اقتباس المشاركة 110809 من موضوع السبب الحقيقي للإشراك بالله وسرّ الشفاعة ..




- 26 -
الإمام ناصر محمد اليماني
16 - 01 - 1431 هـ
01 - 01 - 2010 مـ
11:38 مساءً
ــــــــــــــــــــ




أخي السائل إنّ المشركين بالله ينقسمون إلى ثلاثة أقسام ..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى جميع المسلمين، وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..

أخي السائل، إنّ المشركين بالله ينقسمون إلى ثلاثة أقسام:
أولاً: المؤمنون المشركون. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ ‎﴿١٠٣﴾‏ وَمَا تَسْأَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ۚ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ ‎﴿١٠٤﴾‏ وَكَأَيِّن مِّنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ ‎﴿١٠٥﴾‏ وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللَّهِ إِلَّا وَهُم مُّشْرِكُونَ ‎﴿١٠٦﴾‏ أَفَأَمِنُوا أَن تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِّنْ عَذَابِ اللَّهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ‎﴿١٠٧﴾‏ قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ‎﴿١٠٨﴾‏ وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُّوحِي إِلَيْهِم مِّنْ أَهْلِ الْقُرَىٰ ۗ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۗ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ اتَّقَوْا ۗ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ‎﴿١٠٩﴾‏ حَتَّىٰ إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاءُ ۖ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ ‎﴿١١٠﴾‏ لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ ۗ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَىٰ وَلَٰكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ‎﴿١١١﴾‏} صدق الله العظيم [يوسف].

وهؤلاء مؤمنون بالله، وإنما يعبدون عباده المقربين فيدعونهم ليقربوهم إلى الله زُلفى ولكن الله يُعذّب المؤمنين المشركين ولا يُعذب الذين اتّخذوهم أرباباً من دون الله لأنّهم عباده المُكرمين، وإنّما بالغوا فيهم بغير الحقّ وقالوا إنّهم شفعاؤهم يوم الدّين يوم يقوم النّاس لربّ العالمين، ولم يكونوا يعلمون بما فعل أقوامُهم من بعدهم وأنّهم عظَّموهم فبالغوا فيهم بغير الحقّ حتى عبدوهم من دون الله، ولم يعلم بذلك عباد الله المقربين من الأنبياء والمُكرمين المقربين أنّهم يعبدونهم من دون الله إلا يوم يقوم النّاس لربّ العالمين، ومن ثم تبرّأوا منهم وأنكروا عبادتهم لهم من دون الله. وقال الله تعالى:
{وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكَانَكُمْ أَنْتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ وَقَالَ شُرَكَاؤُهُمْ مَا كنتم إِيَّانَا تَعْبُدُونَ ﴿٢٨﴾ فَكَفَىٰ بِاللَّهِ شهيداً بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إنْ كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ ﴿٢٩﴾ هُنَالِكَ تَبْلُو كلّ نَفْسٍ مَا أَسْلَفَتْ وَرُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الحقّ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم [يونس].

بمعنى أنّهم كفروا بشُركهم بالمبالغة فيهم بغير الحقّ. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا ﴿٨١﴾ كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [مريم].

وهؤلاء هم المؤمنون بالله المشركون به عباده المُقربون فيدعونهم من دون الله فيزعمون أنّهم شُفعاؤهم بين يدي الله. وقال الله تعالى:
{أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ هَٰذَا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الحقّ فَهُمْ معرضونَ ﴿٢٤﴾ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ﴿٢٥﴾ وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَٰنُ وَلَدًا سبحانه بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ ﴿٢٦﴾ لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ ﴿٢٧﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].

فهؤلاء عباد الله المُقربون من الأنبياء والأولياء المُكرمين يبالغ فيهم المؤمنون من بعدهم فيُعظِّمونهم جيلاً بعد جيل حتى يجعلوهم أسطورةً فيبالغوا فيهم بغير الحقّ ثم يدعوهم من دون الله. وقال الله تعالى:
{رَبُّكُمْ أعلم بِكُمْ إِنْ يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِنْ يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا ﴿٥٤﴾ وَربّك أعلم بِمَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرض وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَىٰ بَعْضٍ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا ﴿٥٥﴾ قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا ﴿٥٦﴾ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ ربّهم الْوَسِيلَةَ أيّهم أقرب وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ ربّك كَانَ مَحْذُورًا ﴿٥٧﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

وقد ابتعث الله الأنبياء من الجنّ والإنس إلى أقوامهم ليخرجوهم من عبادة العباد إلى عبادة ربّ العباد ويحاجّوهم بآيات ربّهم. وقال الله تعالى:
{يَا مَعْشَرَ الجنّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَٰذَا قَالُوا شَهِدْنَا عَلَىٰ أَنْفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ} صدق الله العظيم [الأنعام:١٣٠].

وإنما الأصنام هي أصلاً تماثيل صنعوها لعباد الله المُكرمين في كل أمّة، ولكن يضل السرّ في عبادة الأصنام جيلاً بعد جيل ثم يبعث الله رسله فيسألوا عُبّاد الأصنام عن سرّ عبادتهم للأصنام ولكن قد ضلّ السرّ عنهم في عبادتهم للأصنام وقالوا إنّ آباءهم يعلمون السرّ في عبادة الأصنام فهم أعلم وأحكم وإنّما يتّبعون آباءهم. وقال الله تعالى:
{وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ ﴿٦٩﴾ إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ ﴿٧٠﴾ قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ ﴿٧١﴾ قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ ﴿٧٢﴾ أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ ﴿٧٣﴾ قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَٰلِكَ يَفْعَلُونَ ﴿٧٤﴾ قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كنتم تَعْبُدُونَ ﴿٧٥﴾ أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ ﴿٧٦﴾ فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا ربّ العالمين ﴿٧٧﴾ الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ ﴿٧٨﴾ وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ ﴿٧٩﴾ وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ﴿٨٠﴾ وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ ﴿٨١﴾ وَالَّذِي أَطْمَعُ أنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدّين ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [الشعراء].

فهو لا ينتظر الشفاعة من أحد، ولذلك قال:
{وَالَّذِي أَطْمَعُ أنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدّين} صدق الله العظيم، ولكنّ الذين كانوا يعبدون الأصنام ردوا الحجّة على آبائهم الذين أضلّوهم بعبادة الأصنام وكلّ أمّةٍ ردّت الحجّة على آبائهم الذين من قبلهم، فيقولون أغويناهم كما غوينا بسبب اتّباع آباءنا من قبلنا، وهكذا كلّ أمّة تلقي باللوم على آبائهم من قبلهم إلى الأمّة الذين يعلمون بسرّ عبادة الأصنام، فاعترفوا أنّهم صنعوا تماثيل لعباد الله المقربين وهنا يتبرّأ المقربون منهم. وقال الله تعالى: {وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كنتم تَزْعُمُونَ ﴿٦٢﴾ قَالَ الَّذِينَ حقّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ رَبَّنَا هَٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنَا أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ ﴿٦٣﴾} صدق الله العظيم [القصص].

فأما الذين قالوا:
{رَبَّنَا هَؤُلاَءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنَا} فألقوا باللوم على آبائهم الذين من قبلهم، وآباؤهم يلقون اللوم على آبائهم الذين من قبلهم حتى وصل السرّ في عبادة الأصنام عن الأمّة الأولى واعترفوا أنهم أغووهم بسبب أنهم بالغوا في عباد الله المُكرمين فصنعوا لهم تماثيل، ومن ثم تبرأ من عبادتهم عبادُ الله المكرمون. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كنتم تَزْعُمُونَ ﴿٦٢﴾ قَالَ الَّذِينَ حقّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ رَبَّنَا هَٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنَا أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ ﴿٦٣﴾}صدق الله العظيم [القصص].

وكانوا يعبدونهم ليقربوهم إلى الله زُلفى ويدعوهم ليشفعوا لهم بين يدي الله. وقال الله تعالى:
{وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَٰؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الأرض سبحانه وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ} صدق الله العظيم [يونس:١٨].

وقال الله تعالى:
{أَلَا لِلَّهِ الدّين الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَىٰ إنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ}صدق الله العظيم [الزمر:٣].

إذاً يا قوم قد علمتم ما هو سبب الإشراك بالله إنّه المبالغة في عباد الله المكرمين سواء يكونون من الإنس أو من الجنّ.

وأما آخرين فيشركون بالله ويعبدون الجنّ من دون الله وخدعهم الشياطين، وأما كيف أشرك آخرون في عبادة الجنّ وذلك لأنّ شياطين الجنّ يَظْهَرون لهم ولكنهم لا يقولون لهم أنّهم شياطين من الجنّ بل يقولون نحنُ ملائكة الرحمن المُقربون فيأمرونهم أن يسجدوا لهم قربةً إلى ربّهم فيعبدونهم من دون الله، وسألهم الله ما كانوا يعبدون من دونه قالوا كُنا نعبد ملائكتك المقربين ليقربونا إليك زُلفةً، ومن ثم يسأل الله ملائكته؛ وقال الله تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَٰؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ ‎﴿٤٠﴾‏ قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِم ۖ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ ۖ أَكْثَرُهُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ ‎﴿٤١﴾‏} صدق الله العظيم [سبأ].

ويا معشر الشيعة والسُّنة والجماعة، ذروا الشفعاء بين يدي الله، ومن كان يرجو شفاعة عبدٍ بين يدي الله فقد أشرك بالله ولن يجد له من دون الله ولياً ولا نصيراً، واعتصموا بآيات الكتاب المُحكمات هُنّ أمّ الكتاب خيراً لكم، وذروا المتشابهات التي لا تحيطون بعلمها في ذكر الشفاعة فإنكم لا تحيطون بها علماً فذروها واعتصموا بآيات الكتاب المحكمات هُنّ أمّ الكتاب. وقال الله تعالى:
{وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أنْ يُحْشَرُوا إِلَىٰ ربّهم لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ}صدق الله العظيم [الأنعام:٥١].

وقال الله تعالى:
{إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ ﴿١٣﴾ وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ ﴿١٤﴾ يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدّين ﴿١٥﴾ وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ ﴿١٦﴾ وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدّين ﴿١٧﴾ ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدّين ﴿١٨﴾ يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شيئاً وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ ﴿١٩﴾}صدق الله العظيم [الانفطار].

وقال الله تعالى:
{أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ شُفَعَاءَ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شيئاً وَلَا يَعْقِلُونَ ﴿٤٣﴾ قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا له مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأرض ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿٤٤﴾ وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ ﴿٤٥﴾ قُلِ اللهم فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأرض عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أنت تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴿٤٦﴾ وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الأرض جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ مِنْ سُوءِ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ ﴿٤٧﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

وإنّما تشفع لكم رحمته في نفسه من غضبه إن يشأ، فأنيبوا إلى الله أرحم الراحمين، فمن ذا الذي هو أرحم بكم من الله أرحم الراحمين حتى يشفع لكم بين يديه؟ فكيف يكون أرحم من الله بعباده، أفلا تتقون!

وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
خليفة الله؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
__________________

اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..



السلام عليكم ماشاء الله ماشاء الله بيان مزلزل آه لويصل للذين يتبركون بالسيدة زينب عليها السلام
و بعض أولياء الله الصالحين و أنه سيوقف زحف التشيع

السبب الحقيقي للإشراك بالله وسرّ الشفاعة ..
https://nasser-alyamani.org/showthread.php?14250





الحمدلله الذي لم يجعلنا من المشركين به
ونسأل ربنا ان لا يزغ قلوبنا بعد اذا هدانا
وسلام على المرسلين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين والحمدلله رب العالمين
الحمدلله الذي لم يجعلنا من المشركين به
الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله
الحمد لله الذي جعلنا في أمة المهدي المنتظر الإمام ناصر محمد اليماني
الحمدلله الذي وفقنا لمعرفة الحق وإتباعه
اللهم غنا نعوذ بك أن نشرك بك شيء نعلمه ونستغفرك لما لانعلمه .
اللهم جنبنا المشركين يا الله الحمدلله على نعمة الله ان هداني الى الامام
اقتباس المشاركة : سامبو فراس
اللهم جنبنا المشركين يا الله الحمدلله على نعمة الله ان هداني الى الامام
انتهى الاقتباس من سامبو فراس
يا مرحبا بالاخ الكريم سامبو فراس
الحمدلله الذي اراك الحق حقا ورزقك اتباعه
اخي ارسل بيعتك في قسم البيعة وبايع الله عز وجل فالبيعة لله
وتقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال
وسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اقتباس المشاركة : السلـفي
نسيت قسماً
وهم الذين يقولون ( يا علي ) ويطلبونه
اتمنى تضيفه عندك بالموضوع
انتهى الاقتباس من السلـفي
...... اقرأ....

1_المؤمنين المُشركين تصديقاً لقول الله تعالى:

{ وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ (104) وَمَا تَسْأَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ (105) وَكَأَيِّن مِّن آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ (106) وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ (107) أَفَأَمِنُواْ أَن تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِّنْ عَذَابِ اللّهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ (108) قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (109) وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِم مِّنْ أَهْلِ الْقُرَى أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ اتَّقَواْ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ (110) حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاء وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ (111) لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (112) }

صدق الله العظيم , [يوسف]


وهاؤلاء مؤمنين بالله وإنما يعبدوا عباده المُقربين فيدعونهم ليقربونهم إلى الله زُلفاً ولكن الله يُعذب المؤمنين المُشركين ولا يُعذب الذين أتخذونهم أرباباً من دون الله لأنهم عباده المُكرمين وإنما بالغوا فيهم بغير الحق وقالوا أنهم شفعاءهم يوم الدين يوم يقوم الناس لرب العالمين ولم يكونوا يعلمون بما فعل أقوامهم من بعدهم وأنهم عظمونهم فبالغوا فيهم بغير الحق حتى عبدونهم من دون الله ولم يعلم بذلك عباد الله المُقربين من الأنبياء والمُكرمين المُقربين أنهم عبدونهم من دون الله إلا يوم يقوم الناس لرب العالمين ومن ثم تبرأوا منهم وأنكروا عبادتهم لهم من دون الله وقال الله تعالى:

{ وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكَانَكُمْ أَنْتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ ۚ فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ ۖ وَقَالَ شُرَكَاؤُهُمْ مَا كُنْتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ ﴿28﴾ فَكَفَىٰ بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِنْ كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ ﴿29﴾ هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَا أَسْلَفَتْ ۚ وَرُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ ۖ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ ﴿30﴾ }
اللهم اني أعوذ بك أن أشرك بك شيءاً أعلمه واستغفرك لما لا أعلمه