الموضوع: تعالوا نعظم الله بالحق

صفحة 8 من 27 الأولىالأولى ... 67891018 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 71 إلى 80 من 266
  1. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم

    ايها المسمي نفسة حكم الله انت تستغل كثرة ردود الانصار فتجيب اجابات والله انها وبال عليك وما تعلم ما تقول ونحن لا نكفر من يدعوا لاخية او لابتة او يدعوا اخاً لاخية وهذا جائز بشرط ان لا نطلب ذالك طلباً مباشراً فمن تطلب منة هو عبد لله وانت عبداً لله فما يمنعك ان تدعوا الله مباشرة وليست هذة قضيتنا مع ان المبداء واضح لدينا بان الله لجميع عباد الله فادعوا ربك ولم يجعلنا نصارى نطلب من غيرنا الدعاء ولكن من دعاء لك من غير طلب منك قهذا يجوز ولا مانع في هذا مع اليقين الصادق بان الله هو ارحم بنا من انفسنا وابائنا وامهاتنا ..

    وسوف اجيبك على ردك السابق علي ولكن هذا رد سريع لتخبطاتك الكثيرة التى استغليت كثرة الردود فجعلت الحوار مثل الشات ..

    وانت تؤمن بالشفاعة بين يدي الله فهل هذة الشفاعة تعنى ان الذي يشفع بين يدي الله هو ارحم من الله وما هي الشفاعة اليست وساطة لطلب امر ما واني اتعجب منكم كيف تتخبطون فتؤمنون بكتاب الله القرأن الكريم وحديث رسول الله صلى الله علية والة وسلم وهما ينكران الشفاعة جملة وتفصيلا وما تمسكون سوى بما خالف كتاب الله من حديث الشفاعة الطويل وجعلتموة منهجكم في اقرار الشفاعة والرسول ينكر هذا الحديث وهناك ما يدلل على نكرانة ولكنكم اصبحتم تعرضون كتاب الله القران الكريم على الحديث الشريف فتاخذون ما وافق من كتاب الله مع الحديث والاصل يا سيدي الفاضل ان نمسك بالمحوظ من التحريف وهو كتاب الله ونعرض حديث الرسول الكريم على كتاب الله ولكنكم عكستم الامر فانقلبت الامور لديكم واصبحتم دعاة الى الشرك بالله من خلال الشفاعة ::

    يتبع إن كان ينفع ..
    {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَّعَ إِيمَانِهِمْ}
    {وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }

    ولي جنة بناري اذا ربي راضي ::: طيبةُ المقامِ ولي قلب راضي
    رضــاء نفس ربي هذا مـــرادي ::: لهذا نذرت حتى تفنى حياتي

  2. افتراضي

    اقتباس المشاركة : حكم الله
    اقرأ كلام ناصر قبل ان تقول انا آخذ رؤوس اقلام..تعال وتعرف على عقيدتك التي بايعت عليها وانت لا تعرف مضمونها وتخالفها بفطرتك دون تدبر في كلام من بايعت......

    ولربما يود أحد أحبتي الأنصار السابقين الأخيار المنتظرين تحقيق النعيم الأعظم أن يقاطعني فيقول: يا إمامي الكريم ثَبَتَني الله وإياك على الصراط المستقيم، فهل شياطين الجن والإنس قد حكم الله عليهم بالخلود الأبدي السرمدي في نار جهنم إلى مالا نهاية، وعليهم أن يستيئسوا من رحمة الله أن يرحمهم فيخرجهم من نار جهنم بعد أن يذوقوا وبال أمرهم؟ ومن ثم يرد عليه الإمام المهدي وأقول: قال الله تعالى:{وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الْإِنسِ ۖ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُم مِّنَ الْإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا ۚ قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ ۗ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ} صدق الله العظيم [الأنعام:128]فلا بد من أن يتحقق النعيم الأعظم بعد أن يذوق كلٌ من عبيده وبال أمره،

    ................

    اخي عبد النعيم الاعظم2
    الظاهر انك لم تقرأ بيانات امامك بدقه وبايعت على غير تدبر كيف تقول ان الله لا يتحسر على الشياطين الذين يفسدون على علم وانما تحسر الله فقط على الذي يظنون انهم يحسنون صنعا....
    تعال حتى نرجع الى محكم كتابكم كلام ناصر حتى لا تقول انا اخذر رؤوس اقلام بل انت الذي بايعت لا تعرف على ما بايعت..
    هذا كلام ناصر

    يتحقق النعيم الاعظم في شياطين الجن والانس اي يتحسر الله عليهم وانت تقول ناصر لم يقله وتعاتبني اني لا اقرأ الا رؤوس اقلام..
    وقد تبين انكم تبايعون عن جهل..

    - - - تم التحديث - - -

    عبدالنعيم الاعظم ...احذف كلامك قبل ان يراه ناصر فيسخط عليك ....
    انتهى الاقتباس من حكم الله

    بسم الله الرحمن الرحيم

    يا اخي والله ان الادب زينة والاخلاق فضيلة وكأني ارك تنتصر لنفسك من غير حوار وانما الحوار هو الاخذ والطرح وليس كما تفعل انت فيا غريب كن اديب يرحمك الله وحاور بالتي هي احسن حتى يقع لك اجر الاجتهاد وليس الغرور والزهو بالنفس من شيم الباحثين عن الحق ..

    وما اقتبستة انت اعلاة كان عن الذين حكم الله عليهم بالخلود في نار جهنم شياطين الجن والانس هل يستيئسوا من رحمة الله فهل نحكم عليهم بالئاس من رحمة الله وانما نحن وعقيدتنا هي ليس في طلب رحمة الله للعباد معاذ الله وكيف يطلب المقصر في الرحمة من الكامل في رحمتة ارحم الراحمين وانما مسعانا وغايتنا هو ان يرضى الله في نفسة فاذا رضى الله في نفسة فذالك هو النعيم الاعظم ومن ثم حلت على عباد الله رحمتة وهم الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا ويحسبون انهم مهتدون وهاؤلا هم الذين لم يحكم الله عليهم بالخلود في نار جهنم ليسوا من شياطين الجن والانس الذين يسعون في الارض فسادا وانما هم المغرر بهم الضانين انهم على الصراط المستقيم فلما ادخلهم الله جهنم ندموا واصطرخوا فيها وانما جاءت حسرة الرحمن عليهم من بعد ندمهم واما الضالين بعمد وقصد ويعلمون انهم ضالون فهاؤلا شانهم لله وكل عباد الله شانهم لله يفعل ما يشاء سبحانة وتعالى فهل فهمت الخبر وانما اختلطت عليك الامور فضننت اننا نطلب الرحمة للشيطان الرجيم وانما كان قول الامام علية السلام بان باب رحمة الله لا يغلق على عبادة حتىى وهم في النار فرحمة الله ما زالت قائمة لجميع عباد الله ..

    واما الذين لعنهم الله وحق عليهم العذاب من شياطين الجن والانس فنحن لا نقنطهم من رحمة بشرط التوبة الى الله وانما تستمر اللعنة متى ما استمروا في الكفر والعناد واما اذا تابوا الى الله وانابوا الية فمن يغلق باب التوبة عنهم ومن يمنع رحمة الله حتى لو كان ابلس الشيطان الرجيم نفسة فباب التوبة مفتوح لة والله ربة قهل نقفل باب التوبة على عباد الله وهاؤلا معلقون بشرط التوبة والانابة وهم غير النادمين في نار جهنم الذين ندموا على ما فعلوا ومن ثم حلت الحسرة والحزن بنفس الله وكأني بك تقول ما يقول هاؤلا ؟ فاقول انما نقول الحق لو كنتم تعقلون ..

    وهذا اقتباس من بيان الامام علية السلام يوضح ما التبس عليك فتمعن فية :

    تدبر وتفكر في مُحكم الذكر للجواب الفصل وما هو بالهزل..


    بسم الله الرحمن الرحيم وسلامُ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين:

    ويا أخي السائل الكريم هداني الله وإياكم إلى الصراط المستقيم فقد جئناك بالبُرهان المُبين من محكم الكتاب ذكرى لأولي الألباب أن الله يقبل توبة شياطين البشر الذين شهدوا أن الرسول حق وآمنوا بآيات ربهم التي أُنزلت عليه ومن ثم أمرهم إيمانهم بالكفر بالحق وهم يعلمون أنه الحق لا شك ولا ريب ويحرفون التوراة والإنجيل من ربهم من بعد ماعقلوها ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون ويريدون ان يطفئوا نور الله ولذلك قال الله تعالى:
    { أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ }
    صدق الله العظيم . [البقرة: ٧٥]

    وقال الله تعالى:
    { كَيْفَ يَهْدِي اللّهُ قَوْمًا كَفَرُواْ بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُواْ أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ }
    صدق الله العظيم . [آل‌عمران: ٨٦]

    ومن ثم تعلم أن الخطاب موجه للكُفار من شاطين الجن والإنس الذين علموا بأن الرسول حق وآمنوا بآيات ربهم ثم كفروا بالحق وليس كفرهم عن جهل منهم بل لأنهم يعلمون أنه الحق من ربهم بل كفروا برسوله الحق وهم يعلمون أنه الحق من ربهم ويعرفونه كما يعرفون أبناءهم وقال الله تعالى:
    { الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ }
    صدق الله العظيم . [البقرة: ١٤٦]

    وسبب كفرهم بالحق من ربهم بعدما تبين لهم أنه الحق من ربهم لأنهم للحق كارهون ويريدون أن يطفؤا نور الله بعدما آمنوا به في ذات أنفسهم أنه الحق ولكنهم للحق كارهون إن يروا سبيل الحق لا يتخذونه سبيلاً وقال الله تعالى:
    { أُولَٰئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ﴿٨٧﴾ خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ ﴿٨٨﴾ }
    صدق الله العظيم . [آل‌عمران]

    فهل معنى ذلك أن الله لن يقبل توبتهم ما دام حكم عليهم باللعنة الخالدة والجواب يتلو ذلك في محكم الكتاب وقال الله تعالى:
    { إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَٰلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ }
    صدق الله العظيم . [آل‌عمران: ٨٩]

    وبالنسبة لإبليس الشيطان الرجيم فمثله كمثلهم يؤمن بالله ورسلة والبعث واليوم الآخر والجنة والنار ولكنه يئس من رحمة الله بسبب ظنه أن الله لن يغفر له كونه سمع الله يقول له:
    { وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّين }
    صدق الله العظيم

    وإنما ذلك في الكتاب ولكن الله يقبل التوبة عن عباده جميعاً دونما إستثناء لمن تاب وأناب يبرئ الله ما في الكتاب ويبدله بحسنه العفو عن العقاب الموعود إن ربي لغفور رحيم كمثل وعد الله لأبي لهب وإمرأته حمالة الحطب فلو تابوا إلى ربهم وأنابوا لما تحقق ذلك وإنما لو ماتوا وهم على ماهم عليه فسوف يصلوا ناراً ذات لهب فيطبق عليه الحكم في الكتاب ولكن الرجوع إلى الله والتوبة يجعل الله يمحو ما يشاء في الكتاب من العقاب ولسوف أضرب لكم على ذلك مثلا" في نبي الله يونس عليه الصلاة والسلام فكان الحُكم عليه بالعقاب في الكتاب من غير ظُلم أن يعمره الله كما سيعمر الشيطان إلى يوم البعث غير أنه في حبس الظُلمات لم يُحبس فيه قط أحد ولذلك سوف يُعمر الله الحوت الذي جعله حبسا" لنبي الله يونس إلى يوم البعث ولكن الذي غير العقاب هذا في الكتاب هو أنه تاب إلى الله وأناب ولم ييأس من رحمة الله وقال الله تعالى:
    { فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ ﴿١٤٣﴾ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴿١٤٤﴾ }
    صدق الله العظيم . [الصافات]


    وأما قول الله تعالى إلى الشيطان:
    { وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ }
    صدق الله العظيم

    فهذا حُكم عليه بسبب تكبره وغروره بعدم السجود لخليفة الله آدم وقال الله تعالى:

    { قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ۖ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ ﴿٧٥﴾ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ ۖ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ ﴿٧٦﴾ قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ ﴿٧٧﴾ وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَىٰ يَوْمِ الدِّينِ ﴿٧٨﴾ قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴿٧٩﴾ قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ ﴿٨٠﴾ إِلَىٰ يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ ﴿٨١﴾ قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿٨٢﴾ إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ﴿٨٣﴾ قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ ﴿٨٤﴾ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿٨٥﴾ }
    صدق الله العظيم . [ص]

    والسؤال الذي يطرح نفسه فهل لو إبليس قال:
    (رب ظلمت نفسي وإن لم تغفر لي وترحمني لأكون الخاسرين فهل سوف يجيب الله دعوته ويغفر له أم إن الله سيقول له قُضي الأمر وحلت عليك لعنتي إلى يوم الدين ولكن إبليس لم يمت بعد حتى لا يقبل الله توبته ولكن إبليس يئس من رحمة الله وظن كما ظننتم أن الله لن يغفر له كونه سمع ربه يقول:
    { قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ ﴿٧٧﴾ وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَىٰ يَوْمِ الدِّينِ }
    صدق الله العظيم

    ولكن اللعنة إنما تستمر عليه من ربه وملائكته والناس أجمعين ما دام إبليس مُصراً على قوله:

    { قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿٨٢﴾ إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ﴿٨٣﴾ قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ ﴿٨٤﴾ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿٨٥﴾ }
    صدق الله العظيم


    ولكن لو تاب إلى ربه وأناب لوجد إبليس أن الله تواب رحيم فمثل إبليس كمثل شياطين الجن والإنس الذين يحاربون الله ورُسله بعدما تبين لهم الحق من ربهم وقال الله تعالى:
    { كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ۚ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴿٨٦﴾ أُولَٰئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ﴿٨٧﴾ خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ ﴿٨٨﴾ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَٰلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴿٨٩﴾ }
    صدق الله العظيم . [آل‌عمران]

    فانظروا لحُكم الله عليهم في الكتاب:
    { أُوْلَئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ( 88 )خَالِدِينَ فِيهَا لاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ (89 ) }
    صدق الله العظيم

    ويقصد الله إذا ماتوا وهم لا يزالون على ماهم عليه في حرب الله ورُسوله بعدما تبين لهم أنهُ الحق ولذلك قال الله تعالى:
    { أُوْلَئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ( 88 )خَالِدِينَ فِيهَا لاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ (89 ) }
    صدق الله العظيم

    والسؤال الذي يطرح نفسه فهل لو يتوبوا إلى ربهم فهل سوف يقبل توبتهم فيرفع عنهم لعنته ومقته وغضبه ويمحو لعنته و عذاب الخلود الذي ينتظرهم من بعد موتهم فهل لو يتوبوا قبل موتهم سيقبل الله توبتهم والجواب تجدوه بعد ذلك مُباشرة:
    { أُوْلَئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ( 88 )خَالِدِينَ فِيهَا لاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ (89 )إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُواْ فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }
    صدق الله العظيم

    إذاً مُشكلة الشياطين هي ليس من عند الله أنه لن يغفر لهم بل هي من عند أنفسهم أنهم يئسوا من رحمة الله في الآخرة كما يئس الكُفار من أصحاب القبور وسبب أنهم سيكونون من المُعذبين نظراً لأنهم يئسوا من رحمة الله أن يغفر لهم فأصروا على كفرهم بعدما تبين لهم أنهُ الحق من ربهم ويا أخي الكريم وتالله لو أفتي الشياطين أن الله لن يغفر لهم أبداً مهما تابوا إلى ربهم ومهما أنابوا ليجعل الله المهدي المنتظر بينهم من المُعذبين لو أفتيهم باليأس من رحمة الله فأُصدق عقيدة الشياطين الباطل في ربهم أنه لن يغفر لهم مهما تابوا وأنابوا وأعوذُ بالله أن أكون من الجاهلين وهل سبب دخولهم النار إلا أنهم يئسوا من رحمة الله وقال الله تعالى:
    { أُولَٰئِكَ يَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِي وَأُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }
    صدق الله العظيم . [العنكبوت: ٢٣]

    إذاً اليأس من رحمة الله من أعظم الكبائر في الكتاب وعقيدة باطل وقعوا فيها الشياطين بغير علم من الله ولذلك سوف يعذبهم الله لأنهم يئسوا من رحمة ربهم ولم يتوبوا إليه ليغفر ذنوبهم من قبل موتهم أو قبل أن يأتي عذاب ربهم فيهلكهم وهم لم يتوبوا إلى الله ولكنهم لم يتوبوا إلى الله بسبب اليأس من رحمة الله أنه لن يغفر ذنوبهم ولذلك استمروا فيما لا يرضي ربهم ولذلك قال الله تعالى:
    { أُوْلَئِكَ يَئِسُوا مِن رَّحْمَتِي وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }
    صدق الله العظيم

    ولذلك قال الله تعالى:
    { أُوْلَئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ( 88 )خَالِدِينَ فِيهَا لاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ (89 )إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُواْ فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }
    صدق الله العظيم


    وسبب ضلال الشياطين في الآخرين في هذه العقيدة الباطل هي فتوى عُلماء المُسلمين أن الله لن يغفر للشياطين مهما تابوا إلى ربهم ومهما أنابوا كونها حلت عليهم لعنة الله وملائكته والناس أجمعين ولذلك استمر الشياطين على هذه العقيدة الباطل ويريدون أن يجعلوا الناس معهم سواء في نار جهنم وقال الله تعالى:
    { وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاء }
    صدق الله العظيم . [النساء: ٨٩]
    صدق الله العظيم

    وسبب ضلال عُلماء الأمة عن فتوى الشياطين باليأس من رحمة الله هو أنهم صدقوا بظن الشيطان وعقيدة الباطل كونهم وجدوا أن الشيطان في مُحكم القرآن لم يطلب من الرحمن أن يغفر له من بعد أن لعنه الله بكفره إلى يوم الدين فظنوا عُلماء المُسلمين أن الله لن يغفر للشياطين لو تابوا إلى ربهم وبرهانهم على الباطل هو قول إبليس أنهُ لم يقل رب اغفر لي بل قال رب أنظرني إذاً فتواهم هي مُقتبسة مما اعتقده الشيطان إبليس أن الله لن يغفر له من بعد أن لعنه إلى يوم الدين ولذلك قال رب أنظرني ولم يقل رب اغفر لي إذاً عقيدة إبليس الباطل أن الله لن يغفر له هي سبب فتوى عُلماء الأمة إلى الشياطين بالعقيدة الباطل أن الله لن يغفر للشياطين من بعد أن حلت عليهم اللعنة الخالدة في الكتاب وكذلك عقيدة الشيطان أن الله لن يغفر لهُ بعد أن لعنه إلى يوم الدين وكانت هذه العقيدة الباطل هي سبب ضلال الشياطين فيئس من رحمة الله ولكن الإمام المهدي خليفة الله بالحق يتحدى بعلم من الله كافة عُلماء الإنس والجن فهو أعلمُ من كافة عُلماء المُسلمين وأعلمُ من الشياطين وينطق بالحق ويهدي إلى صراط مُستقيم وزادني ربي علماً لكي أسعى إلى تحقيق النعيم الأعظم وليس معنى ذلك أن الله سيغفر للشياطين فيهديهم إلى سبيل الحق هيهات هيهات فكيف يهدي الله قوما" يعلمون علم اليقين أن الله حق ورسوله حق وآياته حق والبعث حق والنار حق ثم يكفرون بالحق وهم يعلمون أنهُ الحق من ربهم أولئك عليهم لعنة الله وملائكته والناس أجمعين تصديقاً لقول الله تعالى:
    { أُوْلَئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ( 88 )خَالِدِينَ فِيهَا لاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ (89 ) }
    صدق الله العظيم

    ولربما يود أحد عُلماء الأمة أن يقول إذاً لا فائدة من أن يتوبوا إلى الله فلن يقبل توبتهم بعد أن حلت عليهم لعنه الله وملائكته والناس أجمعين إلى يوم الدين ومن ثم يرد عليهم الله مُباشرة الذي أنزل الجواب في مُحكم الكتاب على علم منه وقال الله تعالى:
    { أُوْلَئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ( 88 )خَالِدِينَ فِيهَا لاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ (89 )إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُواْ فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }
    صدق الله العظيم

    إذاً سبب عدم هُداهم هو أنهم لم يتوبوا إلى ربهم فينيبوا إليه ليهدي قلوبهم لأنهم اعتقدوا أن الله لن يقبل توبتهم ويغفر ذنوبهم ولذلك لم ينيبوا إلى ربهم ولذلك لم يهدهم الله وسبب هذه العقيدة لا يزال شياطين البشر من اليهود لم يتبعوا الحق من ربهم جيلا" بعد جيل بعد جيل إلى عصر بعث المهدي المنتظر وهم لا يزالون على عقيدة الباطل أن الله لن يغفر لهم بعد أن لعنهم بكفرهم فينظروا إلى قول الله تعالى:
    { اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ }
    صدق الله العظيم . [التوبة: ٨٠]

    ولكن الآيات المُحكمات عليهم عمى لأنهم لم يبحثوا عن الحق هل لو يتوبوا سيغفر الله لهم ولذلك لم يريهم الله الحق في الكتاب حتى مجيئ المهدي المنتظر الذي يهدي عباد الله إلى الحق على علم من الله في محكم كتابه ولا يقول على الله إلا الحق بسلطان العلم من الله نستنبطه لعباد الله من محكم كتاب الله رسالة الله الشاملة للجن والإنس حُجة الله عليهم جميعاً لو لم يتبعوا كتاب ربهم فإن اتبعوه فهو حُجة لهم بين يدي ربهم وسلامُ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين

    خليفة الله الإنسان الذي علمه الرحمن البيان الحق للقرآن الإمام المهدي ناصر محمد اليماني

    {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَّعَ إِيمَانِهِمْ}
    {وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }

    ولي جنة بناري اذا ربي راضي ::: طيبةُ المقامِ ولي قلب راضي
    رضــاء نفس ربي هذا مـــرادي ::: لهذا نذرت حتى تفنى حياتي

  3. Exclamation

    أقسم بالله العظيم ان هذه الايه تنطبق على هذا المفتري الذي يسمي نفسه (( حكم الله )) والذي افترى على الامام المهدي ولعنة الله على المفترين الذين يحرفون الكلم عن مواطنه المقصوده من بعد ما عقلوه
    { أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ }
    صدق الله العظيم . [البقرة: ٧٥] صدق الله العظيم

  4. افتراضي

    مالكم غاضبون وكانني قلت كلام بدون اقتباس،يا اخواني

    قولوا لي ما ذا يعني
    لا بد ان يتحقق النعيم الاعظم في شياطين الجن والانس...؟
    يا عبدالنعيم الاعظم ناصر يتكلم بد دخولهم النار ،فأي توبه و اي رجوع نحن لسنا في الدنيا حتى تقول حتى لا يستيأسوا ويتوبوا ويرجعوا
    السؤال واضح جدا يتكلم اذا قد دخلوا النار اي انتهى الامر..وناصر جوابه واضح قال لا بد لا بد لابد ان يتحقق النعيم الاعظم

    كلمة لا بد هو الجزم بالتأكيد ..فأي كذب واي افتراء ؟

    - - - تم التحديث - - -

    احن اليك هذا موضوع البصيره في هذه الصفحة ارجع من البداية واقرأ ....انا ليس من طبعي ان افتري على احد ولا ابني الحق بكذب
    على احد فما قلت لكم ما هو مكتوب بين يديكم وكلمة لا بد ان يتحقق النعيم الاعظم هو جواب على شياطين الانس والجن..

    هل تعترف بالحق؟

  5. افتراضي

    اقتباس المشاركة : حكم الله
    مالكم غاضبون وكانني قلت كلام بدون اقتباس،يا اخواني

    قولوا لي ما ذا يعني
    لا بد ان يتحقق النعيم الاعظم في شياطين الجن والانس...؟
    يا عبدالنعيم الاعظم ناصر يتكلم بد دخولهم النار ،فأي توبه و اي رجوع نحن لسنا في الدنيا حتى تقول حتى لا يستيأسوا ويتوبوا ويرجعوا
    السؤال واضح جدا يتكلم اذا قد دخلوا النار اي انتهى الامر..وناصر جوابه واضح قال لا بد لا بد لابد ان يتحقق النعيم الاعظم

    كلمة لا بد هو الجزم بالتأكيد ..فأي كذب واي افتراء ؟

    - - - تم التحديث - - -

    احن اليك هذا موضوع البصيره في هذه الصفحة ارجع من البداية واقرأ ....انا ليس من طبعي ان افتري على احد ولا ابني الحق بكذب
    على احد فما قلت لكم ما هو مكتوب بين يديكم وكلمة لا بد ان يتحقق النعيم الاعظم هو جواب على شياطين الانس والجن..

    هل تعترف بالحق؟
    انتهى الاقتباس من حكم الله
    لعنة الله على المفترين الذين يحرفون الكلم عن مواضعه نعم لابد ان يتحقق النعيم الاعظم رضوان الله في نفسه رغم عنك ورغمآ عن شياطين الجن والانس وشياطين البشر امثالك فموت بغيضك فلن نطمع ان تؤمن لنا لانك قانط ومبلس من رحمة الله

  6. افتراضي

    اقتباس المشاركة : حكم الله
    افتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض وتأخذون ماتشابه منه ابتغاء الفتنه وابتغاء تأويله.......حسبي الله ونعم الوكيل
    انتهى الاقتباس من حكم الله

    بسم الله الرحمن الرحيم

    بل نحن قوم يؤمنون بالكتاب كلة ولا نكفر بة شيئا فان كنت حقاً من الصادقين فهات ما يدلل قولك والحقة بحق نكن مذعنين ونؤمن بجميع حديث الرسول الكريم صلى الله علية وآلة وسلم وسوف اعرض عليك اينا يؤمن ببعض ويكفر ببعض فانظر إن كنت من المبصرين :

    هذة بعض عقيدتنا فانظر اينا يؤمن ببعض الكتاب ويكفر ببعض فاقراء واجعل لقلبك وعقلك وقت وتفكر وهذة محموعة مقتبسة من اقوال الامام علية السلام فاختر منها ما لم يوافق فلبك وعقلك واترك معتقدك فقد اثقل كاهلك ولن ترى الحق طالما الكشاف لديك هو معتقدك فانت تقيس ما ترى على هوى معتقدك والحق ان تحكم عقلك فسوف يهديك الى الحق نسال الله لك العون والفلاح ..


    وسأل سائل فقال : ما حقيقة الصراط وهل الكل مسلمهم والكافر يمرون عليه ؟
    وأجاب الذي عنده علم الكتاب فقال :



