إلى مَن ننسب أخطاء إمامكم المهدي ؟
جئنا إليكم دون أحكام مسبقة بالتصديق أو بالتكذيب، وقرأنا لإمامكم ولأنصاره ولأعضاء المنتدى وتابعنا المعارك التي دارت رحاها على صفحات منتداكم، وتابعنا ما يُطرح من أسئلة وما يُقدّم عليها من أجوبة، وقبل أن نُدلي بدلونا نحب أن نؤكد على بعض الأمور الهامة:
أولاً– ليس كل ما يقوله إمامكم صوابا ، وليس كله خطأً، من وِجهة نظرنا بطبيعة الحال ، وليس من وجهة نظر الأنصار فهم يرونه كله صواباً بطبيعة الحال أيضاً ولا لوم عليهم في ذلك ونحترم رأيهم ونقدّره فعليهم أن يفعلوا الشيء نفسه معنا
ثانيا– ربما لا يعلم كثير من الأنصار والأعضاء أن كثيراً من القضايا التي تكلم فيها الأخ الكريم ناصر اليماني ليست قضايا جديدة تُطرح لأول مرةٍ على ساحة الفكر الإسلامي، بل هي قضايا قديمة قتلها الباحثون والمجتهدون بحثاً وانتهوا إلى ذات النتائج التي انتهى إليها إمامكم مع اختلافات قليلة في نقطةٍ هنا أو هناك ومع اختلاف في أدلة وحجج كل باحثٍ منهم، ومنها على سبيل المثال لا الحصر: قضية نفْي وجود ناسخٍ ومنسوخٍ في القرآن، ونفي عذاب القبر، ونفي حد رجم الزناة المُحصنين ونفي شفاعة العبيد للعبيد، وغير ذلك من القضايا
ثالثاً– وأيضاً ربما لا يعلم كثيرٌ من الأنصار والأعضاء أن منهج تفسير القرآن بالقرآن لم يبتدعه الأخ الكريم ناصر اليماني بل سبقه في ذلك كثيرون ولعل من أشهرهم المفسر الكبير : محمد الأمين بن محمد المختار بن عبد القادر الشنقيطي، المتوفي سنة 1393 هجرية أي قبل 42 سنةً من الآن، والمعروف اختصاراً باسم / الشنقيطي – صاحب التفسير الشهير: ( أضواءُ البيان في إيضاح القرآن بالقرآن )، ولكن من باب الأمانة أن نقول أن جميع المفسرين القدماء والمحدَثين هم أيضاً قد اعتمدوا على القرآن في تفسير القرآن إلى جانب السنّة والسيرة والآثار وغير ذلك فلا نظلمهم ولا نغمطهم حقوقهم وجزاؤهم الأوفى عند الله ، ونحسبهم جميعاً من أولياء الله تعالى، فالحذر الحذر من الإجتراء عليهم لجهلنا بأقدارهم
رابعا– إن القول بأن البيان الذي يعرضه الأخ الكريم ناصر اليماني هو البيان الحق للقرآن وأنه يتلقى ذلك البيان من الله بوحي التفهيم هو قولٌ بالغُ الخطورة لأننا إذا استطعنا إثباتَ خطأ الأخ ناصر في مسألة أو مسائل من التي يعرضها فإلى مَن ننسب الخطأ ؟ هل يجوز أن ننسبه إلى الله الذى أوحى إلى عبده ناصر اليماني ما أوحى بوحي التفهيم ؟! حاشا لله، وكذلك لو أن الأخ ناصر قد نسبَ قولاً للنبي صلى الله عليه وسلم، ثم تبين لنا بالدليل خطأ ذلك القول فإلى من ننسب الخطأ؟! وإذا كنا ننرى الأخ الكريم ناصراليماني يرفضُ كثيراً من روايات الحديث النبوي لتعارضها مع القرآن ويتهم الرواة بالغش والتدليس على النبي وصحابته ويُبَريء النبي صلى الله عليه وسلم من تلك الروايات الكاذبة، فبالمثل يكمن الخطأ والخطرُ فيما ينسبه الأخ ناصر إلى الله أو إلى رسوله إذا استطاع أحدٌ أن يقيم الدليل والبرهان على خطأ بعض ما يقوله الأخ ناصر تحت مسمى البيان الحق للقرآن بوحي التفهيم، وسوف نعرض فيما يلي بعض –وليس كل– ما ارتأيناه خطأً من وجهة نظرنا فيما يقوله أخونا الكريم ناصر اليماني، فأفسحوا صدوركم فلم نأت للصد عن سبيل الله كما ترمون كل من يعترض على حرف مما قاله إمامكم
المسألة الأولى: لماذا أخونا الكريم ناصر اليماني دون غيره من خلق الله هو الإمام المهدي المنتظر؟
ارتكز الأخ ناصر اليماني في قوله هذا على ثلاث ركائز هي:
