الموضوع: الدعاء لله

النتائج 1 إلى 8 من 8
  1. افتراضي الدعاء لله

    هل يجوز الدعاء لله واقران الدعاء بالتوسط بلانبياء والصالحين

  2. افتراضي الدعاء

    اسأل جميع الاخوة الانصار حو موضوع كيف يكون الدعاء المستجاب

  3. افتراضي

    ------------------

    اقتباس المشاركة 56259 من موضوع ( الردّ الملجم بالحقّ من الإمام إلى عمروا ) السبب في أنّ الله استجاب لدعاء الكافرين كونه توفّر شرط الإجابة للدعاء وهو الإخلاص للربّ في الدعاء..

    [ لمتابعة رابط المشاركـــــــــــة الأصليِّة للبيـــــــــــــــان ]
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=56252

    الإمام ناصر محمد اليماني
    28 - 09 - 1433 هـ
    16 - 08 - 2012 مـ
    10:19 صباحاً
    ـــــــــــــــــــــ



    ( الردّ الملجم بالحقّ من الإمام إلى عمروا )
    السبب في أنّ الله استجاب لدعاء الكافرين كونه توفّر شرط الإجابة للدعاء وهو الإخلاص للربّ في الدعاء..



    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة أنبياء الله وآلهم التابعين لهم وجميع المسلمين لربهم إلى يوم الدين، أمّا بعد..
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أحبتي الأنصار السابقين الأخيار، وكل عامٍ وأنتم وجميع المسلمين طيبون وعلى الحقّ ثابتون، اللهم آمين..

    وأمّا عمروا فأراه يجادل الأنصار بدعاء بني إسرائيل موسى أن يدعو الله، وقال عمروا:
    اقتباس المشاركة :
    (واحيلك الى قوم موسى الذين خرجوا معه وأمنو به وقالوا ادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الارض
    وهم مؤمنين وما قال لهم موسى انتم مشركون لأنكم طلبتم الدعاء منى !!! )
    انتهى الاقتباس
    انتهى
    ومن ثم يردّ على عمروا المهديّ المنتظَر وأقول: يا عمروا، إنّ الذين يدعون مع الله موسى أن يدعو الله قومٌ لا يعقلون، ولسوف أُثبت لك أنّهم قوم لا يعقلون، فكيف إنّ الله فلق البحر نصفين ليجعل لهم وسط البحر طريقاً يبساً لينقذهم من فرعون وجنوده حتى إذا أنقذهم وخرجوا إلى بَرِّ الأمان وجدوا قوماً يعكفون على عبادة الأصنام، فقالوا لنبيهم موسى عليه من الله الصلاة والسلام: اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة. فهل تراهم قوماً قدروا ربّهم حقّ قدره؟ وقال الله تعالى:
    {وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَّهُمْ قَالُواْ يَا مُوسَى اجْعَل لَّنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ} صدق الله العظيم [الأعراف:138].

    وهم أنفسهم الذين قالوا:
    {وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نَّصْبِرَ عَلَىَ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُواْ مِصْراً فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاؤُواْ بِغَضَبٍ} صدق الله العظيم [البقرة:61].

    فهل تراهم قوماً مهتدين يا عمروا؟ اتقِ الله وحده لا شريك له، وتالله لا يجوز أن تدعو مع الله أحداً فتقول: يا فلان ادعُ لنا. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ} صدق الله العظيم [النمل:62].

    {فلا تَدْعوا معَ اللهِ أحدًا} صدق الله العظيم [الجن:18].

    وقال الله تعالى:
    {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} صدق الله العظيم [غافر:60].

    ألا والله إنَّ الذين يدعون مع الله عبادَه أن يدعوا لهم ربَّهم فإنَّ دعاءهم في ضلالٍ مبينٍ سواء في الدنيا أو يوم يقوم الناس لربّ العالمين. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً} صدق الله العظيم [الإسراء:72].

    فما خطبك يا عمروا تفتي بالدعاء بأنّه يجوز أن تقول: يا فلان ادعو لي الله؟ ويا سبحان الله ومن الذي منعه أن يدعو ربه
    فلم يشترط الله في الدعاء إلا أن يدعونه مخلصين له الدين من غير شركٍ مع الله أحد في الدعاء، فوعدهم بالإجابة. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} صدق الله العظيم [غافر:60].

    وحتى ولو كانوا كافرين ومن ثم دعوا ربهم
    مخلصين له وحده في الدعاء من غير شركٍ في الدعاء إلا أجاب الله دعاءهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ} صدق الله العظيم [العنكبوت:65].

    والسبب في أنّ الله استجاب لدعاء الكافرين كونه توفّر شرط الإجابة للدعاء وهو الإخلاص للربّ في الدعاء، ولم يشركوا في الدعاء أحداً من عباده، وقال الله تعالى:
    {فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ} صدق الله العظيم [العنكبوت:65]، وسبب إجابة دعاء الكافرين كونه توفّر في قلوبهم شرط إجابة الدعاء: {مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ}. تصديقاً لقول الله تعالى: {هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} صدق الله العظيم [غافر:65].

    فما خطبك يا عمروا تدعو إلى الإشراك بالله بغير الحقّ؟ فأيُّنا أهدى سبيلاً، فهل هو الذي يأمر الناس أن يدعوا ربهم فلا يشركوا معه في الدعاء أحداً ليكون وسيطاً لهم عند الله سبحانه؟ ألا والله الذي لا إله غيره إنّ دعاء الذين يدعون ربّهم عن طريق عباده فيقولون: "يا فلان ادعُ لنا الله". إنّ دعاءهم في ضلالٍ مبينٍ كمثل دعاء أهل النار لخزنة جهنّم أنْ يدعوا الله أن يخفف عنهم يوماً من العذاب، وقال الله تعالى:
    {وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ‌ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَ‌بَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِّنَ الْعَذَابِ ﴿٤٩﴾قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُ‌سُلُكُم بِالْبَيِّنَاتِ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۚ قَالُوا فَادْعُوا ۗ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِ‌ينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ ﴿٥٠﴾} صدق الله العظيم [غافر].

    فهل دعاؤهم هذا على الطريق الحقّ؟ كلا وربي إنّ دعاءهم في ضلالٍ مبينٍ كونهم يدعون عبيده من دونه أن يدعوا ربّهم لهم أن يخفف عنهم يوماً من العذاب، ولذلك ردَّ عليهم ملائكة الرحمن:
    {قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلالٍ} صدق الله العظيم [غافر:50].

    أي ادعوا الله وحده فلا تدعوا مع الله أحداً فتتخذونه وسيطاً بينكم وبين ربكم سبحانه، ولذلك تجد التعليق على دعائهم لربهم عن طريق التوسل بعبيده أن يدعوا الله لهم أن يخفف عنهم يوماً من العذاب، ولذلك قال الله تعالى:
    {قَالُوا بَلَىٰ ۚ قَالُوا فَادْعُوا ۗ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِ‌ينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ ﴿٥٠﴾} صدق الله العظيم.

    فما خطبكم يا قوم تدعون مع الله أحداً فتخرجون الناس من النور إلى الظلمات؟ ولكني الإمام المهديّ ابتعثني الله لأُخرج الناس من الظلمات إلى النور إلى صراط العزيز الحميد بالبيان الحق للقرآن المجيد. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {الَر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (1) اللّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَوَيْلٌ لِّلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ (2) الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً أُوْلَـئِكَ فِي ضَلاَلٍ بَعِيدٍ (3)} صدق الله العظيم [إبراهيم].

    ويا أخي الكريم،
    إنما استغفار الناس لبعضهم بعضاً حين يكون الإثم في حقّ الله وحقّ أحدٍ من عباده، فهنا يأتي المسلم عند الذي أَثِمَ في حقّه يرجو منه أن يعفو عنه حتى يعفو الله عنه، وهو خير الغافرين. أما حين يكون الإثم في حقّ الله وحده فليستغفروا الله وحده. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا أَرْ‌سَلْنَا مِن رَّ‌سُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّـهِ ۚ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُ‌وا اللَّـهَ وَاسْتَغْفَرَ‌ لَهُمُ الرَّ‌سُولُ لَوَجَدُوا اللَّـهَ تَوَّابًا رَّ‌حِيمًا ﴿٦٤﴾ فَلَا وَرَ‌بِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ‌ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَ‌جًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴿٦٥﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    كون هؤلاء يؤذون النّبيّ فيغتابونه في غيابه ويصدّون عنه وعن الاحتكام إليه لحكم الله، وقال الله تعالى:
    {وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النّبيّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ ۚ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ ۚ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} صدق الله العظيم [التوبة:61].

    ويقصدون بقولهم
    {هُوَ أُذُنٌ} أي: سنحلف له بالله وسوف يصدق بأننا لم نصدّ عنه ولم نقُل فيه غير الحقّ، ولذلك ردَّ الله على قولهم: {قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ ۚ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} صدق الله العظيم.

    وكذلك كمثل أبناء يعقوب عليه الصلاة والسلام الذين آذَوا أباهم أذًى عظيماً حتى ابيضت عيناه من الحزن على يوسف، ولذلك قالوا:
    {قَالُواْ يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ (97) قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّيَ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (98)} صدق الله العظيم [يوسف].

    وماذا سوف يقول نبيّ الله يعقوب؟ (اللهم إني قد عفوت عنهم فاعف عنهم إنك أنت الغفور الرحيم) فيغفر الله لهم. فليس يعقوب وليس نبيّ الله يعقوب أكرم من ربه الذي غفر لهم أذاهم وظلمهم لأبيهم، ولكن ربي خير الغافرين. وكذلك نبيّ الله يوسف الذي أثموا في حقه. قال الله تعالى:
    {قَالَ هَلْ عَلِمْتُمْ مَا فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنْتُمْ جَاهِلُونَ (89) قَالُوا أَئِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (90) قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ آَثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ (91) قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (92)} صدق الله العظيم [يوسف].

    وهنا يجوز طلب الاستغفار من المظلوم في حقه، فيطلب منه الظالمُ العفوَ والغفران، حتى إذا غفر المظلوم للظالم فليس بأكرم من الله، فهنا يغفر الله لهم، وهو خير الغافرين. أما حين يذهب المذنب إلى شخص لم يأثم في حقه فيطلب منه الدعاء والاستغفار فذلك شركٌ بالله ودعاءٌ في ضلالٍ مبينٍ. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ‌ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَ‌بَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِّنَ الْعَذَابِ ﴿٤٩﴾ قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُ‌سُلُكُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَىٰ قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِ‌ينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ ﴿٥٠﴾} صدق الله العظيم [غافر].

    فلا تحرّف كلام الله عن مواضعه الحقّ في قول الله تعالى:
    {قَالُوا بَلَىٰ قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِ‌ينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ ﴿٥٠﴾} صدق الله العظيم، وما هو دعاء الكافرين؟ فتجد الجواب في محكم الكتاب: {وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْماً مِنَ الْعَذَابِ} [غافر:49]، فانظر للردّ بالحقّ: {قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلالٍ} صدق الله العظيم.
    أي فادعوا الله وحده فلا تدعوا معه عبيدَه من دونِه ليدعوا لكم الله فذلك الدعاء في ضلالٍ مبينٍ، ولكن الكافرين لم يفقهوا نصيحة ملائكة الرحمن كما لا يفقه الذين ألبسوا إيمانهم بظلم نصيحة الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.

    وأما حجّتك أنّ الكافرين دعوا الله في قول الله تعالى:
    {أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ (105) قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ (106) رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ (107) قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ (108)} صدق الله العظيم [المؤمنون]، ويقول عمروا: "أفلا ترى يا ناصر محمد أنّ أصحاب النار دعوا الله فلم يجبهم؟ فانظر لردّ الله عليهم: {رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ (107) قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ (108)} صدق الله العظيم"

    ومن ثم يردّ على عمروا صاحبُ علم الكتاب بالقول الصواب وأقول: يا عمروا إنهم لم يقولوا:
    {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (23)} [الأعراف:23]؛ بل قالوا: {رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ (107)} [المؤمنون]، فهم يريدون الرجوع إلى الدنيا ليعملوا صالحاً ويتبعوا الحقّ من ربهم، وقالوا: {فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ}، فليس ذلك الدعاء بحقٍ يا عمروا، فهم يعتقدون جازمين في أنفسهم لا شك ولا ريب أن لو يعيدهم الله إلى الدنيا فإنهم لن يعودوا إلى ما نهاهم الله عنه وأنهم سوف يتبعون رضوانه، وكأنّ الهدى هداهم! فهم لا يعلمون بأنّ الله يحول بين المرء وقلبه. ولذلك قال الله تعالى: {وَلَوْ تَرَ‌ىٰ إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ‌ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَ‌دُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَ‌بِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿٢٧﴾ بَلْ بَدَا لَهُم مَّا كَانُوا يُخْفُونَ مِن قَبْلُ وَلَوْ رُ‌دُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ﴿٢٨﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    ولكن يا عمروا انظر لدعاء الكافرين الذين ماتوا قبل مبعث الرسل إلى أقوامهم، انظر إلى دعائهم بالحقّ:
    {وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ (46) وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (47)} صدق الله العظيم [الأعراف].

    فانظر لدعاء الحقّ يا عمروا:
    {وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم، وانظر للإجابة على دعاء الحقّ: {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ (49)} صدق الله العظيم [الأعراف]. كونهم مُقرّين في أنفسهم إنّما دخل المؤمنون الجنّة برحمة الله، ويمقتون الذين يجعلون الناس ييأسون من رحمة الله. وقالوا: {أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لَا يَنَالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ (49)} صدق الله العظيم [الأنعام].
    وإنما ناداهم الله من وراء الحجاب فقال لأصحاب الأعراف:
    {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ (49)} صدق الله العظيم. كونهم دعوا الله أن لا يجعلهم مع أهل النار. وقال الله تعالى: {وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (47)} صدق الله العظيم [الأعراف].

    وأما دعاء الكافرين اليائسين من رحمة الله فلم يجبهم الله كونهم معتقدين إنّهم لن يدخلوا الجنة إلا بعملهم، ولذلك يطلبون من ربّهم أن يرجعهم إلى الدنيا ليعملوا غير الذين كانوا يعملون، ولكن الحجّة قد أقيمت عليهم بتلاوة آيات الله في محكم كتابه فأعرضوا عن الحقّ من ربهم. وقال الله تعالى:
    {أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ (105) قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ (106) رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ (107) قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ (108)} صدق الله العظيم [المؤمنون].

    وتالله يا عمروا، إنّكم تحرفون كلام الله عن مواضعه المقصودة بتحريفكم لتأويله الحقّ، فاتقوا الله وكونوا من الشاكرين، ولا تتبعوا قول الذين يقولون على الله ما لا يعلمون إني لكم نذيرٌ مبين. وسلامٌ على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين..

    وفي ختام هذا البيان أقول لكم كمثل قول مؤمن آل فرعون عليه الصلاة والسلام من ربّه، قال:
    {وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ (41) تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ (42) لَا جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى اللَّهِ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ (43) فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (44)}صدق الله العظيم [غافر].

    عبد الله وخليفته الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ــــــــــــــــــــــ

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  4. افتراضي سؤال للتفسير

    يابني لاتدخلوا من باب واحد وادخلوا من ابواب متفرقة....هل المقصود هو تفريقهم من اجل عدم الاصابة من عائن ام امر اخر

  5. افتراضي

    اقتباس المشاركة : احمد مصطفى قدور
    يابني لاتدخلوا من باب واحد وادخلوا من ابواب متفرقة....هل المقصود هو تفريقهم من اجل عدم الاصابة من عائن ام امر اخر
    انتهى الاقتباس من احمد مصطفى قدور

  6. افتراضي

    اقتباس المشاركة : احمد مصطفى قدور
    يابني لاتدخلوا من باب واحد وادخلوا من ابواب متفرقة....هل المقصود هو تفريقهم من اجل عدم الاصابة من عائن ام امر اخر
    انتهى الاقتباس من احمد مصطفى قدور
    والجواب نقتبسه من بيان الامام المهدي ناصر محمد اليماني كما يلي واليك الاقتباس اخي في الله ،)))--->>>> إنّها الحاجة التي في نفس يعقوب قضاها، وذلك لأنّ الله أوحى إلى يعقوب بوحي التّفهيم أنّ الذي طلب أخ لهم من أبيهم أنّه يوسف، فعَلِم يعقوب أنّ الله أصدق يوسف رؤياه بالحقّ وأنّه ذاته عزيزُ مصر، ويريد يعقوب أن يطمئِن قلبه أنّه يوسف ولعلّه بعث بطلب أخيه بنيامين لكي يرسله إلى أبيه ويخبره بأنّه يوسف، وبسبب هذا الظنّ من يعقوب أراد أن يُهيّئ ليوسف فرصة لكي يستطيع أن يُكلِّم يوسف أخاه على انفرادٍ من إخوته سرّاً بالخبر لكي يخبره عند عودته، ولكن يعقوب أظهر أنّه يخشى عليهم من الحسد لجمالهم ولفت النظر إليهم حين يدخلون جميعاً من بابٍ واحدٍ إلى الرجل الذي طلب منهم أخاً لهم من أبيهم وحتى لا تُصيبهم العين أمَرَهم أن يدخلوا من أبوابٍ متفرِّقةٍ، ولكنّ يعقوب يعلم أنّه لا يُغني عنهم من الله شيئاً إنْ أراد الله أن يُصيبهم بسوءٍ، وإنّما حاجةً في نفس يعقوب قضاها، وهي أنّ يعقوب يريد أن يُهيّئ الفرصة ليوسف ليُكلّم أخاه على انفرادٍ، وانقضت الحكمة بنجاحٍ وفعلاً هيَّأ يعقوب بهذه الحكمة الفرصة ليوسف ليُكلّم أخاه على انفرادٍ. وقال الله تعالى: {وَقَالَ يَا بَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِن بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ ۖ وَمَا أُغْنِي عَنكُم مِّنَ اللَّـهِ مِن شَيْءٍ ۖ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّـهِ ۖ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ ۖ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ ﴿٦٧﴾ وَلَمَّا دَخَلُوا مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُم مَّا كَانَ يُغْنِي عَنْهُم مِّنَ اللَّـهِ مِن شَيْءٍ إِلَّا حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا ۚ وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِّمَا عَلَّمْنَاهُ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴿٦٨﴾ وَلَمَّا دَخَلُوا عَلَىٰ يُوسُفَ آوَىٰ إِلَيْهِ أَخَاهُ ۖ قَالَ إِنِّي أَنَا أَخُوكَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٦٩﴾} صدق الله العظيم [يوسف].
    .....وهذا رابط البيانوتاريخه ۞رابط المشاركة۞
    ۞في منتديات البشرى الإسلامية۞
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=4225

    English
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=278334
    فارسى
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=280030




    - 2 -
    الإمام ناصرمحمد اليماني
    04 - 04 - 1431 هـ
    19 - 03 - 2010 مـ
    05:09 صباحاً
    ـــــــــــــــــــــــ


    أوحى الله إلى يوسف وإلى يعقوب بوحي التفهيم إلى القلب مُباشرةً.
    وكذلك يتلقّى الإمام ناصر محمد اليماني وحيَ التَّفهيم للبيان الحقّ للقرآن العظيم ..

  7. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    تقبل الله منك اخي المكرم محب المهدي
    احسنت الاقتباس فلم أتمكن من الاقتباس في حينها ورجعت لان اقتبس الجواب فوجدتك وضع الاقتباس المطلوب بارك الله فيكم وزادكم الله محبه وقربه ومن عظيم نعيم رضوانه
    وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين


    اقتباس من بيان الامام ناصر محمد اليماني بعنوان
    كل عامٍ وأنتم طيبون وعلى الحقّ ثابتون يا معشر الأنصار وجميع المسلمين ..

    ويستوصيكم الإمام المهديّ بالمؤمنين خيراً، فلا يهجر بعضُكم بعضاً، ولا يحقر بعضُكم بعضاً، ولا يغتَبْ بعضُكم بعضاً، ولا يلمز بعضُكم بعضاً، وأفشوا السلام بِحَلّ قضايا بعضِكم بعضاً، وكونوا عباد الله إخواناً، وتعاونوا على البِّر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله لعلكم تفلحون.
    (())
    الرابط: https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=20893

  8. افتراضي

    وسوف آتيك ببرهان آخر على تعليم الله الحقّ لعباده بوحي التّفهيم كمثل نبيّ الله يعقوب حين عاد أولاده وأخبروه بأن عزيز مصر منع عنهم الكيل فلا يقربوه مرةً أخرى حتى يأتوا بأخٍ لهم من أبيهم، ولم يُصدقهم نبيّ الله يعقوب حتى إذا فتحوا رحالهم ووجدوا بضاعتهم رُدّت إليهم ومن ثمّ أوحى الله إلى قلب نبيّه يعقوب بعلم التّفهيم أنّ عزيز مصر هو ابنه يوسف، ولم يبدِ يعقوب ذلك لهم وأذِن لهم أن يأخذوا أخاهم بعد أن أعطوه ميثاقاً غليظاً وأراد يعقوب أن يُهيئ الفرصة ليوسف أن يُكلّم أخاه على انفراد لكي يأتيه بالبشرى أنّ عزيز مصر هو ابنه يوسف، ومن ثمّ قال لأولاده أن لا يدخلوا من بابٍ واحدٍ بل من أبوابٍ متفرقةٍ وتظاهر أنّه يخشى عليهم الحسد وهو ليس كذلك وإنما لحاجة في نفس يعقوب قضاها وهي تهيئة الفرصة ليوسف حين يدخلون عليه من أبواب متفرقة أن يُكلم أخاه على انفراد من إخوته لعله يأتيه بالبشرى. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَمَّا دَخَلُوا مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُم مَّا كَانَ يُغْنِي عَنْهُم مِّنَ اللَّـهِ مِن شَيْءٍ إِلَّا حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا ۚ وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِّمَا عَلَّمْنَاهُ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴿٦٨﴾} صدق الله العظيم [يوسف]


المواضيع المتشابهه
  1. الدعاء من القرآن الخالي من الشرك..
    بواسطة راضيه بالنعيم الاعظم في المنتدى قسم القرآن العظيم
    مشاركات: 23
    آخر مشاركة: 31-05-2019, 03:09 PM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •