ إِلَى ربّه مَآباً (39) إِنَّا أَنذَرْنَاكُمْ عَذَاباً قَرِيباً يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كنت تُرَاباً (40)} صدق الله العظيم [النبأ].

    فلماذا لا يملك جميع المتقين من ربّهم الخطاب؟ وقال الله تعالى:
    {إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازاً (31) حَدَائِقَ وَأَعْنَاباً (32) وَكَوَاعِبَ أَتْرَاباً (33) وَكَأْساً دِهَاقاً (34) لَّا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلَا كِذَّاباً (35) جَزَاء مِّن ربّك عَطَاء حِسَاباً (36) ربّ السماوات وَالأرض وَمَا بَيْنَهُمَا الرحْمَنِ لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَاباً (37)} صدق الله العظيم [النبأ].

    وكذلك الملائكة المقربون بما فيهم جبريل الأمين لا يملكون من الرحمن خطاباً. وقال الله تعالى:
    {يَوْمَ يَقُومُ الرُّوح وَالْمَلَائِكَةُ صَفّاً لَّا يَتَكَلَّمُونَ إلا مَنْ أَذِنَ له الرحْمَنُ وَقَالَ صَوَاباً (38) ذَلِكَ الْيَوْمُ الحقّ فَمَن شَاء اتَّخَذَ إِلَى ربّه مَآباً (39) إِنَّا أَنذَرْنَاكُمْ عَذَاباً قَرِيباً يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كنت تُرَاباً (40)} صدق الله العظيم [النبأ].

    وذلك هو شأن المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم الذي عبد الله كما ينبغي أن يُعبد ولكنهم جميعاً أخطأوا الوسيلة وأرادوا الفوز بها ولكن المهديّ المنتظَر اتّخذها وسيلة لتحقيق الغاية وهي أن يكون الله راضياً في نفسه.

    وأعلمُ يا معشر علماء الأمّة بأنّ هذا كلام كبيرٌ فهوِّنوا على أنفسكم وبيني وبينكم شيءٌ واحدٌ وهو أن لا أدَّعي الربوبيّة، وما ينبغي لي أن يؤتيني الله علم الكتاب فأقول للناس ادعوني من دون الله، وأعوذ بالله أن أقول ما ليس لي بحقّ بل أدعوكم أن تعبدوا الله كما ينبغي أن يُعبد فلا تتخذوا نعيم رضوانه وسيلةً من أجل الفوز بنعيم الجنّة أو الدرجة العاليّة الرفيعة لخلافة الملكوت، فلم يخلقكم الله من أجل ذلك كلّه بل خلق الله السماوات والأرض وما فيهم من أجلكم وخلقكم من أجله. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمَا خَلَقْتُ الجنّ وَالْإِنسَ إلا لِيَعْبُدونِ (56)} صدق الله العظيم [الذاريات].

    وأنا المهديّ المنتظَر أدعوكم لعبادة الله ربّي وربّكم كما ينبغي أن يُعبد، فهل تتخذون نعيم رضوانه معي سبيلاً أم أني سوف أنال الآن غضبكم أجمعين فتروني على باطلٍ وضلالٍ مبين؟ إذاً علِّموني بضلالي إن كنتم صادقين! أم إنكم تعبدون الرسل والأنبياء؟ ولذلك سوف تروني على ضلالٍ مبينٍ لأنكم تركتم الله للرسل والأنبياء يتنافسون عليه أيّهم أقرب وأما أنتم فترون إنه لا يحقّ لكم، تُريدون أن يشفعوا لكم بين يدي الله !
    وأقسم بربّ العالمين لا یحل الخطاب في الشفاعة إلا للمهديّ المنتظَر، وكلا ولا ولن أشفع لكم بين يدي ربّي وأعوذ بالله أن أكون من الجاهلين، فكيف أشفع بين يدي من هو أرحم بعباده من عبده! وإنما يأذن لي ربّي بالقول الصواب لكي أحاجّه في تحقيق نعيمي الأعظم وهو أن يكون هو راضياً في نفسه وليس متحسراً على عباده، ونظراً لعلمي لتحسّر ربّي على عباده لأنه أرحم بعباده من عبده ولذلك حرَّمت الجنّة على نفسي حتى يحقق الله لي النّعيم الأعظم وهو أن يكون راضياً في نفسه، وكيف يكون الله راضياً في نفسه ما لم يدخل كل شيء في رحمته؟ ثمّ تأتي الشفاعة من الله وحده فيقول للمهديّ المنتظَر اِدْخل أنت وعبادي جنتي فقد حققت لك نعيم رضوان نفس ربّك، وهنا تكون المُفاجأة فيقول النّاس لبعضهم بعض: ماذا قال ربّكم؟ فيقول الصالحون الذين لم يحزنهم الفزع الأكبر فيقولون: الحقّ وهو العلي الكبير، وقال الله تعالى:
    {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الأرض وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ وَمَا له مِنْهُم مِّن ظَهِيرٍ (22) وَلَا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إلا لِمَنْ أَذِنَ له حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ ربّكم قَالُوا الحقّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (23)} صدق الله العظيم [سبأ].

    وذلك هو المهديّ المنتظَر الذي أذن الله له أن يُحاجِج ربّه:
    {وَلَا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إلا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ} صدق الله العظيم [سبأ: 23].

    وذلك لأنه يعبد الله ليكون راضياً في نفسه، ولكنه لم يقُل: ربّي شفِّعني في عبادك! أعوذ بالله؛ ذلك هو الضلال البعيد. إذاً ما زدناهم إلا ضلالاً، وذلك لأنهم سوف يقولون لولا هذا العبد لهلكنا، قاتلهم الله أنَّى يؤفكون؛ بل لولا أنّ الله أرحم الراحمين وإنما علّم المهديّ المنتظَر بتحسّر ربّه في نفسه على عباده لأنه أرحم الراحمين فلا تحرّف كلام الله عن مواضعه يا أيّها الكاشف أم إنك تنكر بأنّ الله أرحم الراحمين؟ فإذا كان كذلك فكيف لا يتحسر على عباده فاتقِ الله.

    وهذا هو أعظم كلام يكتبه المهديّ المنتظَر في الكتاب فلا تكفر بحقيقة اسم الله الأعظم ؛ إذاً قد كفرت بأنّ نعيم رضوان الله هو أعظم من نعيم الجنّة، وسوف يحكم الله بيني وبينكم أجمعين بالحقّ وهو أسرع الحاسبين.

    وسلامٌ على المرسلين ، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    كتب البيان عبد النّعيم الأعظم ؛ المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني.
    ــــــــــــــــــــــ

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  7. افتراضي

    اقتباس المشاركة : محبة النبي
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    بعد تحية الإسلام والسلام ، وإني مسالمة ولست ضد أحد ، ولكني فقط أدعو إلى الاعتصام بسنة النبي صلى الله عليه وسلم، فالخشية أن نرد حديثا لرسول الله صلى الله عليه وسلم دون أن نعلم، لأنه وحي لذا علينا أن نرد حيث كان يرد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    ذكر أحدكم أن الخضر كان ... تم اختصار الاقتباس
    رابط الاقتباس :
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=394344
    انتهى الاقتباس من محبة النبي
    وبالنسبة للخضر لم يذكر القران العظيم أن هناك شخصية أسموها الخضر تصديق لي قوله تعالى :{فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا (65) قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا (66) قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (67) وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا (68)} صدق الله العظيم [الكهف].

    ويا اختي في الله لو انتي عبدتي الله عز وجل كما يجب أن يعبد ليس من أجل جنة لشعرتي في نعيم بداخلك ليس مثله نعيم سوف اطرح عليكي أمر مثلا زوجك إذا تزوجتيه عن حب وكنتي تحبيه حب كبير وكان حزين
    و قدم لك كنوز لا تعد ولا تحصى هل الكنوز تجلب لك السعاده وانتي تعلمين زوجك حزين ما بالك بمن هو ارحم الرحمين الذي حبه لا يوصف مهما يقدم لنا من جنات كيف سوف تكونين سعيده بها الأنصار عندما يقولون اف ليس تقليل من شأن الجنة بل لعظيم حبهم لله

    احيانا بعض العشاق ينتحرون من شدة حبهم لمن يحبون طبعا هذا خطأ لكن دافع الحب الشديد هو الذي يدفع ذلك بالنسبة لي من شدة حبي لي ربي إذا سعادته ارمي نفسي في النار سوف افعل وليس اني اريد اعمل اعمال جزائي يكون النار بل ارمي نفسي بالنار من شدة حبي لي ربي حتى يرضى في نفسه حر النار سوف تكون لي سلاما عندما أشعر أن الله عز وجل سوف يفرح بذلك الم يكن أمر قتل سيدنا ابراهيم عليه الصلاة والسلام لي ابنه إسماعيل بذبحه بالسكين أمر صعب لكن من أجل الله وسعادته يهون كل شيء صعب

  8. افتراضي

    نسأل الله ان يجعل لكي فرقانا تبصرين به ان كنتي ممن اذا تبين لهم الحق ان يتبعوه

    اقتباس المشاركة 110789 من موضوع السبب الحقيقي للإشراك بالله وسرّ الشفاعة ..

    - 8 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    17 - 10 - 1430 هـ
    06 - 10 - 2009 مـ
    10:14 مساءً
    ـــــــــــــــــــ


    ولذلك حرَّم المهديّ المنتظَر جنّة النّعيم على نفسه وأنفق درجته فيها لجدّه محمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- قُربة إلى ربّي لكي يحقِّق لي هدفي الأعظم من جنته ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين النّبيّ الأمّي الأمين وآله التوّابين المتطهِّرين والتّابعين للحقّ إلى يوم الدّين، وبعد..

    ويا محمود المصري، يا من يحاجّني في أمري فتارةً يؤمن بالبيان الحقّ للذكر للمهديّ المنتظَر وتارةً يكفر بدعوة المهديّ المنتظَر للبشر إلى عبادة نعيم رضوان ربّهم الأكبر من نعيم جنته ولذلك خلقكم، يا محمود المصري فأنا أولى منك بجدّي وأشدُّ غيرةً عليه بالحقّ، ولم أقل إلا أنه أخطأ الوسيلة، ومثله كمثل غيره من الأنبياء والرسل والمقربين المكرمين جميعاً يعبدون رضوان الله وسيلةً ليرجوا رحمة الله التي هي جنته ويخافون عذاب ناره، فاتخذوا نعيم رضوان الله وسيلةً لتحقيق جنته ويقيهم من ناره. وقال الله تعالى:
    {أُولَٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ ربّهم الْوَسِيلَةَ أيّهم أقرب وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إنَّ عَذَابَ ربّك كَانَ مَحْذُورًا} صدق الله العظيم [الإسراء:٥٧].

    ولم يقل المهديّ المنتظَر أنّهم على ضلالٍ، وأعوذُ بالله؛ بل أنا من التّابعين لمحمدٍ رسول الله وكافة المرسلين في الدعوة إلى عبادة الله وحده لا شريك غير أني لم أتّخذ رضوان الله كوسيلةٍ لأنافسهم للفوز بالدرجة العالية في الكتاب والتي لا تكون إلا لعبدٍ من عباد الله وهو الذي أدرك الوسيلة فعبد الله كما ينبغي أن يُعبد.

    ولا تفترِ على الله ورسوله يا محمود المصري! فلم يُفتِكم محمدٌ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- أنّ هذه الدرجة لا ينبغي أن تكون إلا لنبيٍّ! بل قال لعبدٍ ولم يقل أنّه هو؛ بل قال لكم:
    [وأرجو أن يكون أنا هو]، فإذا كان لا يعلم محمدٌ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- أنّه هو صاحب تلك الدرجة، فهل جعلك الله حكماً فيها فتحكم بها أنّها لمحمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم! وافتريت على محمدٍ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- ولم يقل أنهُ صاحب تلك الدرجة؛ بل قال: [وأرجو أن يكون أنا هو]. وهذا حديث حقٌّ مُتفقٌ عليه من كافة علماء الأمّة بأنّ محمداً رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- لم يقل أنه صاحب تلك الدرجة؛ بل قال وأرجو أن يكون هو بمعنى أنه يتمنى أن يكون هو صاحب هذه الدرجة، وإنما هي الدرجة الرفيعة في جنّة النّعيم. وأقسم بالله العلي العظيم لا تساوي لدى المهديّ المنتظَر شيئاً إلى تحقيق نعيم رضوان الله في نفسه، وأقسم بالله العظيم أنهُ فاز بها (ن) في القرآن العظيم وأنفقتُها لجدّي محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وتسلّمها. تصديقاً لقول الله تعالى: {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ ﴿١﴾ مَا أنت بِنِعْمَةِ ربّك بِمَجْنُونٍ ﴿٢﴾ وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ ﴿٣﴾ وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴿٤﴾} صدق الله العظيم [القلم].