    بسم الله الرحمن الرحيم
    ولكنكم جعلتم بعقيدتكم صراط الحق والمعوج واحدة برغم أنكم تقولون غير صراط المغضوب
    عليهم بفاتحة الدُعاء
    {اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ (7)}
    جميع الآيات عن الصراط في الكتاب تجدونه في الدُنيا صراطاً معنوياً عقائدياً يسلكه أصحاب القلوب المُبصرة
    وقال الله تعالى:
    {وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ (24)}
    فكيف يؤدي الصراط المستقيم إلى نار جهنم ثم إلى الجنة أفلا تعقلون !!
    وهو طريق الأمن والأمان ويأتي صاحبه آمن يوم القيامة أفلا تتقون؟
    وقال الله تعالى:
    { وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (52)}
    وسلوكه في الدُنيا وليس في الآخرة وأما في الآخرة فصراط الجنة والنار ليس معنوياً بل طريق تؤدي
    إلى الجنة وطريق أخرى تؤدي إلى نار جهنم وقال الله تعالى:
    {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ (22) مِن دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ }
    صدق الله العظيم
    ولا أظن هذه الآية تحتاج إلى التأويل نظراً لأنها من المُحكمات الواضحات تُفيد بأن الطريق إلى النار غير الطريق إلى الجنة ولكنكم بعقيدتكم جعلتموها طريقاً واحدة تؤدي إلى نار جهنم وهي نفس الطريق إلى الجنة وإنما أهل النار يتساقطون من على الصراط إلى النار ولو كانت هذه العقيدة حقاً لما وجدتم هذه الآية في القرآن للتحديد بأن الطريق إلى النار غير الطريق إلى الجنة ولن أفسر هذه الآية فهي واضحة وكذلك توجد في القرآن العظيم من ضمن الآيات المُحكمات تقول أنه عندما يُساق أصحاب النار صوب النار بأنهم يفترقون إلى سبع جماعات زُمراً متوجهين صوب أبواب جهنم السبعة فلكل باب منهم جزء مقسوم ،
    وكذلك يتوجه أصحاب الجنة إلى الجنة زُمراً فهذه تخالف لما تعتقدون جملة وتفصيلاً بل إختلافاً كثيراً وتنفي عقيدتكم بأن الناس يساقون أجمعين صوب نار جهنم ليسلكوا الصراط المُستقيم الممدود على نار جهنم فمنهم من يسقط من على الصراط في نار جهنم والآخرين يستمرون في سلوك الصراط المستقيم الممدود على نار جهنم حتى يدخلوا إلى الجنة ولكن الآيات المحكات لعقيدتكم لبلمرصاد وسوف تجدون الآيات المحكمات في هذا الشأن تخالف لعقيدة الباطل فانظروا إلى هذه الآية المحكمة
    والتي لم يجعلها الله بأسف ناصر محمد اليماني لكي يؤولها للأمة ولم يجعلها الله بأسف جميع الراسخين في العلم
    لتأويلها نظراً لأنها واضحة وبينه ومُفصلة تفصيلاً من لدن عليم حكيم
    وقال الله تعالى:
    {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ (68) وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاء وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (69) وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ (70) وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ (71) قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (72) وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ (73)}
    صدق الله العظيم
    فقد علمتم ياقوم من خلال هذه الآية المُحكمة والتي لا تحتاج إلى تأويل بأن أهل النار يُساقون صوب النار زُمراً
    فيتم تقسيمهم إلى سبع جماعات بعدد أبواب نار جهنم السبعة فلكل باب منهم جزء مقسوم:
    {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ (68) وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاء وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (69) وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ (70) وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ (71) قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (72)}
    وكذلك أصحاب الجنة يساقون صوب الجنة زمراً جماعات ولكن عقيدة الباطل الذي يعتقدها المسلمون بمكر من اليهود تقول أن الناس يساقون أجمعين صوب نار جهنم فيسلكون الصراط المُستقيم جميعاً على نار جهنم فأصحاب النار يسقطون أفلا ترون بأن بين هذه العقيدة المنكرة وبين الآيات المُحكمات البينات إختلافاً كثيراً ولكنكم سوف تجدون هذه العقيدة المنكرة تتشابه
    مع ظاهر آيات أُخر لا تزال بحاجةإلى تأويل كمثال:
    قول الله تعالى:
    {وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْماً مَّقْضِيّاً (71) ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيّاً (72)}
    صدق الله العظيم
    ومن ثم تجدون الحديث المُفترى المدسوس بخبث قد تشابه مع ظاهر هذه الآية وذلك لكي تظنوا بأن هذا الحديث جاء بياناً
    لها عن محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وإليكم الحديث المفترى والذي يشابه هذه الآية في ظاهرها :
    قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
    (يَرِد النَّاس النَّار ثُمَّ يَصْدُرُونَ مِنْهَا بِأَعْمَالِهِمْ فَمِنْهُمْ كَلَمْحِ الْبَصَر ثُمَّ كَالرِّيحِ ثُمَّ كَحُضْرِ الْفَرَس
    ثُمَّ كَالرَّاكِبِ الْمُجِدّ فِي رَحْله ثُمَّ كَشَدِّ الرَّجُل فِي مَشَيْته)
    وكذب أعداء الله و ما كان لمحمد رسول الله أن ينطق بحديث يخالف القرآن المحكم البين في هذا الشأن أفلا تعقلون !!
    ولكني المهدي المنتظر الحق حقيق لا أقول على الله ورسوله غير الحق أفتيكم في تأويل هذه الآية المُتشابهة مع حديث الفتنة المدسوس وأبين لكم حقيقة الورود في هذا الموضع وأفصله من القرآن تفصيلاً،
    فأما الورود في هذا الموضع فلا يقصد به الدخول وإن ظننتم أنه الدخول فسوف تكون لكم الآيات المحكمات لعقيدة المنكر لبلمرصاد فتجدوها تنفي ذلك جملة وتفصيلاً ،
    إذاً ما هو الورد المقصود في هذه الآية وإليكم الفتوى إنه الوصول إلى الساحة لرؤية جهنم لمن يرى من الناس أجمعين بشكل عام يرونها أجمعين لكي يحمد الله أهل الجنة إذ نجاهم من هذه النار التي تلظى لا يصلاها إلا الأشقى ،
    وأما أصحابها فسوف ينزع الرُعب منها أفئدتهم ، نزاعة للشوى تدعو من أدبر وتولى ،
    فالورود إلى ساحة جهنم شامل للناس أجمعين ،
    فبرزت الجحيم لمن يرى بشكل عام تصديقاً لقول الله تعالى:
    { لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ (6) ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ (7)}
    ومن ثم يتفرقون من بعد الحشر للناس أجمعين إلى ساحة جهنم ثم يتفرقون
    تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ(14)فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ(15) وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَاءِ الآخِرَةِ فَأُوْلَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ(16)}
    صدق الله العظيم
    إذاً الورود المقصود في هذه الآية مثله كمثل ورود موسى عليه الصلاة والسلام
    إلى ماء مدين ولكنكم تعلمون أنه لم يدخل إلى ماء مدين بل ورد إليه أي وصل إلى ساحة بئر مدين
    وقال الله تعالى :
    { وَلَمَّا وَرَدَ مَاء مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ
    قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاء وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ (23) }
    صدق الله العظيم
    وسلامُ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين
    خليفة الله الإمام المهدي ناصر محمد اليماني



    وسألَ سائلٌ فقال: من هي الفرقة النّاجية؟
    وأجاب الذي عنده عِلم الكتاب فقال:



    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين، وبعد..
    أخي الكريم عليك أن تعلم بأن الفرقة النّاجية هم الذين كانوا على ما كان عليه محمد رسول الله والذين معه قلباً وقالباً يعبدون الله لا يشركون به شيئاً. تصديقاً لقول الله تعالى: { ياأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } صدق الله العظيم [التحريم:8].

    وتصديقاً لقول الله تعالى: { يوم تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } صدق الله العظيم [الحديد:12].

    ولكن عليك أن تعلم إنما النور ينبعث من القلب السليم فيكون ظاهرياً يوم القيامة يوم تُبلى السرائر لكشف حقائق الناس، وأما الذين يشركون بالله ترى وجوهم مُسوَّدة كأنما أغشيت وجوههم قطع من الليل مُظلماً.

    إذاً الطائفة النّاجية هم الذين يأتون يوم القيامة لا يشركون بالله شيئاً يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلبٍ سليمٍ من الشرك لأن الشرك ظلمٌ عظيمٌ، وكذلك يأتون تائبين لله متاباً وهؤلاء يوجدون في جميع الفرق الإسلامية.
    وأصحاب النار كذلك يوجدون في جميع الفرق، ولا يقصد أنه مذهب كما يزعمون وأن أصحابه هم النّاجون وباقي المسلمين في النار! كلا كلا بل الطائفة النّاجية توجد في جميع المذاهب الإسلامية، وهم الذين جاءوا إلى ربّهم بقلوبٍ سليمةٍ تائبةٍ منيبةٍ لا يشركون بالله شيئاً بغض النظر عن الأخطاء المذهبيّة فذلك شيء يحاسب الله به العلماء حصرياً من دون التابعين الذين لم ينفروا لطلب العلم وليسوا بعلماء، وإذا سألوا علماءهم عن مسألةٍ فإنهم لا يطلبون منهم البرهان على الفتوى بل يطلبها طلبة العلم، وأما السائل من الناس العامة فإنما يسأل وبعد الفتوى يذهب ومن حمّلها عالماً خرج من بلاها سالماً، فإن كانت فتوى وزرٍ تَحَمَّلَ الوزرَ من أفتى وله وزرها ووزر من عمل بها، ومن قال لا أعلم فقد أفتى وأعطاه الله أجر مُفْتٍ وكأنه أفتى.

    فكيف تظنون الطائفة النّاجية أنها جماعةُ مذهبٍ ما من بين الطوائف الإسلاميّة؟ وإنكم لخاطئون؛ بل هم الذين لا يشركون بالله شيئاً ويوجدون في كلّ المذاهب الإسلاميّة، وكذلك أصحاب النار يوجدون في جميع الفرق الإسلاميّة إضافة إلى الكافرين.

    وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله رَبّ العالمين..
    خليفة الله الإمام المهديّ ناصر محمَّد اليماني.


    وسألَ سائلٌ فقال: فكيف لنا أن نعرف أن أحاديث رسول الله عليه وآله الصلاة والسلام صحيحة؟ وكيف نقيس ذلك؟
    وأجاب الذي عنده عِلم الكتاب فقال:


    بسم الله الرحمن الرحيم
    أضرب لكم على ذلك مثلاً في قول الله تعالى: { وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾ } صدق الله العظيم [النساء].

    فإذا قام أحد المُفسرين بأخذ الآية رقم (82) قول الله تعالى: { أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾ } صدق الله العظيم. ثُمّ فسّرها وقال: "إن الله يُخاطب الكُفّار أن يتدبّروا القُرآن بأنّه لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً". ومن اطّلع على هذا التفسير فلن يشك مثقال ذرةً أنه غير صحيح برغم أنه تمّ تحريف كلام الله عن موضعه المقصود وذلك لأن الله لا يُخاطب الكُفّار في هذا الموضع؛ بل يُخاطب عُلماء المُسلمين بأنهم إذا أرادوا أن يكشفوا الأحاديث النَّبويّة التي من عند غير الله افتراءً على رسوله فإنّ عليهم أن يتدبّروا القُرآن ليقوموا بالمُطابقة للأحاديث الواردة مع مُحكم القُرآن العظيم، وعلّمهم الله بأّنّه ما كان من الأحاديث النَّبويّة من عند غير الله فسوف يجدون بينها وبين مُحكم القُرآن العظيم اختلافاً كثيراً، وهذا دليلٌ داحضٌ للجدل بأنَّ السُّنة النَّبويّة لا شك ولا ريب أنّها حقاً جاءت من عند الله كما جاء القُرآن من عند الله، وإنما جعل مُحكم القُرآن هو المرجع لما اختلفتم فيه من الأحاديث النَّبويّة وذلك لأنه محفوظٌ من التحريف، وأمّا السُنة فلم يعدكم الله بحفظها من التحريف، فإن كُنتم من أولي الألباب فتدبّروا الآيتين تجدوا ما جاء في بياني هذا هو الحقّ لا شك ولا ريب فتدبّروا يا أولي الألباب قول الله تعالى: { وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾ } صدق الله العظيم.

    وفيهما يخبركم الله بأنها توجد طائفةٌ بين المُؤمنين جاءوا إلى محمَّد رسول الله -صلَّى الله عليه وآله وسلَّم- وأعلنوا الطاعة وقالوا "نشهد أن لا إله إلّا الله ونشهد أن مُحمداً رسول الله" قالوها كذباً، وإنما يريدوا أن يكونوا من صحابة رسول الله -صلَّى الله عليه وآله وسلَّم- ظاهر الأمر ليكونوا من رواة الحديث فيصدّوا عن سبيل الله بأحاديث لم يقلها عليه الصلاة والسلام. وقال الله تعالى: { إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ﴿١﴾ اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٢﴾ } صدق الله العظيم [المُنافقون].

    ومن ثُمّ بيّن الله لكم مكرهم والمقصود من قوله: { فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }. وعلّمكم أنهم لم يصدّوا عن الحقّ بالسيف بل بأحاديث غير التي يقولها عليه الصلاة والسلام في السُنة النَّبويّة. وقال الله تعالى: { وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾ } صدق الله العظيم.

    وجاء في هذا الموضع سنداً للحديث الحقّ في أول البيان، قال محمَّد رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم: [ ألا وإني أوتيت القرآن ومثله معه ].

    وذلك لأن الله يُخاطب عُلماء الأُمّة بأنّ الحديث المُفترى يتمّ إرجاعه للقُرآن فإذا كان من عند غير الله فسوف يجدون بينه وبين مُحكم القُرآن اختلافاً كثيراً. ولكني المهديّ المنتظَر الحقّ من ربِّكم لا أُنكر سُنة محمَّد رسول الله -صلَّى الله عليه وآله وسلَّم- بل آخذ بجميع ما ورد عن محمَّد رسول الله -صلَّى الله عليه وآله وسلَّم- وذلك لأني أعلم أن السُّنة النَّبويّة جاءت من عند الله كما جاء القُرآن من عنده تعالى، وإنما أكفر بما خالف منها لمُحكم القُرآن العظيم لأني أعلم أنه حديثٌ مُفترى ما دام جاء مُخالفاً لمُحكم القُرآن العظيم، وليس معنى ذلك أن الإمام ناصر محمَّد اليماني لم يأخذ إلّا ما تطابق مع القُرآن وأعوذ بالله أن أكون من الجاهلين؛ بل آخذ بجميع الأحاديث النَّبويّة حتى ولو لم يكن لها بُرهان في القُرآن العظيم فأني آخذ بها، وإنما أكفر بما جاء مُخالفاً لمُحكم القُرآن العظيم لأني علمت أنه حديثٌ مُفترى عن رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم.

    ويا هيئة كُبار عُلماء المُسلمين بالمملكة العربيّة السعوديّة وكذلك جميع عُلماء الأُمّة الإسلامية، إني أدعوكم إلى الاحتكام إلى مُحكم القُرآن العظيم فيما كُنتم فيه تختلفون من أحاديث السُّنة من أجل تصحيح أحاديث السُّنة المُحمديّة الحقّ وتصحيح عقائدكم ونفي كافة البدع والمُحدثات في الدين الإسلامي الحنيف، فنوحّد صفّكم من بعد تفرّقكم وفشلكم فتقوى شوكتكم من بعد أن ذهبت ريحكم نظراً لمُخالفة أمر الله الصادر في آيات القُرآن المُحكمات ينهاكم ويُحذّركم بعدم الاختلاف والاحتكام إلى مُحكم القُرآن فيما اختلفتم فيه من السُّنة فما وجدتموه جاء مُخالفاً لمُحكم القُرآن العظيم فاعلموا أن هذا الحديث النَّبويّ جاء من عند غير الله ورسوله؛ بل من عند الطاغوت الشيطان الرجيم وأوليائهم من شياطين الجنّ والإنس يوحون إليهم بالباطل ليُجادلوا به الحقّ ليُخرجوكم عن الحقّ كما علّمكم الله بذلك، وأمّا إذا لم يُخالف الحديث المروي لمُحكم القُرآن العظيم فأرجعوا ذلك لعقولكم والحقّ منها تطمئن إليه قلوبكم وتقبله عقولكم كمثل حديث السواك، ليس له بُرهان في القُرآن ولكنّه يُقرّه العقل ويطمئن إليه القلب ذلك لأن الله أمركم باستخدام عقولكم. تصديقاً لقول الله تعالى: { وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ﴿٣٦﴾ } صدق الله العظيم [الإسراء].

    وكذلك تجدون بيان ناصر محمَّد اليماني للقُرآن مُطابقاً للبيان الحقّ لمُحمد رسول الله -صلَّى الله عليه وآله وسلَّم- في السُّنة النَّبويّة الحقّ الذي أفتاكم من قبل أن يأتيكم ناصر محمَّد اليماني بأن مُحكم القُرآن هو المرجع لما اختلفتم فيه من أحاديث السُّنة النَّبويّة تصديقاً للأحاديث الحقّ في هذا الشأن عن محمَّد رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم.
    وقال محمَّد رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم: [ ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه ]
    قال محمَّد رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم: [ اعرضوا حديثي على الكتاب فما وافقه فهو مني وأنا قلته ]
    قال محمَّد رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم: [ وإنها ستفشى عني أحاديث فما أتاكم من حديثي فاقرؤوا كتاب الله واعتبروه فما وافق كتاب الله فأنا قلته وما لم يوافق كتاب الله فلم أقله ]
    قال محمَّد رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم: [ ستكون عني رواة يروون الحديث فاعرضوه على القرآن فإن وافق القرآن فخذوها وإلا فدعوها ]
    قال محمَّد رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم: [ عليكم بكتاب الله وسترجعون إلى قوم يحبون الحديث عني ومن قال علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار فمن حفظ شيئاً فليحدث به‏ ]
    قال محمَّد رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم: [ عليكم بكتاب الله فإنكم سترجعون إلى قوم يشتهون الحديث عني فمن عقل شيئاً فليحدث به ومن افترى علي فليتبوأ مقعداً وبيتاً من جهنم ‏]
    قال محمَّد رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم: [ ألا إنها ستكون فتنة قيل ما المخرج منها يا رسول الله قال كتاب الله فيه نبأ من قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم هو الفصل ليس بالهزل من تركه من جبار قصمه الله ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله وهو حبل الله المتين وهو الذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم وهو الذي لا تزيغ به الأهواء ولا تلتبس به الألسنة ولا تشبع منه العلماء ولا يخلق عن كثرة الرد ولا تنقضي عجائبه، هو الذي لم تنته الجن إذ سمعته حتى قالوا‏: ‏{ ‏إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا، يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ ‏} من قال به صدق ومن عمل به أجر، ومن حكم به عدل ومن دعا إليه هدى إلى صراط مستقيم ‏]
    قال محمَّد رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم: [ يأتي على الناس زمان لا تطاق المعيشة فيهم إلا بالمعصية حتى يكذب الرجل ويحلف فإذا كان ذلك الزمان فعليكم بالهرب قيل يا رسول الله وإلى أين المهرب قال إلى الله وإلى كتابه وإلى سنة نبيه‏ الحق ]
    قال محمَّد رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم: [ ما بال أقوام يشرفون المترفين ويستخفون بالعابدين ويعملون بالقرآن ما وافق أهواءهم، وما خالف تركوه، فعند ذلك يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض يسعون فيما يدرك بغير سعي من القدر والمقدور والأجل المكتوب والرزق المقسوم، ولا يسعون فيما لا يدرك إلا بالسعي من الجزاء الموفور والسعي المشكور والتجارة التي لا تبور ]
    قال محمَّد رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم: [ من اتبع كتاب الله هداه الله من الضلالة، ووقاه سوء الحساب يوم القيامة، وذلك أن الله يقول‏: ‏{‏ فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ‏ } ‏‏]
    قال محمَّد رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم: [ يا حذيفة عليك بكتاب الله فتعلمه واتبع ما فيه ‏]
    قال محمَّد رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم: [ مهما أوتيتم من كتاب الله فالعمل به لا عذر لأحد في تركه، فإن لم يكن في كتاب الله فسنة مني ماضية]
    قال محمَّد رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم: [ ما هذه الكتب التي يبلغني أنكم تكتبونها، أكتاب مع كتاب الله‏؟‏ يوشك أن يغضب الله لكتابه ]
    قال محمَّد رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم: [ يا أيها الناس، ما هذا الكتاب الذي تكتبون‏: أكتاب مع كتاب الله‏؟‏ يوشك أن يغضب الله لكتابه قالوا: يا رسول الله فكيف بالمؤمنين والمؤمنات يومئذ‏؟‏ قال‏: من أراه الله به خيراً أبقى الله في قلبه لا إله إلا الله ]
    قال محمَّد رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم: [ لا تكتبوا عني إلا القرآن، فمن كتب عني غير القرآن فليمحه، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ومن كذب علي فليتبوأ مقعده من النار ]
    قال محمَّد رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم: [ لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء فإني أخاف أن يخبروكم بالصدق فتكذبوهم أو يخبروكم بالكذب فتصدقوهم، عليكم بالقرآن فإن فيه نبأ من قبلكم وخبر ما بعدكم وفصل ما بينكم ‏]
    قال محمَّد رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم: [ لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء فإنهم لن يهدوكم وقد ضلوا، إما أن تصدقوا بباطل وتكذبوا بحق، وإلا لو كان موسى حيا بين أظهركم ما حل له إلا أن يتبعني‏ ]
    صــــــدق محمَّد رسول الله صلَّى الله عليه وآلـــــه وســـــــــلَّم.

    وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله رَبّ العالمين..
    خليفة الله الإمام المهديّ ناصر محمَّد اليماني.



    وسأل سائل فقال: يا ناصر مُحمد اليماني كيف تقول أن أصل الصلاة هو ركعتان ركعتان، فما هو دليلك من الكتاب ومن سُنّة الذي أُنزل عليه الكتاب صلى الله عليه وسلم؟
    وأجاب الذي عنده عِلم الكتاب فقال:

    ويا أمة الإسلام يا حُجاج بيت الله الحرام سألتكم بربكم الذي أمدكم بالسمع والأبصار والأفئدة ألم تجدوا أنّ صلاة القصر هي من أصل الصلاة الأصل؟ تصديقاً لقول الله تعالى: { وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا } صدق الله العظيم [النساء:101]

    والسؤال الذي يوجهه المهدي المنتظر: فلماذا تُحرّفون بيان القرآن المُحكم فتقولون على الله ما لم يقلُه؟ وذلك لأنكم قلتم إنما يقصد القصر في السفر وهي ركعتان فأمرنا الله أن نقصرهن إلى ركعة في الخوف. ثم يرد عليكم المهدي المنتظر بالسؤال المُكرر: فكيف تركب هذه يا أمة الإسلام قصر القصر؟! ألم يبين الله لكم أن القصر هو من الصلاة الأصل؟ وإنما القصر هو الركعات فتقصر من ركعتين إلى ركعة واحدة إلا الإمام فلا يصليها قصراً. وقال الله تعالى: { وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُّبِينًا
    ﴿101﴾ وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِّنْهُم مَّعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِن وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَىٰ لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُم مَّيْلَةً وَاحِدَةً (102) } صدق الله العظيم [النساء]

    ولذلك أمركم الله أن تقصروا الصلاة من ركعتين إلى ركعة واحدة إلا الإمام فيصلي الصلاة المفروضة وهي ركعتان، وأما الجماعة فقسمهم الله إلى قسمين اثنين فتصلي الجماعة الأولى مع الإمام الركعة الأولى حتى إذا أتمّ التشهد الأوسط بين الركعتين ثم قام ومن ثم يسلمون فينصرفون فتأتي طائفة أخرى لم يصلوا ذلك الفرض فيكملوا مع الإمام الركعة الثانية ثم يسلموا مع الإمام بعد إتمام التشهد الأخير. ولكنكم تقولون على الله ما لا تعلمون فلخبطتم الصلوات ولذلك فلن تستطيعوا أن تقصروا المغرب في صلاة القصر إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا فكيف تستطيعون أن تُقسموا بين الجماعتين صلاة المغرب؟ حتى تعترفوا بالحق في كتاب الله وفي سنة رسوله الحق أن الصلاة المفروضات خمس صلوات ولكُل صلاة ركعتين في سفر أو في حضر، وإنما صلاة القصر لها شرط مُحكم في كتاب الله: { وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا } صدق الله العظيم.

    ولربما يود أن يقاطعني أحد الباحثين عن الحق فيقول: "مهلاً مهلاً يا ناصر محمد اليماني ولكن الصلوات المفروضات في أحاديث السنة ليس كما قلت من القرآن" . ومن ثم يرد عليه المهدي المنتظر: بل لا يزال من الحق متواجداً في السنة النبوية الحق ومنها حديث عن عائشة رضي الله عنها عن رسول الله حق ولكنكم تؤَوّلونه بالباطل لأنهُ خالف أهواءكم، وفي روايات أخرى تزيدون فيه إدراجاً من عند أنفسكم الحديث الحق سوف يوافق الحق.

    [ قال ابن إسحاق: وحدثني صالح بن كيسان عن عروة بن الزبير، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: افترضت الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم أول ما افترضت عليه ركعتين ركعتين كل صلاة ثم إن الله تعالى أتمها في الحضر أربعاً، وأقرها في السفر على فرضها الأول ركعتين ]

    ومن ثم يرد عليكم الإمام المهدي وأقول يا أمة الإسلام هذا حديث حق لولا أنهم أضافوا ركعتين السنة إلى الفرض فجعلوها أربعاً في الحضر، ولكن للفجر اثنتين وليس أربع، ولكن إذا أجملنا ركعتي الفرض والسنة فحتماً سيكون أربع ركعات ركعتين فرض وركعتين سنة، ولكن ركعتي السنة إنما هي واجبة إذا دخلتم بيوت الله بين الأذان والإقامة، فعند ذلك تكون سنة واجبة على من دخل المسجد بين الأذان والإقامة، فيجب عليه أن لا يجلس حتى يركع لله ركعتين سنة. وهذا هو بيان الحديث الحق ركعتا فرض وركعتا سنة وليس أن الركعات المفروضات أربع في الحضر، فأنتم تعلمون إنما تصلون للفجر ركعتين بل الصلوات ركعتا فرض في السفر أو في الحضر، وإنما تزيدون في الحضر ركعتي السنة فصارت أربع ركعات في الحضر.. ركعتا فرض وركعتا سنة بين الأذان والإقامة .

    وكلك توجد روايات وأحاديث أخرى تطابق للحق في كتاب الله، ومنها هذا الحديث كما يلي:
    طرف الحديث الصحابي اسم الكتاب أفق العزو المصنف سنة الوفاة
    1- كيف أصلي إذا كنت بمكة إذا لم أصل مع الإمام فقال ركعتين سنة أبي القاسم صلى الله عليه وسلم عبد الله بن عباس مسند أحمد بن حنبل 2995 --- أحمد بن حنبل 241
    2- ركعتين سنة أبي القاسم صلى الله عليه وسلم عبد الله بن عباس صحيح مسلم 1117 690 مسلم بن الحجاج 261
    3- أكون بمكة فكيف أصلي قال ركعتين سنة أبي القاسم صلى الله عليه وسلم عبد الله بن عباس مسند أحمد بن حنبل 2532 2627 أحمد بن حنبل 241
    4- كيف أصلي بمكة إذا لم أصل في جماعة قال ركعتين سنة أبي القاسم صلى الله عليه وسلم عبد الله بن عباس السنن الكبرى للنسائي 1893 1914 النسائي 303
    5- ركعتين سنة أبي القاسم صلى الله عليه وسلم عبد الله بن عباس السنن الكبرى للنسائي 1894 1915 النسائي 303
    6- ركعتين سنة أبي القاسم صلى الله عليه وسلم عبد الله بن عباس السنن الكبرى للنسائي 511 515 النسائي 303
    7- ركعتين سنة أبي القاسم صلى الله عليه وسلم عبد الله بن عباس سنن النسائى الصغرى 1430 1443 النسائي 303
    8- ركعتين سنة أبي القاسم صلى الله عليه وسلم عبد الله بن عباس سنن النسائى الصغرى 1431 1444 النسائي 303
    9- كيف أصلي إذا كنت بمكة إذا لم أصل مع الإمام قال ركعتين سنة أبي القاسم صلى الله عليه وسلم عبد الله بن عباس تهذيب الآثار للطبري 291 331 ابن جرير الطبري 310
    10- إني مقيم ههنا يعني بمكة فكيف أصلي قال ركعتين سنة أبي القاسم صلى الله عليه وسلم عبد الله بن عباس مستخرج أبي عوانة 1866 2345 أبو عوانة الإسفرائيني 316
    11- كيف أصلي بمكة إذا لم أصل في جماعة فقال ركعتين سنة أبي القاسم صلى الله عليه وسلم عبد الله بن عباس صحيح ابن خزيمة 908 904 ابن خزيمة 311
    12- إني مقيم يعني بمكة فكيف أصلي قال ركعتين سنة أبي القاسم صلى الله عليه وسلم عبد الله بن عباس الأوسط في السنن والإجماع والاختلاف لابن المنذر 2192 2250 محمد بن إبراهيم بن المنذر 318
    13- الصلاة في السفر فقال ركعتين سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن عمر إتحاف المهرة 9114 --- ابن حجر العسقلاني 852
    14- أكون بمكة فكيف أصلي قال صل ركعتين سنة أبي القاسم صلى الله عليه وسلم عبد الله بن عباس صحيح ابن حبان 2823 2755 أبو حاتم بن حبان 354
    15- عن الصلاة في السفر فقال ركعتين ركعتين سنة نبيكم صلى الله عليه وسلم عبد الله بن عباس المعجم الكبير للطبراني 12505 12664 سليمان بن أحمد الطبراني 360
    16- أكون بمكة كيف أصلي قال ركعتين سنة أبي القاسم صلى الله عليه وسلم عبد الله بن عباس المعجم الكبير للطبراني 12732 12894 سليمان بن أحمد الطبراني 360
    17- إني أكون بمكة فكيف أصلي قال ركعتين سنة أبي القاسم صلى الله عليه وسلم عبد الله بن عباس السنن الكبرى للبيهقي 5055 3:153 البيهقي 458

    وسبقت فتوانا أن أيُّ عالم يُريد حوارنا في بيان الصلوات فعليه أن يُنزّل اسمه وصورته بجانب اسمه وعلينا التأكد من حقيقة اسمه وصورته حتى يتم الحوار مع شخصيات معروفةٌ لدى المجتمع حتى إذا ألجمناهم بالحق يزداد الذين آمنوا إيماناً ويُصدّق الآخرين ويُطهّر الله قلوب الذين لا يزالون في ريبهم يتردّدون، ولذلك لا أُريد الحوار مع شخصيات مجهولة وهذا الشرط جعلناه حصرياً فقط في بيان الصلاة نظراً لأهميته وخطورته..

    وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين..
    خليفة الله الإمام المهدي ناصر مُحمد اليماني.



    وسألَ سائلٌ فقال: ما هي الوسيلة؟ وهل يجوز أن نُنافس الأنبيّاء والرُسل عليهم الصلاة وسلام عليها؟
    وأجاب الذي عنده عِلم الكتاب فقال:


    بسم الله الرحمن الرحيم
    إن الوسيلة هي أقرب درجةٌ إلى عرش الرحمن في قمة جنّة النّعيم لا تنبغي إلّا أن تكون لعبدٍ من عبيد الله وجعله الله مجهولاً بين عباده، والحكمة من ذلك لكي يتمّ التنافس في حبّ الله وقُربه من كافة عباده المُسلمين سواءً المُرسلين أو الصالحين أيّهم أقرب لكي يعبدوا الله وحده لا شريك له. تصديقاً لقول الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴿٣٥﴾ } صدق الله العظيم [المائدة]

    واعلم إنما تُسمى الوسيلة لأنها ليست الغاية، ولكنك إذا تركتَ اللهَ حصرياً للأنبيّاء والمُرسلين ليتنافسوا عليه وحدهم ورأيتَ أنه لا يحقُّ لك أن تُنافسهم في حبّ الله وقُربه فاعلم أنك قد أشركت بالله وبالغت في عباده المُكرمين بغير الحقّ، وإنما هم عبيدٌ لله مِثلكم فلا فرق عند الله ولا مُجاملة لديه سُبحانه بين عباده، وقال الله تعالى: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴿١٣﴾ } صدق الله العظيم [الحجرات]

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله رَبّ العالمين..
    خليفة الله الإمام المهديّ ناصر محمَّد اليماني.


    وسألَ سائلٌ فقال: ما هو حدّ الزاني والزانية المتزوج منهم والأعزب الأحرار من المُسلمين والمُسلمات وكذلك العبيد والأمَات؟
    وأجاب الذي عنده عِلم الكتاب فقال:


    بسم الله الرحمن الرحيم، قال الله تعالى: { سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَّعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴿١﴾ الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿٢﴾ } صدق الله العظيم [النور]

    وهذا هو حدُّ الزنا الذي أنزله الله في القُرآن العظيم للزانية والزاني من المُسلمين والمُسلمات الأحرار سواءً كان الزاني مُتزوجاً أو عازباً غير متزوجٍ فحدّهم سواء مِائة جلدة في القُرآن العظيم، وقد بيَّن الله لكم أنه حدٌّ سواء على الأحرار المُسلمين مِائة جلدة للزاني والزانية، وبيّن الله لكم في نفس سورة النور أنه سواء للحرّة المُتزوجة وغير المُتزوجة، فتابعوا آيات سورة النور: { وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُن لَّهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ ﴿٦﴾ وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِن كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ﴿٧﴾ وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ أَن تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ ۙ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ ﴿٨﴾ وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِن كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ ﴿٩﴾ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ ﴿١٠﴾ } صدق الله العظيم

    فهل تُريدون يا معشر عُلماء الأُمّة أن يذكر الله لكم العذاب للزناة مرةً أُخرى في نفس السورة؟ ألم يُفصّله لكم تفصيلاً في أول السورة: { سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَّعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴿١﴾ الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿٢﴾ } صدق الله العظيم؟ ومن ثُمّ جاء ذِكر الذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شُهداء إلّا أنفُسهم وذكر الحدَّ مرةً أُخرى للمُتزوجة، وقال الله تعالى: { وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ أَن تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ ﴿٨﴾ وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِن كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ ﴿٩﴾ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ ﴿١٠﴾ } صدق الله العظيم

    وما هو العذاب الذي يدرأ عنها؟ إنهُ عذاب حدّ الزنا المذكور والمُفصّل في أول السورة، وليشهد عذابهما طائفةٌ من المُؤمنين وذلك هو العذاب الذي يدرأ عنها فلا يجلدونها لو كُنتم تعلمون، أم تُريدون القُرآن يذكره لكم مرةً أُخرى في نفس السورة؟ فاكتفى بقوله: { وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ } وهو العذاب المذكور في أول السورة.

    يا معشر عُلماء الأُمّة لربما يودّ أحد عُلماء الأُمّة أن يُقاطعني فيقول: "كيف تجعل حدّ الزانية المُتزوجة كحدّ الزانية العزباء التي لا زوج لها؟ بل حدّ الزانية العزباء (مائة جلدة) لأنها معذورة، فهي زنت نظراً لأنها غير مُتزوجة فأجبرتها شهوتها على الزنا، فأمّا المُتزوجة فليس لديها عُذر وحدُّها الرجم بالحجارة حتى الموت؟".

    ومن ثُمّ يردُّ عليه المهديّ المنتظَر الحقّ الإمام ناصر محمَّد اليماني قائلاً: ما دمتَ أُعذرت العزباء على الزنا فما هو العُذر الذي التمسته للأمَة المُتزوجة والتي لا تُجلد إلّا بخمسين جلدةٍ فقط مع إنها مُتزوجة في نص القُرآن العظيم؟ إنك أنت الحكيم الرشيد! وقال الله تعالى: { وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلًا أَن يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِن مَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُم بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ } صدق الله العظيم [النساء: 25]

    فهل تبيّن لكم بأن حدّ الزنا مِائة جلدة للزاني والزانية سواء كانوا مُتزوجين أو غير مُتزوجين من المُسلمين والمُسلمات الأحرار؟ وأمّا العبيد والأمَات فعليهِنّ نصف ما على المُسلمين والمُسلمات الحُرّات سواء كانت الأمَةُ عزباء أم مُتزوجة فحدُّها خمسين جلدةً بنص القُرآن العظيم: { فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ } صدق الله العظيم.

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله رَبّ العالمين..
    خليفة الله الإمام المهديّ ناصر محمَّد اليماني.


    وسأل سائلٌ فقال: وما سرّ الشفاعة يوم يقوم الناس لربّ العالمين؟
    وأجاب الذي عنده علم الكتاب فقال:


    بسم الله الرحمن الرحيم، قال الله تعالى: { يا َيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ } صدق الله العظيم [البقرة:254].

    والسؤال للإمام المهدي: أليس قول الله بمحكم بيّن ينفي شفاعة العبيد بين يدي الربّ المعبود، ولذلك قال الله تعالى: { وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُواْ إِلَى ربّهم لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ } صدق الله العظيم [الأنعام:51]؟

    فانظروا لقول الله تعالى: { لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ } صدق الله العظيم، ولكنّ الذين لا يؤمنون بالله إلا وهم مُشركون سيقولون: "مهلاً مهلاً يا ناصر محمد اليماني إنما نفي الشفاعة للكُفار، أما المؤمنين فلهم الشفاعة بين يدي ربّهم ولذلك يشفع لهم محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم". ومن ثمّ يردُّ عليه الإمام المهدي، وأقول: سننظر أصدقت أم كُنت من الكاذبين ممن يقولون على الله ما لا يعلمون، وسوف نجد الحُكم بيننا من الله في مُحكم كتابه في قول الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ } صدق الله العظيم [البقرة:254]

    وتجد الخطاب موجَّه للمؤمنين وينفي الله الشفاعة لهم بين يدي ربّهم. تصديقاً لقول الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ } صدق الله العظيم.

    والسؤال الذي يطرح نفسه: أليست كلمة (لا) هي نافية في قاموس اللغة العربية، ولذلك تقولون (لا إله إلا الله)، وكذلك جاء النفي في قول الله تعالى: { وَلَا شَفَاعَةٌ } أي ولا شفاعة لوليّ أو نبيٍّ بين يدي ربّه يشفع للمؤمنين، وكذلك كلمة (ليس) أفلا تعلمون أنها من كلمات النفي المُطلق؟ ولذلك قال الله تعالى: { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } صدق الله العظيم [الشورى:11]

    ولذلك قال الله تعالى: { وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَىٰ ربّهم ۙ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ } صدق الله العظيم [الأنعام:51]

    أفلا ترون أن الإمام المهدي يحاجكم بآيات الكتاب البيّنات لعالمكم وجاهلكم هُنَّ أمّ الكتاب لتصحيح العقيدة الحقّ؟ فلماذا لا تتبعوا آيات الكتاب البيّنات لعالمكم وجاهلكم فهل أنتم فاسقون؟

    وقال الله تعالى: { وَلَقَدْ أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلاَّ الْفَاسِقُونَ (99) } صدق الله العظيم [البقرة]

    وقال الله تعالى: { وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآياتِ ربّه فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذاً أَبَداً } صدق الله العظيم [الكهف:57]


    وقال الله تعالى: { هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ } صدق الله العظيم [آل عمران:7]

    وقال الله تعالى: { إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (3) } صدق الله العظيم [الأعراف:54]

    وقال الله تعالى: { وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَهُمْ لَعِباً وَلَهْواً وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَذَكِّرْ بِهِ أَن تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ اللّهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ وَإِن تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لاَّ يُؤْخَذْ مِنْهَا أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُواْ بِمَا كَسَبُواْ لَهُمْ شَرَابٌ مِّنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ (70) } صدق الله العظيم [الأنعام]

    وقال الله تعالى: { وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَـؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللّهَ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (18) } صدق الله العظيم [يونس]

    وقال الله تعالى: { وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآَزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ (18) } صدق الله العظيم [غافر]

    ولكن الذي في قلبه زيغٌ عن الحقّ لن يستطيع أن ينكر لمحكم ما جاء فيهنّ؛ بل سيُعرض عنهن وكأنه لا يعلم بهنّ ويجادلني بآيات الكتاب المتشابهات في ذكر الشفاعة، كمثال قول الله تعالى: { مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ } [البقرة:255]

    وقال الله تعالى: { مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ } صدق الله العظيم [يونس:3]

    وقال الله تعالى: { وقالوا اتَّخذ الرَّحمنُ وَلَداً سُبحانَهُ بل عِبادٌ مُكْرَمون (26) لا يسبِقُونَهُ بالقَوْلِ وهم بأَمْرِهِ يَعملون(27) يَعْلَمُ ما بين أيْدِيِهم وما خَلْفَهُم ولا يَشفعون إلاَّ لِمنِ ارتضى وهم من خشيته مُشْفِقُون (28) } صدق الله العظيم [الأنبياء]

    وقال الله تعالى: { وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا (105) فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا (106) لَا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا (107) يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا (108) يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا (109) } صدق الله العظيم [طه]

    وقال الله تعالى: { وَلَا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنْ شَهِدَ بالحقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (86) } صدق الله العظيم [الزخرف]

    وقال الله تعالى: { وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلاَّ مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشَاء وَيَرْضَى } صدق الله العظيم [النجم:26]

    ويا عُلماء المُسلمين وأمّتهم، إنما نتهرب من تأويل آيات الكتاب المُتشابهات في سرّ الشفاعة حتى لا يزيدكم الحقّ فتنةً إلى فتنتكم لأنّ من الناس من لا يزيدهم الحقّ إلا رجساً إلى رجسهم، ولكني أعظكم بواحدةٍ لعلكم تتفكرون في الاستثناء وهو قول الله تعالى: { إِلاَّ مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشَاء وَيَرْضَى } صدق الله العظيم، فانظروا لقول الله تعالى: { وَيَرْضَى } صدق الله العظيم.
    إذاً الشفاعة ليس كما تزعمون، وإنما يوجد عبدٌ من بين العبيد أَذِنَ الله له أن يُخاطب ربّه في هذا الشأن من بين المُتقين جميعاً، ولن يسأل الله الشفاعة سُبحانه وتعالى علوّاً كبيراً! بل خاطب ربّه بأنّه يرفض جنّة النّعيم ويريد تحقيق النّعيم الأكبر منها وهو أن يكون الله راضياً في نفسه، ولكن الله لن يرضى في نفسه حتى يدخل عباده في رحمته، ولذلك قال الله تعالى: { وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلاَّ مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشَاء وَيَرْضَى } صدق الله العظيم.

    إذاً إن تحقيق الشفاعة هو أن يرضى الله في نفسه، وكيف يكون راضياً في نفسه؟ حتى يدخل عباده في رحمته ومن ثم تأتي الشفاعة من الله وحده لا شريك له، وهُنا المُفاجأة الكُبرى لدى أهل النار. تصديقاً لقول الله تعالى: { حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الحقّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ } صدق الله العظيم [سبأ:23]

    وقال الله تعالى: { وَلا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلاَّ لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الحقّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ } صدق الله العظيم [سبأ:23]

    فأما البيان لقول الله تعالى: { وَلا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلاَّ لِمَنْ أَذِنَ لَهُ } صدق الله العظيم، فلا يقصد الله أنه أَذِن له أن يشفع لعباده؛ بل أذن له أن يُخاطب ربّه في هذه المسألة لأنه سوف يقول صواباً وذلك لأن الله هو أرحم بعباده من عبده، فكيف يشفع لهم بين يدي ربّهم! ولذلك أذن الله له من بين المُتقين لأنه سوف يقول صواباً ولن يتجرأ للشفاعة بين يدي ربّه سُبحانه وتعالى علواً كبيراً، ولذلك لن تجدوا جميع المتقين من الجنّ والإنس وملائكة الرحمن المُقربين لن تجدونهم يملكون من الله الخطاب في هذه المسألة نظراً لأنهم جميعاً لا يعلمون اسم الله الأعظم الذي جعله سراً في نفسه، ولذلك قال الله تعالى: { إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا (31) حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا (32) وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا (33) وَكَأْسًا دِهَاقًا (34) لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلا كِذَّابًا (35) جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا (36) رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرَّحْمَنِ لا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا (37) } صدق الله العظيم [النجم:31]

    فانظروا يا عباد الله إلى محكم كتاب الله الذي يفتيكم أن المُتقين من الإنس والجنِّ لا يملكون من الرحمن خطاباً في مسألة الشفاعة، وكذلك الملك جبريل وكافة ملائكة الرحمن المُقربين. تصديقاً لقول الله تعالى: { يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا لا يَتَكَلَّمُونَ } صدق الله العظيم [النبأ:38]

    ومن ثم استثنى على عبد من عبيد الله، وقال الله تعالى: { إِلا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا (38) } صدق الله العظيم [النبأ:38]

    وذلك هو العبد الوحيد الذي يحق له أن يخاطب ربّه في هذه المسألة لأن الله يعلم أن عبده سوف يُحاج ربّه بالقول الصواب ولن يشفع، وما ينبغي له أن يشفع بين يدي من هو أرحم بعباده من عبده سُبحانه وتعالى علوّاً كبيراً؛ بل يخاطب ربّه في تحقيق النّعيم الأعظم من نعيم جنته ويريدُ من ربّه أن يرضى: { وَيَرْضَى }.

    إذاً الشفاعة هو أن يرضى الله في نفسه، ولذلك عبده سوف يُخاطب ربّه في تحقيق النّعيم الأعظم من جنته: { وَيَرْضَى }.

    وقال الله تعالى: { وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلاَّ مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشَاء وَيَرْضَى } صدق الله العظيم. وكيف يكون الله راضٍياً في نفسه؟ وذلك حتى يدخل عباده الذين أخذوا نصيبهم من العذاب جنته، فيقول الله تعالى: { وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلاَّ مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشَاء وَيَرْضَى } صدق الله العظيم [النجم:26]

    إذاً الشفاعة هي لله وحده لا شريك ولن تتحقق حتى يرضى فإذا رضي في نفسه تحققت لعباده رحمته فتشفع لهم رحمته من غضبه. تصديقاً لقول الله تعالى: { أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ شُفَعَاء قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئاً وَلَا يَعْقِلُونَ (43) قُل لِّلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعاً لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (44) وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (45) قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (46) } صدق الله العظيم [الزمر].

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    خليفة الله الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.


    وسأل سائلٌ فقال: هل المسيح الدجال هو إبليس الشيطان الرجيم؟ وهل هو أعور؟ وهل مكتوب على جبينه كافر وهل يحيى الموتى؟

    وأجاب الذي عنده علم الكتاب فقال:


    بسم الله الرحمن الرحيم
    ومن ثم نُرد عليك بالحقّ ونقول: اللهم نعم إنّ المسيح الكذاب هو إبليس الشيطان الرجيم الذي يريد أن يقول إنه المسيح عيسى ابن مريم ويقول إنه الله ربّ العالمين وما كان لابن مريم أن يقول ما ليس لهُ بحق؛ بل ذلك هو المسيح الكذّاب وليس المسيح عيسى ابن مريم بل هو الشيطان الرجيم الذي ينتحل شخصية المسيح عيسى ابن مريم، وبما أنه ليس المسيح عيسى ابن مريم ولذلك يُسمى المسيح الكذاب لأنه ليس المسيح عيسى ابن مريم الحقّ صلى الله عليه وعلى أمه وأسلمُ تسليماً.

    وأما بالنسبة لقولك أن المسيح الكذاب أعور فلا أعلم أنه أعور، ولا أعلمُ بأنّه مكتوب على جبينه كافر، وإنما تلك خدعة من شياطين البشر المُفترين عن النَّبيّ الخاتم صلّى الله عليه وآله وسلّم، وذلك حتى يفتنوا المسلمين بالمسيح الكذاب حين يجدوا أنه ليس بأعور ولا مكتوب على جبينه كافر ومن ثم يصدِّقونه، ويا سُبحان ربي وكأنَّ الله إنسان سُبحانه! وإنما الفرق أنه أعور وربكم ليس بأعور! أفلا تتقون؟ ليس كمثله شيء سُبحانه ولا يشبهه أحداً من خلقه جلَّ جلاله.

    وأما بالنسبة لقولك: إن كان المسيح الدجال يريد أن يقنع البشر أنه الله؟ ومن ثم أرد عليك بالحقّ: وذلك لأن الشيطان يريد فتنة البشر جميعاً فاستغلَّ عقيدة النّصارى بغير الحقّ ويريد أن يضل النّصارى والمُسلمين عن الصراط المُستقيم، وأما اليهود فهم يعلمون أنه الشيطان الرجيم ولكنهم يئسوا من رحمة الله ويريدون أن يكون النّصارى والمُسلمين جميعاً معهم في نار جهنم ولذلك يحذّر الله النّصارى من مكر اليهود، وقال الله تعالى: { قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الحقّ وَلا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيراً وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ (77) } صدق الله العظيم [المائدة]

    ويخاطب الله النّصارى بقوله تعالى: { قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ }، ومن ثم حذَّرهم من اتباع افتراء اليهود بالمُبالغة في الكتب المُفتراة عن المسيح عيسى ابن مريم، ولذلك قال الله تعالى: { وَلا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيراً وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ (77) } صدق الله العظيم. وذلك لأن كثيراً من كُتب الإنجيل الحالية والتوراة إنما هي من افتراء شياطين البشر من اليهود ليضِّلوا النّصارى عن سواء السبيل، ولذلك قال الله تعالى: { قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الحقّ وَلا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيراً وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ (77) } صدق الله العظيم.

    وأما سؤالك الذي تقول فيه: وما الحكمة أن يأتي المسيح الحقيقي يحيى الموتى والمسيح الدجال يحيى الموتى؟

    ومن ثمّ يردُّ عليك المهديّ المنتظَر بالقول المُباشر من مُحكم الذكر. قال الله تعالى: { قلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بالحقّ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (48) قُلْ جَاءَ الحقّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ (49) } صدق الله العظيم [سبأ]

    بل تجد الله يعلن التحدي على الباطل وأوليائه بأن يرجعوا روح ميتٍ من بعد موته، وقال الله تعالى فإن فعلوا مع أنهم ِيدعون الباطل من دونه فقد صدقوا في شركهم بالله، وقال الله تعالى: { فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ ﴿٨٣﴾ وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ ﴿٨٤﴾وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَـٰكِن لَّا تُبْصِرُونَ ﴿٨٥﴾ فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ ﴿٨٦﴾ تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٨٧﴾ } صدق الله العظيم [الواقعة]

    فانظر للتحدي من ربّ العالمين للباطل وأولياءه أن يرجعوا الروح إلى الجسد: { تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } صدق الله العظيم. ولكن المُفترين يريدون أن يفتنوا المُسلمين عن العقائد الحقّ في محكم كتاب الله فيكذبوا الله وتحديه بالحقّ، ولذلك تجد المُسلمون يعتقدون بالباطل المُخالف لتحدي الله فتجدهم يعتقدون أنّ الباطل يعيد الروح إلى الجسد، وإنما قالوا بإذن الله. ومن ثم نقول لهم: والله الذي لا إله غيره لا يصدق هذا الافتراء إلا الذين هم كمثل الأنعام لا يتفكرون ولا يتدبرون محكم كتاب الله القرآن العظيم فهم لا يعقلون ويتبعون الاتّباع الأعمى من غير تفكرٍ ولا تدبرٍ؛ فهل هذه الرواية أو الحديث من عند الله وهل هي مخالفة لمحكم الكتاب أم لا تتعارض معه شيء؟ وبرغم أنها تتعارض مع التحدي من ربّ العالمين في محكم كتابه: { ترْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } صدق الله العظيم، إذاً اعتقد المُسلمون أنّ الباطل سيرجع الروح في الجسد إذا صدقوا الباطل وكذبوا الله سُبحانه الذي يقول للباطل وأوليائه: { ترْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } صدق الله العظيم. وصدق الله العظيم وكذب شياطين البشر المُفترين والأنعام من عُلماء المُسلمين الذين صدقوا برواياتهم وكذبوا بكلام الله في القرآن العظيم، وقال الله تعالى: { قُلْ جَاءَ الحقّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ (49) } صدق الله العظيم.

    وأما المسيح عيسى ابن مريم الحقّ -صلّى الله عليه وآله وسلّم- فإني أشهد أنّ الله أيّده بمُعجزة إحياء الموتى لكونه لا يدعو إلى نفسه وما ينبغي له؛ بل وقال الله تعالى: { لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ } صدق الله العظيم [المائدة:72]. ولذلك أيّده الله بمعجزة إحياء الموتى لتكون تصديقاً من الله لما يدعو إليه المسيح عيسى ابن مريم صلّى الله عليه وآل عمران وأسلمُ تسليماً.

    والسؤال الذي يطرح نفسه: فكذلك كيف يؤيد الله بمُعجزة إحياء الموتى للمسيح الكذاب وهو يدعو إلى نفسه؟ فكيف يؤيّده الله فيصدق دعوته بمُعجزة من عنده؟ فكيف يقيم الله الحُجة على نفسه سُبحانه فيبطل تحديه بنفسه سُبحانه؟ ألم يقول الله تعالى: { تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } صدق الله العظيم؟ فكيف يُصدقُ الباطل بمُعجزة من عنده فيكذب نفسه؟ سُبحانه وتعالى علواً كبيراً! فهل يقبل ذلك العقل والمنطق؟ بل لن يقبل ذلك العقل والمنطق ولذلك تجدوه مُخالفاً للتحدي في مُحكم كتاب الله { تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } صدق الله العظيم. أفلا تعلمون أنهم لو يرجعونها لصدقوا في دعوتهم للباطل من دونه؟ ألم يقل الله تعالى: {تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} صدق الله العظيم؟ فكيف يكونوا صادقين فيرجعون الروح إلى الجسد؟ سُبحان الله العظيم وتعالى علواً كبيراً! بل كفر المسلمون بالقرآن العظيم واتَّبعوا روايات وأحاديث الشياطين ويحسبون أنهم مهتدون ذلك لأنهم قوم لا يعقلون إلا من رحم ربي وحكّم عقله فاتَّبع الإمام المهدي الذي يدعو إلى الحقّ ويهدي إلى صراط مستقيم.

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    أخوكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.


    وسأل سائلٌ فقال: يا ناصر محمد اليماني هل النفخ في الصور هو نفخ في البور أم ماذا؟
    وأجاب الذى عنده علم الكتاب فقال:


    أخي الأوَّاب التواب إن البيان الحقّ في الكتاب للنفخ في الصور أي النفخ في الخلق. وقال الله تعالى يصوركم كيف يشاء أي خلق صوركم كيف يشاء. إذاً النفخ في الصور أي النفخ في الخلق بكن في كون، فيبعثهم الله وليس النفخ كما يزعمون نفخ في بور مزمار أفلا يتقون؟ بل النفخ هو قوله تعالى {كن فيكون} تصديقاً لقول الله تعالى: {ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِّنَ الأرض إِذَا أَنتُمْ تَخْرُجُونَ} [الروم:25].

    وذلك هو النفخ المقصود في الكتاب أي النفخ في الجسد الرميم فيقول له كن فيكون حياً بإذن الله. وليس كما يظنون أن النفخ في الصور هو البور أفلا يعقلون؟ بل النفخ في صور الخلق والصور هو الخلق فإذا هم قيام ينظرون يتعارفون فيما بينهم. وأما الناقور فهو ناقور محكمة العدل الإلهية وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همساً.

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    خليفة الله الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني؛ الناصر لكتاب الله وسنة رسوله الحقّ الإمام ناصر محمد اليماني.



    وسأل سائلٌ فقال: يا ناصر محمد اليماني، فما حقيقة الملكين رقيب وعتيد وما مهمتهما؟ وهل هما ملائكة الموت أم عزرائيل هو ملك الموت؟
    وأجاب الذي عنده علم الكتاب فقال:



    بسم الله الرحمن الرحيم
    قال الله تعالى: { وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا } صدق الله العظيم [الفرقان:٣٣]
    وقال تعالى: { ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ } صدق الله العظيم [القيامة:١٩]

    وبه أستعين وأتلقى البيان الحقّ للقرآن العظيم بوحي التفهيم وليس وسوسة شيطان رجيم؛ بل أصدق البيان الحقّ باستنباط السلطان الواضح والبيّن من القرآن كتاب الله المُنير فأدعو إلى سبيل ربّي على بصيرةٍ وأنا من المسلمين، ثم أما بعد..

    ويا حبيب الحبيب، إليك البيان الحقّ في شأن الملك عتيد والملك رقيب، وكذلك إليك إعلان النّصر عليك من قبل الحوار بأني سوف أغلبك بالحقّ فألجمك إلجاماً بإذن الله إن كنت تريد الحقّ حتى تعلم بأني الحقّ من ربّك، فإذا أخذتك العزة بالإثم فسوف يُقيِّضُ لك الله شيطاناً فيجعله لك قريناً فيصدّك عن الهُدى بعد إذ جاءك، وإن لم تأخذك العزة بالإثم فسوف يصطفيك الله فيجعلك من النّواب المُكرمين الصدّيقين في العالمين من قبل الظهور الذين صدقوا بالبيان الحقّ لآيات ربّهم ولم يبغوها عوجاً ولا يقولون على الله ما لا يعلمون ويستمعون القول فيتبعون أحسنه، فكن منهم وأرجو من الله أن تكون منهم، ألا يكفيك بأني أخبرتك بما تريد أن تعلنه للعالمين بأنك أنت المهدي المنتظر من قبل الإعلان فأعلنت لهم ما تريد قوله من قبل أن تقول!؟ فكما ألهمني ربّي بما تريد أن تقول قبل أن تقول أنك المهدي المنتظر فكذلك يلهمني البيان الحقّ للقرآن فلا تكن ساذجاً فتصدقني بالبيان الحقّ للآية التي طلبت ما لم آتيك بالسلطان من نفس القرآن وأفصّله تفصيلاً بما علّمني ربّي بعلم اليقين بلا شك أو ريب، ولا أقول على الله بالبيان للقرآن ما لم أعلم فأتّبعُ الظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً؛ بل أهدي وأعدل بالحقّ وأهدي به إلى صراط مُستقيم.

    وإليك البيان الحقّ من نفس الحقّ تصديقاً لقول الله تعالى: { وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا } صدق الله العظيم [الفرقان:٣٣]

    وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ﴿١٦﴾ إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ ﴿١٧﴾ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴿١٨﴾ وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَٰلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ ﴿١٩﴾} صدق الله العظيم [ق]

    وإليكم البيان الشامل في شأن رقيب وعتيد وإنا لصادقون بإذن الله ربّ العالمين:

    وإن رقيب وعتيد هما من ملائكة الله المقربين أرسلهم الله ليقوموا بحفظ عمل الإنسان وأقواله خيرها وشرها، فإذا ذكر الإنسان الله بلسانه كتب رقيب لفظ الذكر، وإذا ذكر الإنسان الله في نفسه بغير لفظ اللسان والشفتين فعندها لا يعلم رقيب بما توسوس به نفس الإنسان ولكن يعلم بذلك الذي خلق الإنسان وهو أقرب إليه بعلمه من حبل الوريد، فيوحي الله إلى رقيب بما وسوست به نفس الإنسان من الذكر الخفي، فيتلقى رقيب الوحي من ربّه فيقوم بحفظه في الكتاب المطهّر الذي بيده.

    ورقيب سفيرٌ مندوبٌ لجنّة المأوى لكتابة ما يؤدي إليها من قولٍ وعملٍ صالحٍ لذلك يُسميه الله في القرآن سفيراً أي سفيراً للجنّة لكتابة ذكر الله والعمل الصالح، وقال الله تعالى: {كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ ﴿١١﴾ فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ ﴿١٢﴾ فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ ﴿١٣﴾ مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ ﴿١٤﴾ بِأَيْدِي سَفَرَةٍ ﴿١٥﴾ كِرَامٍ بَرَرَةٍ ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم [عبس].

    بمعنى أنه لا يُسجل إلا الخير من نجوى الإنسان، لذلك قال الله تعالى: {فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ ﴿١٢﴾ فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ ﴿١٣﴾ مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ ﴿١٤﴾ بِأَيْدِي سَفَرَةٍ ﴿١٥﴾ كِرَامٍ بَرَرَةٍ ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم [عبس].

    والسفرة هم ملائكة سفراء جنّة المأوى، ويوجد مع كُلّ إنسانٍ مَلَكٌ واحدٌ منهم اسمه رقيب ويوجد عن يمين الإنسان ومكلف معه من البداية منذ إقامة الحجّة إلى النّهاية في منتهاه المصيري والأبدي الخالد.

    وأما عتيد فهو كذلك من ملائكة الله المكرمين والمقربين من الغلاظ الشداد بالحقّ، وهو سفير لجهنم ومُكلف بكتابة كُل قول وعمل غير صالح يؤدي إلى جهنّم ويكتب حتى ما توسوس به نفس الإنسان، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ} صدق الله العظيم [البقرة:٢٨٤].

    ولكن عتيد لا يعلم ما توسوس به نفس الإنسان بل يتلقى ذلك بوحي من الذي خلق الإنسان والذي هو أقرب إليه بعلمه وسمعه من حبل الوريد؛ الذي معهم أينما كانوا يسمعُ ويرى؛ الله لا إله إلا هو ربّ العالمين الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور؛ وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السر وأخفى؛ الله لا إله إلا هو لهُ الأسماء الحسنى، وأمّا ما يلفظ به الإنسان بالشَّفَةِ واللسان فإن كان خيراً كتبه (رقيب) وإن كان شراً كتبه (عتيد) فهم لا يكتبون جميع هذهذة الإنسان بل القول الذي يؤدي إلى الجنّة أو القول الذي يؤدي إلى النّار، لذلك قال الله تعالى: {كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ ﴿١١﴾ فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ ﴿١٢﴾ فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ ﴿١٣﴾ مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ ﴿١٤﴾ بِأَيْدِي سَفَرَةٍ ﴿١٥﴾ كِرَامٍ بَرَرَةٍ ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم [عبس].

    فنجد الملائكة السفراء لجنّة المأوى لا يكتبون من النجوى إلا الذكر وكُل قول فيه خير كأمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين النّاس، وكُل ذلك ليس إلا جُزءٌ من المهمات الموكل بها رقيب وعتيد.

    ومن ثم ننتقل إلى مهمتهم الثانية وهي إذا جاء الإنسان قدرُ الموت المقدور في الكتاب المسطور ودنا أجله المحتوم ولكُل أجلٍ كتابٍ مرقوم يُصدقه الله في ميقاته المعلوم وما كان لنفسٍ أن تموت إلا بإذن الله كتاباً مُؤجلاً، فعندها يصبح (رقيب) و(عتيد) هم أنفسهم ملائكة الموت، فإذا كان الإنسان من أصحاب النّار فيوحي الله إلى عتيد بأنه ملك الموت الموكل بهذا الإنسان، ومن ثم يقوم الملك رقيب بمساعدة عتيد في التوفي لهذا الإنسان والذي هو من أصحاب النيران والذي قيَّض الله له شيطاناً فهو له قرين فيصدّه عن السبيل ويوسوس له بأنه لمن المهتدين، وبعد الأمر إلى ملك الموت عتيد الذي وُكِّل بالكافرين ولكل إنسان كافر بالذكر ملك اسمه عتيد.

    ولم يجعل الله ملك الموت واحداً فقط، سُبحانه! إذاً كيف يستطيع مَلَكٌ واحدٌ أن يتوفى النّاس فيتجزأ هُنا وهناك وفي آنٍ واحدٍ يموت كثير من النّاس في كل مكانٍ! ويا سبحان الذي يحيط بكل شيء رحمة وعلماً وهو على كل شيء قدير في آنٍ واحدٍ، وتلك صفة ليست إلا لله سبحانه وما جعل الله لإنسان ولا جانّ ولا ملك من قلبين في جوفه بل صفة الله الذي ليس كمثله شيء يستطيع أن يسمع هذا وذاك ويخلق هذا وذاك في آنٍ واحدٍ لا يسهو ولا ينسى ولا تأخذه سنة ولا نوم ولا يغفل عن شيء وهو على كل شيء قدير في آن واحد، وذلك لأنه لربّما يودّ أحدكم أن يُقاطعني فيقول: "قال الله تعالى: {قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ} صدق الله العظيم [السجدة:١١]". ومن ثم يرد عليه المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني فأقول مُقسماً بالله العلي العظيم بأن ملك الموت الموكل بالكافرين بأنّه هو الملك عتيد؛ وهو طائر الإنسان في عنقه إن أقيمت عليه الحجّة، وقال تعالى: {قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١٨﴾ قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ ﴿١٩﴾} صدق الله العظيم [يس].

    ولكنه ليس طائراً واحداً بل لكُل إنسان معرض طائر وهو ملك الموت عتيد، وقال الله تعالى: {وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا ﴿١٣﴾ اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَىٰ بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا ﴿١٤﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

    ولربّما يودّ أحدٌ من جميع المُسلمين أن يُقاطعني فيقول: "بل ملك الموت اسمه (عزرائيل)". ومن ثمّ نردّ عليه فنقول: تعال لنحتكم الى القرآن العظيم ومن أحسن من الله حُكماً لقوم يعلمون فلا يتبعون الظنّ الذي لا يُغني من الحقّ شيئاً، وتالله لولا أني أريد أن أنزه ربّي بأن ليس كمثله شيء لما فتحت الحوار في شأن عزرائيل ولكن عقيدتكم في شأن عزرائيل تشابه صفة من صفات الله الذي ليس كمثله شيء وهي صفة القدرة والإحاطة بكل شيء علماً في آن واحد، ولولا أن عقيدتكم في عزرائيل تتشارك مع صفة من صفات الله سبحانه لما خضت في حقيقة عزرائيل؛ اسمٌ ما أنزل الله به في القرآن من سُلطان، ولكن الله أنزل في القرآن أسماء جميع ملائكة الموت الذين يتوفون البشرية أجمعين فلم يُغادر منهم أحداً برغم أن تعداد ملائكة الموت ضعف تعداد البشرية أجمعين الأولين منهم والآخرين، وأنزل الله في القرآن جميع أسمائهم فلم يُغادر منهم أحداً ولم نجد بينهم ملك اسمه عزرائيل على الإطلاق.

    وكذلك وجدت بأنهم يتلقون الوحي مُباشرة من الحيّ القيوم الله ربّ العالمين الذي خلق الإنسان ويعلم ما توسوس به نفسه وهو أقرب إليه من حبل الوريد فيوحي إلى رقيب وعتيد ما توسوس به نفس الإنسان، فهم لا يعلمون ما توسوس به نفس الإنسان غير الذي خلقه الذي يعلم ما تخفي الصدور، وأما ما يلفظ الإنسان بلسانه وشفتاه فهم به يعلمون فإن كان خيراً كتبه رقيب وإن كان شراً كتبه عتيد، فأنتم تعلمون يا معشر المُسلمين بأن الملك رقيب والملك عتيد أنهما موجودان مع كُل إنسان وهما ملكان اثنان أحدهما اسمه رقيب والآخر اسمه عتيد، وكذلك تعلمون بأنهما ليسا اثنان فقط يحيطون بما يعمله النّاس وسبحان الذي وسع كل شيء علماً صفة لله وحده سبحانه؛ بل يوجد مع كُل إنسان ملكان اثنان أحدهما اسمه رقيب كما تعلمون والآخر اسمه عتيد قد جعلهم الله سُفراء الجنّة والنّار، أولئك هم السفرة الكرام البررة أي سفير النّعيم وسفير الجحيم، فمن شاء ذكره سبحانه فيكتب ذكره رقيب سفير الجنّة.

    ولسوف ننتقل الآن إلى مهمتهم الثانية وهي عند التوفي فنبحث في القرآن سوياً من هم ملائكة الموت الذين يتوفون الإنسان سواء كان من أهل الجنّة أو من أهل الجحيم، فأمّا أصحاب الجحيم فأجد في القرآن بأن الله يوكل بهم ملك الموت عتيد بمعنى أنّ لكُل إنسان منهم ملك الموت الذي وكل به واسمه عتيد وليس ملكاً واحداً يتوفى الأنفس، فلنحتكم للقرآن العظيم إن كنتم به مؤمنون.

    وكما ذكرنا لكم من قبل بأن الحفظة هم الملائكة الذين أرسلهم الله لكتابة عمل الإنسان خيره وشره فيلازمونه حتى إذا جاءه الموت فيتوفونه فيقومون برفعه، وهم لا يفرّطون فيتركوه حتى من بعد الموت بل هم يلازمونه فلا يفرّطون، وذلك لأنهم مكلفون مع أصحاب النّار حتى من بعد الموت إلى يوم يقوم النّاس لربّ العالمين.

    وكما قلنا لكم من قبل بأن الحفظة للأعمال هم الملك رقيب والملك عتيد الذين أرسلهم الله لملازمة الإنسان وكتابة أعماله وأقواله حتى يأتي أجله فيتلقوا الوحي من الله بالتوفي لهذا الإنسان، وقال الله تعالى: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:٦١].

    ولكن الأمر يختلف إذا كان الإنسان من أصحاب الجنّة فإن الذي يوكل بنشط روحه أنه ملك الموت رقيب سفير الجنّة ويقوم الملك عتيد بمساعدة الملك رقيب بنشط روح المؤمن، وأما إذا كان المتوفى من أصحاب النّار فإن الذي يوكل بها هو ملك الموت عتيد سفير النّار ومن ثم يقوم الملك رقيب بمساعدته، ولا يستوي أهل النّار وأهل الجنّة في مماتهم وتختلف سكرات الموت وذلك لأن ملائكة الموت رقيب وعتيد ينشطون روح المؤمن نشطاً فأمّا إن كان من أصحاب الجحيم فإنهم ينزعونها بسياطهم بالضرب الشديد لوجوههم وأدبارهم ضرباً مؤلماً فنجد في القرآن العظيم بأنهم يبسطون إليهم أيديهم بالضرب الشديد، وقال الله تعالى: {وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:٩٣].

    وكما قلنا لكم بأن البسط لأيدي الملائكة إلى الذين كفروا بأنه يكون بالضرب الشديد وهو أول منازل العذاب ومن ثم يحملونه إلى نار جهنّم في قدره المعلوم، وقال الله تعالى: {وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ ﴿٥٠﴾ ذَٰلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ﴿٥١﴾} صدق الله العظيم [الأنفال].

    ومن بعد الضرب وإخراج النفس يحملونه ليذوق عذاب الحريق ولكنه يصرخ صراخاً شديداً: يا ويلتاه إلى أين تذهبون بي؟ وذلك لأنه علم بأن من بعد الضرب في كل بنان في الواجهة الأمامية والخلفية فمن ثم يقومون بحمل هذه النفس المجرمة إلى نار جهنّم وعندها يصيح: يا ويلتاه إلى أين تذهبون بي؟ وذلك لأنه قد علم بأن من بعد ذلك عذاب جهنّم، لذلك قال تعالى: {وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ ﴿٥٠﴾} صدق الله العظيم [الأنفال].

    وكذلك يقومون بمساءلته قبل أن يُلقوا به في حفرته في نار جهنّم في ذات جهنّم ويلقي إليه السؤال (عتيد): ما كنت تفعل من السوء؟ ومن ثم يلقي الإنسان الكافر السَّلَمَ نابذاً التحدي وراء ظهره؛ بل مستسلم فيقولون: ما كنا نعمل من سوء. فعندها أنكروا جميع ما كتبه الملك عتيد، ولكن عتيد ردّ عليه: بلى عملت السوء ولم أظلمك شيئاً وسوف يحكم الله بيني وبينك بالحقّ إن الله يعلم ما تعملون، وقال الله تعالى: {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ} صدق الله العظيم [النحل:٢٨].

    ففي هذا الموضع أنكر الإنسان ما كتبه عليه عتيدٌ برغم أنه لم يقرأه بعد وإنما سأله عتيد عن عمله فقال: ما كنت تعمل؟ {فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ} صدق الله العظيم [النحل:٢٨]. وقال الله تعالى: {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ} صدق الله العظيم [النحل:٢٨].

    ومن ثم ننظر ردّ الملك عتيد على هذا الإنسان الذي أنكر ما كتبه عليه عتيد، وقال الله تعالى: {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ بَلَىٰ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} صدق الله العظيم [النحل:٢٨].

    وسلامُ على المُرسلين، والحمدُ لله رب العالمين..
    خليفة الله الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.


    وسأل سائلٌ فقال: أفتني يا ناصر محمد اليماني في حقيقة عذاب القبر فنحن نؤمن كما علّمونا أن الانسان إذا مات وهو كافر يعذب في قبره وإذا كان مؤمن ينعم في قبره؟
    وأجاب الذي عنده علم الكتاب فقال:


    بسم الله الرحمن الرحيم
    يا معشر علماء الأمّة تيقظوا فسوف ينتقل سياق الآية إلى عذابٍ آخر، وهو العذاب البرزخيّ بعد الموت وقبل البعث، ولكن أموات الكفار لا يجدون أُناساً قد ماتوا قبلهم وكانوا يعدُّونهم من الأشرار، لأنهم يذكرون آلهتهم بسوء وقاموا بقتلهم، ولكنهم لم يجدوهم أمامهم في النّار ذلك لأنهم في عليين في نعيم عند ربّهم يُرزقون.

    وعلينا أن نعود إلى مواصلة الآية التي تتحدث عن نعيم وجحيم يوم القيامة، ثمّ انتقل الوصف إلى عذاب آخر وهو العذاب البرزخيّ. قال تعالى: {وَآخَرُ مِن شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ ﴿58﴾} صدق الله العظيم [ص].

    والعذاب الآخر هو العذاب البرزخيّ من بعد الموت وقبل البعث، ثم يصف الله حوارهم: { هَٰذَا فَوْجٌ مُّقْتَحِمٌ مَّعَكُمْ } صدق الله العظيم [ص:95]. وقال هذا ملائكة خزنة جهنّم وهم يبشرون أصحاب النّار بقدوم فوجٍ من الكفار مقتحمين من الأرض من بعد أن أهلكهم الله بعد تكذيبهم لرسل ربهم. فانظروا إلى الجواب من أصحاب النّار الأولين ولم يرحبوا بالضيوف الجدد: {لَا مَرْحَبًا بِهِمْ ۚ إِنَّهُمْ صَالُو النّار ﴿59﴾ قَالُوا بَلْ أَنتُمْ لَا مَرْحَبًا بِكُمْ أَنتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنَا فَبِئْسَ الْقَرَارُ ﴿60﴾ قَالُوا رَبَّنَا مَن قَدَّمَ لَنَا هَٰذَا فَزِدْهُ عَذَابًا ضِعْفًا فِي النّار ﴿61﴾} صدق الله العظيم [ص].

    ومن ثمّ تلفّتوا يساراً ويميناً هل يجدون أُناساً كانوا يذكرون آلهتهم بسوءٍ وصدّقوا الأنبياء وقاموا بقتلهم؟ ولكنهم لم يجدوهم في النّار مع الهالكين الأولين: {وَقَالُوا مَا لَنَا لَا نَرَىٰ رِجَالًا كُنَّا نَعُدُّهُم مِّنَ الْأَشْرَارِ ﴿62﴾ أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ ﴿63﴾ إِنَّ ذَٰلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النّار ﴿64﴾ } إلى قوله { قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ ﴿67﴾ أَنتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ ﴿68﴾ مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلَىٰ إِذْ يَخْتَصِمُونَ ﴿69﴾} صدق الله العظيم [ص].

    فهل تبيّن لكم يا معشر علماء الأمّة بأن النّار فوق الأرض ودون السماء؟ وتستنبطون ذلك من قصة تخاصمهم في قوله تعالى: {إِنَّ ذَٰلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النّار ﴿64﴾} إلى قوله {مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلَىٰ إِذْ يَخْتَصِمُونَ ﴿69﴾} صدق الله العظيم [ص].

    إذاً أهل النّار بالنسبة لأهل الأرض ملأٌ أعلى وبالنسبة لأهل الجّنة فأهل النّار ملأٌ أدنى، ذلك لأن النّار توجد دون السماء وفوق الأرض، أم إنكم لا تصدقون بقصة خاتم الأنبياء والمُرسلين بأنه أُسري به إلى المسجد الأقصى ثمّ إلى سدرة المنتهى بالأفق الأعلى، وإنه مرّ بأهل النّار في طريق المعراج وشهد عذابهم البرزخيّ؟ ألا ترون كيف أن القرآن قد وافق مؤكداً قصة الإسراء والمعراج وأن النّار كانت على طريق رسول الله صلّى الله عليه وسلم في ليلة المعراج فمر بهم وشهد عذابهم تصديقاً لوعد الله لرسوله في القرآن العظيم في قوله تعالى: {وَإِنَّا عَلَىٰ أَن نُّرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقَادِرُونَ ﴿95﴾} صدق الله العظيم [المؤمنون].

    ولكن بعقيدتكم بأن العذاب البرزخيّ في القبر وكلٌّ يتعذب على حِدَه في قبره قد نفيتم قصة معراج الرسول، ذلك بأن رسول الله قال بأنه وجدهم في النّار جميعاً وليسوا أشتاتا في قبورهم. وهل جعل الله القبر إلّا سُنة غراب إلّا لكي يكون ذلك بعيداً عن العقائد فعلمنا الغراب كيف نواري سوءة أمواتنا، وذلك ستر للعورة ويحفظ رائحة الجثة النتنة للإنسان، بل هي أعظم نتانة من رائحة جسد الحيوان، وذلك تكريم لجسد الإنسان فلا تأكله الكلاب والذئاب. ولكن اليهود جعلوا من ذلك أسطورة كأسطورة فتنة المسيح الدجال يقول يا سماء أمطري فتمطر ويا أرض أنبتي فتنبت ويعيد الروح إلى جسدها، إلى غير ذلك من الخزعبلات التي ما أنزل الله بها من سُلطان، ولا يوجد لخزعبلاتهم بُرهان واحدٌ فقط في القُرآن، ولكننا نثبت بأن أرواح أهل النّار في النّار من بعد موتهم وقال تعالى: {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِن سُوءٍ بَلَىٰ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿28﴾ فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جهنّم خَالدّين فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ ﴿29﴾} صدق الله العظيم [النحل].

    وكذلك يوم القيامة يُردّون إلى أشد العذاب بالروح والجسم معاً. وقال تعالى في قصة مؤمن آل فرعون قال: {فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ ﴿45﴾ النّار يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ﴿46﴾} صدق الله العظيم [غافر].

    يا معشر علماء الأمّة، قد تبيّن عالَمٌ دون السماء وفوق الأرض، وقال تعالى: {لَهُ مَا فِي السموات وَمَا فِي الأرض وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَىٰ ﴿6﴾} صدق الله العظيم [طه]. فعليكم أن تعلموا بأن هذه الآية تتكلم عن عوالم ولا تتكلم عن ذات السماء والأرض والكواكب والنجوم، فقال: {لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ} وتعلمون بأن السموات السبع مليئة بالملائكة. وأما قوله:{ وَمَا بَيْنَهُمَا} فتلك عوالم أهل النّار في النّار دون السماء وفوق الأرض. وأما قوله:{وَمَا تَحْتَ الثَّرَىٰ} فذلك هو المسيح الدجال وجيوشه يوجدون في باطن الأرض تحت الثرى في الأرض المفروشة.

    يا معشر علماء الأمّة، ربّما الجاهلون منكم يقولون: "ما بال هذا اليماني يريدُ أن يشككنا في عقيدتنا في عذاب القبر؟" . فأقول: تالله بأن ما يجلب للكفار الشك في الإسلام غير عقيدتكم في عذاب القبر الذي ما أنزل الله به من سُلطان، ومن كان عنده سُلطان على عذاب القبر من القرآن فليأتنا به إن كان من الصادقين، ذلك بأن القرآن يقول غير ذلك بأن العذاب على النّفس فقط من دون الجسم، واستنبطنا لكم ذلك من القُرآن، وكذلك استنبطنا لكم بأنها تصعد إلى السماء ثمّ لا تفتح لها السماء أبوابها، ثمّ يلقوا بها في النّار دون السماء وفوق الأرض، وأثبتنا لكم ذلك من القرآن حتى تأكد لنا حقيقة مرور الرسول على أصحاب النّار في معراجه.

    ومن كان له أي اعتراض على خطابنا فيلجمني من القرآن فليتفضل مشكوراً فيبرهن للناس بأني على ضلالٍ مبينٍ إن كان من الصادقين.وسلام الله على جميع علماء المُسلمين وأمّة الإسلام أجمعين وسلامٌ على المرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..

    ومن كان له أي اعتراض على خطابنا فيلجمني من القرآن فليتفضل مشكوراً فيبرهن للناس بأني على ضلالٍ مبينٍ إن كان يراني كذلك، وأما أن تأخذهُ العزة بالإثم فيقول: ههههههه! ويقصد بذلك ضحكة الاستهزاء فيُنكر ثم يولّي مدبراً فأقول: عفى الله عنك وأرجو من الله أن يهدني وإياك إلى صراطٍ مستقيمٍ وإلى الله قصد السبيل فلا تجادل في الله بغير علم ولا هدًى ولا كتابٍ منيرٍ، فهذا غلط ولا أقبله وأتحدى بعلم وكتاب منير.

    والسلام على من اتَّبع الهُدى من الناس أجمعين..
    خليفة الله الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
    {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَّعَ إِيمَانِهِمْ}
    {وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }

    ولي جنة بناري اذا ربي راضي ::: طيبةُ المقامِ ولي قلب راضي
    رضــاء نفس ربي هذا مـــرادي ::: لهذا نذرت حتى تفنى حياتي

  7. افتراضي

    الان اعترفت وبدلت كلامك وصار لا بد ان يتحقق النعيم الاعظم على الشياطين فيخرجون من النار.....خذ دروس في عقيدتك ثم تعال وجادلني...هل هناك غير هذا ثم اين قسورة لا يجادل الا في التنقيط
    والتشكيل وسبع القراءآت او يخلص نفسه من البداية ويطلب مباهله من لغوا الكلام ليرهب به ضعاف القلوب

  8. افتراضي

    اخي عبدالنعيم الاعظم...

    قال الله
    ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها ........لمن......؟
    اكمل الاية
    هل هذه منسوخه ؟
    هل هذه محكمه؟
    هل تؤمن بها؟
    هل يحق لك ان تأولها؟

    هل الله حرم رحمته على المستهزئين بالرسل والشياطين بنص الايه؟

    جاوب وسوف تعرف ان كنت تؤمن بالكتاب كله

  9. افتراضي

    اقتباس المشاركة : حكم الله
    الان اعترفت وبدلت كلامك وصار لا بد ان يتحقق النعيم الاعظم على الشياطين فيخرجون من النار.....خذ دروس في عقيدتك ثم تعال وجادلني...هل هناك غير هذا ثم اين قسورة لا يجادل الا في التنقيط
    والتشكيل وسبع القراءآت او يخلص نفسه من البداية ويطلب مباهله من لغوا الكلام ليرهب به ضعاف القلوب
    انتهى الاقتباس من حكم الله
    انت ما اتيت هنا الا من اجل الكفر بالنعيم الاعظم وهو رضوان الله في نفسه فشياطين البشر امثالك هدفهم اليأس والقنوط من رحمة الله وجمع الناس على الكفر بينما الله يرضى لعباده الشكر فلن يفلح مكركم وتحريفكم الكلم عن مواضعه محاوله فاشله منك ايها المبلس

  10. افتراضي

    اقتباس المشاركة : حكم الله
    مالكم غاضبون وكانني قلت كلام بدون اقتباس،يا اخواني

    قولوا لي ما ذا يعني
    لا بد ان يتحقق النعيم الاعظم في شياطين الجن والانس...؟
    يا عبدالنعيم الاعظم ناصر يتكلم بد دخولهم النار ،فأي توبه و اي رجوع نحن لسنا في الدنيا حتى تقول حتى لا يستيأسوا ويتوبوا ويرجعوا
    السؤال واضح جدا يتكلم اذا قد دخلوا النار اي انتهى الامر..وناصر جوابه واضح قال لا بد لا بد لابد ان يتحقق النعيم الاعظم

    كلمة لا بد هو الجزم بالتأكيد ..فأي كذب واي افتراء ؟

    - - - تم التحديث - - -
    انتهى الاقتباس من حكم الله
    بسم الله الرحمن الرحيم

    يا اخي يرحمك الله قلنا وبينا بان باب التوبة مفتوح لجميع عباد الله بما فيهم الشيطان الرجيم وهذا في الدنيا إن تابوا فمن ذا الذي يتجراء على الله ويقنط عبادة من رحمتة فباب رحمة الله مفتوح ..

    ثم ياتي الحساب فاذا كان الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم مهتدون نالوا جزاء اعمالهم فادخلهم الله النار ومن بعد ان دخلوا النار ندموا على ما فعلوا من تكذيب رسل ربهم وكفرهم وعلموا انهم كانوا ضالين فهاؤلا هم من يحزن الله عليهم لندمهم وهم يصطرخون في نار جهنم فهاؤلا قسم من عباد الله حق عليهم العذاب وعلموا انهم كانوا ضالين واما القسم الاخر فهم الذين يعلمون انهم ضالين ومفسدين في الارض عمداً وقصدا ويسيرون في الاتجاة المعاكس لرضى الرحمن محاربين الله وهم يعلمون فهاؤلا يكتب الله لهم الخلود في نار جهنم حتى يشاء الله ان يخرجهم منها مصداقا لقولة تعالى :

    { خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ ۚ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ ﴿١٠٧﴾ } صدق الله العظيم

    فهناك فسمان من عباد الله في النار قسم لم يكتب الله لهم الخلود وقسم كتب الله عليهم الخلود ولسنا بارحم بعبادة منة سبحانة وتعالى بل هو ارحم الراحمين وانما عقيدتنا هي عبادة الله حتى يرضى في تفسة غير متحسر ولا حزين على عبادة فيحل رضوان الله في نفسة على عبادة وهذا هو النعيم الاعظم وسر الحكمة من خلقنا ولسنا نطلب من الله ان يرحم عبادة معاذ الله فلسنا بارحم منة سبحانة على عبادة بل هو ارحم الراحمين فاذا رضى الله في نفسة فذالك هو النعيم الاعظم من نعيم الجنات والحور العين وكيف لنا ان تهنى انفسنا بالجنة وما فيها ونسعد ونفرح بما فيها وحبيبنا الله متحسر وحزين في نفسة بل نطلب رضى الرحمن في نفسة وهذا مرادنا ولا نعبدة سبحانة من اجل سلعة ومن اجل جنة هي خلق من خلقة بل نعبد رب الجنة سبحانة وتعالى ..

    وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين .
    {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَّعَ إِيمَانِهِمْ}
    {وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }

    ولي جنة بناري اذا ربي راضي ::: طيبةُ المقامِ ولي قلب راضي
    رضــاء نفس ربي هذا مـــرادي ::: لهذا نذرت حتى تفنى حياتي

صفحة 8 من 27 الأولىالأولى ... 67891018 ... الأخيرةالأخيرة
المواضيع المتشابهه
  1. وصف محمد رسول الله بالحقّ صلّى الله عليه وآله وسلم..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى قسم الإستقبال والترحيب والحوار مع عامة الزوار المسلمين الكرام
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 16-04-2024, 11:51 PM
  2. وصف محمد رسول الله بالحقّ صلى الله عليه وآله وسلم..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى ۞ موسوعة بيانات الإمام المهدي المنتظر ۞
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 12-07-2012, 07:07 AM
  3. الإمام المهديّ يشهد بالحقّ أنّ لا إله الا الله وأنّ كافة المرسلين رسل الله من نوحٍ إلى خاتمهم محمد صلى الله عليهم وسلم ..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى ۞ موسوعة بيانات الإمام المهدي المنتظر ۞
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 21-04-2012, 05:56 AM
  4. {تلكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بالحقّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ} صدق الله العظيم ..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى قسم الإستقبال والترحيب والحوار مع عامة الزوار المسلمين الكرام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 17-03-2010, 07:28 AM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •