بسم الله الرحمن الرحيم وسلامُ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين :

وأقسمُ بالله يا من يُسمي نفسه نتدارس كتاب الله ظاهر القول أني لا أرى فيك خيرا منذ أن سجلت لدينا وعلمت من خلال بيانك بما تُريد وما تنويه من أول بيان لك ولكني لا اريد أن يلوم علينا الباحثون الحق ويقولوا ما بال ناصر محمد اليماني يصف بمن يخالفه الرأي بقوم أخرين ولذلك سكتُ حتى تفضحك يمينك ولكنك متخذ الحذر الشديد حتى لا يُكتشف امرك فعلم أني مكتشفك من قبل وإنما تصد بحذر شديد للغاية ولسوف أفتيك إن كان تساوى عدد الأحاديث بعدد الأيات فإن ذلك من مكر شياطين البشر حتى لا يشك المسلمون بتحريف السنة برغم أن محمد رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم لم يبين القرأن كاملاً وما بين لهم إلا ما يخص الدين ولم يبين لهم ما يخص الحقائق العلمية لأنهم لا يعلمون ولذلك قال الله تعالى)

(وَكَذَلِكَ نُصَرِّفُ الْآَيَاتِ وَلِيَقُولُوا دَرَسْتَ وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ )صدق الله العظيم

وكذلك أفتيك أن لو لم ينهى الله المؤمنون أن يسألوا عن بيان الأية حين نزولها لكفر الذين أمنوا مع محمد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم إلا قليلاً نظرا لأن بيانها لن تتقبله عقولهم التي لا تحيط بها علما وعلى سبيل المثال لو سألوا حين نزول قول الله تعالى)

{وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ))صدق الله العظيم

ومن ثم يسألون عن بيانها حين نزولها ومن ثم يبينها لهم محمد رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم فيبدوا لهم المقصود فيها ومن ثم تسئهم فيقولوا وكيف تتحرك الارض ويصير أعلاها اسفلها ألسنا سوف نقع كما لو يكون ماء في إناء فيصير اعلاه اسفله فيقع الماء وذلك لانهم لا يعلمون من الجاذبية شئ وكذلك سوف ينكرون الدوران ولقالوا وكيف يكون ذلك ألسنا سوف نشعر بالحركة كما نشعر بها فوق الخيول أو السفن ومن ثم تتهيئ الفرصة لمن هم على شاكلتك فيصدون عن الحق صدوداً شديدا فيفتنوا المؤمنين عن الحق من ربهم وقد كانوا موقنين بأن محمدُ هو رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم ولذلك نهاهم الله أن يسالوا عن بيان أي أية في الكتاب حين نزُولها وقد عفى الله رسوله عن تأويلها وقال الله لهم )

(({ ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآَنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ (101) قَدْ سَأَلَهَا قَوْمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُوا بِهَا كَافِرِينَ (102)صدق الله العظيم

بمعنى أن الله قد عفى رسوله عن بيانها لهم لأنهُ سألها قوم من قبلهم لانبياءهم حتى إذا بينوها لهم ومن ثم أصبحوا بها كافرين فكانت سبب فتنتهم عن الحق بعد إذ هداهم الله ولذلك امرهم الله أن لا يسألوا عن شىء وقال لهم ((وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا)صدق الله العظيم

ولم ينزل الله أيات القرأن جميعاً عبثاً ما أنزلها إلا بالحق وقد كلف الله المهدي المنتظر لبيانها جميعاً للناس في عصر العلم والتقدم البشري تصديقاً لقول الله تعالى)

(ولنبينه لقوم يعلمون ))صدق الله العظيم

وتصديقاً لقول الله تعالى(سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (53))))

وتصديقاً لقول الله تعالى(قُلْ كَفَى بِاللّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ}صدق الله العظيم

ولذلك يتبين البيان الحق لأهل العلم على الواقع الحقيقي بالعلم والمنطق فعلموا انه الحق من ربهم ويهدي إلى صراط الْعَزِيزِ الحميد تصديقاً لقول الله تعالى)

((﴿وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ﴾صدق الله العظيم

فاتقي الله وطهر قلبك خيراً لك إني لك لمن الناصحين فقد أقترب الوعد الحق وأنتم في غفلة مُعرضون وسلامُ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين)


الإمام المهدي ناصر محمد اليماني