نصيحة أخيرة لوجه الله فتدبروها و لا تأخذكم العزة بالإثم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته و يزكيهم و يعلمهم الكتاب و الحكمة
و الصلاة و السلام على النبي الأمي الأمين المبعوث رحمة للعالمين و على آله و صحبه أجمعين و على أنبياء الله و رسله الهداة المهتدين الداعين إلى الله بإذنه على صراط مستقيم يبلغون رسالاته و يخشونه و لا يخشون أحدا إلا الله و هم بالآخرة يوقنون و على تابعيهم بإحسان على بصيرة إلى يوم الدين
أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده
السلام على من اتبع الهدى
ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب و الحكم و النبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله و لكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب و بما كنتم تدرسون
لقد بعث الله محمدا صلى الله عليه و سلم بالحق بشيرا و نذيرا و علمه مما يشاء فبلغ الرسالة و أدى الأمانة و نصح الأمة و جاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين و نحن على ذلك من الشاهدين
و بعد :
قد ادعيت يا ناصر انك تريد الحوار بالحجة و قد ذكرت لك أني ما كتبت لك لحوارك فأنت مجادل بالباطل على غير هدى من الله
و قد عرفتُ من فتاويك و دعاويك و بياناتك ما يكفي و يغني عن الحديث معك فالأولى بك أن تنظر في قولي و أنت لا تعلم شيئا من أمري بدل أن تدعي أنت و من يناصرك أني أفتري عليك و أشتمك مع أني أبين الحق في قولك و ما ادعيتُ عليك شيئا من عندي و بينت صفتك و ما أنا من الممترين و لا المستهزئين و أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين
و لكن يظهر جليا أنكم تقولون مالا تفهمون فإن راجعكم فيه أحد
( و أعني بصيغة الجمع أنت و من يناصرك الذين تعلموا منك الجدل العقيم و يهاجمون بالتجهيل و التكفير دون أن يحاولوا فهم ما يقال لهم أو يعرفوا من يكلمهم فيجب أن يقول ما تريد ليسمعوا منه و يقولون أنهم باحثون عن الحق و هم متعصبون للباطل )
أنكرتم قولكم و صرتم تراوغون كالثعلب
كما أنكم لا تفهمون ما يقال لكم و تردون بحسب تفسيركم للكلام و تؤلفون على قائله ما لم يقل و تدعون أنه هو من يفتري عليكم فحسبنا الله و نعم الوكيل
و كما قلت لك ما جئت لحوارك و لكني ناصح لله
و لو أردتُ الظهور و الاستعراض كما تفعل لما استخدمت اسما مستعارا يعبر عما هدفت لإيصاله و هو " كلمة حق " و لكنتُ عرفت باسمي صريحا و صفتي و حاججتك بما يفتح الله به و هو خير الفاتحين و لكني أحببت أن تكون نصيحة خالصة لله يهدي الله بها من يشاء و تقوم الحجة على الظالمين
و مع أنكم أصدرتم حكما و قد باء به أحدنا إما أنا أو أنت و إدارة منتداك المتكلمين باسمك المدافعين عنك على عمى و ضلال فقالوا أني عدو لله و الله يحكم بيننا له الحكم و هو أسرع الحاسبين
و لكن أردت إتمام ما بدأت به بهذا الخطاب الأخير عسى أن يجعل الله به خيرا لمنتصح و دليلا لمن هو متحير في أمرك لبيان زيغك
و إن علم الله فيك خيرا هداك للحق و جعلك داعيا إليه ناصرا لعبده المهدي عندما يأذن بظهوره قريبا بإذنه سبحانه
إن كنت مدركا له و أنت حي
و رادا لمن صدق بك إلى طريق النور بالرجوع عما توهتهم فيه
معذرة إلى الله عسى أن يتوب عليك و يكونون حجة لك لا عليك فإن أبيت فسوف يهلكك الله و لن ينفعك الجدل و العبث و يتم نوره و لو كره الكافرون
فهم يظنون بك خيرا و قد يكون هذا حجة لهم و إن كان لا ينفعهم أن يقولوا ربنا إنا أطعنا سادتنا و كبراءنا فأضلونا السبيل
فأنت أدرى بنفسك و أن الله ما أمرك بما تدعي عليه
و لا أمرك نبيه صلى الله عليه و سلم بما تفتري عليه
وإن كذبت على جميع الخلق لن تستطيع الكذب على نفسك و على ربك
فلا تكن كفرعون الذي أصر على عناده و قال ما أريكم إلا ما أرى و ما أهديكم إلا سبيل الرشاد ليحفظ نفسه أمام الخلق و ما رعى للخالق حفظا حتى أهلكه الله
و كل من تضلهم بغير علم في رقبتك يوم القيامة فاتق الله في نفسك و فيهم
و تقول أنك تريد الحجة من كتاب الله و ما عندك حجة منه بل تفتري على الله مالا تعلم و تريد أن تجعل آيات الله هزوا تأتي بها فأرد عليك بغيرها فنضرب القرآن بعضه ببعض و تعالى الله عما تصفون
فما دمت لا تفهم كلام بشر مثلي و تعلم معانيه و تحسن الرد عليه فكيف تدعي فهم كلام العزيز الحكيم و تفسره على هواك؟
و تتحدى العلماء و أنت تتكلم كلام السفهاء و تناطح علماء اللغة و لغتك ركيكة تغطيها بإدخال آيات الله بينها لتخدع البسطاء أنك أبلغ البلغاء
و يقول أنصارك أنهم راسخون في العلم و هم لا يعلمون تفسير آيات الله لا بالمأثور و لا باللغة و لا حتى بالرأي السديد
بل يرددون كلامك كالببغاوات و لا يعرفون تركيب الجمل و معانيها و يكتبون آيات الله خطأ ثم يقولون أن ذلك من السرعة ؟!
و كأن الأمر لعبة يتسلون بها و يريدون الاستعجال للفوز
و ليس كلاما خطيرا في فتنة كبرى تحار فيها العقول و عليهم أن يتقوا الله فيما يقولون و لا يصدروا أحكاما عشوائية دون تدبر ليوصلوا الناس للحق
إن كانوا يدعون أن هذا ما يسعون إليه
و تقول أن كلامك محكم مع أنه متفسخ متناقض تخلط فيه الحق مع الباطل
و المهدي عليه السلام يأتي بعلوم لم يأت بها قبله أحد لا تخالف كلام الله و حديث نبيه صلى الله عليه و سلم
و لا يقول عن كلام من لا ينطق عن الهوى أن كلامه الذي رواه أئمة الحديث عن ثقات بسند متصل كالبخاري و مسلم و أجمعت عليه الأمة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم و من تبعهم على علم حديث شيطان لأنه لا يوافق هواه و تفسيراته
ثم يوافقك أنصارك على جهلهم بحديث النبي صلى الله عليه و سلم و تخريجه و مراتبه و يصدقونك و يكذبون رسول الله صلى الله عليه و سلم
و تقول أننا نحن من يقول هذا من عند أنفسنا
فالله واحد أحد فرد صمد و نبيه يقول أن سورة الإخلاص تعدل ثلث القرآن و هو الصادق المصدوق لا تثليث و لا شرك و هو أعظم الموحدين و كذبت أنت و من وافقك
و شهادة أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله ليس فيها تفريق بين رسل الله كما تدعي بل هي تتضمن الشهادة بجميع الرسل و يفهم ذلك ضمنا كل مؤمن
فكفاك تخبطا و أكاذيب
و لست أريد التوسع في كل ما تدعي فهو كثير كغثاء السيل
و لكن هذه نقاط خطيرة تدور حولها عقيدتك أنت و من معك فإن تبتم فالحمد لله و إن توليتم فحسابكم على الله
و مع كل هذا أجد من أنصارك من يقول أني ألغو في القرآن كوني أرد على سفاهاتك !!!
فقد كذَّبوا الله و رسوله و جعلوا قولك قرآنا من يعترض عليه كافر
فأنظروا إلى أين أنتم سائرين و أي طريق من طرق الضلال تسلكون
اللهم إني قد بلغت اللهم فأشهد
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين