الإمام ناصر محمد اليماني
ـــــــــــــــــ



وسأل سائل: وما هو ردّ الإمام على افتراء الشيعة الاثني عشر بأنّ المهديّ المنتظَر هو محمد بن الحسن العسكري؟
وأجاب الذى عندة علم الكتاب فقال:

ويا معشر الشيعة الاثني عشر إنّني أنا الإمام الثاني عشر من آل البيت المُطهّر خليفة الله المُنتظر الذي زاده الله بالبيان الحق للذِّكر فأجيبوا دعوة الاحتكام إلى ذكر الله القرآن العظيم إن كنتم به موقنين، وحتماً لا ولن نجد في إمامكم المُنتظر (محمد بن الحسن العسكري) من سُلطانٍ في محكم القرآن، فإن كان ظنّكم أن الإمام لا يولد إلا إماماً مُبيناً وترون أنه لا ينبغي أن يأتي من ذريته من هو ظالمٌ لنفسه مبينٌ فسوف أردّ عليكم بقول الله تعالى: {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم [البقرة:124].

والسؤال الذي نطرحه عليكم: فلنفرض أنّ الحسن العسكري كان إماماً مُصطفى من ربّ العالمين، فما يدريكم بهذا الصبي الذي تقولون أنه ولده وبأنّ الله اصطفاه للناس إماماً إن كنتم صادقين؟ فهل كلَّمكم في المهد صبياً أم إن الله أتاه الحكم صبياً فهيّمن عليكم بسلطان العلم فزاده عليكم بسطةً في العلم وأثبت برهانه من الرحمن ببسطة العلم والسلطان؟ أم إن فتواكم نظراً لأنّكم تعتقدون أن محمداً الحسن العسكري كان إماماً فتَرَون أنّهُ لا ينبغي لهُ أن يُلد له ولدٌ إلا إماماً كريماً يرث العلم من بعد أبيه؟ ولكني لم أجد في الكتاب أنّ الأنبياء والأئمة الذين أورثهم الله الكتاب من بعد رُسله جميعاً يأتون صالحين؛ بل قال الله تعالى: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ} صدق الله العظيم [فاطر:32].

والسؤال الذي يطرح نفسه: فما يدريكم هل الصبي محمد بن الحسن العسكري سوف يكون: {ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ} أو {مُقْتَصِدٌ} أو {سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ} صدق الله العظيم؟ {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ } صدق الله العظيم [البقرة:111].

ولكنكم تتبعون الظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً فضللتم عن المهدي المنتظَر الحقّ من ربّكم الذي تصدّون عنهُ صدوداً ناصر محمد اليماني المهدي المنتظر الحقّ من ربّكم وقد كنتم به تستعجلون، فجعلتم ميلاده قبل قدره وعصره إلا من رحم ربي وصدَّق بأمري من الشيعة الإثني عشر قلبا وقالباً أو من السُنَّة أو من أيّ الفرق الإسلامية بعدما تبيّن له أن ناصر محمد اليماني يدعو إلى الحق ويهدي إلى صراط مستقيم . ويا معشر الشيعة الإثني عشر من ذا الذي خوَّلكم أن تصطفوا خليفة الله من دونه {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ} ؟

فإذا كان لا يحق لملائكة الرحمن المُقربين أن يصطفوا خليفة الله وليس لهم الخِيَرة من الأمر؛ بل الأمر لله الذي يعلم ما لا يعلمون، وقال الله تعالى : {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:30-31]. فكيف يحق لكم أنتم يامعشر الشيعة الاثني عشر أن تبعثوا المهدي المنتظر {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ }.

بل لا يحقّ للأنبياء أن يصطفوا خُلفاء الله على الناس وأئمتهم؛ بل الأمر لله الذي يصطفيهم فيزيدهم بسطةً في العلم على كافة علماء الأمّة فيثبتوا شأنهم بالعلم ببسطة العلم من معلمهم الذي اصطفاهم الله ربّ العالمين، وقال الله تعالى: {وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُواْ أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاء وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} صدق الله العظيم [البقرة:27].

فبالله عليكم انظروا لردّ نبيٍّ من أنبياء الله على بني إسرائيل المُعارضين في الإمام طالوت عليه الصلاة والسلام : {وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا} ومن ثم ردوا بالإعتراض بحجّة أنّهم أولى بالملك منه ولم يؤتَ سعة من المال، فمن المفروض في نظرهم أنهم أحقّ بالملك منه، وإنما يقصدون أن يختار لهم أحد أغنيائهم وكبرائهم، ثمّ ردَّ عليهم نبيّهم بالحقّ وقال لهم: أن ليس لهُ من الأمر شيء حتى يصطفي من يشاء منهم، وقال لهم نبيهم: {قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاء وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} صدق الله العظيم [البقرة:247].

فبالله عليكم يا معشر الشيعة الاثني عشر هل الإمام المهدي المنتظر أكبر درجة عند الله أم الإمام طالوت الذي وجدتم في محكم الكتاب إن الله هو الذي بعثه وليس نبيه وليس لنبيه ولا لبني إسرائيل من الأمر شيء؛ بل الأمر بيد الله وحده يؤتي ملكه من يشاء، ولذلك قال لهم نبيهم: {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاء وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} صدق الله العظيم. فانظروا لقوله: {وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاء وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} صدق الله العظيم.

إذاً ليست الإشاءه إشاءتكم يا معشر الشيعة والسُنّة فلستم أعلمُ من الله حتى تصطفوا خليفته من دونه، أفلا تتقون؟ فكيف يحقّ لكم أن تصطفوا الإمام لنبي الله المسيح عيسى ابن مريم والإمام لنبي الله إلياس والإمام لنبي الله إدريس والإمام لنبي الله اليسع فهم أنبياء وجعلهم الله من وزراء الإمام المهديّ المنتظَر الذي فيه تمترون وتتبعون الظنّ الذي لا يُغني من الحقّ شيئاً، أفلا تتقون؟

فلستم على شيء يا معشر الشيعة والسُنّة حتى تقيموا القرآن العظيم إن كنتم به مؤمنين، ولا تتبعوا الظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً ولا تقولوا على الله ما لا تعلمون، وأشهد الله وكافة عباد الله الصالحين الذين إذا تبيّن لهم الحقّ من ربّهم لم تأخذهم العزة بالإثم أنّني أدعو معشر الشيعة والسُنّة للحوار شرط أن يقولوا: (قال الله تعالى) و(قال رسوله) أما أن تكتبوا لي كلاماً طويلاً عريضاً وليس فيه قال الله وقال رسوله فهو مرفوض لدينا جملةً وتفصيلاً فليس لدينا قال الإمام علي بن ابي طالب ولا قال الحسين بن علي ولا قال الإمام ناصر محمد اليماني كلا ثم كلا فهذا مرفوضٌ في دعوتنا جملة وتفصيلاً إلا أن يكونوا رواةً عن النّبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وليس لدينا إلا قال الله وقال محمد رسول الله - صلى الله عليه واله وسلم - فأين قال الله وقال رسوله؟ فحاجّوني بقول الله في محكم كتابه أو قول رسوله بإذن ربه في سُنَّة البيان الحقّ فلم أجدكم تقولون قال الله وقال رسوله؛ بل بيانات فارغة من قول الله وقول رسوله، وقال الله تعالى : {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ} صدق الله العظيم. أما قول الظنّ فقد افتاكم الله، وقال تعالى: {وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا} صدق الله العظيم [النجم 28].

وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
خليفة الله الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.