الركيزة الأولى: رؤيا منامية قال أنه رأى فيها الأئمة الأحد عشر السابقين عليه ورأى فيها أيضاً النبي صلى الله عليه وسلم الذي بشّره أنه المهدي المنتظر وأن الله يؤتيه علم الكتاب وما جادله أحدٌ –أو عالم– من القرآن إلا غلبه الأخ ناصر اليماني، والرؤيا كما هو معلوم لا يُبنى عليها حكمٌ شرعي وهي تخص الرائي ولا تخص غيره ، ولكن ليس في هذه الرؤيا تحديداً فهي تخص الأُمّة بأسرها فقد جعلته إماماً مهديا للأمة كلها ، وهذه مسؤولية خطيرة للغاية على الذي حدّث بها وقال أنه رآها ، عموماً هذا شأنه وهذه مسؤوليته أمام الله ، ولكن كونه مسؤولاً عنها أمام الله لا يُخرِسنا و لا يمنعنا من مناقشة وبحث الرؤيا لأنها تخص عموم الأمة ولا تخصه وحده:
1- يقول الأخ ناصر اليماني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له في الرؤيا: (كان مني حرثك وعليٌّ بذرك)، وكلمة (الحرث) لها معاني عديدة ولكن الذي يناسب السياق هنا هو: (الزوجة) لارتباطها بجملة: ( وعليٌّ بذرك ) وبدليل قول الله تعالى { نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ }، فالمقصودة في جملة (كان مني حرثُك) هي السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ولو صحّ أن الأخ ناصر اليماني هو المهدي المنتظر فهي أُمُّهُ وأمُّ الأئمةِ أجمعين، ولكنها حرثُ عليّ بن أبي طالب كرم الله وجهه ، فالزوجةُ حرثٌ لزوجها وليست حرثاً لأبنائها بل هي أُمّ الأئمة من نسل عليٍّ عليه السلام ، فلا يقال أبداً عن الأم أنها حرثُ أبنائها ، والنبي صلى الله عليه وسلم لا يخطيءُ مُطلَقاً في اللغة ولا في معاني المفردات القرآنية ( والحرث مفردةٌ قرآنية ) فكيف يُنسب إليه صلى الله عليه وسلم هذا الخطأ اللغوي والقرآني ؟ فالحرثُ يُضافُ إلى الحارث وهو الزوج وليس إلى النسل ، وهذه العبارة الخاطئة كان من الممكن أن تُكتب بشكلٍ آخر بتعديلٍ بسيط فتؤدي المعنى الذي قصده الأخ ناصر ولكن ليست مهمتنا أن نقترح عليه حلولاً لأخطائه ونساعده في الخروج من مأزقٍ أوقع نفسه فيه ، فإلى مَن ننسب هذا الخطأ ؟!!
2- يقول الأخ ناصر اليماني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له في الرؤيا : (( يؤتيك اللهُ علم الكتاب )) ، وحسبما علمنا من بيانات الأخ ناصر اليماني أن الله قد آتاه علم الكتاب وأنه هو المقصود من قول الله تعالى )) قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ )) ، وأن الأمين جبريل عليه السلام عنده علم من الكتاب وهو الذي أتى بعرش ملكة سبأ قبل أن يرتد طرف النبي سليمان عليه الصلاة والسلام إليه ((قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ )) ، وهذا اقتباس من كلام ناصراليماني : ((يا معشر الأمّة تعالوا لأنبئكم بحقيقة أصحاب الكهف وأفصّل لكم شأنهم من القرآن تفصيلاً لعلكم تعلمون بأني حقاً أتاني الله علم الكتاب ولم يأتيني علم من الكتاب بل علم الكتاب أي العلم كلّه جُملةً وتفصيلاً،)) فهل آتاه الله علم الكتاب ولم يؤته علومَ اللغة العربية ؟ ! ولا يحتجُّ أحدٌ علينا بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يقرأو لا يكتب شيئاً قبل القرآن ولكنه لم يخطيء أبداً في اللغة بل إن كلامه صلى الله عليه وسلم حجة على اللغة !! فإذا كان القرآن قد نزل بالعربية الفصحى وبلّغه النبي وبيّنه بالعربية الفصحى فكيف بالله عليكم لا يحتاج ( البيان الحق للقرآن ) كما يُسمّيه الأخ ناصر اليماني إلى العربية الفصحى ؟!!
كذلك قال الأخ ناصر اليماني أنه قد أوتي اسم الله الأعظم ، فإذا كان الذي عنده بعض علم الكتاب وهو جبريل - على حد تفسير الأخ ناصر اليماني - قد أحضر عرش ملكة سبأ قبل أن يرتد طرف النبي سليمان إليه فما الذي يمنع أخانا ناصر اليماني صاحب علم الكتاب كله وصاحب الإسم الأعظم أيضاً أن يفعل شيئاً كهذا ويخلصنا من اسرائيل وأمريكا بدل هذه المهانة وهذا الذل الذي يعيشه المسلمون ؟! لماذا لا يتصرّف بهذا العلم وبهذا الإسم الأعظم ؟! هل سيظل في انتظار كوكب العذاب وهو يمتلك ما هو أكبر وأعظم من كوكب العذاب ألا وهو اسم الله الأعظم الذي إذا دُعِي به أجاب ؟!!
الركيزة الثانية : روايات الأحاديث التي تبشر بالمهدي ، وبرغم أن تلك الروايات جميعها بدون استثناء لم يرد منها شىء في الصحيحين ( البخاري ومسلم ) ، وبرغم أن الأخ ناصراليماني يطالب الأمة كلها بعرض روايات الحديث النبوي على القرآن إلا أننا لم نره يعرض شيئاً من تلك الروايات على القرآن كما يطالب في غيرها من الروايات ! فهل الأمر انتقائي ؟ هل يعفي بعض ما يعجبه من الروايات من العرض على القرآن لأنها تتماشى مع هواه وتحقق ما يصبو إليه ؟ ولماذا التركيز على رواية (( يواطيء اسمه اسمي )) رغم أنها لا تحقق للرجل ما يهدف إليه ؟ لقد اختارالأخ ناصراليماني معنى ( الموافقة ) لكلمة ( يواطيء ) واستبعد تماماً معنى : ( المطابقة) ، ثم نراه يقول )) إن اسم محمد يوافق في اسمي في اسم أبي)) !! لاحظوا معي أنه استبعد التطابق أولا كمعنى للمواطأة ثم أثبت التطابق مع اسم أبيه دون أن يسميه مطابقة بشكل صريح ثم سمَّاه موافقة له هو في اسم أبيه !!! وهل الأخ ناصر اليماني هو الوحيد بين خلق الله الذي يتفق اسم أبيه مع اسم النبي محمد صلى الله عليه وسلم ؟ أليس معه في ذلك مئات الملايين من المسلمين ؟ أليس من حق كل مسلم اسم أبيه (محمد) أن يزعم أنه المهديّ أم أن هذا الزعم حِكرٌ على أخينا الكريم( ناصر محمد) دون المسلمين كافة ؟!
الركيزة الثالثة : ( بسطة العلم ) وهذه الركيزة يعتبرها أخونا ناصر اليماني هي ركيزته الأساسية التي يتحدى بها الإنس والجن أن يغلبوه ويُبيّنوا خطأه ولو في مسألةٍ واحدة !! ومن أجل ذلك التحدي جئناه وجئناكم ونكتب إليه وإليكم الآن لنبيِّن أخطاءه في مسائل عديدة – سنكتفي ببعضها في موضوعنا هذا – وليس في مسألة واحدةٍ كما طلب
المسألة الثانية : آية التصديق : كوكب العذاب : كوكب سقر اللوَّاحة للبشر :
1-يقول الأخ ناصر اليماني أن هذا العذاب هو ذاته آية الدخان المذكور في قول الله تعالى: { فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ (10) يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (11) } ، وهذه الآية سوف تأتي بغتةً للناس فتبهتهم كما قال الله في سورة الأنبياء { لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لا يَكُفُّونَ عَن وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلا عَن ظُهُورِهِمْ وَلا هُمْ يُنصَرُونَ (39) بَلْ تَأْتِيهِم بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلا هُمْ يُنظَرُونَ (40)}، ولا أحد يجادل في قدرة الله فالله قادر على كل شىء ، ولكن كيف يأتي كوكب بهذه الضخامة وليس كويكباً ولا مذنّباً فيقترب من الأرض دون علم أهل الأرض ومراصدهم الفلكية ترصد كل صغيرة وكبيرة في هذا الفضاء الكوني المحيط بالأرض ؟ كيف لكوكب بهذا الحجم الهائل و هذه القوة المغناطيسية الجبارة أن يتسلل بخفةٍ ورشاقة بين الكواكب حتى يقترب من الأرض ويمر بالقرب منها في أقرب مرورٍ له بالأرض كما يقول الأخ ناصر اليماني دون أن يعلم علماء الفلك قبل موعده بسنوات ؟ ولماذا حدد الأخ ناصراليماني قبل ذلك مواعيد لمرور هذا الكوكب وأقسم على ذلك بأغلظ الأيمان – وبياناته موجودة- ولكن لم يأت الكوكب المنتظر، فهل كان تحديد تلك المواعيد هو أيضا بوحي التفهيم ؟ ! وهل يا ترى قام الأخ ناصراليماني بالتكفير عن تلك الأيمان المُغلَّظة ؟!!
2-يقول أخونا الكريم ناصر اليماني أن العذاب الذي حل بقوم ابراهيم وقوم لوط عليهما الصلاة والسلام كان بهذا الكوكب ( كوكب سقر ) في قول الله { فَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ } ، فكان هذا الكوكب أسفل أرضنا فجعله الله أعلاها كما يقول الأخ ناصراليماني ولكن هذا تفسير عجيب جداً لأنه خاطيء جداً فالأرض عبارة عن كرة تدور في الفضاء الكوني ولا يوصف شيء خارج هذه الكرة التي تدور بأنه : أعلى أو أسفل أو فوق أو تحت !! فالوصف بالفوقية والتحتية و العلوية والسفلية لا يجوز خارج غلافنا الجوي ولا معنى له ، فالضمير ( ها الغائبة ) الملحق بالكلمتين { عاليها – سافلها ) لا يمكن أن يعود على الكرة الأرضية كلها ولكن على جزء محدود من سطح الأرض أو القشرة الأرضية بتعبير أدق ، لأن الفراغ الذي تسبح فيه الأرض وكل ما عداها من كواكب ومجرّات لا يعلم عددها إلا الله ما هو إلا كرة هائلة تحتويها وتحيط بها السماء الأولى التي هي أيضاً كرة هائلة تحتويها وتحيط بها السماء الثانية وهكذا كما ذكره أخونا ناصر اليماني بنفسه في بياناته ، ففي داخل فراغ الكرة لا يوصف شىء بأنه يمين أو شمال أو فوق أو تحت أو أعلى أو أسفل !! وهذا الفراغ الكروي هو الفراغ المُعلّقة فيه كرتنا الأرضية وغيرها من الكواكب ، وبناءً على ذلك المفهوم العلمي الصحيح فإن تفسير الأخ ناصر اليماني لكلمتي { عاليَها – سافلَها } غير صحيح إطلاقاً !! والصواب أن هذا الوصف يكون صحيحاً فقط لبقعة أو أكثر من القشرة الأرضية التي حلَّ بها العذاب المذكور في الآية الكريمة ، والسؤال هو : لمن ننسب هذه الأخطاء؟!
المسألة الثالثة : أصحاب الكهف والرقيم:
لو صحّت هذه القضية وخلا كلام الأخ ناصر من المآخذ الأخرى لكانت هذه القضية بالذات ك تكفي أن تكون آية التصديق الكبرى له ، ولكن القصة التي حكاها والمعلومات التي قدّمها وتفسيراته الخاصة عليها الكثير من المآخذ والاعتراضات وهي كثيرة جداً ولكننا سنكتفي بما يلي:
1-ما الذي منع أخانا ناصر اليماني أن يذهب بنفسه هو وجمع من أنصاره إلى ذلك الكهف ليُشهِد الدنيا كلها على صدق ما يقول ، ويقوم هو وأنصاره بتصوير الفيديو الذي يطالب غيره بعمله ليعرضه هو بنفسه ويخرس كل الألسنة ، ولكننا نجده بدلاً من ذلك في بعض البيانات يطالب البعض بالذهاب إلى المكان الذي وصف تفاصيله بكل دقة ( وصْف الذي رأى بعينيه ) ويطالبهم بتصوير فيديو للكهف وساكنيه ، ثم في بيانات أخرى يحذر من المجازفة بالذهاب إلى الكهف !! فما الذي يريده أخونا ناصر اليماني بالضبط من أنصاره ؟أن يذهبوا إلى الكهف أو لا يذهبوا ؟! ولماذا لم يبادر هو بنفسه للذهاب إلى ذلك الكهف الذي يحفظ جميع معالمه عن ظهر قلب ويعرف جيرانه بالإسم ؟ وعلى فرض وجود كهف بأحد الجبال وبه بعض الأجساد المُحنّطة أو المحفوظة بطريقةٍ ما من أزمنة العماليق القدماء فما هو الدليل على أن هؤلاء هم أصحاب الكهف المذكورون في القرآن؟
2-كلمة { الرقيم } لا تعني أبداً : (الرقم المُضاف) ، كما قال الأخ ناصر اليماني بأي حال من الأحوال ، ومعاجم وقواعد اللغة العربية ترفضان رفضاً باتاً هذا التفسير لهذه الكلمة ، وكل المعاني التي أوردتها المعاجم لكلمة ( رقيم ) تدور كلها حول معنى الشيء المكتوب أو المنقوش ( فالرقيم هو صيغة مبالغة بمعنى اسم المفعول أيْ المرقوم وتعني : المكتوب أو المنقوش ) ، وكان عند أخينا ناصر اليماني فرصة ذهبية لتفسير كلمة ( الرقيم ) بمعنىً يتماشى مع القصة التي يحكيها ، ويقول أن كلمة الرقيم تعني تابوت السكينة الذي وُضع به جسد المسيح عليه السلام – على حد رواية الأخ ناصر اليماني - باعتبار أن التابوت يحوي أيضا نسخة من التوراة ونسخة من الإنجيل وبه ألواح وصحف موسى عليه السلام ، وهذه كلها أشياء مكتوبة أي (مرقومة) فيجوز في اللغة أن نُطلق الوصف مجازاً علي الشيء باعتبار ما يحتويه ويضمه ، ولكن أخانا ناصراليماني خانه ذكاؤه الحاد هذه المرّة فضيّع هذه الفرصة وقال أن الرقيم تعني الرقم المضاف وهو المسيح ابن مريم عليهما السلام وهذا خطأ لغوي فاحش فإن كان يقصد التصغير فتصغير كلمة رقم هو: رُقَيْم ( بتسكين الياء ) ، كما أن ( الشخص ) من البشر لا يوصف أبداً بأنه مجرد رقم مضاف فما بالنا إذا كان هذا ( الشخص ) هو صاحب المكانة الرفيعة روح الله وكلمته المسيح عيسى ابن مريم عليه وعلى أمه السلام؟
3-يقول الأخ ناصر اليماني في قوله تعالى : { إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ .... }، أن وفاة المسيح عليه السلام هي وفاةُ النوم وليس الموت ، وهذا المعنى قاله كثيرُ من العلماء من قبل أخينا ناصر اليماني بأزمان فلا فضل فيه لليماني ، ولكن انظروا ماذا قال اليماني في معنى { وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ } ، قال أن الملائكة قد غسّلت جسد السيد المسيح وطهرته ثم وضعته في تابوت السكينة ثم قاموا بنقل التابوت ووضعه في كهف أصحاب الكهف ، فهل كلمة { ومطهِّرُك}تعني كل ما وصفه اليماني ونسَبَهُ إلى الملائكة؟ وما الداعي إلى التغسيل والتطهير بينما الوفاة هي وفاة النوم وليس الموت ؟! وهل أصحاب الكهف النائمون قد غسّلتهم الملائكة وطهَّرتهم أيضاً؟ أليس التطهير هو تخليصه وإنقاذه من أيدي اليهود الأنجاس كما يفهمه العامة قبل الخاصّة ؟!
4-يقول ناصر اليماني أن أصحاب الكهف هم الأنبياء إلياس وإدريس واليسع عليهم السلام ، وأن الكهف يوجد في أعلى مكان في شبه الجزيرة العربية ولذلك قال الله عن النبي إدريس { وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا (56) وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا } أي إشارةً إلى مكان الكهف !! فلماذا إدريس بالذات ؟ أليس أخواه إلياس واليسع معه في ذات الكهف ( المكان العليّ ) ؟ وأين نذهب بكلمة { وَرَفَعْنَاهُ } وهي تنسحب أيضاً على أخويه ؟ ، لقد ذكر الأخ ناصر اليماني اسم الرجل المجاور للكهف وأظنه قال أن اسمه ( محمد سالم ) الذي أرضه وحظيرة مواشيه بجوار الكهف وهو لا يعلم ، فهل هذا الرجل وكل جيرانه الآخرون هم أيضاً من الذين رفعهم الله مكاناً عليّا ؟!! إن كلمة ( العليّ ) هي من أسماء الله الحُسني وصفاتِه المًثلَى فهل يُعقَل أن يصف به اللهُ مكاناً من الأرض لمجرد أنه مكانٌ مرتفعٌ عما سواه من الأرض ؟ !! لقد قال الله لعبده المسيح بن مريم : { ورَافِعُكَ إليَّ } وجعل الله الرفعَ إليه جل شأنه فكان هذا الرفعُ أوْلى وأحق بوصف : العليِّ من رفْعِ عبدِه إدريس { مكاناً عَلِيَّاً } لو كان المكانُ العلِيُّ هومجرد بقعة من بقاع الأرض كما يقول أخونا اليماني وهل هذا ما تسمونه بالبيان الحق للقرآن ؟!!
5-يقول الأخ ناصر اليماني ما نصه : (((وهم أهل قرية من القرون الأولى من قبل إبراهيم ولوط وشُعيب ومن بعد نوح وثمود بعث الله رسوله إدريس عليه الصلاة والسلام لينذر أصحاب الرسّ، ويقصد بالرس أي الجبل والرواسي أي الجبال ومفردّ الرواسي (الرسّ) أي الجبل... )) ، ومعذرةً ياأخي اليماني فالرس ليس مفرد الرواسي ، فكلمة الرواسي مفردها : الراسية وتُجمع على الراسيات والرواسي ، فالرواسي على وزن الضَّوارِي ومفردها : الضارية وتُجمع على الضاريات والضواري وهي الحيوانات المفترسة ، وكذلك كل جمعٍ على وزن ( فواعل ) للمؤنث فمفرده على وزن ( فاعلة ) كالصوارخ والبواكي فالمفرد منهما هو الصارخة والباكية ، فمن أين أتيْت بهذا المفرد للرواسي بأنه الرس يا أخانا اليماني الكريم ؟!
6-يقول أخونا ناصر اليماني في قوله تعالى { سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا} يقول أخونا اليماني ما معناه وليس نصّه ( أن عدد أهل الكهف ثلاثة وأن هذا العدد اقترن بقوله تعالى { سيقولون } وهذا القول محجوز للمهدي لم يقله أحدٌ قبله ، بينما القول بأنهم خمسة أو سبعة فقد اقترن بكلمة { ويقولون } وهو فعل مضارع بمعنى الفعل الماضي :( قِيلَ ) فهذان القولان بأنهم خمسة أو سبعة قد قيلا بالفعل بينما القول بأنهم ثلاثة فلم يقله أحد قبل المهدي الذي سيقوله دون غيره لذا فقد جاء مقترناً بحرف السين للمستقبل ) !
وهذا الكلام خطأ فاحشٌ فاحشٌ فاحشٌ يكشف عدم درايتة باللغة العربية ، نوضحه للأنصار المبهورين بكلام إمامِهم فيما يلي : حرف السين ( س ) يستعمل للمستقبل القريب أو العاجل كما في قوله تعالى : { سَيَقُولُ السُّفَهَاء مِنَ النَّاسِ مَا وَلاَّهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُواْ عَلَيْهَا} ونلاحظ أن الفعل { سيقول } هو للمستقبل القريب بشكل صريح ، بينما الفعل { ولاهم } هو في زمن الماضي ولكنه لم يحدث في الحقيقة فهو أيضاً مستقبليٌّ رغم أنه فعلٌ ماضٍ لأنه سيقال قريباً ولم يُقَل بعدُ ، بينما كلمة ( سوف ) تُستعمل دائماً وأبداً للمستقبل البعيد ، ومن البديهي أن زمننا هذا يعتبر مستقبلاً بعيداً بالنسبة لزمن نزول القرآن فكان يناسبه كلمة ( سوف ) وليس حرف السين فلو كان الأمر كما يظن الأخ ناصراليماني لكانت الآية هكذا : سوف يقولون ثلاثةٌ !! ولكن المعنى أن الأقوال الثلاثة وهي : { سيقولون ثلاثة – ويقولون خمسةٌ – ويقولون سبعةٌ } كلها ستقال في الزمن العاجل أو القريب من زمن تنزيل القرآن ، وليس زماننا هذا بعد أربعة عشر قرنا من نزول القرآن !! فالأقوال الثلاثة كلها مستقبلية قريبة من زمن التنزيل لأن الفعل : { ويقولون } المذكور مرتين في الآية معطوف على فعل { سيقولون } المقترن بسين الاستقبال فصار هو أيضاً فعلاً مستقبليا وإن كان بصيغة الفعل المضارع ولكن جاء خالياً من سين الإستقبال لعدم تكرارنفس القالب وللتنويع على سمْع السامعين ولعدم الركاكة في التعبير وحاشا لله أن يكون في كلامه ركاكة ، فالخلاصة أن الأقوال الثلاثة كلها هي أقوال مستقبلية قريبة أو عاجلة وليس من بينها قوْلٌ واحدٌ محجوزٌ لأحدٍ في المستقبل البعيد ( في زمن المهدي ) ، وفيما يلي مثالان قرآنيّان آخران واضحان وقاطعان لبيان لهذه القضية اللغوية البسيطة :
** { سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُواْ عَنْهُمْ فَأَعْرِضُواْ عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاء بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ (95) يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْاْ عَنْهُمْ فَإِن تَرْضَوْاْ عَنْهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ } ، لاحظوا معي زمن الفعلين ( سيحلفون – يحلفون ) : الأول ( سيحلفون ) مقترن بالسين فهو للمستقبل القريب لا جدال في ذلك ، انظروا إلى الفعل الثاني ( يحلفون ) وهو ذاته الفعل الأول مع مزيدٍ من البيان والإيضاح للعلة ، وهوفعل مضارع صريح ولكنه مستقبليٌّ أيضا كما هو وواضح من النص بغير حاجة إلى مزيدٍ من الشرح
*** { سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الأَعْرَابِ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ } ، واضح أن الفعل الأول ( سيقول ) هو للمستقبل القريب فأُلحِقت به سين الاستقبال ( فهل حقاً قالوه في حينه أم أنه لم يُقل بعدُ ؟!! ) ، أما الفعل الثاني فهو فعل مضارع ( يقولون ) ولكنه أيضاً مستقبلي فهو لم يحدث بعدُ بل هو بيانٌ للفعل الأول ، والأمثلة القرآنية بالمئات ولكننا نكتفي بهذين المثالين ، فالقضية بسيطة وبديهية وواضحة لكل من عنده بعض الدراية باللغة ، ولكن السؤال الآن :
إلى من ننسب هذا الخطأ ؟ وهل يجوز تسمية ذلك بالبيان الحق للقرآن ؟!!
المسألة الرابعة : تابوت السكينة :
يقول أخونا ناصر اليماني أن نبي الله هارون هو الذي خلف أخاه موسى نبياً على بني اسرائيل بعد موت أخيه موسى عليهما صلاة الله وسلامه ، على عكس ما يقول جميع أصحاب التفاسير وكتب قصص الأنبياء ، ولكن ليست هذه هي القضية التي تعنينا فالأهم منها أن ناصر اليماني يقول أن نبي الله هارون هو الذي أبلغ بني اسرائيل أن الله قد اصطفي طالوت ملكاً عليهم ، ولكن الله يقول : { وَقَالَ لَهُمْ نِبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلآئِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } ، فكيف بالله يكون المتكلم هو النبي هارون ويقول لقومه { وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ } ؟!! كيف بالله يقول عن نفسه وهو مازال حيّاً و موجوداً بينهم : { مِّمَّا تَرَكَ } ؟!! هل يُعقل أن يكون المتكلِّم في الآية هو نبي الله هارون – على حد قوْل اليماني – ثم يتكلم هارون على ما تركه آلُ هارون (وليس ما تركه هو نفسه) ويكون هو المتكلِّم المُخبِر لبني اسرائيل ؟ هل هذا أمر منطقي يقبله العقل السليم ويقبل تسمية هذا التناقض في التفسير بالبيان الحق للقرآن ؟!!
المسألة الخامسة : القبر مجرد حفرةٍ للسوأة :
يقول أخونا الكريم ناصر اليماني أن القبر هو مجرد حفرة للسوأة و قد سمّاها : (سنّة الغراب ) من قوله تعالى { فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءةَ أَخِيهِ ... } ، صحيحٌ أن الله هو الذي بعث الغراب ولم يأتِ الغرابُ من تلقاء نفسه ! إلا أن ما يعنينا هو ما ركّز عليه اليماني في بيانٍ بعنوان : (( فأنت بالروح لا بالجسم إنسانا )) وهو أن المهم في الإنسان هو روحه وليس جسده فلا قيمة له حيث يفنى ويتحلل ويأكله الدود ثم يصيرتراباً ، و للأسف لم أجد أحداً من الأنصار يتوجه إلى إمامِه بهذه الأسئلة :
1-لماذا إذاً نزور أمواتنا في قبورهم ؟ بل لماذا زار النبي صلى الله عليه وسلم قبر أمه السيدة آمنة بنت وهب وبكى عند قبرها بكاءً مريراً حتى أبكَى معه من رافقوه من صحابته ؟ ولماذا كان يزور النبي صلى الله عليه وسلم قبور شهداء المسلمين في البقيع مراراً وتكراراً ؟
2-لماذا نزور النبي صلى الله عليه وسلم في قبره الشريف في المدينة المنورة ونسلِّم عليه ؟ وهي زياراتٌ وسلامٌ لم ينقطع أبداً طوال أربعة عشر قرناً بدءاً من عهد كبار الصحابة والتابعين حتى يومنا هذا
3-بل لماذا تغسيل الميت وتكفينه قبل دفنه إذا كان هذا الجسد لا قيمة له ؟
4-ولماذا نصلي على الأموات صلاة الجنازة وهي فرضُ كفاية يأثم المسلمون كلهم إذا لم يقم أحدهم أو بعضهم بالصلاةِ على الميِّت ؟ هل يأثم المسلمون حينئذٍ لأنهم ضيَّعوا ( سُنَّةَ الغُراب ) ؟!
5-لو كانت هذه الأجساد المتحللة وهذه العظام النخرة بلا أي قيمة فإن ما يفعله الهندوس بحرق أجساد أمواتهم هو عين الصواب ويكون ما نفعله نحن المسلمين من تغسيل وتكفين وتطييب وصلاةٍ على الجنازات ثم تشييعها ودفنها هو عين العبث !!
6-قوله تعالى { وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لاَّ رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَن فِي الْقُبُورِ} ولابد أن ننتبه إلى اسم الموصول { مَنْ } في قوله { مَن فِي الْقُبُورِ} وهو اسمُ موصول للعاقل ، والعظامُ ليست عاقلاً فوجب أن يكون هناك علة لاستخدام الاسم الموصول ( من ) للعاقل في قوله تعالى { مَن فِي الْقُبُورِ}، أما العظام وحدها فقد أُشيرَ إليها بالاسم الموصول ( ما ) وهو لغير العاقل في قوله تعالى { أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ} ، فلا بد أن هناك صلةً وثيقةً لا نعلم كُنهها بين المقبورين وبين أرواحهم في برازخها
7-قوله تعالى { فَإِن رَّجَعَكَ اللَّهُ إِلَى طَآئِفَةٍ مِّنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُل لَّن تَخْرُجُواْ مَعِيَ أَبَدًا وَلَن تُقَاتِلُواْ مَعِيَ عَدُوًّا إِنَّكُمْ رَضِيتُم بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُواْ مَعَ الْخَالِفِينَ (83) وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا وَلاَ تَقُمْ عَلَىَ قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُواْ وَهُمْ فَاسِقُونَ (84) } ، فاللهُ ينهَى رسولَه صلى الله عليه وسلم أن يُصلِّي على أحدٍ من الطائفةِ المذكورة في الآيات ولا أن يقوم على قبره ، فمعنى ذلك بمفهوم المخالفة أن يصلي على غير هؤلاء ويقوم على قبورهم ، أليس كذلك ؟ ، ويكون السؤال المنطقي هنا : يقومُ على ماذا بالضبط ؟ هل يقوم على سوْءةٍ لا قيمة لها ؟ ولما وقف النبي صلى الله عليه وسلم لجنازة يهودي مرَّت من أمامه ، فسئل في ذلك فكان ردُّه : أَوَليْسَت نَفساً ؟ فالأمرُ إذاً لا يتعلق بسوءة نُغسِّلها وننُطيِّبها ونُكفنها ونُصلِّي عليها ونحملها على الأعناق وندفنها إحياءً لسُنَّة غراب !!
إخوتي وأخواتي الكرام أعضاء هذا المنتدى : إن شئتم مزيداً من القضايا ومزيداً من أخطاء أخينا ناصر اليماني فلا مانع عندي ، ولكني أخشى عليكم من الملل والضجر بسبب الإطالة كما يفعل أخونا ناصراليماني في بياناته ، وقديماً قالوا : اجتنبوا كثرة الكلام فالكلامُ يُنسِي بعضُه بعضاً !! ولكن لابد أن
أعترف لكم أن إمامكم رجل حاد الذكاء وبارعٌ في العزف على الأوتار النفسية فيستحوذ على معظم القارئين له بأقل جهدٍ ممكن يساعده في ذلك قلة الاطلاع و ضحالة المعرفة عند معظم الأعضاء الذين سيطرت عليهم الدهشة والانبهار بكلام يسمعونه لأول مرة ويحسبونه من فتوحات إمامهم ولا يعلمون أنه كلامٌ قديم مُستهلك !! وأعرف أنكم الآن في مأزق حقيقي بعد أن اعتنقتم أفكار إمامكم ودافعتم عنها بكل ما أُوتيتم من قوة فكيف ترجعون عما أنتم عليه وماذا تقولون للناس الذين بُح صوتكم بدعوتهم للإيمان والتصديق بإمامكم ؟! كي تتغلّبوا على هذه الورطة الحقيقية تذكروا سؤالاً واحداً وجِّهوه لأنفسكم : ماذا نقول لله وحتماً سنلقاه وليس ماذا نقول للناس ؟ أعانكم الله على أنفسكم وهداني وهداكم الله
السلام عليك يا رسول الله محمّد يا حبيب قلوبنا وعلى ناصرك بالحقّ خليفة الله الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني وسلم تسليما وسلام على المرسلين
[CENTER][COLOR=#800080][FONT=Times New Roman][SIZE=5]بسم الله الرّحمن الرّحيم، والصّلاة والسّلام على كافّة الأنبياء والرّسل لا نفرّق بين أحدٍ من رسله
وأصلّي وأسلّم عليهم أجمعين وآلهم الطّيبين الطّاهرين والتّابعين لهم الّذين استجابوا لدعوتهم في الأوّلين وفي الآخرين إلى يوم الدّين
وسلام طيّب للنّاصر للإسلام ولنبيّه سيّدنا محمد صلّى الله عليه وآله وسلم تسليما الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني عبد النّعيم الأعظم العبد الصّالح الحاضر وأهدى الرّايات رايتك وأعظم الغايات غايتك. أمّا بعد..[/SIZE]
[/FONT][/COLOR]
[COLOR=#000000][FONT=Times New Roman][COLOR=#800080][SIZE=5]سلام الله عليكم أيّها الأحبّة ورحمة الله تعالى وبركاته وعظيم نعيم رضوانه ولن نرض حتّى يرضى حبيب قلوبنا الأعظم
وعهدا عنه لن نحيد وجزى الله عنّا حبيبنا الغالي بإرضائه.
وعليكم سلام الله وشكرا على التّنبيه يا باحثا عن البيّنة نحتاج هكذا مواضيع لتزيدنا علما ودراية فنحن طلاب علم ولسنا علماء مثلك تماما ألست باحث عن البيّنة وإن كنت صادقا ستجدها . [/SIZE][/COLOR][/FONT][/COLOR]
[QUOTE][COLOR=#ff0000][SIZE=5][FONT=Times New Roman]المسألة الأولى : لماذا أخونا الكريم ناصر اليماني دون غيره من خلق الله هو الإمام المهدي المنتظر ؟[/FONT][/SIZE][/COLOR]
[/QUOTE]
[SIZE=5]وردّ صاحب علم الكتاب صلّى الله عليه وآله وسلم:
[COLOR=#0000cd][FONT=Times New Roman]والحكمة من ذلك لكي يعلم النصارى والمسلمون بأن الله لم يجعل الحجة في الاسم بل جعلها في العلم والسلطان المنير.
[U]
وذلك لكي تعلموا بأن [/U][/FONT][/COLOR][COLOR=#b22222][FONT=Times New Roman][U]آية الاصطفاء وبرهان النبوة والخلافة والإمامة قد جعلها الله حصريا في البسطة في العلم[/U][/FONT][/COLOR][COLOR=#0000cd][FONT=Times New Roman]، ولذلك قال الله على لسان أحد بني إسرائيل حين عرفهم أن الله اصطفى عليهم طالوت ملكا وقائدا وإماما واحتج عليه بنو إسرائيل كيف يكون له الملك عليهم وليس طالوت من بني إسرائيل ويرون بأنهم أحق بالملك منه، وكذلك هو لم يؤت سعة من المال. ومن ثم رد عليهم نبيهم وقال إن الله هو من اصطفاه عليكم وزاده عليكم بسطة في العلم.
إذا يا معشر الشيعة والسنة، لقد علمتم من خلال آيات القرآن العظيم بأن الله لم يجعل الحجة لكم في الاسم وإنما جعل الحجة عليكم في العلم أفلا تعقلون؟ وهذه حجتي عليكم لو أنها جاءت في القرآن العظيم بأن اسم ( المهدي المنتظر ) محمد ولكنكم أنتم من افترى ذلك الاسم (محمد) ولم ينزل الله به مِن سلطانٍ نظرا لفهمكم الخاطئ لحديث محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الحق في شأن الاسم وقال عليه الصلاة والسلام:
[/FONT][/COLOR][COLOR=#660000][FONT=Times New Roman][ يواطئ اسمه اسمي ][/FONT][/COLOR][COLOR=#0000cd][FONT=Times New Roman] صدق محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.[/FONT][/COLOR][COLOR=#000000][FONT=Times New Roman]
[URL]http://www.mahdialumma.com/showthread.php?t=1208[/URL][/FONT][/COLOR][/SIZE][/CENTER]