    والمهديّ المنتظَر هو السبب الوحيد الذي حقق لمحمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ما كان يرجوه، وإنما أنفقتها كوسيلة لكي يحقق لي الله النّعيم الأعظم منها فيكون راضياً في نفسه وذلك لأني لم أتخذ نعيم رضوان الله وسيلةً لتحقيق النّعيم الأصغر الدرجة العاليّة الرفيعة في الجنّة، فكيف أتّخذُ النّعيم الأكبر وسيلةً لتحقيق النّعيم الأصغر! ولذلك أنفقتها لكي يحقِّق لي الله النّعيم الأعظم منها، ولا أقصد أن يكون الله راضياً عني وحسبي ذلك كلا وربي؛ بل جميع الأنبياء والمرسلين والصالحين يرجون من الله رضوانه لكي يدخلهم في جنة رحمته ويقيهم نار عذابه. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {أُولَٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ ربّهم الْوَسِيلَةَ أيّهم أقرب وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إنَّ عَذَابَ ربّك كَانَ مَحْذُورًا} صدق الله العظيم [الإسراء:٥٧]. ولكنّ المهديّ المنتظَر لم يكتفِ برضوان الله عليه! إذاً أصبح رضوانه ليس إلا كوسيلة لتحقيق جنته ويقيني من ناره؛ بل أريد أن يكون الله راضياً في نفسه وأنفقُ كلّ شيء في سبيل تحقيق رضوان الله في نفسه، ولكنه حال بيني وبين تحقيق هذا الهدف هم عباده الذين أهلكهم فيقول: {وَمَا أَنزَلْنَا عَلَىٰ قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِن جُندٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ ‎﴿٢٨﴾‏ إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ‎﴿٢٩﴾‏ يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ‎﴿٣٠﴾‏ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ‎﴿٣١﴾‏ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ‎﴿٣٢﴾‏} صدق الله العظيم [يس].

    ولذلك حرَّم المهديّ المنتظَر جنّة النّعيم على نفسه وأنفق درجته فيها لجدّه محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قُربةً إلى ربّي لكي يحقق لي هدفي الأعظم من جنته الذي أعيش من أجله فيكون هو راضياً في نفسه وليس عليَّ فحسب بل على عباده الضالين الذين يتحسر عليهم بعد أن أهلكهم، ولذلك سوف يبعثهم ليجعل النّاس أمّةً واحدةً على صراطٍ مستقيمٍ لكي يتحقّق هدف المهديّ المنتظَر،
    وفي ذلك سرّ البعث الأول لجميع أموات الكافرين لكي يجعل الله النّاس أمّةً واحدةً على صراطٍ مستقيمٍ في زمن المهديّ المنتظَر فيتحقق هدف المهديّ المنتظَر يا من تجادل في أمره ولا تحيط بسره. تصديقاً لقول الله تعالى: {عَسَىٰ رَبُّكُمْ أن يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جهنّم لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا} صدق الله العظيم [الإسراء:٨].

    وتصديقاً لوعد الله بالحقّ:
    {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ ﴿١١٨﴾ إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ} صدق الله العظيم [هود:118-119]، بمعنى أنه لم يتحقّق هدف الهُدى فيجعل الله النّاس أمّةً واحدةً منذ أول رسول إلى خاتم الأنبياء والمرسلين محمد -صلّى الله عليه وآله وسلّم- ولن يتحقق الهدى للناس جميعاً فيجعلهم الله أمّةً واحدةً على صراطٍ مستقيمٍ فيتحقق الهدف من خلقهم إلا في زمن المهديّ المنتظَر الذي يعبد نعيم رضوان نفس ربّه وليس كوسيلة بل كغاية.

    ويا محمود المصري، سوف يحكمُ الله بيني وبينك بالحقّ وهو خير الحاكمين، لا سامحك الله لا من بعد موتك ولا يوم يقوم النّاس لربّ العالمين إن كنت من الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر؛ من الذين يؤمنون أول النّهار ويكفرون آخره ويخادعون الذين آمنوا، خدعك الله في نفسك وفي مالك وفي ولدك.
    ألا والله ما دعوت على أحدٍ قط كما دعوت على محمود المصري، غير إنّي أرجو من الله أن لا يجيب دعوتي إلا في حالةٍ واحدةٍ وهي إذا كان محمود المصري من شياطين البشر من الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر فيؤمنون، من الذين يؤمنون أول النّهار ويكفرون آخره فتنةً للأنصار.

    ويا معشر الأنصار السابقين الأخيار، ويا معشر المسلمين وكافة علماء الأمّة، إن كنتم تعلمون أنّ الدرجة فاز بها محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:
    {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} صدق الله العظيم [البقرة:111]. ولم يفتِكم محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أن هذه الدرجة التي لا ينبغي أن تكون إلا لعبدٍ واحدٍ هي لنبيٍّ أو رسولٍ؛ بل قال محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [لا تكون إلا لعبد واحد من عباد الله وأرجو أن يكون أنا هو].

    إذاً كلّ نبيّ يرجو أن يكون هو، ولكنه لن ينالها إلا أقرب عبد من ربّ العالمين، ولذلك تنافسوا على الله أيّهم أقرب. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {يَبْتَغُونَ إِلَى ربّهم الْوَسِيلَةَ أيّهم أَقْرَبُ} صدق الله العظيم [الإسراء:٥٧].

    ولكن لماذا؟ فهل من أجل تحقيق الهدف من خلقهم؟ والجواب:
    {وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ ربّك كَانَ مَحْذُورًا} صدق الله العظيم [الإسراء:٥٧].

    إذاً أخطأوا الوسيلة فاتخذوا النّعيم الأعظم وسيلة لتحقيق الأصغر ورضي الله عنهم ورضوا عنه فلم يضلوا عن الصراط المستقيم بل عبدوا الله وحده لا شريك له وإنما أخطأوا الوسيلة. فهل فهمتم الخبر أم نزيدكم ونزيدكم علماً حتى نُلجم المُمترين إلجاماً؟


    وكم يُحزنني الجدل في هذا الأمر، ألا والله لا اريد أن أحاجِج النّاس في درجتي في الكتاب، ولكن محمود المصري قد أجبرني فلا سامحه الله ثانيةً واحدةً في الحياة الدُّنيا واليوم الآخر إن كان من شياطين البشر من الذين يُظهرون الإيمان ويُبطنون الكفر، ولا أجاب الله دعوتي على محمود المصري إن لم يكن من شياطين البشر فإنّ ربّي غفورٌ رحيمٌ، ولا تثريب عليه إن كان من الذين لو علموا الحقّ لاتّبعوه، وأفوّض الحكم لله الذي هو بعباده خبيرٌ بصيرٌ.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ______________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..


    اقتباس المشاركة 54741 من موضوع إمامي الكريم، أفتنا في قول الله تعالى { إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ اللّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ }..


    -2-

    [ لمتابعة رابط المشـاركـة الأصليَّة للبيـــان ]
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=54737

    الإمام ناصر محمد اليماني
    18 - 09 - 1433 هـ
    06 - 08 - 2012 مـ
    09:02 صباحاً
    ـــــــــــــــــــــ


    { وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ }
    صدق الله العظيم ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة الأنبياء والمرسلين من أوّلهم إلى خاتمهم وآلهم الطيبين، وجميع المؤمنين التابعين الحقّ إلى يوم الدين، أمّا بعد..

    إنَّ من حرب الله على شياطين الجنّ والبشر نورُ الذكر القرآن العظيم، كون كلماته سلاح نورانيّ على لسان المؤمنين وشرّ على الشياطين تحرقهم به وهم في أوكارهم في أجساد أوليائهم، وأشرّ منه عليهم كوكب سقر. تصديقاً لقول الله تعالى في محكم الذكر:
    {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنكَرَ يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكُمُ النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} صدق الله العظيم [الحج:72].

    ولكن إذا تولى المسلمون عن القرآن العظيم وابتغوا العزَّة في غيره أذلّهم الله وأظهر عليهم عدوّهم يَسُومُهم سوء العذاب، وجعل القرآن حجّة لكم أو عليكم بين يدي ربكم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَكَذَٰلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴿١٢٩﴾ يَا مَعْشَرَ‌ الْجِنِّ وَالْإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُ‌سُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُ‌ونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَـٰذَا قَالُوا شَهِدْنَا عَلَىٰ أَنفُسِنَا وَغَرَّ‌تْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِ‌ينَ ﴿١٣٠﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    ألا وإنَّ القرآن العظيم حبل الله الممدود الشاحن لقلوبكم، فيه شفاء لأمراضكم، وكذلك تحرقون به الشياطين في ألدّ أعدائكم، وتنتصرون بنوره على عدوّكم، فيجعل بأسكم عليهم شديداً وبصركم حديداً إن اعتصمتم بالقرآن المجيد، وإن توليتم وابتغيتم الهدى في سواه؛ فمن يأبى من الأحزاب الاحتكام إلى الكتاب فقد كفر به والنار موعده. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿17﴾} صدق الله العظيم [هود].

    ألا والله لا تنتصرون على عدوّكم إلا إذا اعتصمتم بحبل الله القرآن العظيم، وقال الله تعالى:
    {إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} صدق الله العظيم [آل عمران:160].

    ألا وإنَّ من اعتصم بمحكم القرآن العظيم فقد اعتصم بالله ربّ العالمين. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْ‌كَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَ‌بَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ‌ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴿٧٧﴾ وَجَاهِدُوا فِي اللَّـهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَ‌جٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَ‌اهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَـٰذَا لِيَكُونَ الرَّ‌سُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّـهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَىٰ وَنِعْمَ النَّصِيرُ‌ ﴿٧٨﴾} صدق الله العظيم [الحج].

    ولربّما يودّ أحد السائلين أن يقول: وكيف طريقة الاعتصام بالله؟ ومن ثم يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد وأقول: هو أن تعتصموا بحبل الله الممدود من السماء إلى الأرض طرفه بيد الله والطرف الآخر بيد من اعتصم به؛ ذلكم القرآن العظيم حبل الله العزيز الحميد. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} صدق الله العظيم [آل عمران:103].

    فاعتصموا بالنور وبالبرهان المبين؛ من اعتصم به وكفر لما يخالف محكمه فقد هُدي إلى صراطٍ مستقيم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْ‌هَانٌ مِّن رَّ‌بِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورً‌ا مُّبِينًا ﴿١٧٤﴾ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّـهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَ‌حْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَ‌اطًا مُّسْتَقِيمًا ﴿١٧٥﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    ومن أبى أن يعتصم بمحكم كتاب الله فقد أبى أن يعتصم بحبل الله واعتصم بما يخالف لمحكم كتاب الله القرآن العظيم فسوف يشرك بالله، ومن أشرك بالله فكأنما خرَّ من السماء فتخطَفه الطير أو تهوي به الريح في مكانٍ سحيقٍ؛ كوكب جهنم ذلكم المكان السحيق. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ (31)} صدق الله العظيم [الحج].

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ــــــــــــــــــــــ

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  9. افتراضي

    ___۩ اقتــباس ۩___
    من بيانات الإمام المهدي ناصر محمد اليماني:

    وبلغ أنّ موسى عليه الصلاة والسلام قال إنْ شاء الله ولكن الله لم يشأ: {قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا} صدق الله العظيم، ولكن الله لم يشأ أن يحصر العلم على الأنبياء من دون الصالحين يا (علم الجهاد) الذي يُريد أن يصدّ العباد عن الدعوة الحقّ

    ___۩ تاريخ اصدار البيان ۩___
    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني
    19 - 06 - 1430 هـ
    13 - 06 - 2009 مـ
    01:35 صباحاً

    _____ ۩ ملاحظات ۩ _____
    المرجو حذف النجوم ( * ) من الروابط ليشتغل معكم فقد وضعت لتجنب حظره في مواقع التواصل الإجتماع

    ____ ۩ رابط مصدر البيان ۩ ____
    https://*www*.mahdialumma*.com/showthread.php?p=5306

    _____ ۩ توقــــيع عشوائي ۩ _____
    ـTImRAQbrNNJU5rBypQKـ

    اقتباس المشاركة 5306 من موضوع ( ردود الإمام على الذي سجَّل في طاولة الحوار بثوب الأنثى علم الجهاد والمباهلة بالحقّ ) ..

    - 5 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    19 - 06 - 1430 هـ
    13 - 06 - 2009 مـ
    01:35 صباحاً
    ــــــــــــــــــــــ


    أقسمُ بالله الواحد الأحد إنّك (علم الجهاد) من المُفسدين في البلاد وممن يضلون العباد ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..
    قال الله تعالى:
    {وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ (43)} صدق الله العظيم [الرعد].

    ويا (علم الجهاد) المُعاند من بني إسرائيل من اليهود، إنك مُتناقضٌ وفي بيانك الأول تقول إنّ الذي عنده علم الكتاب هو الله وحده وأنه لا يعلمُ ما في كتابه القُرآن سواه. حسب فتوى (علم الجهاد) في بيانه الأول، وقال:
    ((انتهينا من النقطه الاولى وخلاصتها ان صاحب علم الكتاب هو الله وحده))، وأنكرت الشاهد الآخر: {وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ (43)} صدق الله العظيم [الرعد:43].

    وقلت يا (علم الجهاد) أنهُ لا يعلم بكتابه سواه ونفيت الشاهد الآخر حتى إذا ألجمتك بالحقّ ومن ثم بدأت المراوغة كعادتك وجئتنا بفتوى أخرى وجعلت المُفرد جمع، وقال (علم الجهاد) في بيانه الثاني إن الذي عنده علم الكتاب هم علماء بني إسرائيل! وهذه فتواك الأخرى إن الذي عنده علم من الكتاب هُم علماء بني إسرائيل، فقلت:
    ((وَالصَّحِيح فِي هَذَا أَنَّ " وَمَنْ عِنْده " اسم جِنْس يَشْمَل عُلَمَاء أَهْل الْكِتَاب الَّذِينَ يَجِدُونَ صِفَة مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَعْته فِي كُتُبهمْ الْمُتَقَدِّمَة مِنْ بِشَارَات الْأَنْبِيَاء بِهِ))، ومن ثم يردّ عليك الإمام المهديّ الحقّ من ربك وأقول لك فلنحتكم إلى مُحكم القرآن فإن وجدنا أنه قال:
    (قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عندهم علم الكتاب)، فقد صدقت وكذب ناصر محمد اليماني وإن وجدنا أنك حرفت كلام الله بالبيان الباطل فجعلت المُفرد جمعاً ذلك لأنّ الله لم يقل في هذه الآية ومن عندهم علم الكتاب بل قال الله تعالى: {قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ (43)} صدق الله العظيم [الرعد].

    وهذه أعلى درجة في الإيمان في الناس أجمعين فاز بها عبد من عباد الله الصالحين الذي آتاه الله علم الكتاب؛ الذي أدرك الحكمة الحقّ من خلق الإنس والجان (أنّ الله لم يخلقهم من أجل الحور العين والجنان؛ بل ليعبدوا النعيم الأعظم من نعيم الجنان ذلك نعيم رضوان نفس الله على عباده) ولذلك أدعوكم أن تعبدوا نعيم رضوان الله على عباده وأفتيتُكم بالحقّ أنكم ستجدونه النعيم الأعظم من نعيم الدُنيا والآخرة؛ فهذه دعوة العبد الصالح اليماني من اليمن الذي فاز بأعلى درجة في الإيمان بالحقّ، لذلك قال محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: [الإيمان يمان والحكمة يمانية]؛ ذلك العبد الذي فاز بأعلى درجة في الإيمان بالدعوة الحقّ الذي أدرك الحكمة من خلق الإنس والجان ليعبدوا النعيم الأعظم من نعيم الجنان فيجدوا النعيم الأعظم في رضوان الرحمن فأدرك الوسيلة الحقّ إلى ربه ولم يتخذ رضوان الله النعيم الأعظم وسيلة لتحقيق النعيم الاصغر نعيم الجنة بل أدعوكم إلى تحقيق الهدف والغاية التي خلق الله الجنّ والإنس من أجله وهو أن يعبدوا نعيم رضوان الله على عباده. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ‎﴿٥٦﴾} صدق الله العظيم [الذاريات].

    فها هو بيَّن الله لكم الحكمة من خلقكم لتعبدوا نعيم رضوان الله على عباده، وبما أن أعلى درجة في الإيمان بالرحمن فاز بها الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني الذي يدعو الإنس والجان إلى عبادة الله كما ينبغي أن يُعبد فلا يتخذون رضوان نفس ربهم كوسيلة لتحقيق النعيم الأصغر نعيم الجنة ذلك لأّن الله لم يخلقهم من أجل الحور العين وجنات النعيم بل خلق الحور العين وجنات النعيم من أجلهم وخلقهم من أجله ليعبدوا نعيم رضوان ربهم عليهم فيجدوه أعظم نعيمٍ في الوجود كُله في الدُنيا والآخرة، ذلك لأن نعيم رضوان الله على عباده هو نعيمٌ أكبر من نعيم جنات النعيم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (72)} [التوبة]. وهُنا توجد حقيقة اسم الله الأعظم: {وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (72)}.

    وأقسمُ بالله النعيم الأعظم في رضوان نفسه على عباده أني وجدت أنّ النعيم الأعظم من نعيم الدُنيا والآخرة هو في رضوان ربّي ولذلك أعبُد نعيم رضوان الرحمن الذي وجدته حقاً النعيم الأعظم من نعيم الجنة ولذلك لم أتخذه وسيلةً لتحقيق النعيم الأصغر نعيم الجنة؛ بل علمت أنّ النعيم الأعظم من نعيم الجنة هو نعيم رضوان الله، ولذلك أصبت الحكمة الحقّ من خلق الجنّ والإنس، وشهد لي بذلك محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما علّمه جبريل عليه الصلاة والسلام كما علَّمه الله بأن: أعلى درجة في الإيمان هو الذي أدرك الحكمة الحقّ من خلق الإنس والجان، ولذلك قال محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
    [الإيمان يمان، والحكمة يمانية] صدق محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

    وتلك أعلى درجة في العلم والإيمان الذي علِمَ باسم الله الأعظم حقيقةً لرضوان الرحمن على عباده ذلك العبد الخبير بالرحمن فاز بأعلى درجة في الإيمان، الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا} صدق الله العظيم [الفرقان:59].

    فأما الخبير بالرحمن هو الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني الذي علم بسر اسم الله الأعظم الذي جعله الله في نفسه حقيقة لرضوان الرحمن على عباده، ولذلك لم يُبين الله لعباده إلا 99 اسماً وأخفى في نفسه اسماً فجعله حقيقةً لرضوان الرحمن على عباده حتى لا يعلمه إلا الذي قدَر الله حقَّ قدْرِه فعبده كما ينبغي أن يُعبد فحقق الحكمة من خلق العبيد في السماوات والأرض وفاز بأعلى درجةٍ في العلم والإيمان، ذلك العبد الخبير بالرحمن الذي يعبد نعيم رضوان الله فحقق الحكمة من الخلق. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ‎﴿٥٦﴾} صدق الله العظيم [الذاريات].

    ذلكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني فمن ذا الذي يستطيع أن يُحاجِجْني؟ وإن النعيم الأعظم من نعيم الجنة حقيقة رضوان الله؛ أعلى درجة في الإيمان بالرحمن، وهو الذي أدرك الحكمة من الخلق فعلَّمكم بحقيقة اسم الله الأعظم أنه ليس اسماً أعظم من أسماء الله الحُسنى الأخرى سُبحان الله العظيم! فلا فرق بين أسماء الله وإنما يوصف الاسم الخفي بالأعظم لأنه صفة لرضوان الله على عباده يجدونه نعيماً أعظم من نعيم الجنة. فمن أراد أن يتخذ معي السبيل الحقّ فيكون عبداً لرضوان الله فذلك أعظم فوزاً في الكتاب ولم يُخطئ الوسيلة. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُم ْتُفْلِحُونَ} صدق الله العظيم [المائدة:35].

    ومن اتّخذ نعيم رضوان الله وسيلةً لتحقيق الحور العين وجنات النعيم فإنهُ لم يشرك بالله ولكنه أخطأ الوسيلة فاتخذ النعيم الأعظم وسيلة لتحقيق النعيم الأصغر نعيم الجنة. ولكني علمت الحقّ أن نعيم رضوان الله هو النعيم الأعظمُ من الجنة فكيف أتخذ النعيم الأعظم وسيلةً لتحقيق النعيم الأصغر؟ وأعوذُ بالله، إذاً لما فزت بأعلى درجة في الإيمان وما تحقق الهدف من خلق الإنس والجان، فلا تزالون مُختلفين فمنكم من أشرك بالله ومنكم من لم يشرك بالله غير أنهم لم يُحققوا الحكمة من الخلق فاتخذوا نعيم رضوان الله الذي هو النعيم الأعظم في الكتاب وسيلة لتحقيق نعيم الجنة الأصغر. وقال الله تعالى:
    {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أمّةً واحدةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (119)} صدق الله العظيم [هود].

    فانظروا تفسير المُفسرين لقول الله تعالى:
    {وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ} أي: اقتضت حكمته أنه خلقهم ليكون منهم السعداء والأشقياء! وسُبحان الله العظيم لا تبديل لخلق الله فطرة الله التي فطر الناس عليها ليعبدوا نعيم رضوان ربهم وليس الهدف ليُعذب طائفةً من الناس ويدخل أخرى الجنة، حاشا لله ولا يظلم ربك أحداً، وما خلقهم من أجل أن يزوّجهم بالحور العين فيدخلهم جنات النعيم وما خلقهم ليُعذبهم بنار الجحيم؛ بل قال الله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ‎﴿٥٦﴾} صدق الله العظيم [الذاريات]، فلا تحرِّفوا كلام الله عن مواضعه الحقّ بالبيان الباطل أفلا تتقون؟ وفي هذا الموضع يأتي السؤال عن النعيم الأعظم الذي يوجد فيه سر الحكمة من خلقهم فأخطأوا الوسيلة أجمعين ولم يتحقق الهدف من خلقهم وخلق كافة العبيد في السماوات والأرض كما ينبغي. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ‎﴿٥٦﴾} صدق الله العظيم؛ أي ليعبدوا نعيم رضوان الله على العبيد.

    فأشهدُ لله إنّي أعبدُ نعيم رضوان ربّي على عباده فهل أنتم لهُ عابدون؟ وأقسمُ بالله العظيم إنّ أعظم كُفرٍ في الكتاب من كفر بنعيم رضوان الله على عباده لأنّ في ذلك الحكمة من خلقكم، أفلا توقنون؟

    وألهاكم عنه التكاثر في الحياة الدُنيا وعنهُ سوف تُسئلون. تصديقاً للوعد الحقّ في سورة التكاثر:
    {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ ‎﴿١﴾‏ حَتَّىٰ زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ ‎﴿٢﴾‏ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ‎﴿٣﴾‏ ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ‎﴿٤﴾‏ كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ ‎﴿٥﴾‏ لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ ‎﴿٦﴾‏ ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ ‎﴿٧﴾‏ ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ‎﴿٨﴾‏} صدق الله العظيم. فما هو النعيم؟ ذلك النعيم الذي ألهاكم عنه التكاثرُ في الحياة الدُنيا فأنساكم الهدف من خلقكم، ولكن للأسف لا يؤمن أكثركم بالله إلا وهم مشركون به رسله وأنبياءه وعباده المُقربين فجعلوا الله حصرياً لهم وحدهم من دون العالمين، وإنّما هم عبادٌ أمثالكم يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيّهم أقرب ولكن أكثركم يدعونهم من دون الله فأشركوا بربهم، وما قدروا الله حقّ قدره الذين جعلوا الله حصريّا للأنبياء والمُرسلين فضلّوا وأضلّوا عن سواء السبيل ويريدونهم أن يشفعوا لهم عند الله لأنّهم أحبّ وأقرب العباد إليه. وقال الله تعالى: {قُلْ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا ﴿٥٦﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ} صدق الله العظيم [الإسراء:56-57].

    وسبب شرك المؤمنين بربهم؛ المُشركين به عباده المُقربين هو المُبالغة في عباده المكرمين المُقربين فجعلوا الله حصريّاً لهم وحدهم من دون المؤمنين ويرون أنّه لا يجوز أن يتمنّى المؤمن أن يكون أحبّ إلى الله وأقرب منهم ولذلك ينتظرون شفاعتهم بين يدي الله لأنّهم عباده المُقربون فأشركتم بالله يا معشر المؤمنين المُبالغين في عباد الله المُقربين ومن كان ينتظر الشفاعة منهم فإنه يدعوهم من دون الله. وقال الله تعالى:
    {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلا وَهُمْ مُشْرِكُونَ} صدق الله العظيم [يوسف:106].

    وإنّما هم عبادٌ أمثالكم وكذلك خليفة الله الإمام المهديّ عبدٌ لله مثلكم ولا أفتيكم أنّ الله حصريّا لي وحدي وأعوذُ بالله أن أنطقُ بغير دعوة الحقّ بل نافسوا المهديّ المنتظَر أيُّكم أحبّ وأقرب منه إلى الله ونافسوا كافة عباد الله المُقربين من الأنبياء والمُرسلين والصالحين الذين أحبّهم الله وقرّبهم فإنّهم يتنافسون على ربِّهم أيّهم أحبّ وأقرب كما أفتاكم الله بذلك في آيةٍ مُحكمة في الكتاب. وقال الله تعالى:
    {قُلْ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا ﴿٥٦﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ} صدق الله العظيم [الإسراء:56-57].

    فما خطبكم لا تفقهون الحكمة من خلقكم إلا لتتنافسوا في حُبّ الله وقربه ونعيم رضوان نفسه؛ أيُّ عبدٍ منكم هو أحبّ وأقرب من عبيد الله الآخرين إن كنتم تعبدون الله وحده لا تشركون به شيئاً، وإن أبيتم فقلتم قد أشركت بالله يا ناصر محمد اليماني إذ تدعونا أن نُنافس الأنبياء والمُرسلين في الحُبّ والقُرب من ربّ العالمين فذلك شركٌ عظيم! ومن ثم يردّ عليكم الإمام المهديّ الحقّ من ربِّكم وأقول لكم: فما دمتم رضيتم أن يكون الأنبياء والمُرسلون هم أحبّ إلى الله منكم وأقرب فأنتم لا تعبدون الله وحده كما ينبغي أن يُعبد؛ بل تعبدون أنبياءكم ورُسلَكم من دونه فضلَلْتم عن سواء السبيل، ألم يُفتِكم الله إنما هم عبادٌ أمثالُكم يبتغون إلى ربِّهم الوسيلة أيُّهم أحبّ وأقرب، فلماذا لا تُنافسوهم إنْ كنتم تعبدون الله وحده ولكنكّم ترَونهم أولى بالله منكم! إذاً لماذا خلقكم الله إن كنتم صادقين؟ وأنا الإمام المهديّ الحقّ من ربِّكم أقسمُ بالله العظيم أن مُحمداً رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- أحبّ إليّ من أمّي ومن أبي ومن الناس أجمعين وأفضِّلُه على نفسي تفضيلاً، وأشهدُ الله وكفى بالله شهيداً إنّي أنفقت مقعدي في الجنة لجدي محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- قُربة إلى الله طمعاً في حُب الله وقُربه ورضوان نفسه وأعلمُ إنّ الله قادرٌ أن يعوِّضني بمقعدٍ خيراً من مقعدي الذي أنفقته هديةً مني لجدّي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولكن يشهدُ علي الله إنّي لم أنفقه ليؤتيني الله خيراً منه مقعداً آخر وأعوذُ بالله؛ بل لأنافس جدي في حُب الله وقُربه وكافة المُقربين من عباده لعلّي أكون أحبُ إلى الله وأقربُ منهم أجمعين؛ ذلك لأنّي أعبدُ الله ولا أعبدُ ما تعبدون من عباده المُقربين من دون الله وما يؤمن أكثركم إلا وهم بالله مُشركون به عباده المُقربين، أفلا تتقون؟

    وأما علم الشيطان الرجيم فإنّما يدعوكم لتكونوا بالله مُشركين ويفتيكم إنّه لا يجوز لكم أن تنافسوا الأنبياء والرُسل المكرمين المُقربين على ربِّهم وكأنّ الله ربّهم وحدهم فجعل الله حصرياً لهم وأغلقُ الباب! ولا يزال الباب مفتوحاً للتنافس على حُبّ الله وقُربه إن كنتم لله عابدين، فتسابقوا على الخيرات وتنافسوا على الله أيُّكم أحبُّ إلى الله وأقرب من عبيده الآخرين، فلا تتّخذوا رضوان الله النعيم الأعظمُ وسيلة لتحقيق النعيم الأصغر الحور العين وجنات النعيم!
    بل النعيم الأعظم في رضوانه يُعرف في وجوهكم يوم لقائه فيشرق منها نورُ اسمِه الأعظم وهو حقيقة لرضوان الله على عباده؛ ذلك النعيم الأعظم روح من الله يمدّكم بها فتشرق وجوهكم بنور الله ويُعرف نضرة نعيم رضوانه في وجوهكم. تصديقاً لقول الله تعالى: {كَلاَّ إِنَّ كِتَابَ الأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ (18) وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ (19) كِتَابٌ مَرْقُومٌ (20) يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ (21)إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ (22) عَلَى الأَرَائِكِ يَنظُرُونَ (23) تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ (24)} صدق الله العظيم [المطففين].

    ذلك نعيم رضوان الله على عباده تعرفونه في وجوههم فترونه نورٌ يشرق من وجوههم ويسعى بين أيديهم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} صدق الله العظيم [الحديد:12].

    وتصديقاً لقول الله تعالى:
    {يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا} صدق الله العظيم [الحديد:13].

    وتصديقاً لقول الله تعالى:
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النبيّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} صدق الله العظيم [التحريم:8].

    فاعبدوا الله يا معشر المؤمنين وحده لا شريك له في عبادتكم له كما ينبغي أن يُعبد، وما خلقكم الله إلا لعبادته وحده لا شريك فلا تتخذوا أئمتكم وأنبياءكم وأحباركم أرباباً من دون الله فليس الله حصرياً لهم حتى تدعوهم ليقربونكم إلى الله زُلفى، تعالى الله عما يشركون! ولا أقول لكم بل أنا أحبّ عبدٍ وأقرب إلى الله، وإنما أرجو ذلك كما يرجو ذلك كافة عباد الله المُقربين الذين يتنافسون على ربّهم أيهم أحبّ وأقرب، أولئك الذين تزعمون إنهم شُفعاؤكم عند الله فلا يملكون كشف الضرّ عنكم ولا تحويلاً. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {قُلْ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا ﴿٥٦﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ} صدق الله العظيم [الإسراء:56-57].

    فتدبّروا هذا القول المُحكم في كتاب الله القُرآن العربي المُبين لعالِمكم وجاهلكم و كُلّ ذي لسانٍ عربيٍّ مُبينٍ تجدوه يفقه هذا القول المُحكم إذا تدبّره وتفكّر في قول ربه الحق:
    {أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ} صدق الله العظيم [الإسراء]. وأفتاكم الله إنّما هم عباد أمثالكم ينافسون في حُبّ الله وقُربه فلا يجوز لهم أن يفضلوا بعضهم في حبّ الله وقربه فذلك شركٌ؛ بل يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أحبّ إلى الله وأقرب. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ} صدق الله العظيم، فأحبّهم وقربهم فجعلهم الله من المُكرمين أفلا تريدون أن يحببكم الله فاتّبعوني يحبِبكم الله ويقرِّبكم على منهاج النّبوّة الأولى كتاب الله وسنة رسوله الحقّ إن كنتم مؤمنين.

    وأقسمُ بالله الذي رفع السبع الشداد وثبت الأرض بالأوتاد وأهلك ثمود وعاد وأغرق الفراعنة الشداد إنّ (المُسلمة) الذَكَر في ثوب الأنثى إنّهُ (علم الجهاد) الذي يظهر الإيمان ويبطن الكُفر والمكر ضدّ دعوة الحقّ ويريدكم أن تسخطوا على الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني الذي يُنافس الأنبياء والمُرسلين في حُبّ الله وقربه ويفتيكم بالباطل إنّه لا يجوز لكم أن تُنافسوا أنبياءكم ورُسلكم في حُبّ الله وقربه لأنه لا ينبغي أن يوجد في الكتاب من هو أحبّ إلى الله منهم وأقرب ولا ينبغِي أن يوجد من هو أعلمُ منهم حسب فتوى علَم الجهاد! وقد ضرب الله لك مثلاً يا عدو الله في كليمه موسى فأحسن تأديبه حين ظنّ إنّه أعلمُ عبدٍ نظراً لأنّ الله كلَّمه تكليماً بينما الآخرين يرسل إليهم جبريل عليه الصلاة والسلام ومن ثم ابتعثه الله لكي يتعلم المزيد من العلم:
    {فَوَجَدَا عَبْداً مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً} صدق الله العظيم [الكهف:65].

    ومعنى قول الله تعالى:
    {عَبْداً مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً}؛ أي عبد من عباد الله الصالحين ليتعلّم منه العلم كليم الله موسى عليه الصلاة والسلام لكي لا يتمّ حصر العلم على الأنبياء والمُرسلين من دون عباد الله الصالحين ويريد الله أن يعلم موسى وكافة المُسلمين أنه يوجد في الصالحين من هو أعلم من كليم الله موسى وهو عبدٌ من عباد الله الصالحين. وقال الله تعالى: {قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِي مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً} صدق الله العظيم [الكهف:66].

    وبما أنّ الرجل الصالح أعلمُ من موسى قال له:
    {وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَىٰ مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا ﴿٦٨﴾ قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّـهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا ﴿٦٩﴾} [الكهف]، فانظروا لقول كليم الله موسى ونبيّه ورسوله بما أنه يعلمُ أنّ فوق كُلّ ذي علمٍ عليماً هو أعلمُ منه فالذين أوتوا العلم درجات فلا يستوون في علمهم بل درجات والأكثر علماً وجب على الأقل منه علماً أن ينقاد لأمره ويأتمّ به كمثل المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام والمهديّ المُنتظر، فبما أنّ المهديّ المنتظَر هو أعلمُ من رسول الله المسيح عيسى ابن مريم، ولذلك جعل الله عبده المهديّ المنتظر إماماً للمسيح عيسى ابن مريم صلى الله عليه وآله وسلم وكذلك موسى عليه الصلاة والسلام بما أنّه يعلم أنّ الإمامة والقيادة حسب درجات العلم وواجب على العالم أن ينقاد لمن هو أعلمُ منه فلا يعصي لهُ أمراً ولذلك قال رسول الله وكليمه موسى صلى الله عليه وآله وسلم: {قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا} [الكهف:69]، وهو كليم الله موسى ينقاد للرجل الصالح فلا يعصي له أمراً يا (علم الجهاد) الذي يريد أن يصدّ العباد عن التنافس على ربِّهم فيعبدونه كما ينبغي أن يُعبد، ألا والله لو وجدنا إنّ كليم الله موسى صبر ولو على واحدةٍ لأصبح كليم الله موسى عليه الصلاة والسلام هو أعلمُ من الرجل الصالح ولكن الرجل الصالح كان يُذكِّره بالحكم في نتيجة الرحلة من قبل أن يتّبعه وقال له: {قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا} ولكن موسى أكّد له وقال: {قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا} ولذلك كان العبد الصالح يُذكّر موسى أثناء الرحلة بهذه النتيجة التي أعلنها لموسى مقدماً فانطلقا بعد الاتفاق أن لا يسأله عن أيّ فعلٍ يراه يفعله حتى يحدث له ذكراً فيخبره عن السبب، وكان هذا شرطاً بينهم وأول حدثٍ لم يصبر عليه كليم الله موسى حين خرق الرجل الصالح سفينة المساكين الذين اركبوهم لوجه الله فخرقها الرجل الصالح بعد الوصول إلى الشاطئ والمساكين لا يعلمون ولو علموا لثأروا لسفينتهم من الرجل الصالح ولَما صبروا كما لم يصبر موسى عليه الصلاة والسلام:
    {قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا﴿٧١﴾ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا ﴿٧٢﴾ قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا ﴿٧٣﴾ فَانْطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا ﴿٧٤﴾ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا ﴿٧٥﴾ قَالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا﴿٧٦﴾ فَانْطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا ﴿٧٧﴾ قَالَ هَـٰذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا ﴿٧٨﴾ أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا ﴿٧٩﴾ وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا ﴿٨٠﴾ فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا ﴿٨١﴾ وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَٰلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [الكهف].

    فانظروا لقول الرجل الصالح كيف يُذكِّر موسى ويقول: "يا موسى لست أنت أعلمُ مني، ألم أقل إنّك لن تستطيع معي صبراً فأبيت وقلت بل سوف تجدني إن شاء الله صابراً فلا أعصي لك أمراً؟". وها نحن لم نجد موسى يصبر ولو على واحدةٍ ولذلك كان الرجل الصالح يُذكِّر موسى بنتيجة الرحلة التي أعلنها من قبل أن يرحلوا سوياً، ولذلك كان يقول له:
    {قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا} ومن ثم ردّ عليه موسى وقال: {قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرا} ومن ثم {فَانْطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا ﴿٧٤﴾ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا ﴿٧٥﴾ قَالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا﴿٧٦﴾} ولكن موسى قد حكم على نفسه وقال: {إِن سَأَلْتُكَ عَن شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِن لَّدُنِّي عُذْرًا}.

    فقد رأيتم أنّ موسى قد حكم على نفسه لئن سأله بعدها فلا يصاحبه فقد بلغت من لدني عذراً إن فارقتني:
    { فَانْطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا ﴿٧٤﴾ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا ﴿٧٥﴾} صدق الله العظيم [الكهف].

    فلم نجد موسى صبر حتى ولو على واحدةٍ فقط، وتبيَّن لنا أنّ حُكم الرجل الصالح على موسى من قبل أن يبدأوا الرحلة هو الحق حين قال له الرجل الصالح من قبل أن يرحلوا سوياً:
    {قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا ﴿٦٧﴾ وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَىٰ مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا ﴿٦٨﴾ قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّـهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا ﴿٦٩﴾} صدق الله العظيم [الكهف].

    وبلغ أنّ موسى عليه الصلاة والسلام قال إنْ شاء الله ولكن الله لم يشأ:
    {قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا} صدق الله العظيم، ولكن الله لم يشأ أن يحصر العلم على الأنبياء من دون الصالحين يا (علم الجهاد) الذي يُريد أن يصدّ العباد عن الدعوة الحقّ.

    وأما فتواك في شأن المسخ أنّهُ قد مضى وانقضى فإنّك لمن الكاذبين، ولم ينقضِ إلا المسخ إلى قردةٍ وبقي المسخ إلى خنازير، وأما حُجّتك بقوله تعالى:
    {وجَعَلَ مِنْهم القِردةَ والخَنازيرَ}، وقلت إنَّ {جَعَلَ} فعلٌ ماضٍ، ومن ثم أردّ عليك بالحقّ:
    أي أنّه {جَعَلَ} ذلك في الكتاب، فيصدق الحدث بالفعل في قدره المقدور في الكتاب المسطور ويُصدق الحدث في قدره المقدور في الكتاب المسطور.

    وإن أبيتَ إلا أن تقول إنّ المسخ إلى خنازير قد مضى وانقضى بحجّة قول الله
    {وَجَعَلَ}، ومن ثم أردّ عليك بالحقّ وأقول لك فما رأيك بقول الله: {فاطَّلعَ} أليس هذا فعلاً ماضياً؟ وقال الله تعالى: {فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاء الْجَحِيمِ}صدق الله العظيم [الصافات:55]. برغم إن هذا الرجل لم يَطّلع بعد، وإنما ذلك في علم الكتاب ويصدق الله الحدث بالفعل ويطّلع على قرينه في القدر المقدور في الكتاب المسطور. وقال الله تعالى:
    {وَالصَّافَّاتِ صَفّاً (1) فَالزَّاجِرَاتِ زَجْراً (2) فَالتَّالِيَاتِ ذِكْراً (3) إِنَّ إِلَهَكُمْ لَوَاحِدٌ (4) رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِقِ (5) إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ (6) وَحِفْظاً مِّن كُلِّ شَيْطَانٍ مَّارِدٍ (7) لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٍ (8) دُحُوراً وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ (9) إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ (10) فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَم مَّنْ خَلَقْنَا إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّن طِينٍ لَّازِبٍ (11) بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ (12) وَإِذَا ذُكِّرُوا لَا يَذْكُرُونَ (13) وَإِذَا رَأَوْا آيَةً يَسْتَسْخِرُونَ (14) وَقَالُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ (15) أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (16) أَوَآبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ (17) قُلْ نَعَمْ وَأَنتُمْ دَاخِرُونَ (18) فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ فَإِذَا هُمْ يَنظُرُونَ (19) وَقَالُوا يَا وَيْلَنَا هَذَا يَوْمُ الدِّينِ (20) هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (21) احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ (22) مِن دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ (23) وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ (24)‏ مَا لَكُمْ لَا تَنَاصَرُونَ (25) بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ (26) وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءلُونَ (27) قَالُوا إِنَّكُمْ كُنتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ (28) قَالُوا بَل لَّمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (29) وَمَا كَانَ لَنَا عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ بَلْ كُنتُمْ قَوْماً طَاغِينَ (30) فَحَقَّ عَلَيْنَا قَوْلُ رَبِّنَا إِنَّا لَذَائِقُونَ (31) فَأَغْوَيْنَاكُمْ إِنَّا كُنَّا غَاوِينَ (32) فَإِنَّهُمْ يَوْمَئِذٍ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ (33) إِنَّا كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ (34) إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ (35) وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ (36) بَلْ جَاء بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ (37) إِنَّكُمْ لَذَائِقُو الْعَذَابِ الْأَلِيمِ (38) وَمَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (39) إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (40) أُوْلَئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَّعْلُومٌ (41) فَوَاكِهُ وَهُم مُّكْرَمُونَ (42) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (43) عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ (44) يُطَافُ عَلَيْهِم بِكَأْسٍ مِن مَّعِينٍ (45) بَيْضَاء لَذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ (46) لَا فِيهَا غَوْلٌ وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنزَفُونَ (47) وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ (48) كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَّكْنُونٌ (49) فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءلُونَ (50) قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ (51)‏ يَقُولُ أَئِنَّكَ لَمِنْ الْمُصَدِّقِينَ (52) أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَئِنَّا لَمَدِينُونَ (53) قَالَ هَلْ أَنتُم مُّطَّلِعُونَ (54) فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاء الْجَحِيمِ (55) قَالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدتَّ لَتُرْدِينِ (56) وَلَوْلَا نِعْمَةُ ربّي لَكُنتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ (57)}

    صدق الله العظيم [الصافات].

    فانظر لقول الله:
    {فَاطَّلَعَ} صدق الله العظيم، برغم إنه لم يطّلع بعد ولا يزال الحديث معلوم في الكتاب في علم الغيب فيصدقه الله في قدره المقدور في الكتاب المسطور فيطلع على قرينه كما يحقق فعله بالمسخ إلى خنازير: {وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ} صدق الله العظيم [المائدة:60].

    وتحقق وعداً منهما فقط وقد جاء قدر الفعل الآخر في الكتاب بقدرٍ مقدورٍ لتحقيق الفعل الآخر من بعد التهديد والوعيد أن لا تكفروا بما أنزل الله في القرآن المجيد. وقال الله تعالى:
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَكُم مِّن قَبْلِ أَن نَّطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَىٰ أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ ۚ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا ‎﴿٤٧﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    فهل تعلم يا (علم الجهاد) البيان الحقّ لقول الله تعالى:
    {أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ ۚ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا ‎﴿٤٧﴾} صدق الله العظيم [النساء]؟ وذلك تحقيق الأمر المفعول في الكتاب على الواقع الحقيقي وكان أمر الله مفعولاً في الكتاب، ومن ثم يأتي تحقيق الفعل والبيان الحقّ لقول الله تعالى: {وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ}، وذلك فعلٌ ماضٍ في الكتاب المسطور ويتحقّق في قدره المقدور في عصر الحوار للمهديّ المنتظَر بالبيان الحقّ للذكر وأنتم عن الحقّ تصدّون وأنتم تعلمون إنّه الحقّ من ربكم.

    وأما علماء اليهود الذين جعلتَهم شُهداء بالكتاب الحقّ أولئك كتموا شهادة الحقّ من ربهم برغم أنهم يعرفون أنّ محمداً رسول الله حقاً رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- كما يعرفون أبناءهم فكتموا شهادة الحق عندهم من الله. وقال الله تعالى:
    {أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطَ كَانُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:140].

    وذلك لأنّكم تعلمون وأباءكم يعلمون أنّ محمداً مُرسلٌ من ربه كما يعرفون أبناءهم فكتموا شهادة الحقّ وحرّفوا كلام الله من بعد ما عقلوه ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون ويريدون أن يُطفئوا نور الله ولكنّ (علم الجهاد) يُريد أن يساوي شهادتهم بشهادة الله بالحقّ ويفتي أنّهم المقصودون بقول الله تعالى:
    {وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ (43)} صدق الله العظيم [الرعد].

    قاتلك الله يا من تُحرِّف كلام الله عن مواضعه، وأقسمُ بربي إنّك تعلم أنّ ناصر محمد اليماني هو المهديّ المنتظر الحقّ من ربِّك وتكتم شهادة الحقّ وتريد أنْ يصرف المُسلمون النظر في القرآن والتدبر والتفكر ولكنّك تصدّ بحذرٍ شديدٍ حتى لا يكتشفوا أمرك، ولكن هيهات هيهات أقسمُ بربي لأزيدنَّهم علماً حتى تندم وتتمنى لو أنك ما صَدَدْت عن الحقّ لأنّ مكرك انقلب ضدّ ما تُريد فزادهم الله علماً وبيني وبين المُسلمين هو القرآن العظيم والسّنة الحقّ، ولا أقول إلا قال الله تعالى وقال رسوله -صلى الله عليه وآله وسلم- ولا أقول وقال ناصر محمد اليماني ذلك لأنّ خاتم الأنبياء والمُرسلين هو النبيّ الأميّ الأمين ومن كفر بدعوة الحقّ فقد كفر بما أنزل الله على مُحمد صلى الله عليه وآله وسلم، فلا أدعوكم إلا بما دعاكم به محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وإنما أُنكِر افتراءات أمثالك من قبلك الذين حرَّفوا وزيَّفوا في أحاديث السّنة النبويّة بأحاديث غير التي يقولها عليه الصلاة والسلام من الذين يقولون لا إله إلا الله محمد رسول الله ظاهر الأمر أمثالك ويبطنون الكُفر والمكر ضدّ كتاب الله وسنة رسوله الحقّ، وسوف أفحمك بالحقّ حتى تُسلّم للحقّ تسليماً أو يحكمُ الله بيني وبينك بالحقّ وهو أسرعُ الحاسبين.

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    أخو المُسلمين العدو اللدود لشياطين البشر اليهود؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ـــــــــــــــــــــ

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..


    ___۩ اقتــباس ۩___
    من بيانات الإمام المهدي ناصر محمد اليماني:

    ويا معشر السائلين، والله الذي لا إله غيره إنّ من يحصر العلمَ على الأنبياء من دون الصالحين فإنّه قد بالغ فيهم بغير الحقّ وأنّه لن يقبلَ أن يُنافسهم في حبّ الله وقُرْبه ثم يكون من المشركين

    ___۩ تاريخ اصدار البيان ۩___
    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني
    22 - 05 - 1435 هـ
    23 - 03 - 2014 مـ
    06:04 صباحاً

    _____ ۩ ملاحظات ۩ _____
    المرجو حذف النجوم ( * ) من الروابط ليشتغل معكم فقد وضعت لتجنب حظره في مواقع التواصل الإجتماع

    ____ ۩ رابط مصدر البيان ۩ ____
    https://*www*.mahdialumma*.com/showthread.php?p=136644

    _____ ۩ توقــــيع عشوائي ۩ _____
    ـgA4wJo6J8vTWـ

    اقتباس المشاركة 136644 من موضوع ردّ الإمام المهديّ على السائلين..

    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=136639

    الإِمَامُ ناصِرُ مُحَمَّدٍ اليَمَانِيُّ
    22 - 05 - 1435 هـ
    23 - 03 - 2014 مـ
    06:04 صباحاً
    ـــــــــــــــــــ


    ردّ الإمام المهديّ على السائلين ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي محمدٍ رسول الله وآله الأطهار، أمّا بعد..
    لقد سبقت فتوانا بالحقّ بعدم حصر العلم على الأنبياء من دون الصالحين حتى لا يناقضوا فتوى الله في محكم كتابه في قصة كليمِ الله موسى عليه الصلاة والسلام وعبدٍ من عباد الله الصالحين، فقال كليم الله موسى لعبدٍ من عباد الله الصالحين:
    {قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا (66) قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (67) وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا (68) قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ صَابِرًا وَلا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا (69) قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلا تَسْأَلْنِي عَن شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا (70)} صدق الله العظيم [الكهف]

    ويا رجل،
    ألا تعلم أنّ القيادة والإمامة حسب مستويات الدرجات العلميّة؟ ألم تجد كليمَ الله موسى عليه الصلاة والسلام يقول لعبدٍ من عباد الله الصالحين: {هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا (66) قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (67) وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا (68) قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ صَابِرًا وَلا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا (69) قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلا تَسْأَلْنِي عَن شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا (70)} صدق الله العظيم؟ فانظر لقول كليم الله موسى للرجل الصالح أن سيخضع لكافة أوامره وينقاد له ويتعلّم منه العلم ولذلك قال نبيّ الله ورسوله موسى للرجل الصالح: {قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ صَابِرًا وَلا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا (69) قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلا تَسْأَلْنِي عَن شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا (70)} صدق الله العظيم.

    ويا معشر السائلين، والله الذي لا إله غيره إنّ من يحصر العلمَ على الأنبياء من دون الصالحين فإنّه قد بالغ فيهم بغير الحقّ وأنّه لن يقبلَ أن يُنافسهم في حبّ الله وقُرْبه ثم يكون من المشركين.

    ويا رجل، إنّ القرآن كلامُ الله تَنَزَّلَ على خاتم الأنبياء والمرسلين محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وبيّن له جبريل ما هو مُكَلَّفٌ به بتبليغ بيانه للأمّة التي في عصره وعلى قدْر عقولهم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} صدق الله العظيم [النحل:44].

    ونهاهم الله أن يسألوا عن آياتٍ في القرآن العظيم لم يُعلِّم بيانَها جبريلُ للنبيّ لكونه سوف يعلِّمها لنبيِّه ثمّ يُعلِّمهم النّبيّ عليه الصلاة والسلام، ثم تكون سببَ كفرهم بالحقّ من ربّهم لكونها لن تتحمل بيانَها عقولُهم، ولذلك قال الله تعالى:
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِن تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّـهُ عَنْهَا وَاللَّـهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ ﴿١٠١قَدْ سَأَلَهَا قَوْمٌ مِّن قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُوا بِهَا كَافِرِينَ ﴿١٠٢} صدق الله العظيم [المائدة:101].


    ولذلك قال الله تعالى:
    {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} صدق الله العظيم [الحشر:7].

    وعلى كل حالٍ، والله الذي لا إله غيره لا يهمّ عند الإمام المهديّ أن يُثبت درجته العلميّة شيئاً، ولكنّ الذي أجبرني على بيان ذلك هو كسر المبالغة في الرُّسل والأنبياء لكونكم جعلتم الله حصريّاً لهم من دونكم، فحرّمتم على الصالحين منافسة الأنبياء والرسل في حبّ الله وقربه وكأنّهم أولاد الله سبحانه! بل الأنبياء والمهديّ المنتظَر عبيدٌ لله مثلكم ولكم الحقّ في ذات الله ما لأنبيائه ورسله، فاتقوا الله.

    ويا حبيبي في الله (الباحث المنصف)، فما دام كَبُرَ عليك فتوى الإمام ناصر محمد اليماني أنَّ من الصالحين من هو أعلم من الرُّسل، وبما أنّ هذه الفتوى كَبُرَت عليك فمن خلال ذلك نعلم علم اليقين أنّك لن تتمنّى أن تنافس محمداً رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- في حبّ الله وقربه، وما دمت تعتقد أنّه لا يحقّ لك أن تنافس محمداً رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- في حبّ الله وقربه فقد أصبحت من المشركين المبالغين في الأنبياء والرسل، وما دعاكم رُسُل الله إلى تعظيمهم بغير الحقّ على العبيد؛ بل قالوا: "وما نحن إلا بشرٌ مثلكم"، فلا تفتروا على رسل الله فما دعوكم إلا إلى عبادة الله وحده لا شريك له وإلى التنافس في حبّ الله وقربه كما يدعوكم المهديّ المنتظَر في عصر الحوار من قبل الظهور ومن بعد الظهور أن تنافِسوا المهديّ المنتظَر وكافة الأنبياء والمرسلين في حبّ الله وقربه فتكونوا من ضمن العبيد المتنافسين إلى الربّ المعبود أيّهم أحبّ وأقرب دون أن يعظم بعضهم بعضاً بغير الحقّ؛ بل كلٌّ منهم يسعى ليكون هو العبد الأحبّ والأقرب إلى الربّ. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {يَبْتَغُونَ إِلَىٰ ربّهم الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا} صدق الله العظيم [الإسراء:57].

    ويا أيّها الباحث المنصف، نافِسِ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني في حبِّ الله وقربه كما كان يتنافس محمدٌ رسول الله هو وصحابتُه المكرّمون في حبّ الله وقربه. وقال الله تعالى:
    {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ ربّهم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً} صدق الله العظيم [الكهف:28].

    ويا رجل، كنْ من الشاكرين إذْ قدّر الله وجودك في الأمّة التي يبعث فيها الإمام المهديّ، وكن من الشاكرين إذ أعثرك الله على دعوة المهديّ المنتظَر في عصر الحوار من قبل الظهور لعلك تكون من الأنصار السابقين الأخيار الذين أعلنوا التنافس مع كافة العبيد إلى الربّ المعبود أيّهم أحبّ وأقرب ولا تكنْ من المشركين، فاعلمْ أنّ لك الحقَّ في ذات الله ما لأنبيائه ورسله والمهديّ المنتظَر، فمتى سوف تفقهون القولَ الصواب وفصلَ الخطاب يا أمّة الإسلام؟ وصارت الدعوة المهديّة العالميّة في بداية العام العاشر منذ بدئها ولم تُحْدث لكم ذِكراً كلُّ هذه البيانات الحقّ للقرآن العظيم إلا قليلاً من أولي الألباب المُتدبِّرين للبيان الحقّ للقرآن العظيم، وما يتذكر إلا أولو الألباب.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    أخوكم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ______________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  10. افتراضي

    ___۩ اقتــباس ۩___
    من بيانات الإمام المهدي ناصر محمد اليماني:

    وتخصُّ هذه الآية الرسل الذين يتنزّل عليهم الكتابَ، كونكم لن تجدوا قط أنّه تمّ قتل أيّ رسولٍ كونه مكلف بتبليغ رسالةٍ منزّلةٍ عليه، ولذلك قال الله تعالى: {إِلَّا مَنِ ارْ‌تَضَىٰ مِن رَّ‌سُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَ‌صَدًا ﴿٢٧﴾ لِّيَعْلَمَ أَن قَدْ أَبْلَغُوا رِ‌سَالَاتِ رَ‌بِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَىٰ كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا ﴿٢٨﴾} صدق الله العظيم

    وأولئك جاءت الرسالة من الربّ عن طريقهم وفي رسالتهم من علوم الغيب، ولا يحيط اللهُ الرسلَ بكافة ما في رسالتهم من علوم الغيب، وأما الأنبياء والأئمة فهم الذين آتاهم الله الحُكْمَ وعِلْمَ الكتاب، ويعلمون ما يشاء الله من علوم الغيب في محكم الكتاب ومتشابهه.

    ___۩ تاريخ اصدار البيان ۩___
    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني
    14 - 09 - 1433 هـ
    02 - 08 - 2012 مـ
    09:12 صباحاً

    _____ ۩ ملاحظات ۩ _____
    المرجو حذف النجوم ( * ) من الروابط ليشتغل معكم فقد وضعت لتجنب حظره في مواقع التواصل الإجتماع

    ____ ۩ رابط مصدر البيان ۩ ____
    https://*www*.mahdialumma*.com/showthread.php?p=54272

    _____ ۩ توقــــيع عشوائي ۩ _____
    ـZ6fMrXuaywOMHTvـ

    اقتباس المشاركة 54272 من موضوع ردّ الإمام المهديّ على السائل الذي يريد أن يحصر علم الغيب على الأنبياء من دون الأئمة الصالحين الذين يؤتيهم الله علم الكتاب ..


    -1-
    [لمتابعة رابط المشارکة الأصلیة للبیان]

    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=54269

    الإمام ناصر محمد اليماني
    14 - 09 - 1433 هـ
    02 - 08 - 2012 مـ
    09:12 صباحاً
    ــــــــــــــــــــ



    ردّ الإمام المهديّ على السائل الذي يريد أن يحصر علم الغيب على الأنبياء من دون الأئمة الصالحين الذين يؤتيهم الله علم الكتاب ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي محمدٍ رسول الله وآله الأطهار وجميع أنصار الله إلى اليوم الآخر، أمّا بعد..
    قال الله تعالى:
    {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ‌ عَلَىٰ غَيْبِهِ أَحَدًا ﴿٢٦﴾ إِلَّا مَنِ ارْ‌تَضَىٰ مِن رَّ‌سُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَ‌صَدًا ﴿٢٧﴾ لِّيَعْلَمَ أَن قَدْ أَبْلَغُوا رِ‌سَالَاتِ رَ‌بِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَىٰ كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا ﴿٢٨﴾} صدق الله العظيم [الجن].

    وفي هذه الآية يتكلم عن الكتاب المُنزّل على الرسل والأنبياءِ وليس عن الأنبياء والأئمة الذين يؤتيهم الله علم الكتاب؛ بل يتكلم عن الرسالة المنزّلة التي أنزلها على رسله وكلّف الله ملائكته بحراستها. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {إِلَّا مَنِ ارْ‌تَضَىٰ مِن رَّ‌سُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَ‌صَدًا ﴿٢٧﴾ لِّيَعْلَمَ أَن قَدْ أَبْلَغُوا رِ‌سَالَاتِ رَ‌بِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَىٰ كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا ﴿٢٨﴾} صدق الله العظيم [الجن].

    وتخصُّ هذه الآية الرسل الذين يتنزّل عليهم الكتابَ، كونكم لن تجدوا قط أنّه تمّ قتل أيّ رسولٍ كونه مكلف بتبليغ رسالةٍ منزّلةٍ عليه، ولذلك قال الله تعالى:
    {إِلَّا مَنِ ارْ‌تَضَىٰ مِن رَّ‌سُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَ‌صَدًا ﴿٢٧﴾ لِّيَعْلَمَ أَن قَدْ أَبْلَغُوا رِ‌سَالَاتِ رَ‌بِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَىٰ كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا ﴿٢٨﴾} صدق الله العظيم

    وأولئك جاءت الرسالة من الربّ عن طريقهم وفي رسالتهم من علوم الغيب، ولا يحيط اللهُ الرسلَ بكافة ما في رسالتهم من علوم الغيب، وأما الأنبياء والأئمة فهم الذين آتاهم الله الحُكْمَ وعِلْمَ الكتاب، ويعلمون ما يشاء الله من علوم الغيب في محكم الكتاب ومتشابهه.

    ولربّما يودّ أن يقول السائل: "ولكنّ الرسل وحدهم فقط الذين أطلعَهم الله على علوم الغيب ولا يَطَّلِع عليه أحدٌ غير الرسل، ألم يقل الله تعالى:
    {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ‌ عَلَىٰ غَيْبِهِ أَحَدًا ﴿٢٦﴾ إِلَّا مَنِ ارْ‌تَضَىٰ مِن رَّ‌سُولٍ} صدق الله العظيم؟". ومن ثم يردّ عليه الإمام المهديّ وأقول: إنما يتكلم عن الكتاب المُنزَّل عليهم بأنه لن يأتي بالكتاب الحقّ إلا من كان رسول مصطفًى من ربه، وما تنزلت به الشياطين.

    ومن ثم يقاطعني السائل مرةً أخرى فيقول: "لا تراوغ يا ناصر محمد، فقد أثبتنا أنَّ علوم الغيب لا يُظهرها الله إلا على رسله المصطفين. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ‌ عَلَىٰ غَيْبِهِ أَحَدًا ﴿٢٦﴾ إِلَّا مَنِ ارْ‌تَضَىٰ مِن رَّ‌سُولٍ} صدق الله العظيم، أليس ذلك برهاناً مبيناً أنَّ علم الغيب محصورٌ على الرسل فقط يحيطهم الله به وحدهم من دون الصالحين؟". ومن ثم يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: إنما يقصد رسالة الكتاب المنزّل وفيه من علوم الغيب، ولم يجعل الله علوم الغيب في الرسالة المنزّلة محصورة على الرسول الذي جاء بها؛ بل وكذلك الذين يؤتيهم الله علم ذلك الكتاب المنزّل؛ بل من علوم الغيب ما هو مُحْكمٌ بَيِّنٌ لعلماء الأمّة وعامة المسلمين حتى السائل يحيط به برغم أنه من علوم الغيب.

    وربما السائل يودّ أن يقول: "يا ناصر محمد، إني لا أعلم من علوم الغيب شيئاً فلستُ رسولاً كون الله لا يحيط بعلوم الغيب إلا الرسل". ومن ثم أقيمُ على السائل الحجّة بالحقّ من محكم علوم الغيب البيِّن لعلماء الأمّة وعامة المسلمين في قول الله تعالى:
    {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ ﴿١﴾ مَا أَغْنَىٰ عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ ﴿٢﴾سَيَصْلَىٰ نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ ﴿٣﴾} صدق الله العظيم [المسد]. فهذه من علوم الغيب في محكم القرآن العظيم آيةٌ بيِّنةٌ لكافة الكفار والمسلمين في عصر تنزيل القرآن وأبو لهبٍ حيٌ يرزق، وفعلاً قُتِلَ أبو لهب في غزوة أحد وأُدْخِلَ ناراً ذات لهب. والسؤال الذي يطرح نفسه: أليست هذه الآية تحمل من علوم الغيب المستقبليَّة وقد عَلِمَ بها أنا وأنت وجميع المسلمين؟ وهنا يتبيّن لك أن الله يقصد علوم الغيب في رسالة الكتاب، وهل جاء بالرسالة من الله غير رسله؟ ولذلك قال الله تعالى: {إِلَّا مَنِ ارْ‌تَضَىٰ مِن رَّ‌سُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَ‌صَدًا ﴿٢٧﴾ لِّيَعْلَمَ أَن قَدْ أَبْلَغُوا رِ‌سَالَاتِ رَ‌بِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَىٰ كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا ﴿٢٨﴾} صدق الله العظيم [الجن].

    وتبيّن للسائل أنّ الله يقصد رسالة الكتاب الحقّ المنزلة من عند الله. وهل جاء برسالة الكتاب غير الرسل؟ وفي رسالة الرسول كثير من علوم الغيب. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ‌ عَلَىٰ غَيْبِهِ أَحَدًا ﴿٢٦﴾ إِلَّا مَنِ ارْ‌تَضَىٰ مِن رَّ‌سُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَ‌صَدًا ﴿٢٧﴾ لِّيَعْلَمَ أَن قَدْ أَبْلَغُوا رِ‌سَالَاتِ رَ‌بِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَىٰ كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا ﴿٢٨﴾} صدق الله العظيم [الجن].

    ألا وإنَّ في رسالة النّبيّ المرسَل من علوم الغيب ما يعلم بها النّبيّ وقومُه، وليست علوم الغيب محصورةً على النّبيّ من دون قومه. وقال الله تعالى:
    {تِلْكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنتَ وَلاَ قَوْمُكَ مِن قَبْلِ} صدق الله العظيم [هود:49].

    فلا تحرّفوا كلام الله عن مواضعه، ولا تحصروا العلم على الأنبياء من دون الصالحين حتى لا تبالغوا في أنبياء الله فتشركوا بالله، إني لكم ناصحٌ أمينٌ. وقال الله تعالى:
    {نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مّن نّشَآءُ وَفَوْقَ كُلّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ} صدق الله العظيم [يوسف:76]. وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..

    ولربما يودّ السائل أن يقول: "مهلاً مهلاً يا ناصر محمد، ولكنك لم تفتني مَنْ ذلك العبد من عباد الله الصالحين الذي تعلّم منه العِلمَ نبيُّ الله موسى عليهم الصلاة والسلام؟ " ومن ثم نقول له: يا رجل إذا كان الله كتم اسمه عن نبيّ الله موسى فكيف يخبرك به أنت؟! سواء كنتُ أعلمُه أم لا أعلمه فلا يحقِّ لي أن أكشف لك شأنه حتى لا يدعوه من دون الله المبالغون في عباد الله المقربين من الذين قال الله عنهم:
    {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلا وَهُمْ مُشْرِكُونَ} صدق الله العظيم [يوسف:106].

    أولئك ما قدروا الله حقّ قدره فبمجرد ما يعلمون بعبدٍ من عبيد الله المقربين إلا وتوسلوا به إلى الله وطلبوا منه الدعاء أن يدعوَ لهم اللهَ وذلك من الشرك، إنّ الشرك لظلمٌ عظيمٌ. فلا تجعلوا بينكم وبين الله وسيطٌ في الدعاء، فذلك شركٌ والشرك ظلمٌ عظيمٌ؛ بل ادعوا الله مباشرةً مخلصين له الدين في الدعاء يجِبكم حتى ولو كنتم كافرين. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {
    هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ ۙ دَعَوُا اللَّـهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هَـٰذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ﴿٢٢فَلَمَّا أَنجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ ۗ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَىٰ أَنفُسِكُم ۖ مَّتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿٢٣} صدق الله العظيم [يونس].

    ألا والله الذي لا إله غيره لو أنّ الذين تقوم عليهم الساعة يدعون الله مخلصين من غير شركٍ في دعائهم لأجابهم ربّهم وكشف عنهمُ عذاب الساعة إلى حينٍ. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {قُلْ أَرَ‌أَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّـهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ‌ اللَّـهِ تَدْعُونَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٤٠﴾ بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِن شَاءَ وَتَنسَوْنَ مَا تُشْرِ‌كُونَ ﴿٤١﴾} صدق الله العظيم [الأنعام]. فاتقوا الله وأطيعونِ تهتدوا إلى صراطٍ مستقيم، وذروا المبالغة في الأنبياء والمهديّ المنتظَر وإنما نحنُ عبيدٌ لله مثلكم ولكم من الحقّ في الربّ المعبود ما للأنبياء والمهديّ المنتظَر، كوننا عبيد لله مثلكم ولسنا أولادَ الله -سبحانه وتعالى علواً كبيراً- حتى نكون أحقّ بذات الله منكم؛ بل الله الربّ المعبود وما في السماوات والأرض عبيدٌ متنافسون إلى ربهم أيُّهم أحبُّ وأقربُ، ولم يفضّلوا بعضهم بعضاً إلى ذات الربّ كونهم لا يشركون بالله شيئاً، ولذلك تجدونهم متنافسين في حبِّ الله وقربه فيبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا} صدق الله العظيم [الإسراء:57]. وأما المشركون فإن قال لهم الإمام المهديّ: إنَّ الأعمال لم يُغلق بابُها وليس للإنسان إلا ما سعى في هذه الحياة. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى (39) وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى (40) ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى (41)} صدق الله العظيم [النجم].

    فهيا تنافسوا مع العبيد في الملكوت إلى الربّ المعبود أيّهم أحبّ وأقرب. لقال جميع المسلمين إلا من رحم ربي: "ماذا تقول يا ناصر محمد؟ فهل تريدنا أن ننافس الأنبياء والرسل في حبّ الله وقربه!". فيقول النصارى: "بل المسيح عيسى ابن مريم صلى الله عليه وآله وسلم أولى بأقرب درجة في حب الله وقربه كونه ابن الله". سبحانه وتعالى عمَّا يشركون! وأما المسلمون فسوف يقولون: "ماذا تقول يا ناصر محمد؟ بل محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو الأولى بأقرب درجة في حبّ الله وقربه". ومن ثمّ يردّ عليهم المهديّ المنتظَر وأقول: ولكني الإمام المهديّ الحقّ أقول لكافة أنصار المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني في العالمين:
    أقسم بالله العظيم أن من يعتقد منكم يا معشر الأنصار أنه لا يحقّ له أن ينافس خليفة الله المهديّ في حبّ الله وقربه أنّه قد أشرك بالله العظيم، ولن يجد له من دون الله ولياً ولا نصيراً، ولكن كونوا ربّانيين تعبدون الله وحده لا شريك له، وتنافسوا مع العبيد إلى الربّ المعبود، وما ينبغي لي أن أدعوكم إلى غير الحقّ. تصديقاً لقول الله تعالى: {مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ} صدق الله العظيم [آل عمران:79].. اللهم قد بلغت، اللهم فاشهد.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ــــــــــــــــــ

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..


    وعلى سبيل المثال
    ___۩ اقتــباس ۩___
    من بيانات الإمام المهدي ناصر محمد اليماني:

    ومن ثم تعال يا أبا خالد لننظر الفتوى في محكم الكتاب؛ هل تأتي مصدِّقةً للعقل والمنطق أنَّ الله لم يُفتِ رسوله في شأن أصحاب الكهف؟ ومن ثم نجد الجواب مطابِقاً للعقل والمنطق وقال الله تعالى: {سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ ۖ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ ۚ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ ۗ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَدًا ﴿٢٢﴾} صدق الله العظيم [الكهف].

    فانظروا لقول الله تعالى {وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَدًا} صدق الله العظيم؛ فهذا يعني أنّ الله لم يُفتِ رسوله في شأنهم ولو أفتاه الله في شأنهم إذاً فلماذا يستفتي في شأنهم أهل الكتاب؟ ولكن الله نهاه أن يسألهم الفتوى عن شأن أصحاب الكهف لكونه لم يأتِه إلا ظاهر القصة بغير تفصيلٍ عن قصتهم وشأنهم وأسمائهم وعددهم وكيفية خلقهم، ولكن الله نهى نبيّه أن يستفتي أهل الكتاب في أصحاب الكهف فلن يفتوه بالحقِّ كونهم لا يعلمون إلا رجماً بالغيب ولذلك قال الله تعالى: {فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَدًا} صدق الله العظيم [الكهف:22].

    ___۩ تاريخ اصدار البيان ۩___
    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني
    30 - 05 - 1432 هـ
    04 - 05 - 2011 مـ
    06:09 صــباحاً

    _____ ۩ ملاحظات ۩ _____
    المرجو حذف النجوم ( * ) من الروابط ليشتغل معكم فقد وضعت لتجنب حظره في مواقع التواصل الإجتماع

    ____ ۩ رابط مصدر البيان ۩ ____
    https://*www*.mahdialumma*.com/showthread.php?p=14754

    _____ ۩ توقــــيع عشوائي ۩ _____
    ـHfDMـ

    اقتباس المشاركة 14754 من موضوع الرد على أبي خالد: الله لم يفتِ نبيَّه في شأن أصحاب الكهف إلا عن ظاهر القصة..


    الإمام ناصر محمد اليماني
    30 - 05 - 1432 هـ
    04 - 05 - 2011 مـ
    06:09 صــباحاً
    ـــــــــــــــــــــ



    الرد على أبي خالد :
    الله لم يفتِ نبيَّه في شأن أصحاب الكهف إلا عن ظاهر القصة ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدي محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - الطيبين وجميع المسلمين، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أحبتي الأنصار السابقين الأخيار، وسلامُ الله على جميع المسلمين الباحثين عن الحقّ من جميع المسلمين والناس أجمعين..

    ويا أيها الحسين بن عمر رئيس إدارة طاولة الحوار العالميّة للمهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني، إنّه لا يهمّني حبيبي في الله أكان أبو خالد علم الجهاد أم غيره من شياطين البشر أو المسيح الكذّاب الشيطان بنفسه؛ بل لا يهمّني على الإطلاق من يكون هذا أبو خالد المُعانِد بغير الحقّ بل يهمّني أن نقيم عليه الحجّة بسلطان العلم المُلجم من محكم القرآن العظيم شرطٌ علينا غير مكذوبٍ أن يكون سلطان العلم بيِّناً من محكم الكتاب يفقهه العالِم وعامة المسلمين، ولذلك نُصدِر الأمر إلى مدير طاولة الحوار الحسين بن عمر أن يرفع الحظر عن المدعو أبو خالد ولو أني أظنّه من الذين لا يهتدون، ولكن الظنّ لا يغني من الحقّ شيئاً فنحن في الحالتين فائزون بالحقِّ سواءٌ اهتدى أم كذّب وتولّى، فإنْ هداه الله إلى الحقّ فالحمد لله وإذا لم يهتدِ إلى الحقّ فيكون الحوار بيني وبينه معذرةً إلى ربّي وربّ الحسين بن عمر وربّ جميع الأنصار لله الواحد القهار وقال الله تعالى:
    {وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا ۙ اللَّـهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا ۖ قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴿١٦٤} صدق الله العظيم [الأعراف].

    وما أريده من حبيبي في الله الحسين بن عمر وكافة طاقم إدارة منتديات البشرى الإسلاميّة العالميّة للحوار هو أن يكظموا غيظهم عن الذين يريدون أن يطفئوا نور الله حتى نقيم عليهم الحجّة الداحضة، فإذا أقمنا عليهم الحجّة بالحقِّ فحتماً سيأخذهم الله بالعذاب البئيس تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا ۙ اللَّـهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا ۖ قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴿١٦٤فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ﴿١٦٥} صدق الله العظيم [الأعراف].

    فانظروا لقول الله تعالى:
    {فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ﴿١٦٥} صدق الله العظيم [الأعراف]، وذلك بعد إقامة الحجّة عليهم من قِبَل الدعاة إلى الحقّ برغم أنّ حجّة القرآن العظيم قائمةٌ على الناس حتى من قبل أن يبعث الله المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني وإنما نزيدهم تبياناً ونُذكِّرهم بالحقِّ من ربِّهم ولعلهم يتقون.

    ويا أيها الضيف أبا خالد كن من تكون، واعْلم أنّ السعي لفتنة الأنصار عن الحقّ جُرمُ ذلك في الكتاب أعظم من لو أنك قتلته برغم أنّ قتل النفس بغير الحقّ كأنما قتل الناس جميعاً، فما أعظم عذاب الله سيكون للذين يسعون إلى فتنة المؤمنين عن اتَّباع سبيل الحقّ والصدّ عن الحقّ وإطفاء نور الله ويأبى الله إلا أن يُتِمَّ نوره ولو كره المجرمون ظهوره.

    ويا أبا خالد قد تكون منهم أو من غيرهم - الله أعلم - فلا يهمّني من تكون، وأَستغرب الجبنَ في كثيرٍ من الذين يدَّعون العلم ويحاورون الإمام ناصر محمد اليماني لماذا لا يُبرِزون أنفسهم بالصورة والاسم الحقّ في الموقع ليتبيَّن لنا شخصية الذي يدَّعي العلم، فلِمَ الخوف؟ فها هو الإمام ناصر محمد اليماني يظهر لكم بالاسم والصورة ولا أخاف في الله لومة لائم، ولكن لا مشكلة لدينا والمهم هو أن نقيم على من يحاورنا الحجّة بالحقّ.

    ويا أبا خالد إني أراك تقتص من بيان الإمام ناصر محمد اليماني كلماتٍ وتذر التّفصيل لكي تلبس على بعض الأنصار والباحثين عن الحقّ حتى تجعلهم يلتبس عليهم الأمر في شأن الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني، ولو أنّك تريد الحقّ إذاً لوجدناك تقتبس كامل الموضوع المفصَّل في ذات النقطة ومن ثمّ تردّ عليها بالبيان الأهدى سبيلاً والأصدق قيلاً.

    وأما قولك كيف أنّ محمداً رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - لا يعلم عن قصة أصحاب الكهف وكيفيّة خلقهم حسب فتوى ناصر محمد اليماني فتقول:
    اقتباس المشاركة :
    وكيف يقول ذلك ناصر محمد اليماني عن النبيّ عليه الصلاة والسلام؟
    انتهى الاقتباس
    ومن ثمّ أردُّ عليك بالحقِّ مباشرةً من ربّ العالمين الذي يقول لجدي محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: {لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا} صدق الله العظيم [الكهف:18]. والسؤال الذي يطرح نفسه هو: لو اطَّلع محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - على النائمين في الكهف؛ لماذا سوف يُوَلِّي منهم فراراً ويمتلِئ منهم رعباً؟ فلا بدّ أن يكون هناك سببٌ لم يُعلِم الله به محمداً رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ولذلك سوف يتفاجأ بشيءٍ يراه لم يرَه في حياته، فمن الذي بيَّن لكم السرّ بالحقّ، أليس المهديّ المنتظَر؟ أنّ السبب هو أنهم من الأمم الأولى من الذين كانوا يتعمّرون آلاف السنين فليست أجسادهم كما هي أجسادنا، فتذكَّر أنّ زمن دعوة نبي الله نوح عليه الصلاة والسلام في قومه من بدء الدعوة فقط حتى جاء موعد الطوفان وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ ﴿١٤} صدق الله العظيم [العنكبوت].

    ولكن له عمر من قبل أن يبعثه الله رسولاً، وكذلك لم يُهلِكه الله بالطوفان عليه الصلاة والسلام؛ بل تعمَّر من بعد الطوفان، والسؤال الذي يطرح نفسه للعقل والمنطق: فهل أجساد تلك الأمم الأولى كمثل أجساد البشر اليوم أم أن العقل يقول بما أن أعمارهم تُعدّ بآلاف السنين فلا بدّ أنّ أجسادهم كذلك مضاعفةٌ كما أعمارهم مضاعفةٌ على أعمار أُمم آخر الزمان؟ ولأنه يوجد في هذه الأمّة كثيرٌ من الذين عثروا على هياكلَ عظميّةٍ بشريّةٍ ضخمةٍ مصدِّقةٍ لبيان الإمام ناصر محمد اليماني عن أجساد الأمم الأولى لكونها ضخمةً جداً، وبما أنّ أصحاب الكهف هم من الأمم الأولى ولذلك أجسادهم ضخمةٌ ولذلك قال الله تعالى لنبيِّه:
    {لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا} صدق الله العظيم [الكهف:18].

    وهذا يدل أنّ الله لم يُفتِ نبيَّه في شأنهم عن كيفية خلقهم ولماذا هم من آيات الله عجباً ولا عن تفصيل قصتهم ولا عن ضخامة أجسادهم لحكمةٍ من الله، وبما أنّه لم يكن لديه العلم مسبقاً عن كيفية ضخامة أجسادهم ولذلك سوف يتفاجأ بما لم يُحِط به علماً من قبل، ولذلك لو اطَّلع عليهم حتماً سوف يُوَلِّي منهم فراراً ويَمْتَلئ منهم رعباً. ومن أصدق من الله قيلاً! ولذلك قال الله تعالى مخاطِباً نبيّه:
    {لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا} صدق الله العظيم [الكهف:18].

    ولربّما يودّ أن يقاطعني أبو خالد ويقول: "يا ناصر محمد اليماني، فما يدريك أنَّ الله لم يُفصِّل لنبيِّه الفتوى في شأن أصحاب الكهف؟ ومن ثمّ يردّ عليه الإمام ناصر محمد اليماني وأقول: تعال لنطرح السؤال أولاً على العلم والمنطق: لماذا يخاطب الله نبيَّه بقوله:
    {لو اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا} صدق الله العظيم؟ ومن ثم ننظر لجواب العقل والمنطق أولاً فسوف يقول لا شكّ ولا ريب أن الله لم يُفتِ نبيَّه في شأن أصحاب الكهف إلا عن ظاهر القصة ولم يُفصِّل له قصتهم وخلقهم تفصيلاً، وبما أن محمداً رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - لم يُحِطه الله عن ضخامة أجسادهم فحتماً لو اطَّلع عليهم سيُوَلِّي منهم فراراً ويَمْتَلئ منهم رعباً.

    ومن ثم تعال يا أبا خالد لننظر الفتوى في محكم الكتاب؛ هل تأتي مصدِّقةً للعقل والمنطق أنَّ الله لم يُفتِ رسوله في شأن أصحاب الكهف؟ ومن ثم نجد الجواب مطابِقاً للعقل والمنطق وقال الله تعالى:
    {سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ ۖ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ ۚ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ ۗ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَدًا ﴿٢٢} صدق الله العظيم [الكهف].

    فانظروا لقول الله تعالى
    {وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَدًا} صدق الله العظيم؛ فهذا يعني أنّ الله لم يُفتِ رسوله في شأنهم ولو أفتاه الله في شأنهم إذاً فلماذا يستفتي في شأنهم أهل الكتاب؟ ولكن الله نهاه أن يسألهم الفتوى عن شأن أصحاب الكهف لكونه لم يأتِه إلا ظاهر القصة بغير تفصيلٍ عن قصتهم وشأنهم وأسمائهم وعددهم وكيفية خلقهم، ولكن الله نهى نبيّه أن يستفتي أهل الكتاب في أصحاب الكهف فلن يفتوه بالحقِّ كونهم لا يعلمون إلا رجماً بالغيب ولذلك قال الله تعالى: {فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَدًا} صدق الله العظيم [الكهف:22].

    ولكنّ أبو خالد وأمثاله أقاموا الدنيا وأقعدوها: "كيف أنّ ناصر محمد اليماني يقول أنّ محمداً رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - لا يعلم عن تفصيل أصحاب الكهف ولا عن كيفية خلق أجسادهم بينما ناصر محمد اليماني يُفصِّل لنا قصّتهم تفصيلاً؟ فهذا يعني أنّه يزعم أنه أعلم من محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم". ومن ثمّ يردّ عليهم الإمام المهديّ وأقول: ولذلك جعل الله الإمام المهديّ هو الإمام لرسول الله المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام لكونه أرفع درجةً في العلم من رسول الله المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام، ولذلك جعل الله من وزرائه أربعةً من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وهم:
    {أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا} [الكهف:9].

    ويا أبا خالد تلك من آيات الله سترونها بالحقِّ على الواقع الحقيقي قريباً بإذن الله وقال الله تعالى:
    {وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِّنْهُ ۚ ذَٰلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّـهِ ۗ مَن يَهْدِ اللَّـهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ ۖ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُّرْشِدًا} صدق الله العظيم [الكهف:17].

    ويا من يسمِّي نفسه أبو خالد، كذلك نراك تحاججنا أننا نُكذِّب بفتن المسيح الكذاب ونقول نأتي بألف دليلٍ من الكتاب على بطلان ما تزعمون من فتن المسيح الكذاب، وتريد من ناصر محمد اليماني أن يأتي بألف دليلٍ من الكتاب، ما لم فهو كذاب! ومن ثمّ يردّ عليك الإمام ناصر محمد اليماني وأقول: لئِن رددتَ بالحقِّ على دليلٍ واحدٍ فقط يا أبا خالد فقد أصبح الإمام ناصر محمد اليماني كذَّاباً لو أنك أقمت عليه الحجّة بالحقِّ ولو في دليلٍ واحدٍ فقط؛ أليس ذلك أهون عليك من ألف دليل؟ فاغلبني في دليلٍ واحدٍ من الألف الدليل وهو في قول الله تعالى:
    {فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ ﴿٨٦تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٨٧فَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ ﴿٨٨فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ ﴿٨٩وَأَمَّا إِن كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ ﴿٩٠فَسَلَامٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ ﴿٩١وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ ﴿٩٢فَنُزُلٌ مِّنْ حَمِيمٍ ﴿٩٣وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ ﴿٩٤إِنَّ هَـٰذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ ﴿٩٥فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ ﴿٩٦} صدق الله العظيم [الواقعة].

    وبما أنّ أبا خالد وعلماء الأمّة وعامّتهم ليعلمون أنّ الله يتحدّث عن الروح من بعد خروجها من الجسد فيموت، ومن ثم يتحدّى الله الباطل أن يرجعها:
    {فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ ﴿٨٦تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٨٧} صدق الله العظيم، فهل من العقل والمنطق أن يُصدِق الله دعوى المسيح الكذَّاب بمعجزة إرجاع الروح إلى الجسد من بعد الموت ولو لميِّتٍ واحدٍ فقط ولو مرةً واحدةً؟ فإذا أرجعنا الفتوى للعقل لما تقّبلها على الإطلاق عقلُ كلِّ إنسانٍ عاقلٍ فسوف يقول: "وكيف يُصدِق الله المسيح الكذاب بمعجزةٍ من عنده فيُناقِض تحدِّيه في الكتاب إلى الباطل من دونه: {فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ ﴿٨٦تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٨٧} صدق الله العظيم؟".

    أفلا ترى أن الذين يروون فتنة المسيح الكذاب بالرواية عن إحياء ميتٍ ويقولون أنه يُميته ثم يُحييه كما يفترون بالرواية التالية:
    اقتباس المشاركة :
    حدثنا يعقوب وهو بن إبراهيم بن سعد حدثنا أبي عن صالح عن بن شهاب أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن أبا سعيد الخدري قال ثم حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما حديثا طويلا عن الدجال فكان فيما حدثنا قال يأتي وهو محرم عليه أن يدخل نقاب المدينة فينتهي إلى بعض السباخ التي تلي المدينة فيخرج إليه يومئذ رجل هو خير الناس أو من خير الناس فيقول له أشهد أنك الدجال الذي حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثه فيقول الدجال أرأيتم إن قتلت هذا ثم أحييته أتشكون في الأمر فيقولون لا قال فيقتله ثم يحييه فيقول حين يحييه والله ما كنت فيك قط أشد بصيرة مني الآن قال فيريد الدجال أن يقتله فلا يسلط عليه.
    انتهى الاقتباس
    انتهى

    والسؤال الذي يطرح نفسه: أليست هذه الرواية جاءت لِتكسر تحدِّي الله في محكم كتابه بإرجاع روح ميتٍ واحدٍ إلى الجسد؟ ويقول الله أنه لو صدق الباطل وأحيا الجسد برجوع الروح فيه فقد صدق وأثبت بالبرهان المبين أنه المحيي والمميت! وبما أنّ الله هو المحيي والمميت فكم ذَكَر الله ذلك كم مرة في الكتاب؟ وبما أنّ الله أفتى في محكم كتابه وقال:
    {قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ ﴿٤٩} صدق الله العظيم [سبأ]. ولذلك تحدَّى الله الباطل من دونه أن يأتوا بهذه الآية على الواقع الحقيقي فيُحيوا جسد الميت برجوع الروح فيه: {فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ ﴿٨٦تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٨٧} صدق الله العظيم، فهل هذا التحدِّي يحتاج إلى تأويلٍ غير ما نراه؟ ولكنها آيةٌ محكمةٌ يعلمها العالِم وعامة المسلمين أنَّ الله يتكلم عن روح الميت من بعد خروجها فيتحدَّى الباطل بإرجاعها إلى الجسد.

    ويا معشر الأنصار، والله لَيحاول الشياطين عن طريق الذين استحوذوا عليهم أن يَصدُّوكم عن اتِّباع الإمام المهدي صدوداً كبيراً ولو أنكم أطعتموهم لَيردّونكم من بعد إيمانكم بالبيان الحقّ كافرين تصديقاً لقول الله تعالى:
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تُطِيعُوا فَرِيقًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ ﴿١٠٠} صدق الله العظيم [آل عمران].

    ولا أقول أنّ أبا خالد من شياطين البشر، ولكن طريقة تدليسه وتشكيكه في الحقّ ما عهدناها إلا منهم كونهم يُدلِّسون ويقومون باقتباس جزءٍ من الموضوع ويتركون باقي التفصيل في قلب وذات الموضوع حتى يرى القارئ أنهم يقتبسون من بيان ناصر محمد اليماني. ومن ثم نقول يا أبا خالد ما أشبه اقتباسكم من بيانات الإمام المهديّ للقرآن العظيم كمثل من يقتبس من القرآن العظيم ويقول قال الله تعالى:
    {فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ} صدق الله العظيم [الماعون:4]. ومن ثم يُعلِّق على ذلك ويقول: "أفلا ترون أنّ الصلاة بدعةٌ ما أنزل الله بها من سلطان! ألم يقُل الله تعالى: {فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ} صدق الله العظيم؟" فأمّا البقر التي لا تتفكر فسوف يقولون: "صدق هذا الرجل، فقد اقتبس البرهان من القرآن أنّ الصلاة بدعةٌ ما أنزل الله بها من سلطان! فجاء بالبرهان المبين من القرآن وقال الله تعالى: {فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ}". وكمثل هذا الاقتباس الباطل تجدون اقتباس الذين يَصدّون عن الحقّ صدوداً فيقتبس من بيان ناصر محمد اليماني الحقّ كلماتٍ فيترك التفصيل الباقي من البيان في ذات الموضوع حتى لا يتبيّن له أنّ ناصر محمد اليماني ينطق بالحقّ! وللأسف إنّه يوجد بقرٌ من البشر لا تتفكر، فقد يشكّ في شأن ناصر محمد اليماني بعد أن كان من التابعين بسبب تدليس شياطين البشر الذين يصدّون عن البيان الحقّ للذِّكر، ومن زاغ عن الحقّ من بعد ما تبيَّن له أنه الحقّ أزاغ الله قلبه عن الحقّ حتى لو كان يؤمن من قبلُ أنّ المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني كمثل نبي الله موسى عليه الصلاة والسلام وبعض الذين اتّبعوه تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَد تَّعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّـهِ إِلَيْكُمْ ۖ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّـهُ قُلُوبَهُمْ ۚ وَاللَّـهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ﴿٥} صدق الله العظيم [الصف].

    غير أني والحمدُ لله لا أعلم بأحد أنصاري زاغ عن الحقّ بعدما تبيَّن له أنّه الحقّ، وإنما ذلك موعظةٌ لهم من ربِّهم وما بعد الحقّ إلا الضلال، وإنما أعظكم بواحدةٍ وهو أن تتدبّروا، فهل بعد التدليس والصدّ عن البيان الحقّ للكتاب فهل تجدونهم يأتون بالبيان لِما أنكروه هو أحسن من بيان ناصر محمد اليماني وأصدق قيلاً وأهدى سبيلاً؟ والجواب: لن تجدوا لهم أيّ برهانٍ إلا اقتباس التدليس كمثل أن يقول:" إنَّ ناصر محمد اليماني يقول إنّه أعلم من محمدٍ رسول الله عن أصحاب الكهف" ومن ثم يأتي بذلك القول من البيان ولكنكم لا تجدون أنّه جاء بما يثبت زيادة علم الإمام المهدي عن أصحاب الكهف كيف أنّه فصَّل حقيقتهم تفصيلاً من القرآن العظيم، غير أنَّ الإمام المهدي لا يُنقِص من درجة جدّه العلميّة، وإنما عدم فتوى الله لنبيِّه عن أصحاب الكهف فيها حكمةٌ بالغةٌ حتى يكونوا من آيات التصديق لهذا البيان الحقّ لهذا القرآن العظيم على الواقع الحقيقي حين العثور عليهم،
    ولكن أكثركم للحقِّ كارهون إنّا لله وإنّا إليه لراجعون.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين ..
    خليفة الله وعبده؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني .
    ______________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

صفحة 3 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرةالأخيرة
المواضيع المتشابهه
  1. دعوة الحق
    بواسطة شامي احمد فراج في المنتدى المادة الإعلامية والنشر لكل ما له علاقة بدعوة الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 25-06-2017, 03:23 PM
  2. دعوة إلى المناظرة
    بواسطة Hamada في المنتدى عاجل من الإمام المهدي المنتظر إلى هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية وجميع عُلماء المُسلمين
    مشاركات: 24
    آخر مشاركة: 10-09-2014, 05:15 PM
  3. دعوة
    بواسطة ZOOOM في المنتدى قسم الأسئلة والإقتراحات والحوارات المفتوحة
    مشاركات: 271
    آخر مشاركة: 11-08-2013, 10:11 PM
  4. نشر دعوة الامام
    بواسطة محب المهدي في المنتدى قسم الإستقبال والترحيب والحوار مع عامة الزوار المسلمين الكرام
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 09-02-2011, 06:49 AM
  5. دعوة للنقاش ..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى جديد الأخبار والأحداث العاجلة
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 29-12-2010, 10:37 PM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •