[size=5]

اقتباس المشاركة 11743 من موضوع إلى قادة جميع الأقطار العربيّة والإسلاميّة فاعتبروا يا أولي الأبصار بما حدث في تونس ومصر..


إلى قادة جميع الأقطار العربيّة والإسلاميّة فاعتبروا يا أولي الأبصار بما حدث في تونس ومصر..



بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
{إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} صدق الله العظيم [الأحزاب:56]. اللهم صلِّ وسلم وبارك على جميع الأنبياء والمُرسلين وآلهم الطيبين الطاهرين والتابعين للحقِّ إلى يوم الدين..

من المهديّ المنتظَر من آل البيت المُطهر إلى مُفتيي الديار وخطباء المنابر وقادة الدول في جميع الأقطار العربيّة والإسلاميّة فاعتبروا بما حدث في تونس و مصر بإذن الله الواحد القهار فتذكروا قول الله تعالى في محكم الذكر:
{فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ} صدق الله العظيم [الحشر:2]. واحكموا بما أنزل الله في محكم الذكر، واعلموا أنكم أنتم المسؤولين بين يدي الله الواحد القهار عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بإقامة حدود الله التي تمنع الإنسان عن ظُلم أخيه الإنسان وعن ذلك سوف يسألكم الله ولذلك كان اسمكم "المسؤولون"، أي المسؤولون عن شعوبهم الذي ولّاكم الله عليهم لتقيموا الصلاة وتؤتوا الزكاة في مصرفها الحقّ، وتأمروا بالمعروف وتنهوا عن المنكر تنفيذاً لأمر الله في محكم الذكر إلى الذين مكنّهم الله في الأرض من المُسلمين. وقال الله تعالى: {الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عاقِبَةُ الأْمُورِ} صدق الله العظيم [الحج:41].

فهل سألتم أنفسكم هل شكرتم لربكم وأقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وأمرتم بالمعروف ونهيتم عن المنكر وأقمتم حدود الله لكي تمنعوا ظلم الإنسان عن أخيه الإنسان؟ ومن يتعدى حدود الله فقد ظلم نفسه، فكونوا صادقين مع الله ومع أنفسكم ومع شعوبكم واعلموا أنَّ الله يعلم سركم ونجواكم ولكل ظالم نهاية ولو كانت نهايته أن يذهب الله مُلكه ثم لا يملك من بعد ملكٍ شيئاً لكان الأمر أهون، ولو كان الله سوف يلقي بالظالم في سجنٍ مؤبدٍ خالداً سرمداً بين أربعة حيطانٍ وينام ويأكل الطعام لكان الأمر أهون! ولكن سجن الله الخالد الذي أعدَّه للظالمين، إنه "سجّين" وما أدراك ما سجين؟ ذلكم سجن الله الذي أعدّه للظالمين الذين رضوا بالحياة الدُنيا وجمعوا أموالهم وعدوها للحياة الدُنيا وزينتها، فلا تكونوا كمثل الذي قال الله عنه في محكم كتابه:
{الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ ﴿٢﴾ يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ ﴿٣﴾ كَلَّا لَيُنبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ ﴿٤﴾ وَمَا أَدْرَ‌اكَ مَا الْحُطَمَةُ ﴿٥﴾ نَارُ‌ اللَّـهِ الْمُوقَدَةُ ﴿٦﴾ الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ ﴿٧﴾ إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ ﴿٨﴾ فِي عَمَدٍ مُّمَدَّدَةٍ ﴿٩﴾} صدق الله العظيم [الهمزة].

فتذكروا يوم ُيلقى بالظالم منكم في سجن جهنم فما أغنى عنه ما كان يتمتع به من مالٍ وملكٍ ونساءٍ وبنون وقصور فتلك تجارة مصيرها الخُسر والبوار، ثم يُلقى بالظالم منكم في النار فما أغنى عنكم ما تمتعتم به في الحياة الدُنيا، فتذكروا قول الله تعالى:
{اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً وَفِي الآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلا مَتَاعُ الْغُرُورِ} صدق الله العظيم [الحديد:20].

فما يغني عنكم التمتع سنين معدودة في الحياة الدُنيا ثم يُلقى بمن لم يحكم بما أنزل الله منكم في نارٍ وقودها الحجارة! فما أغنى عنكم مالكم وأموالكم، وتذكروا قول الله تعالى:
{أَفَرَ‌أَيْتَ إِن مَّتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ ﴿٢٠٥﴾ ثُمَّ جَاءَهُم مَّا كَانُوا يُوعَدُونَ ﴿٢٠٦﴾ مَا أَغْنَىٰ عَنْهُم مَّا كَانُوا يُمَتَّعُونَ ﴿٢٠٧﴾} صدق الله العظيم [الشعراء]، فتذكروا المصير في الآخر يوم لا تأتون بدرهمٍ ولا دينارٍ ولا بأي شيءٍ مما كنتم تملكون. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُم مَّا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاء ظُهُورِكُمْ} صدق الله العظيم [الأنعام:94].

فتذكروا قول من سوف يؤتى كتابه بشماله من الملوك والرؤساء الظالمين ما سوف يقول في ذلك اليوم، وقال الله تعالى:
{وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ ﴿٢٥﴾ وَلَمْ أَدْرِ‌ مَا حِسَابِيَهْ ﴿٢٦﴾ يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ ﴿٢٧﴾ مَا أَغْنَىٰ عَنِّي مَالِيَهْ ﴿٢٨﴾ هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ ﴿٢٩﴾ خُذُوهُ فَغُلُّوهُ ﴿٣٠﴾ ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ ﴿٣١﴾ ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْ‌عُهَا سَبْعُونَ ذِرَ‌اعًا فَاسْلُكُوهُ ﴿٣٢﴾ إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّـهِ الْعَظِيمِ ﴿٣٣﴾ وَلَا يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ الْمِسْكِينِ ﴿٣٤﴾ فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ ﴿٣٥﴾ وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ ﴿٣٦﴾ لَّا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِئُونَ ﴿٣٧﴾} صدق الله العظيم [الحاقة].

وإنما نذكركم بآيات الكتاب المحكمات لأولي الألباب منكم فلا تكونوا كمثل الذي قال الله عنه في محكم كتابه:
{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَن يَهْتَدُوا إِذاً أَبَداً} صدق الله العظيم [الكهف:57].

ويا قادة العرب والمُسلمين اتقوا الله فإني الإمام المهدي أدعوكم إلى التنافس إلى الربّ أيكم أحبّ وأقرب، ونُعلمكم بطريقة الهدى الحقّ في محكم الكتاب للأنبياء والمرسلين ومن تبع طريقة هداهم، فكانوا يتنافسون جميعاً المُرسلون والتابعون إلى الربّ أيهم أحبّ وأقرب ولم يذروا الوسيلة للتنافس إلى الربّ حصرياً لأنبيائهم من دونهم فذلك شرك بالله وتعظيم بغير الحقّ للأنبياء، ولم يأمروكم أن تذروا الوسيلة في التنافس في حبّ الله وقربه لهم من دونكم، فاتقوا الله وانظروا لفتوى طريقة هداهم جميعاً إلى ربهم، وقال الله تعالى:
{يَبْتَغُونَ إِلَى ربّهم الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا} صدق الله العظيم [الإسراء:57].

وتلك هي طريقة الهدى للذين هدى الله من عباده، فمن الذي نهاكم أن تنافسوا أنبياءه ورُسله في حبّ الله وقربه؟ وما كان لهم أن يأمروكم بذلك فذلك شرك بالله وسوف يكفرون بشرككم ولن تجدوا لكم من دون الله ولياً ولا شفيعاً ولن تجدوا لكم من دون الله ولياً ولا نصيراً، فانظروا لسؤال الربّ إلى أنبيائه ورُسله هل حصروا لهم الوسيلة في التنافس إلى الربّ أيهم أحبّ وأقرب من دونكم؟ وقال الله تعالى:
{وَيَوْمَ يَحْشُرُ‌هُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ فَيَقُولُ أَأَنتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَـٰؤُلَاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ ﴿١٧﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنبَغِي لَنَا أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ وَلَـٰكِن مَّتَّعْتَهُمْ وَآبَاءَهُمْ حَتَّىٰ نَسُوا الذِّكْرَ‌ وَكَانُوا قَوْمًا بُورً‌ا ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [الفرقان].

وسؤال الله الموجَّه إلى أنبيائه ورُسله يقصد به هل أنتم أضللتم عبادي هؤلاء فجعلتم الوسيلة في التنافس في حبّ الله وقربه لكم من دونهم وهم عبيدي مثلكم ولهم من الحقّ في ربكم ما لهم ولم أتخذ صاحبة ولا ولداً؟ وهل وعدتموهم أن تشفعوا لهم بين يديَّ من ذنوبهم؟ ومن ثم ردَّ على الربّ الأنبياءُ والرسل بلسانٍ واحدٍ:
{قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنبَغِي لَنَا أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِن مَّتَّعْتَهُمْ وَآبَاءَهُمْ حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا} صدق الله العظيم، وقال كلُّ واحدٍ من الأنبياء والمُرسلين إلى أقوامهم: بل أنا أنذرتهم بما أمرتنا أن ننذرهم به وقلت لهم ما أمرتني أن أقوله لهم بنفي شفاعة العبيد بين يدي الربّ المعبود تنفيذاً لأمركم في محكم كتابك: {وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُواْ إِلَى ربّهم لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُون} [الأنعام:51].

ومن ثم قال الله للذين يبالغون في أنبيائه ورُسله:
{فَقَدْ كَذَّبُوكُم بِمَا تَقُولُونَ فَمَا تَسْتَطِيعُونَ صَرْفاً وَلَا نَصْراً وَمَن يَظْلِم مِّنكُمْ نُذِقْهُ عَذَاباً كَبِيراً} صدق الله العظيم [الفرقان:19]، بمعنى أنهم كفروا بعقيدتهم في شفاعة الرسل بين يدي الربّ لعبيده وسيكونون عليهم ضداً لكون عقيدة شفاعة العبد بين يدي الربّ المعبود شركاً بالله ولذلك سوف يكفر أنبياء الله بشرككم ولم يغنوا عنكم من الله شيئاً، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ} صدق الله العظيم [فاطر:14].

وسبب شرك المؤمنين برسل ربّهم هو لأنهم بالغوا في تعظيم رسل الله إليهم وهم بشر مثلهم يأكلون الطعام ويمشون في الأسواق لقضاء حوائجهم كمثل البشر، وذلك هو البيان الحقّ لقول الله تعالى:
{وَيَوْمَ يَحْشُرُ‌هُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ فَيَقُولُ أَأَنتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَـٰؤُلَاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ ﴿١٧﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنبَغِي لَنَا أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ وَلَـٰكِن مَّتَّعْتَهُمْ وَآبَاءَهُمْ حَتَّىٰ نَسُوا الذِّكْرَ‌ وَكَانُوا قَوْمًا بُورً‌ا ﴿١٨﴾ فَقَدْ كَذَّبُوكُم بِمَا تَقُولُونَ فَمَا تَسْتَطِيعُونَ صَرْ‌فًا وَلَا نَصْرً‌ا وَمَن يَظْلِم مِّنكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرً‌ا ﴿١٩﴾ وَمَا أَرْ‌سَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْ‌سَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُ‌ونَ وَكَانَ رَ‌بُّكَ بَصِيرً‌ا ﴿٢٠﴾} صدق الله العظيم [الفرقان].

ويا معشر المُسلمين العرب والعجم، استجيبوا لداعي الله لما يحيي قلوبكم الميتة فقد ضللتم عن سواء السبيل، والدليل على ضلالكم جميعاً هو لو أنّ الإمام المهدي يلقي إليكم بهذا السؤال وأقول: فهل ترون أنه يحقّ لكم أن تنافسوا أنبياء الله ورُسله بالوسيلة في حبّ الله وقربه؟ لقلتم: "إنما الوسيلة إلى الربّ هي للأنبياء يتنافسون إلى ربّهم أيهم أحبّ وأقرب، وكل أمة من الذين اتَّبعوا نبيهم يرجون أن يكون نبيهم هو الذي يؤتى الوسيلة الدرجة العالية الرفيعة في الجنة أقرب درجة إلى عرش الرب، ولذلك تجد الذين اتَّبعوا المُسلمين أتباع النبي محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- يسألون عند كل إقامة كل صلاة من الله الوسيلة أن يؤتيها لنبيهم من بين الأنبياء لكونه عند الله درجة لا ينبغي أن تكون إلا لعبدٍ من عبيد الله، ونحنُ نسألها لمحمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لكونه من أمرنا أن نسألها له عند كل صلاةٍ، وقال صلى الله عليه وآله وسلم:
[سلوا الوسيلة، فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبدٍ من عباد الله، وأرجو أن أكون هو]".

ومن ثمّ يردّ عليكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني وأقول: وهل أفتاكم محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- أنّ تلك الدرجة لا تنبغي أن تكون إلا لنبيٍّ من بين الأنبياء؟ ومعلوم جوابكم فسوف تقولون: "بل لا تنبغي أن تكون إلا لعبدٍ من عبيد الله"، ومن ثمّ يردّ عليكم الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني وأقول لكم: وأنتم ألم تكونوا عبيده إن كنتم صادقين؟ ويا قوم إنّ تلك الدرجة العالية الرفيعة جعل الله صاحبها عبداً مجهولاً من بين عبيده جميعاً في السماوات والأرض، فلا يعلم أحدٌ من الرسل هل ذلك العبد من الملائكة أم من الجنّ أم من الإنس، وإنما الحكمة أنَّ الله جعل صاحب أقرب درجة إلى الربّ عبداً مجهولاً وذلك لكي يتم التنافس لكافة العبيد إلى الربّ المعبود أيهم أحبّ وأقرب، ولذلك تجدون الذين هداهم الله من عباده يتنافسون إلى الربّ المعبود أيهم أحبّ وأقرب، وقد علمكم الله بناموس الهدى وأفتاكم كيفية طريقة الذين هداهم الله من عباده فتجدونهم جميعاً يتنافسون إلى الربّ المعبود أيهم أحبّ وأقرب، ولذلك علّمكم الله بطريقة هداهم إلى ربّهم وقال الله تعالى:
{يَبْتَغُونَ إِلَى ربّهم الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا} صدق الله العظيم [الإسراء:57].

ولم يحصر الله لأنبيائه ورُسله الوسيلة إلى أقرب درجةٍ إلى الربّ لأنبيائه ورسله بل أمركم الله أن تتبعوا عبيده المُرسلين إليكم من ربّكم لتعبدوا الله وحده لا شريك له وتتنافسوا في حبّه وقربه أيُّكم أحبّ وأقرب إن كنتم تحبون الله وإياه تعبدون، ولذلك أمركم الله في محكم كتابه وقال الله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} صدق الله العظيم [المائدة:35].

ولم يأمركم الله أن تحصروا وسيلة التنافس إلى الربّ لأنبيائه ورُسله من دونكم فقد أشركتم بالله العظيم ولو كنتم لا تزالون على طريق الهدى الحقّ لما ابتعث الله المهديّ المنتظَر ليهديكم والناس أجمعين بالبيان الحقّ للقرآن المجيد إلى صراط العزيز الحميد.

ويا قادة البشر جميعاً، أقسمُ بالله العظيم من يحيي العظام وهي رميم ربّ السماوات والأرض وما بينهما وربّ العرش العظيم إنَّ الله أفتاني أني المهديّ المنتظَر وأمرني أن اُحاجّكم بالبيان الحقّ للذكر المحفوظ من التحريف وأعلمكم بآية التصديق بالحقّ على الواقع الحقيقي أنه لا يجادلني عالمٌ من عُلماء الدين من القرآن العظيم إلا وجدتم أنَّ الإمام ناصر محمد اليماني أقامَ عليه الحجّة بالحقّ من محكم الكتاب بآياتٍ بيِّنات من آيات أمَّ الكتاب البينات لعالمكم وجاهلكم لكل ذي لسانٍ عربيٍّ منكم، ألا والله الذي لا إله غيره لو اجتمع كافة عُلماء الطوائف الثلاث النصارى واليهود والمُسلمين ليجادلوا ناصر محمد اليماني بالقرآن العظيم لوجدتم أنَّ الإمام ناصر محمد اليماني قد هيمن عليهم بسلطان العلم المحكم من القرآن العظيم، وأنهم لا يستطيعون أن يغلبوا الإمام ناصر محمد اليماني ولو في مسألةٍ واحدةٍ فقط من محكم الذكر المحفوظ من التحريف، وإنْ استطاعوا أن يغلبوا ناصر محمد اليماني في مسألةٍ واحدةٍ فقط وغلبهم الإمام ناصر محمد اليماني في 99% من مسائل الدين فعلى جميع أنصاري في العالمين التراجع عن اتباعي، وذلك لأن الفتوى الحقّ من ربّ العالمين أنه لا يجادلني أحد من القرآن إلا غلبته سواء يكون عالماً أو جاهلاً حتى يتبع كتاب الله أو يعرض عنه فيحكم الله بيني وبينه بالحقّ وهو خير الحاكمين.

وليس للإمام المهدي ناصر محمد اليماني إلا شرطٌ واحدٌ على النصارى واليهود والأُمِّيين من أتباع جدِّي النّبيّ الأمّي إلا أن يؤمنوا بهذا القرآن العظيم المحفوظ من التحريف بين أيديهم على مرّ العصور من قبل أن يبعث الله المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني، ويا قوم إني أرى كثيراً ممن أظهرهم الله على دعوتي في الإنترنت العالمية من الشيعة والسُّنة أنَّ سبب إعراضه عن الاستجابة لدعوة الإمام ناصر محمد اليماني للاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم هي فتنة الاسم فيقول بعضهم: "إنَّ ناصر محمد اليماني لمجنونٌ! أفلا يعلمُ أنّ اسم الإمام المهدي محمد بن عبد الله؟". وآخرون يقولون: "بل هو كذّاب أشِر وليس الإمام الثاني عشر من آل البيت المُطهر، أفلا يعلمُ أنّ المهديّ المنتظَر الإمام الثاني عشر من آل البيت المطهر اسمه الحقّ محمد بن الحسن العسكري؟". ومن ثمّ يردّ عليهم الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني وأقول: فما دليلكم على أنّ اسم الإمام المهديّ المنتظَر هو محمد بن عبد الله أو محمد بن الحسن العسكري؟ والحمدُ لله الذي لا يوجد في كافة أحاديث النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- سواء الحقّ منها أو المدرج لم تجدوا أنه أفتاكم بلفظ الاسم (محمد) أبداً، وإنما يشير لكم إلى وجود الاسم (محمد) في اسم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني، ولذلك قال عليه الصلاة والسلام:
[يواطئ اسمه اسمي]، وأنا الإمام المهدي أنفي لغةً وشرعاً أن يكون معنى التواطؤ هو التطابق على الإطلاق وضربنا لكم على ذلك مثلاً فهل يصح أن نقول: (تطابق محمد رسول الله صلى الله عليهم وسلم وأبو بكر على الهجرة إلى يثرب)؟ ومعلوم جواب أساتذة اللغة العربيّة الفصحى منكم سوف يقولون: كلا لا يصح مُطلقاً أن نقول: (تطابق محمد رسول الله صلى الله عليهم وسلم وأبو بكر على الهجرة إلى يثرب) بل الصحيح لغةً هو نقول: "تواطأ محمد رسول الله صلى الله عليهم وسلم وأبو بكر على الهجرة إلى يثرب".

ومن ثم يقول لكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني: الآن حصحص الحقّ أفلا ترون أنَّ التواطؤ لا يعني التطابق كما تزعمون؟ بل التواطؤ هو التوافق، ولذلك يصح لغةً وشرعاً أن نقول: "توافق محمدٌ رسول الله صلى الله عليهم وسلم وأبو بكر على الهجرة إلى يثرب".
وتبيَّن لكم البيان المقصود من حديث محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
[يواطئ اسمه اسمي]، ويقصد أن الاسم (محمد) يواطئ في الاسم (ناصر محمد)، وجعل الله التوافق للاسم محمد في اسمي في اسم أبي لكي يحمل الاسم الخبر وراية الأمر، كون الله لم يبتعث المهديّ المنتظَر ناصر محمد نبياً ولا رسولاً بل يبتعث الله خليفته الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد نُصرةً لما جاءكم به خاتم الأنبياء والمُرسلين إلى الناس أجمعين مُحمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وبذلك تقتضي الحكمة بالحقّ من تواطؤ الاسم محمد في اسم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني، ولكن أكثركم يجهلون! أفلا يعلمون أنَّ الحجّة جعلها الله في العِلْمِ وليس في الاسم؟ أم إنكم لا تعلمون أن اسم النبي المبعوث من بعد عيسى هو محمد رسول الله -صلى الله عليهم وآلهم وسلم تسليماً- ولم يكن الاسم (أحمد) الذي سُمِّي به منذ أن كان في المهد صبياً برغم أنّ المسيح عيسى ابن مريم بشَّركم الله على لسانه في محكم الإنجيل: {وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ} صدق الله العظيم [الصف:6].

ولربّما يودّ أن يقاطعني أحد عامة المُسلمين ويقول: "أفلا تفتيني عن البيان الحقّ لهذه الآية كوني أسمع أن بيانها أنّ محمداً رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- أحمد في السماء ومحمد في الأرض ولكن هذا البيان لا يقتنع به العقل والمنطق فليس محمد رسول الله اثنين بل هو واحدٌ فلا بدّ أن لله حكمةٌ بالغةٌ من أن جعل له اسمين اثنين (محمد) و(أحمد). ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهدي ناصر محمد اليماني وأقول: إنما ذلك لكي تعلموا أن الله جعل الحجّة في العلم وليس في الاسم كونه من الأنبياء من ذكره الله باسمين اثنين في محكم الكتاب، وقال الله تعالى:
{كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِـلاًّ لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلاَّ مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِن قَبْلِ أَن تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُواْ بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} صدق الله العظيم [آل عمران:93].

والسؤال الذي يطرح نفسه هو: فمن هو ذلك الرجل الذي اسمه (إسرائيل)؟ والجواب يعلمه كافة عُلماء النصارى واليهود والمُسلمين أنَّ إسرائيل هو ذاته نبي الله يعقوب، وبنو إسرائيل هم أبناؤه الاثني عشر، فانبثقت منهم اثني عشر أمّة، وتلك هم أمم بني إسرائيل اثني عشر أمّة على أبناء إسرائيل الاثني عشر أسباطاً، وقال الله تعالى:
{وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَ‌ةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا} صدق الله العظيم [الأعراف:160].

إذاً إسرائيل هو ذاته يعقوب وإنما تم انقسام بني إسرائيل إلى النصارى واليهود بسبب أنصار رسول الله المسيح عيسى ابن مريم الذين آمنوا من بني إسرائيل برسول المسيح عيسى ابن مريم -صلى الله عليه وعلى أمه وسلم- وقال المسيح عيسى ابن مريم لبني إسرائيل:
{إِنَّ اللَّـهَ رَ‌بِّي وَرَ‌بُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَـٰذَا صِرَ‌اطٌ مُّسْتَقِيمٌ ﴿٥١﴾ فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَىٰ مِنْهُمُ الْكُفْرَ‌ قَالَ مَنْ أَنصَارِ‌ي إِلَى اللَّـهِ قَالَ الْحَوَارِ‌يُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ‌ اللَّـهِ آمَنَّا بِاللَّـهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ﴿٥٢﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

ومن ذلك اليوم يُسَمَّون أنصار المسيح عيسى ابن مريم -صلى الله عليه وآله وسلم- بالنصارى، ولا نريد أن نخرج عن الموضوع وإنما ذلك رداً للذين يقولون إنما سُمِّي النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- محمد وأحمد كونه أحمد في السماء ومحمداً في الأرض، وكأنه في السماء إله وفي الأرض إله! لا قوة إلا بالله من الذين يقولون على الله ما لا يعلمون، بل الحكمة من ذكر بعض الأنبياء باسمين اثنين في الكتاب لكي تعلموا أنَّ الله جعل الحجّة في بسطة العلم وليس في الاسم، فاتقوا الله أحبتي في الله.

وإني الإمام المهدي أدعو المُسلمين والنصارى واليهود إلى الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم المهيمن على التوراة والإنجيل والسنة النبوية إن كنتم بكتاب الله القرآن العظيم مؤمنين، فأجيبوا دعوة الاحتكام إليه إن كنتم صادقين، وطاولة الحوار العالمية قد أعددناها لكم للحوار.. (
موقع الإمام المهدي ناصر محمد اليماني منتديات البشرى الإسلاميّة ).


وألف ألف مبروك للأمة العربيّة والإسلاميّة انتصار ثورة الشعب المصري على فرعون الطاغية ولكل ظالمٍ نهاية، إنَّ نصر الله قريب.

وهذا البيان المختصر إنما هو لتجديد طلب الدعوة للحوار مع الإمام المهدي ناصر محمد اليماني حتى تتبينوا هل الإمام ناصر محمد اليماني هو حقاً المهديّ المنتظَر أم كذابٌ أشرٌ؟ وكيف تستطيعون أن تعلموا أصدقتُ أم كنتُ من الكاذبين؟ فذلك يعود لبسطة العلم فإذا وجدتم أنَّ الإمام ناصر محمد اليماني حقاً قد زاده الله بسطةً في علم البيان الحقّ للقرآن برغم أنه من عامة المُسلمين لم يدرس علوم الدين قط عند أحد من مشايخ العلم، إذاً فكيف يتحدّى أنْ يُهيمن على كافة عُلماء المُسلمين واليهود والنصارى بمحكم القرآن العظيم ما لم يكن الذي علَّمه البيان هو الرحمن بوحي التفهيم وليس وسوسة شيطان رجيم، فقد وجب عليكم الذود عن حياض الدين حتى لا يضلّ المُسلمين المهديون الذين يقولون على الله ما لا يعلمون فبغض النظر هل ناصر محمد اليماني هو المهديّ المنتظَر أم كذابٌ أشرٌ فقد وجب على عُلماء المُسلمين الحضور للحوار لاتباع الحقّ أو للذود عن حياض الدين إنْ كان ناصر محمد اليماني من الضالين المُضلين من الذين يقولون على الله ما لا يعلمون، أم ينطق بالحقّ ويهدي إلى صراط مستقيم؟

وسوف نترك الحكم لسلطان العلم الحقّ الذي لا ريب فيه شيئاً أنَّه الحقّ من رب العالمين، وكيف تعلمون ذلك ما لم نُحاجُّكم بمحكم القرآن العظيم المحفوظ من التحريف والتزييف، ولم يعِدُكم الله بحفظ سواه في جميع الكتب، فاتّقوا الله وأجيبوا داعي الاحتكام إلى الكتاب من قبل أن يأتيكم كوكب العذاب وهو بما تسمّونه بالكوكب العاشر ليلة مروره يسبق الليل النهار وأنتم في غفلةٍ معرضون، ألا والله الذي لا إله غيره إنّي تلقّيت فتوى كوكب العذاب من الربّ أنه الحقّ لا شك ولا ريب ففِرّوا من الله إليه بالتوبة والإنابة إلى الربّ ليهدي قلوبكم إلى الحق، ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور، فلا تُعرِضوا عن الذكر فتكونوا قوماً بوراً، فلن تجدوا لكم من دون الله وليّاً ولا نصيراً ينفعكم أو يمنعكم، فلا تُعرضوا عن الدعوة للاحتكام إلى الله واعلموا: أنْ ليس على الإمام المهدي ناصر محمد اليماني إلا أن يستنبط لكم حكم الله من محكم كتابه قد أنزله على علم منه وفصَّله تفصيلاً.

وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله رب العالمين..
أخوكم؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
ـــــــــــــــــ
اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..