وقل جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا
[QUOTE=الإمام ناصر محمد اليماني;87958][CENTER][SIZE=5][COLOR=#000080][FONT=arial]
[/FONT][/COLOR][/SIZE][COLOR=#800080][SIZE=5][U]
مزيدٌ من التفصيل من محكم التنزيل إلى فضيلة الضيف الكبير الشيخ المحترم أحمد عمرو..[/U]
[/SIZE][/COLOR][COLOR=#0000cd][SIZE=5]
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على الأنبياء والمرسلين من أوّلهم إلى خاتمهم محمد رسول الله وآلهم الطيبين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أمّا بعد..[/SIZE][/COLOR][SIZE=5][COLOR=#0000CD]
[/COLOR][/SIZE][COLOR=#0000cd][SIZE=5]
سلام الله عليكم ورحمة الله وبركاته، ويا أخي الكريم فضيلة الدكتور أحمد عمرو، حقيق لا أصف الله سبحانه إلا بما أعلمه من الحقّ ويُصدّقه العقل والمنطق، كمثل وصفي لحال نفس الله سبحانه قبل أن يخلق الخلق أنّه ليس راضيّاً ولا غضبانَ قبل أن يخلق الخلق كونه على من يغضب وعلى من يرضى ولا يوجد شيء قبله يغضب عليه أو يرضى عنه كونه الأوّل سبحانه ليس قبله شيء يغضب عليه لفعلٍ فعله أو يرضى عليه بسبب أنه قد وجده من المتقين؛ بل لا يوجد أحدٌ[SIZE=5] وبما أنّ[/SIZE] الخَلْقَ صفرٌ إذاً رضوان الله أو غضبه صفر في نفسه، ولا أقصد أنّ من صفات الله أنّه لا يغضب ولا يرضى ولو كنت أقصد [/SIZE][/COLOR][SIZE=5][COLOR=#0000CD]ذلك إذاً لَمَا غضب الله ولا رضي من بعد خلق الخلق؛ بل الله يغضب ويرضى. [/COLOR][/SIZE][COLOR=#0000cd][SIZE=5]
[SIZE=5]وإنّما[/SIZE] قلنا: فعلى من يغضب وعلى من يرضى؟ بمعنى أنّ الله يغضب ويرضى ولكن لا يوجد أحدٌ يرضى الله عليه أو يغضب عليه بسبب عدم وجود الخلق وإقامة الحجّة عليهم حتى يغضب بالحقّ.[/SIZE][/COLOR]
[COLOR=#0000cd][SIZE=5]
ألا والله يا أحمد عمرو لو أن النّاس فعلوا شيئاً لا يرضي الله وبرغم أن هذا الشيء لا يرضي الله غير أن الله لم يبعث إلى تلك الأمّة رسولاً منهم يتلو عليهم آياته ويعلّمهم ما يرضي الله ليتّبعوا رضوانه وما يُغضب الله ليتجنّبوا عصيانه؛ وما أريد قوله فلو أن تلك الأمّة فعلوا فِعلاً لم يُرضِ الله وهم لا يعلمون أنه لا يرضي ربّهم لما غضب الله عليهم بسبب فعلهم الذي لا يرضيه حتى يقيم عليهم الحجّة بالحقّ كون لهم حجّةٌ على ربّهم لو لم يبعث إليهم رسولاً يبين لهم ما يرضي الله وما يغضبه. تصديقاً لقول الله تعالى:[/SIZE][/COLOR][COLOR=#008000][SIZE=5]
{رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا}[/SIZE][/COLOR][COLOR=#0000cd][SIZE=5]
صدق الله العظيم [النساء:165][/SIZE][/COLOR]
[COLOR=#0000cd][SIZE=5]
إذاً الله لو يغضب عليهم بسبب فعلهم من قبل أن يقيم عليهم حجّة التبليغ عن طريق رسله إذاً فلهم حجّةٌ على ربّهم كونه لم يبعث إليهم رسولاً، ويعلم الله أنّهم سوف يحتجّون بذلك لو يغضب عليهم فيعذّبهم ولم يبعث الله إليهم رسولاً يبين لهم ما يرضي الله وما يغضبه. وقال الله تعالى:[/SIZE][/COLOR][SIZE=5][COLOR=#008000]
{وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُم بِعَذَابٍ مِّن قَبْلِهِ [U]لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا[/U] فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِن قَبْلِ أَن نَّذِلَّ وَنَخْزَىٰ ﴿[/COLOR][COLOR=#008000]١٣٤[/COLOR][COLOR=#008000]﴾ قُلْ كُلٌّ مُّتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا ۖ فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدَىٰ ﴿[/COLOR][COLOR=#008000]١٣٥[/COLOR][COLOR=#008000]﴾}[/COLOR][/SIZE][COLOR=#0000cd][SIZE=5]
صدق الله العظيم[/SIZE][/COLOR][SIZE=5][COLOR=#0000CD] [طه]
[/COLOR][/SIZE][COLOR=#0000cd][SIZE=5]
ونكرر ونقول يا دكتور إن الإمام ناصر محمد اليماني لم يقل [SIZE=5]إ[/SIZE]نّ الله لا يغضب ولا يرضى؛ بل قلنا رضوانه وغضبه صفر فعلى من يرضى وعلى من يغضب.
ولا أدري هل تعمداً منك وكأنك لم تفهم أم فهمت وعلمت وعقلت ولكنك لا تريد أن تعترف بالحقّ! وهذا شأنك يحاسبك عليه ربّك وما علينا من حسابك من شيء وعلينا البلاغ وعلى الله الحساب.[/SIZE][/COLOR]
[COLOR=#0000cd][SIZE=5]ومن ثم نأتي لبيان قول الله تعالى:
[/SIZE][/COLOR][SIZE=5][COLOR=#008000] { وَاعْبُدْ ربّك حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ }[/COLOR][/SIZE][COLOR=#0000cd][SIZE=5][SIZE=5]
[/SIZE]صدق الله العظيم [الحجر:99]
[/SIZE][/COLOR][SIZE=5][COLOR=#0000CD]فقال [SIZE=5]أ[/SIZE]حمد عمروا أن المقصود أنّهم يعبدون ربّهم حتى يأتيهم يقين الآخرة[/COLOR][/SIZE][COLOR=#0000cd][SIZE=5]، والسؤال الذي يطرح نفسه فهل الذين لم يأت[SIZE=5]ِ[/SIZE]هم اليقين بلقاء ربّهم والنّعيم والجحيم إلا في الآخرة فهل تراهم قد زُحزحوا عن النّار وادخلوا الجنّة؟ والجواب نتركه من أصحاب النّار عن سبب دخولهم النّار في علم الغيب في الكتاب ليجيبوا عليك يا فضيلة الدكتور:[/SIZE][/COLOR][SIZE=5][COLOR=#008000]
{مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ ﴿[/COLOR][URL="http://tanzil.net/#74:42"][COLOR=#008000]٤٢[/COLOR][/URL][COLOR=#008000]﴾ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ ﴿[/COLOR][URL="http://tanzil.net/#74:43"][COLOR=#008000]٤٣[/COLOR][/URL][COLOR=#008000]﴾ وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ ﴿[/COLOR][URL="http://tanzil.net/#74:44"][COLOR=#008000]٤٤[/COLOR][/URL][COLOR=#008000]﴾ وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ ﴿[/COLOR][URL="http://tanzil.net/#74:45"][COLOR=#008000]٤٥[/COLOR][/URL][COLOR=#008000]﴾ وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ ﴿[/COLOR][URL="http://tanzil.net/#74:46"][COLOR=#008000]٤٦[/COLOR][/URL][COLOR=#008000]﴾ حَتَّىٰ أَتَانَا الْيَقِينُ ﴿[/COLOR][URL="http://tanzil.net/#74:47"][COLOR=#008000]٤٧[/COLOR][/URL][COLOR=#008000]﴾}[/COLOR][/SIZE][COLOR=#0000cd][SIZE=5]
صدق الله العظيم[/SIZE][/COLOR][SIZE=5][COLOR=#0000CD] [المدثر][/COLOR][/SIZE][SIZE=5][COLOR=#0000CD]
[/COLOR][/SIZE][COLOR=#0000cd][SIZE=5]
إذاً هؤلاء بربّهم لا يوقنون وهم لا يزالون [SIZE=5]في [/SIZE]الحياة الدنيا؛ بل لم يأت[SIZE=5]ِ[/SIZE]هم اليقين إلا حين ل[SIZE=5]ا[/SIZE]قوا ربّهم. وقال الله تعالى:
[/SIZE][/COLOR][COLOR=#008000][SIZE=5]{وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِنْدَ ربّهم رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ}[/SIZE][/COLOR][COLOR=#0000cd][SIZE=5]
صدق الله العظيم [السجدة:12]
إذاً هؤلاء الذين لم يأتيهم اليقين إلا في الآخرة فنجد أن اليقين لم يأتِ قلوبهم وهم لا يزالو[SIZE=5]ن[/SIZE] في الحياة الدنيا. وقال الله تعالى:[/SIZE][/COLOR][COLOR=#008000][SIZE=5]
{فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ}
[/SIZE][/COLOR][COLOR=#0000cd][SIZE=5]صدق الله العظيم [الروم:60][/SIZE][/COLOR]
[COLOR=#0000cd][SIZE=5]كون اليقين متعلق بحقيقة ذات الربّ والدار الآخرة. ولذلك قال الله تعالى:
[/SIZE][/COLOR][SIZE=5][COLOR=#008000]{أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ ﴿[/COLOR][URL="http://tanzil.net/#52:35"][COLOR=#008000]٣٥[/COLOR][/URL][COLOR=#008000]﴾ أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ۚ بَل لَّا يُوقِنُونَ ﴿[/COLOR][URL="http://tanzil.net/#52:36"][COLOR=#008000]٣٦[/COLOR][/URL][COLOR=#008000]﴾}[/COLOR][/SIZE][COLOR=#0000cd][SIZE=5]
صدق الله العظيم [الطور][/SIZE][/COLOR][SIZE=5][COLOR=#0000CD]
[/COLOR][/SIZE]
[COLOR=#0000cd][SIZE=5]أمّا يقين الصالحين فيأتي في قلوبهم وهم لا يزالون [SIZE=5]في [/SIZE]الحياة الدنيا. تصديقاً لقول الله تعالى:
[/SIZE][/COLOR][SIZE=5][COLOR=#008000]{الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ}[/COLOR][/SIZE][COLOR=#0000cd][SIZE=5]
صدق الله العظيم [النمل:3]
وقال الله تعالى:[/SIZE][/COLOR][SIZE=5][COLOR=#008000]
{والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ}[/COLOR][/SIZE][COLOR=#0000cd][SIZE=5]
صدق الله العظيم[/SIZE][/COLOR][SIZE=5][COLOR=#0000CD] [البقرة:4][/COLOR][/SIZE]
[COLOR=#0000cd][SIZE=5]
إذاً الذين لم يأتِ في قلوبهم اليقين إلا في الآخرة هم من أصحاب الجحيم. تصديقاً لقول الله تعالى:[/SIZE][/COLOR][SIZE=5][COLOR=#008000]
{مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ ﴿[/COLOR][URL="http://tanzil.net/#74:42"][COLOR=#008000]٤٢[/COLOR][/URL][COLOR=#008000]﴾ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ ﴿[/COLOR][URL="http://tanzil.net/#74:43"][COLOR=#008000]٤٣[/COLOR][/URL][COLOR=#008000]﴾ وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ ﴿[/COLOR][URL="http://tanzil.net/#74:44"][COLOR=#008000]٤٤[/COLOR][/URL][COLOR=#008000]﴾ وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ ﴿[/COLOR][URL="http://tanzil.net/#74:45"][COLOR=#008000]٤٥[/COLOR][/URL][COLOR=#008000]﴾ وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ ﴿[/COLOR][URL="http://tanzil.net/#74:46"][COLOR=#008000]٤٦[/COLOR][/URL][COLOR=#008000]﴾ حَتَّىٰ أَتَانَا الْيَقِينُ ﴿[/COLOR][URL="http://tanzil.net/#74:47"][COLOR=#008000]٤٧[/COLOR][/URL][COLOR=#008000]﴾}[/COLOR][/SIZE][COLOR=#0000cd][SIZE=5]
صدق الله العظيم[/SIZE][/COLOR][SIZE=5][COLOR=#0000CD] [المدثر][/COLOR][/SIZE]
[COLOR=#0000cd][SIZE=5]
فما خطبك يا حبيبي في الله تكابر بغير الحقّ؟ فالكبر لله وإنما أنا وأنت عبيد فإذا تبيّن لأحدنا الحقّ مع الآخر وجب عليه أن يعترف بالحقّ من ربّه، فتذكر قولي هذا: [/SIZE][/COLOR][COLOR=#cc0000][SIZE=5]( وجب عليه أن يعترف بالحقّ من ربّه )[/SIZE][/COLOR][COLOR=#0000cd][SIZE=5] لكوني أجادلك بكلام الله مباشرة وليس من رأسي من ذات نفسي، وأعوذ بالله أن أقول على الله ما لا أعلم علم اليقين أنّه الحقّ لا شك ولا ريب.[/SIZE][/COLOR][SIZE=5][COLOR=#0000CD]
[/COLOR][/SIZE][COLOR=#0000cd][SIZE=5]
ويا حبيبي في الله فضيلة الدكتور أحمد عمروا، تعال لكي أعلّمك سبب خطأك لبيان قول الله تعالى:[/SIZE][/COLOR][SIZE=5][COLOR=#008000] { وَاعْبُدْ ربّك حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ }[/COLOR][/SIZE][COLOR=#0000cd][SIZE=5]صدق الله العظيم[SIZE=5]، [/SIZE][/SIZE][/COLOR][COLOR=#0000cd][SIZE=5]وسبب خطأك لبيان هذه الآية ذلك لكونك أخذتها ومن ثم جئت ببيانها من عند نفسك دون أن تعرض بيانك على كتاب الله هل يخالف بيانك في شيء من آياته، فلم تأ[SIZE=5]به[/SIZE] لذلك ولم تبالي؛ [/SIZE][/COLOR][SIZE=5][COLOR=#0000CD]سواء عندك أقلتَ على الله الحقّ أم الباطل؛ بل سوف تقول فإن أصبتُ فمن الله وأن أخطأتُ فمن نفسي والشيطان. ألا والله لا يغني عنك الشيطان ش[SIZE=5]يء[/SIZE] الذ[SIZE=5]ي[/SIZE] يأمركم أن تقولوا على الله مالا تعلمون[/COLOR][/SIZE][COLOR=#0000cd][SIZE=5][SIZE=5].
[/SIZE] وفي ذلك تكمن مشكلة [/SIZE][/COLOR][SIZE=5][COLOR=#0000CD]كثير[SIZE=5]ٍ [/SIZE]من علماء الأمّة والجاهل[SIZE=5]ي[/SIZE]ن [/COLOR][/SIZE][COLOR=#0000cd][SIZE=5]الذين يفسرون كلام الله بالظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً، فأضلّوا أنفسهم وأضلّوا أمتهم. ألا والله يا أحمد [SIZE=5]إ[/SIZE]نّه كلما استمر العبد في العبادة والإخلاص لربه فإنه يتذوق حلاوة الإيمان فيطمئن قلبه بذكر ربّه ويستمتع برضوان الله عليه ويبق[SIZE=5]ى[/SIZE] السعي لتحقيق النّعيم الأعظم وهو رضوان الله على عباده لكون رضوان الله عليه ليس إلا جزء من رضوان نفس الله على عباده.[/SIZE][/COLOR]
[COLOR=#0000cd][SIZE=5]
ولا نزال نقول لسنا في لعبٍ ولهوٍ تغلبني أو أغلبك؛ بل الأمر جدُّ عظيم وجدُّ خطير وكبير فإنك تجادل الإمام المهدي ثم تبوء بنعمة من ربّك [SIZE=5]إ[/SIZE]ن اهتديت إلى الحقّ أو تأخذك العزة بالإثم فتبوء بغضبٍ على غضبٍ كوني أجادلكم بآيات الكتاب المحكمات وأجهادكم بالقرآن جهاداً كبيراً، فتذكر قول الله تعالى:
[/SIZE][/COLOR][COLOR=#008000][SIZE=5]{إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الجنّة حَتَّىٰ يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ}[/SIZE][/COLOR][COLOR=#0000cd][SIZE=5]
صدق الله العظيم[/SIZE][/COLOR][SIZE=5][COLOR=#0000CD][SIZE=5][الأعراف:40][/SIZE][/COLOR][/SIZE]
[COLOR=#0000cd][SIZE=5]
ويا حبيبي في الله، والله الذي لا إله غيره أنّه قد أقيمت عليك الحجّة وهيمن عليك الإمام المهدي بسلطان العلم من آيات الكتاب المحكمات البيّنات من آيات أم الكتاب فلماذا لا تريد أن تعترف أنك أخطأت في بيانك للقرآن لآيات في القرآن بالظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً؟
ويا فضيلة الدكتور، إنما الإمام المهدي ناصر محمد اليماني حريصٌ عليك أن تهتدي كما اهتدينا وأحبّ لك ما أحبّه لنفسي وربّي علي قولي شهيدٌ ووكيلٌ، فكن من الشاكرين أن قدّر الله وجودك في الأمّة التي بعث فيها الإمام المهدي ناصر محمد اليماني، ألا والله الذي لا إله غيره ولا معبوداً سواه ما أفتيتكم أني الإمام المهدي بوسوسة في قلبي أو بالظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً، ولا يجتمع النّور والظلمات حبيبي في الله والعلم نور فكيف أنّني أعلّمكم البيان الحقّ للقرآن ثم أفتري شخصيّة المهدي المنتظر ما لم أكن الإمام المهدي المنتظر؟! ولعنة الله على الكاذبين الذين يفترون على الله الكذب إنّ الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون.[/SIZE][/COLOR][COLOR=#0000cd][SIZE=5]
وياحبيبي في الله، إني الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد أكرر لك أني أقمت عليك الحجّة من محكم كتاب الله ولدينا مزيدٌ مما علّمني ربّي أن أحاجّكم بآيات الكتاب المحكمات البيّنات كون فيها حجّة الله على عباده. تصديقاً لقول الله تعالى:
[/SIZE][/COLOR][SIZE=5][COLOR=#008000]{أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ فَكُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ ﴿[/COLOR][URL="http://tanzil.net/#23:105"][COLOR=#008000]١٠٥[/COLOR][/URL][COLOR=#008000]﴾ قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ ﴿[/COLOR][URL="http://tanzil.net/#23:106"][COLOR=#008000]١٠٦[/COLOR][/URL][COLOR=#008000]﴾ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ ﴿[/COLOR][URL="http://tanzil.net/#23:107"][COLOR=#008000]١٠٧[/COLOR][/URL][COLOR=#008000]﴾}[/COLOR][/SIZE][COLOR=#0000cd][SIZE=5]
صدق الله العظيم[/SIZE][/COLOR][SIZE=5][COLOR=#0000CD] [المؤمنون]
[/COLOR][/SIZE][COLOR=#0000cd][SIZE=5]
فانظر لحجة الله على عباده ليست في الأحاديث والروايات سواء الحقّ منها والباطل بل انظر إلى الحجّة لله على عباده: [/SIZE][/COLOR][SIZE=5][COLOR=#008000]{[U]أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَىٰ[/U] عَلَيْكُمْ فَكُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ ﴿[/COLOR][URL="http://tanzil.net/#23:105"][COLOR=#008000]١٠٥[/COLOR][/URL][COLOR=#008000]﴾ قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ ﴿[/COLOR][URL="http://tanzil.net/#23:106"][COLOR=#008000]١٠٦[/COLOR][/URL][COLOR=#008000]﴾ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ ﴿[/COLOR][URL="http://tanzil.net/#23:107"][COLOR=#008000]١٠٧[/COLOR][/URL][COLOR=#008000]﴾}[/COLOR][/SIZE][COLOR=#0000cd][SIZE=5]صدق الله العظيم[SIZE=5].[/SIZE][/SIZE][/COLOR]
[CENTER]
[COLOR=#0000cd][SIZE=5]
ولذلك تجدون الإمام المهدي ناصر محمد ليدعو المسلمين والنّاس أجمعين إلى الاحتكام إلى محكم كتاب الله القرآن العظيم لنستنبط لهم حكم الله من الآيات المحكمات البيّنات لعلماء الأمّة وعامة المسلمين ونأمرهم أن يتّبعوا كتاب الله وسُنّة رسوله الحقّ إلا ما كان منها جاء مخالفاً لمحكم القرآن العظيم، فأعظكم أن لا تتفرّقوا واعتصموا بحبل الله القرآن العظيم وذروا ما يخالف لمحكمه سواء في التوراة والإنجيل وفي أحاديث السُنّة النبوية مهما كان الرواة ثقات لديكم، فذروا ما يخالف لمحكم القرآن وراء ظهوركم واعتصموا بحبل الله القرآن العظيم من اعتصم به فقد هدي إلى صراطٍ مستقيمٍ.[/SIZE][/COLOR][SIZE=5][COLOR=#0000CD]
[/COLOR][/SIZE][COLOR=#0000cd][SIZE=5]
ولربّما يود فضيلة الشيخ أحمد عمروا أن يقول: "وما هو البرهان المبين أنّ حبل الله الذي أمرنا أن نعتصم به ونكفر بما يخالف لمحكمه أنه القرآن العظيم؟" . ومن ثم نترك الجواب على الدكتور مباشرة من الربّ الرحيم الغفور. قال الله تعالى:[/SIZE][/COLOR][COLOR=#008000][SIZE=5]
{يَا أَيُّهَا النّاس قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا ﴿١٧٤﴾فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا ﴿١٧٥﴾}[/SIZE][/COLOR][COLOR=#0000cd][SIZE=5]
صدق الله العظيم [النساء]
اللهم قد بلغت اللهم فاشهد، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
أخوكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[/SIZE][/COLOR][/CENTER]
[/CENTER][/QUOTE]
[CENTER][COLOR="#006400"]
[SIZE=5]والله لقد ابكيتنا يا اخي المعلم الهادي بأذن الله الى صراط مستقيم [/SIZE]
[/COLOR][/CENTER]
صدق الامام ..قد أقيمت عليك الحجّة وهيمن عليك الإمام المهدي بسلطان العلم من آيات الكتاب المحكمات البيّنات
[SIZE=5][/SIZE][COLOR="#008000"]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
اقتباس للدكتور *أحمد عمرو *من بيان الامام المهدي المنتظر* ناصر محمد اليماني* عليه الصلاة والسلام..[/COLOR]........................................................
[SIZE=5][/SIZE][COLOR="#0000FF"]ويا أخي الكريم فضيلة الدكتور أحمد عمرو، حقيق لا أصف الله سبحانه إلا بما أعلمه من الحقّ ويُصدّقه العقل والمنطق، كمثل وصفي لحال نفس الله سبحانه قبل أن يخلق الخلق أنّه ليس راضيّاً ولا غضبانَ قبل أن يخلق الخلق كونه على من يغضب وعلى من يرضى [SIZE=7][/SIZE][U]ولا يوجد شيء قبله يغضب عليه أو يرضى عنه كونه الأوّل سبحانه ليس قبله شيء يغضب عليه لفعلٍ فعله أو يرضى عليه بسبب أنه قد وجده من المتقين؛ [/U]بل لا يوجد أحدٌ وبما أنّ الخَلْقَ صفرٌ إذاً رضوان الله أو غضبه صفر في نفسه، [SIZE=7][/SIZE][U]ولا أقصد أنّ من صفات الله أنّه لا يغضب ولا يرضى ولو كنت أقصد ذلك إذاً لَمَا غضب الله ولا رضي من بعد خلق الخلق؛ بل الله يغضب ويرضى[/U].
وإنّما قلنا: فعلى من يغضب وعلى من يرضى؟ بمعنى أنّ الله يغضب ويرضى ولكن لا يوجد أحدٌ يرضى الله عليه أو يغضب عليه بسبب عدم وجود الخلق وإقامة الحجّة عليهم حتى يغضب بالحقّ.[/COLOR]
ا[SIZE=7][/SIZE][COLOR="#0000FF"]قتباس آخر للدكتور* أحمد عمرو*.............................................
فما خطبك يا حبيبي في الله تكابر بغير الحقّ؟ فالكبر لله وإنما أنا وأنت عبيد فإذا تبيّن لأحدنا الحقّ مع الآخر وجب عليه أن يعترف بالحقّ من ربّه، فتذكر قولي هذا:[COLOR="#FF0000"] ( وجب عليه أن يعترف بالحقّ من ربّه ) [/COLOR]لكوني أجادلك بكلام الله مباشرة وليس من رأسي من ذات نفسي، وأعوذ بالله أن أقول على الله ما لا أعلم علم اليقين أنّه الحقّ لا شك ولا ريب. ...............................................................................................................................
......................................................................................................................................................................................................................................................................................................ويا حبيبي في الله، والله الذي لا إله غيره أنّه قد أقيمت عليك الحجّة وهيمن عليك الإمام المهدي بسلطان العلم من آيات الكتاب المحكمات البيّنات من آيات أم الكتاب فلماذا لا تريد أن تعترف أنك أخطأت في بيانك للقرآن لآيات في القرآن بالظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً؟
[/COLOR]
هناك سؤال جوهري مطروح على الساحة العلمية الاسلامية وعلى منابر أهل العلم
[CENTER][SIZE=6]الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسول الله
وآله وكافة المرسلين وعباده الصالحين
أخي الكريم الدكتور أحمد عمرو هناك سؤال جوهري مطروح على الساحة العلمية الاسلامية وعلى منابر أهل العلم وهو كالآتي : هل
فهمنا القرآن حق فهمه ؟ وهو سؤال يستحق النظر والاعتبار من المسلمين ، فعن أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَشَخَصَ بِبَصَرِهِ إِلَى السَّمَاءِ، ثُمَّ قَالَ: ((هَذَا أَوَانُ يُخْتَلَسُ الْعِلْمُ مِنْ النَّاسِ، حَتَّى لَا يَقْدِرُوا مِنْهُ عَلَى شَيْءٍ)) فَقَالَ زِيَادُ بْنُ لَبِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ: كَيْفَ يُخْتَلَسُ مِنَّا وَقَدْ قَرَأْنَا الْقُرْآنَ؟! فَوَاللَّهِ لَنَقْرَأَنَّهُ وَلَنُقْرِئَنَّهُ نِسَاءَنَا وَأَبْنَاءَنَا، فَقَالَ: ((ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا زِيَادُ، إِنْ كُنْتُ لَأَعُدُّكَ مِنْ فُقَهَاءِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، هَذِهِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ عِنْدَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى فَمَاذَا تُغْنِي عَنْهُمْ؟!)) قَالَ جُبَيْرٌ: فَلَقِيتُ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ، قُلْتُ: أَلَا تَسْمَعُ إِلَى مَا يَقُولُ أَخُوكَ أَبُو الدَّرْدَاءِ؟! فَأَخْبَرْتُهُ بِالَّذِي قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ، قَالَ: صَدَقَ أَبُو الدَّرْدَاءِ، إِنْ شِئْتَ لَأُحَدِّثَنَّكَ بِأَوَّلِ عِلْمٍ يُرْفَعُ مِنْ النَّاسِ؛ الْخُشُوعُ، يُوشِكُ أَنْ تَدْخُلَ مَسْجِدَ جَمَاعَةٍ فَلَا تَرَى فِيهِ رَجُلًا خَاشِعًا .
فزوال العلم يكون بعدم وجود من يقوم به، ويفهمه حق فهمه، وهو ذهاب أوعيته، ويكون بعدم العمل به، فمن لم يعمل بما علم فلا فائدة في علمه، والنبي صلى الله عليه وسلم أخبر بأن العلم يرتفع من الناس مع أن أصله موجود لكن لما لم يستفد الناس منه ويفهموه حق فهمه كان وجوده وعدمه سواء.
قال تعالى : (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مدكر ) الآية ، فهذا القرآن العظيم قد سهل الله ألفاظه للحفظ والأداء ومعانيه للفهم والعلم؛ لأنه أحسن الكلام لفظًا وأصدقه معنى وأبينه تفسيرًا فكل من أقبل عليه يسر الله عليه مطلوبه غاية التيسير وسهله عليه ، وفهم القرآن وتدبره ليس مقصورًا على العلماء بل كل واحد لا بد أن يأخذ حظه من القرآن بحسب ما ييسره الله له وبحسب ما معه من الفهم والعلم والإدراك ، فالله تبارك وتعالى دعا عباده كلهم إلى تدبر القرآن وفهمه ولم يخص طائفة بذلك دون طائفة، ولو كان فهم القرآن وتدبره مقتصرًا على فئة من الناس لكان نفع القرآن محصورًا عليهم ، قال تعالى (فإنما يسرناه بلسانك لعلم يتذكرون) الآية ، ويقول سبحانه (فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنذِرَ بِهِ قَوْماً لُّدّاً ) الآية .
فلما نتأمل القرآن ماذا نجد ؟ نجد ملكا كبيرا و نجد ملكًا له الملك كله وله الحمد كله مجاري الأمور كلها بيده ومصدرها منه ومردها إليه لا تخفى عليه خافية من أقطار مملكته عالمًا بما في نفوس عبيده، مطلعًا على أسرارهم وعلانيتهم منفردًا بتدبير المملكة، يسمع ويرى ويعطي ويمنع ويثيب ويعاقب ويكرم ويهين ويخلق ويرزق ويميت ويحيى ويقدر ويقضي ويدبر الأمور نازلة من عنده دقيقها وجليلها وصاعدة إليه لا تتحرك ذرة إلا بإذنه ولا تسقط ورقة إلا بعلمه فلا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء ، كما أن في القرآن من الكنوز والأسرار والمعارف والعلوم ما يختص به أهل العلم كل بحسب درجة ايمانه ويقينه ، والوقوع في الخطأ عند تدبر القرآن وفهمه وارد فإن الإنسان قد يفهم من الكلام معنى عامًا ويكون المقصود ما هو أخص من ذلك، وقد يفهم منه معنى آخر غير المراد منه ، فقد يكون الخطأ بسبب تقصير في النظر والتأمل ومعرفة ما يجب معرفته أو بسبب هوى في النفس فإن بعض الناس يكون في نفسه معنى المعاني أو يعتقد شيئًا من الاعتقاد ثم يطلب ما يدل عليه من القرآن فيفهم الآية على غير المقصود منها لتوافق ما نفسه واعتقاده والواجب على المسلم أن يكون همه طلب معرفة مراد الله تعالى ومقصوده ولا يكون همه البحث عما يوافق ما في نفسه فإن الفهم الصحيح يمده حسن القصد وتحري الحق ، وقد ذم الله من يتمسك ببعض الآيات دون بعض أو يأخذ المتشابهات ويدع المحكمات ، فقال تعالى: (أفتأمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض) الآية ، وقال: (فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله) الآية ، وهذا يعني أن آيات الله تعالى تشد بعضها بعضا وتفسر بعضها بعضا وهي متكاملة في بيانها الحق و فيما ترشد غاياتها ومقاصدها وهي البلوغ الى خير المقاصد بما يرضي الله ، والنفوس الخيرة انما تتهذب على هذا المعنى الحق في توجهاتها صدقا بمحبتها وبمعرفتها الحق بقوله تعالى ( وقيل للذين اتقوا ماذا أنزل ربكم قالوا خيرا ) الآية ،
ولعل أن هناك آية لم تغب عنا في هذا السياق الذي نحن بصدده عند قوله تعالى في محكم ذكره ( لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ ) الآية ، فكتاب الله تعالى هو في المقام الأول (هدى للمتقين ) الآية ، يبصرهم الله ويعلمهم آياته بسعيهم الصادق ، ونحن لما نقرأ قوله تعالى ( وَلَوْ شَآءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ ٱلنَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ ) * ( إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذٰلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ ٱلْجِنَّةِ وَٱلنَّاسِ أَجْمَعِينَ ) الآيتان ، نسعى جاهدين لفهمها وتدبر معانيها وما يقصد كلام الله في هاتان الآيتان فهو سبحانه لم يدّخرهم إرشاداً أو نصحاً بواسطة الرُّسُل ودعاة الخير ومُلقّنيه من أتباع الرسل، وهم أولو البقية الذين ينهون عن الفساد في الأرض، فمن الناس مهتد وكثير منهم فَاسِقُونَ ولو شاء لَخلق العقولَ البشرية على إلهام متّحد فلا شكّ أن حكمة الله اقتضت ذلك لأنه يدعو الى دار السلام وابتغاء واتباع رضوانه بإقامة مراد الله تعالى ونيل رضوانه من مساعي البشر في هذه الحياة الدنيا الزائلة المخلوطة، لينتقلوا منها إلى عالم الحياة الأبديّة الخالصة إن خيراً فخير وإن شراً فشر، فلو لم يخلقهم كذلك لما كان العمل الصالح مقتضياً ثواب النعيم ولا كان الفساد مقتضياً عقاب الجحيم، فلا جرم أنّ الله خلق البشر على نظام من شأنه نشوء الاختلاف بينهم فالله تعالى لمّا خلق العقول صالحة لذلك جعل منها قبول الحق بحسب الفطرة التي هي سلامة العقول من عوارض الجهالة والضلال وهي الفطرة الكاملة المشار إليها بقوله
تعالى ( كان الناس أمة واحدة ) الآية ، وقال تعالى (وما كان النّاس إلاّ أمّةً واحدةً فاختلفوا ) الآية ، ولما كان الاختلاف اختلافا في الدّين وأنّ معناه العدول عن الحق إلى الباطل لأنّ الحق لا يقبل التعدّد والاختلاف ورد الاستثناء المثير وفيه اشارة واضحة لمن هم ثابثون على الدين الحق ولم يخالفوه بقوله تعالى ( إلاّ من رحم ربك ) الآية ، أي فعصمهم من الاختلاف ، ولمّا خلقهم على جِبِلّة قاضية باختلاف الآراء والنزعات وكان مريداً لمقتضى تلك الجبلّة وعالماً بها كان الاختلاف علّة غائية لخلقهم (ولذلك خلقهم ) الآية ، والعلّة الغائية لا يلزمها القصر عليها بل يكفي أنها غاية الفعل، وقد تكون معها غايات كثيرة أخرى منها قولُه تعالى :
( وما خلقت الجنّ والإنس إلاّ ليعبدون ) الآية ،
وكذلك فالناس في مدارج الارتقاء والمعرفة مراتب فتتميز بذلك قلوب الناس وما وعت بادراكاتها الفطرية السليمة ، كما أن الحق
بين في كتاب الله العزيز للاسترشاد الى الحق ، فسبحان من له الحكمة البالغة والمتعالية لهداية الناس الى خيرهم وصلاحهم باتباع سبل الهدى والرضوان فيسترشدوا بذلك الى أصلح الأمور وأقومها ويفوزوا فوزا عظيما .[/SIZE][/CENTER]
لا تتبع الهوى يادكتور فيضلك بعد الهدى
(فماذا بعد الحق إلا الضلال).
(فمال هؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا).
(وقل جاء الحق وما بيدىء الباطل وما يعيد)
(قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون)