سلام الله على حبيبي في الله و أخي البصيرة؛ إنّ قول الله تعالى:خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ. و معنى خصيم مبين هو الذي يخاصم في الحقّ من بعد ما تبيّن له و جحد بآيات ربّه و كفر بها فكانت خصومته لله تعالى مُبِينَةً ظاهرة و واضحة و جلّية كما في قوله تعالى: وَيْلٌ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ(8)يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ(9)وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آيَاتِنَا شَيْئًا اتَّخَذَهَا هُزُوًا أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ. فالإنسان الخصيم المبين هو الذي علم من آيات الله شيئا و لكنّه أصرّ مستكبرا كأن لم يسمعها و اتّخذها هزوا و جعل من الله و رسله و أئمة كتابه و أوليائه أعداءً له من بعد علم فبانت خصومته لله تعالى و قد خاب من استعلى.
قال تعالى:أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ.